بحث

dsdsdsd

من الحصبة وحتى الوردية - الطفح الجلدي لدى الأطفال

ما الفرق بين الحصبة الألمانية والوردية؟ كيف نتعرّف على الحصبة؟ ما هو المرض الخامس؟ دليل للأهل يحتوي على كل ما يجب معرفته عن الطفح الجلدي لدى الأطفال، ويشمل العلاج الملائم لكل مرض من الامراض

د. موطي حايمي, البروفيسور رنون كوهن

باختصار

01

الطّفح هو ظهور آفات على الجلد. بالإمكان وصف الطفح بحسب لون الآفات، مظهرها وملمساه وطبيعة انتشارها على الجسم.

02

من الممكن أن تكون للطفّح أسباب مختلفة: أمراض عدوائية، أمراض وراثية أو مناعية ذاتية؛ مختلف الأمراض الخبيثة أو الحساسية.

03

غالبا، فأن الطفح الجلدي الذي يختفي أو يصبح لونه فاتحا عند الضغط عليه، ويعود إلى شكله الطبيعي عند تركه، لا يكون خطيرا.

المعنى الطبي لكلمة "طفح جلدي" هو ظهور آفات على الجلد. يطلق أطباء الجلد على الكثير من الظواهر اسم "طفح جلدي"، حتى عندما لا يكون الحديث عن مرض فايروسي أو بكتيري، كما كان يمكننا الاعتقاد.

بالإمكان وصف الطفح الجلدي بعدّة طرق: بحسب لون الآفات، بحسب شكل وملمس الآفات وبحسب طبيعة انتشارها على الجسم (مثلا، هل الطفح محصور فقط في المناطق المعرضة للشمس أو أنه يظهر أيضا في المناطق المغطاة بالملابس طوال الوقت).

ما هي أسباب الطفح الجلدي؟

الجلد هو أكبر عضو في جسمنا (15% من وزن جسمنا). يلعب عدّة أدوار هامة جدا، وبضمنها الحماية من الجفاف، الحماية من التلوث، التحكّم بدرجة حرارة الجسم.

نظراً لكونه غلافا خارجيا، فإن الجلد يكون معرضا طوال الوقت تقريبا لمختلف عوامل الإثارة التي من الممكن أن تسبب، من ضمن ما تسببه، الطفح الجلدي. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن ينتج الطفح الجلدي عن التلوث، الأمراض الوراثية، أمراض جهاز المناعة، مختلف الأمراض الخبيثة والحساسيات. 

ما هي أعراض الطفح الجلدي؟

العرض الأساسي للطفح الجلدي هو التغيير في لون البشرة وفي ملمسها (مثلا، نشوء تبثّرات أو "قشور" على الجلد). من الممكن أن يتركّز الطفح الجلدي في منطقة واحدة من الجسم، أن ينتشر في مناطق مختلفة أو على كل الجسم. من الممكن أن يسبب الطفح الحكّة، وقد تصاحبهما أيضا أعراض مثل ارتفاع الحرارة الموضعي، الحكة والألم الموضعي. 

كيف نشخّص؟

بموجب انطباع الطبيب، من الممكن أن يقوم بتحويل الشخص الخاضع للفحص لإجراء فحوص إضافية مثل الفحوص الخاصة لتشخيص الأمراض العداوئية - تربية زرع بكتيريا أو فايروسات (على أرضية خاصة في المختبر). في بعض الأحيان، تتم الاستعانة بفحوص الدم، وفي أحيان نادرة تكون هنالك حاجة لفحوص واسعة النطاق أو أكثر غزوية (فحوص التصويرأو الخزعة).

ما هي مسبّبات الطفح الجلدي الأساسية لدى الأطفال؟

تميّز حالات الطفح المختلفة الكثير من أمراض الطفولة الناتجة عن بكتيريا أو فايروسات. مع مرور السنين، أصبحت الكثير من الأمراض التي كانت منتشرة في الماضي، والتي تميّزت - من ضمن ما تميّزت - بالطفح الجلدي، نادرة بفضل مختلف اللقاحات والتطعيمات التي يتم إعطاؤها ضد هذه الأمراض. ومع ذلك، ما تزال هنالك الكثير من الأمراض الشائعة التي تتّسم بظهور الطفح الجلدي.

خلال كم من الوقت يختفي الطفح الجلدي؟

تتعلّق مدّة الطفح الجلدي بالعامل المسبب له. هكذا، مثلا، من المتوقع أن يختفي الطفح الجلدي الناتج عن الحساسية خلال بضعة أيام من التعرّض للمادة المسببة له. كذلك الأمر بالنسبة للطفح الناتج عن مرض فايروسي، غالبا ما يختفي خلال فترة قصيرة نسبيا: بين عدّة أيام وعدّة أسابيع. 

أمراض فايروسية شائعة تسبب الطفح الجلدي

الوَردِيَّةُ الطِّفليَّة

050526_3_roseola-web.png

الوردية أو الوردية الطفلية هي أسماء عربية مختلفة للمرض الفايروسي الذي يطلق عليه Roseola infantum والذي يهاجم بالأساس الأطفال حتى عمر سنتين - عادة ما يحصل ذلك في مواسم الربيع والخريف.

سيرورة المرض هي التي تتيح إمكانية تشخيصه بقدر كبير من التأكيد: الوردية هو مرض الطفح الجلدي الوحيد الذي يبدأ بحمّى شديدة تستمر ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام. ويظهر الطفح فقط بعد انخفاض الحرارة.

يتألف الطفح من آفات صغيرة ومسطّحة - أو مرتفعة قليلا عن سطح الجلد - وردية اللون. يظهر الطفح بداية في منطقة الصدر، البطن والظهر، وينتشر بعد ذلك باتجاه الأطراف. يختفي الطفح الجلدي خلال يوم-يومين. أحيانا، في أعقاب الارتفاع المفاجئ بدرجة الحرارة إلى مستويات عالية جدا، من الممكن حصول نوبات صرع الحمّى. يختفي المرض من تلقاء نفسه دون الحاجة لعلاج، عدا خفض الحرارة.

جدري الماء

phototake_chickenpox_skin_lesions.png

مسبب جدري الماء هو فايروس. يدور الحديث عن مرضٍ مُعدٍ جدا، والذي غالبا ما لا يكون خطيرا، لكنه قد يسبب قدرا كبيرا من الإزعاج، بل وحتى المعاناة. لدى نسبة صغيرة من الأطفال، من الممكن أن يتطور جدري الماء إلى مرض خطير، وفي بعض الحالات النادرة، وبالأساس عند وجود أمراض إضافية مرافقة في الجهاز المناعي، من الممكن أن يكون خطيرا.

تظهر أعراض المرض بين 10 أيام وثلاثة أسابيع بعد الإصابة بالعدوى. أول أعراض جدري الماء هي الحرارة، والتي تكون مصحوبة - في كثير من الأحيان - بألم الحلق والتعب. يأتي الطفح الجلدي (الذي يسبب الكثير من الحكّة) بعد ذلك بيوم- يومين، في الرأس، في ثنايا اليدين وفي منطقة داخل الفخذ.

يكون الطفح في البداية منطقة حمراء في وسطها كيسة سائل صغيرة. بعد انفجار الكيسة، تصبح مغطاة بندبة.

الطفح الجلدي الناتج عن جدري الماء ليس متجانسا. فهو يتغير بحسب مرحلة تطوّر المرض وبحسب نوع الجلد الذي ينتشر فيه.

ليس بالإمكان توقّع شدّة المرض ومدى كثافة الطفح الجلدي مسبقا. أحيانا، يتمثل المرض من خلال آفات معدودة فقط، ويكاد يكون غير محسوس، وفي بعض الأحيان يكون الطفل المريض مغطىً بالكثير من الآفات المنتشرة - حتى في غشاء الفم المخاطي، العينين والأعضاء التناسلية. في كثير من الأحيان، يصل الأطفال المصابين بهذه الحالة للتسرير من أجل علاج مضاعفات الطفح الجلدي.

بالإمكان العودة إلى الروضة أو إلى المدرسة عند تحوّل آخر آفة من كيسة إلى ندبة، حيث لا يعود المرض معديا في هذه المرحلة. بكلمات أخرى: بإمكان الطفل العودة إلى الإطار التربوي الذي يتعلّم فيه حتى لو كان كل جسمه مغطى بالطفح الجلدي - وشريطة أن يكون الحديث عن آفات تغطيها الندوب وليس الكيسات (البثور).

بالعادة، لا يترك الطفح الجلدي وراءه علامات أو ندوب، إلا إذا تلوثت الآفات تلوثا ثانويا أدى إلى حصول ضرر عميق في الجلد. تعتبر مثل هذه الحالات نادرة جدا. إذا كان الطفل يقوم بحكّ الجلد، فمن المهم جدا إعطاؤه علاجا ضد الحكة، نظرا لأن الحكّة قد تؤدي إلى ندوب في الجلد.

بالعادة، لا يتم إعطاء الأطفال المعافين علاجا دوائيا روتينيا لجدري الماء. الأدوية التي يتم إعطاؤها في مثل هذه الحالات هي أدوية للتخفيف من الحكّة، مثل قطرات فينيستيل (عن طريق الفم). من الأهمية بمكان الحفاظ على نظافة الجلد واستحمام الطفل مرة في اليوم على الأقل. لا مانع للخروج مع الطفل من المنزل، وشريطة تفادي الاقتراب من الأطفال الآخرين، لمنع انتقال العدوى.

لدى فئات معينة من الناس (مثل الأشخاص مثبطي المناعة) يتم إعطاء علاج دوائي مضاد للفايروسات عن طريق الفم أو عبر الحقن الوريدي.

خلال سنوات الـ 90 من القرن الـ 20، تم ابتكار لقاح (تطعيم) ضد جدري الماء، وقد أصبح اليوم جزءا من خطة اللقاحات الرسمية. اللقاح آمن وناجع جدا، ويتم إعطاؤه بجرعتين: الأولى بين عمر سنة حتى 15 شهرا، والجرعة الثانية بين عمر 4 سنوات حتى 6 سنوات. يتم إعطاء اللقاح عن طريق حقنة تحت الجلد، ومن الممكن أن يسبب احمرارا في المنطقة وحساسية بسيطة لعدّة أيام فحسب.

بعد التطعيم، يكون غالبية الأطفال محصّنين ضد المرض، وإن كان من الممكن حصول حالات لظهور المرض بالرغم من التطعيم. لكن في مثل هذه الحالات، يكون المرض طفيفا جدا، ويتمثل بآفات معدودة فقط، تختفي سريعا.

جدري الماء هو أحد عوامل الخطورة التي تؤدي إلى ظهور الهربس النطاقي في سن البلوغ، ولذلك من المهم جدا تطعيم كل الأطفال، إلا إذا كانت هنالك مضادات استطباب للقاح.

تلخيصا: على الرغم من أن جدري الماء هو مرض طفيف في الغالب، إلا أنه من أجل تفادي الحالات الخطيرة والنادرة، من المفضل جدا تطعيم الأطفال.

الحصبة

measles1.png

الحصبة هي مرض فايروسي (يسببه فايروس الـ measles) يكون مصحوبا بطفح جلدي يميّزه. في الماضي، كانت هنالك الكثير من جوائح الحصبة، لكن اليوم هنالك لقاح ناجع وفعّال، وبفضله أصبح بالإمكان منع وتفادي المرض. بالرغم من ذلك، فإننا نشهد حالات انتشار للحصبة لدى الفئات السكانية التي لم يتم تطعيمها ضدها، وعندها من الممكن أن تكون تكلفة المرض باهظة جدا بالنسبة لمن يصابون به.

يبدأ المرض بعد نحو أسبوعين من الإصابة بالعدوى. تذكّرنا أعراض المرض بـ الإنفلونزا: رشح واحتقان في الأنف، احمرار في العينين، سُعال وحُمّى قد تكون شديدة جدا. يبدو الطفل مريضا، مسكينا ولامباليا في بعض الأحيان.

في اليوم الثالث أو الرابع من المرض، يظهر طفح جلدي لونه أحمر مائل للبني. في البداية، يبدأ الطفح في الوجه، لكن سرعان ما ينتشر الطفح إلى بقية مناطق الجسم. تندمج مناطق الطفح الجلدي تدريجيا على شكل أسطح حمراء بارزة قليلا فوق سطح الجلد. في هذه المرحلة، تكون الحصبة مصحوبة بارتفاع الحرارة الشديد جدا، وبشعور بالمرض والتعب. خلال ثلاثة حتى خمسة أيام، تبدأ درجة الحرارة بالهبوط تدريجيا، كما تتلاشى بقية الطفح الجلدي.

ليس هنالك علاج محدد لمرض الحصبة، عدا العلاج الداعم الذي يخفف عن الطفل. تظهر مضاعفات الحصبة في أحيان نادرة، لكنها قد تكون خطيرة.

تقع مسؤولية تفادي الإصابة بعدوى الحصبة، أولا وقبل كل شيء، على الأهل الذين يجب عليهم تطعيم الطفل بعمر سنة، مع التطعيم ضد النّكاف وضد الحصبة الألمانية. غالبا ما يتم إعطاء جرعة إضافية من اللقاح في الصف الأول، بعمر حوالي 6 سنوات. لقد تم ضحد الخوف الذي كان سائدا في الماضي حول علاقة ممكنة بين اللقاح ضد الحصبة وبين حصول التوحّد بصورة كاملة، وذلك من خلال الكثير من الأبحاث. بالإضافة إلى ذلك، فقد استبعدت المقالة الأساسية التي ادعت بوجود علاقة بين اللقاح ضد الحصبة والتوحّد استبعادا علميا، ولم تعد لها أي صلاحية مطلقا.

الحصبة الألمانية
rubella.png
الحصبة الألمانية هي مرض فايروسي، وبصورة مشابهة للحصبة، فإن الإصابة بالعدوى تنتج عن استنشاق قطرات رطبة وصغيرة يطلقها الأشخاص المرضى عند السعال أو العطس. يعتبر هذا المرض أقل حدّة من الحصبة، وتظهر أعراضه بعد 14 يوما حتى 21 يوما من التعرّض للفايروس.

خلال يوم واحد حتى خمسة أيام من المرض غير الشديد، تظهر عقد لمفاوية منتفخة في منطقة العنق ووراء قوقعة الأذنين. منذ البداية، تكون الحصبة الألمانية مصحوبة بطفح جلدي وردي اللون يبدأ من الوجه وينتشر لاحقا باتجاه العنق ومن هنالك إلى بقية أجزاء الجسم. يختفي الطفح الجلدي خلال يومين إلى ثلاثة أيام. ليس هنالك علاج محدد للحصبة الألمانية، ولا يترك المرض - لدى الأطفال - أية أضرار.

لدى الأطفال، يكون المرض طفيفا. القلق الأساسي هو من إمكانية أن ينقل الطفل المريض العدوى لامرأة حامل . تعتبر مثل هذه العدوى خطيرة إذا كانت المرأة الحامل تتواجد في نطاق أول 16 أسبوعا من الحمل، وتكون خطيرة جدا إذا كانت المرأة الحامل بين الأسبوع 8 والأسبوع 10 من الحمل. يكمن الخطر في أن يتعرض الجنين الذي تحمله المرأة الحامل في رحمها للضرر بسبب فايروسات الحصبة الألمانية ويعاني من تشوهات خلقية.

في إسرائيل، تم تطعيم غالبية النساء الموجودات في سن الخصوبة ضد الحصبة الألمانية، لكن يمكن لمن ليست متأكدة من ذلك إجراء فحص للأجسام المضادة للحصبة الألمانية في دمها، ومن خلال ذلك معرفة ما إذا كان قد تم تطعيمها. الخوف من الحصبة الألمانية خلال الحمل هو السبب الأساسي لإعطاء اللقاحات في سن الطفولة.

الحمامى العدوائية (المرض الخامس - fifth disease)
 5th_disease_08.jpg

الحمامى العدوائية (Erythema infectiosum)، التي تسمى أيضا بالمرض الخامس، هي مرض فايروسي ينتشر بصورة خاصة خلال أشهر الربيع. يُطلق على الفايروس المسبب للمرض اسم بارفوفايروس (Parvovirus)، ويتم نقل العدوى من خلال قطرات صغيرة في الهواء، صادرة عن سعال شخص مريض.

تظهر علامات المرض خلال 4 - 14 يوما بعد الإصابة بالعدوى، لكن لدى 25% فقط من المرضى، تظهر أعراض أيا كانت. تشمل الأعراض الحمّى الطفيفة والطفح الجلدي. يظهر هذا في البداية على وجنتي الطفل ويعطيهما شكل وجنتين تعرّضتا للصفع. خلال يوم - يومين، يظهر طفح جلدي أحمر خفيف على الذراعين، على الرجلين وعلى القسم العلوي من الجسم. في هذه المرحلة، يكون الفايروس قد اختفى، ولا يكون الطفل قادرا على نقل العدوى، ويسمح له بالعودة إلى روضة الأطفال أو إلى المدرسة.

ليس هنالك علاج خاص للحمامى العدوائية. يجدر الانتباه: من الممكن أن تعود علامات المرض للظهور مؤقتا في أعقاب التعرض لضوء الشمس، كردّة فعل للمجهود البدني أو كردّة فعل لارتفاع درجة حرارة الجسم لأسباب أخرى. يعتمد التشخيص على الشكل المميز للطفح على الوجنتين.

مرض اليد والقدم والفم

phototake_hand-foot-mouth_disease_foot_rash.png

ينتج مرض اليد والقدم والفم، الواسع الانتشار كثير، عن الكثير من أنواع الفايروسات التي تنتمي إلى مجموعة فايروسية معينة.

أحيانا، يكون المرض مصحوبا بحمّى طفيفة، لكنه قد يكون بدون حرارة نهائيا. المميز الأساسي للمرض هو بثور (كيسات السوائل) البيضاء التي تظهر على سطح اللسان، في الجهة الداخلية من الوجنتين، في اللثة، وفي بعض الأحيان على الشفتين. لاحقا، تنشأ تقرّحات (قرحة فموية) بقطر بضع مليمترات، تكون محاطة بمناطق حمراء. من الممكن أن تكون هذه التقرحات مؤلمة ومزعجة.

بالإضافة إلى ذلك، من الممكن ظهور طفح جلدي أحمر وبارز - مع أو بدون بثور - في اليدين، الأصابع، الأقدام وفي المؤخرة وداخل الفخذين. يعتبر ظهور الطفح الجلدي على اليدين أكثر انتشارا منه في الرجلين. في كثير من الأحيان، تكون الآفات في اليدين والرجلين، والتي تظهر على شكل بثور، مصحوبة بالألم. تتلاشى البثور بعد نحو أسبوع.

مرض اليد والقدم والفم معدٍ جدا، لكنه طفيف ويتلاشى تلقائيا دون أي علاج. في الصيدليات، يتم بيع مستحضرات مختلفة تخفف الآلام الناتجة عن التقرحات الفموية.

الأمراض البكتيرية المسببة للطفح الجلدي

الحمى القرمزية

scarlet-fever.jpg
ينتج مرض الحمى القرمزية عن بكتيريا المكورة العقدية (السبحية). يتّسم المرض بالتهاب الحلق وعادة ما يكون مصحوبا بطفح جلدي مميز. يعتبر المرض معديا وشديد الانتشار لدى الأطفال بسن المدرسة، وبالأساس خلال فصل الشتاء وبداية الربيع، لكن من الممكن حصوله أيضا في أي سن وفي أي فصل من السنة. في الماضي، كانت الحمى القرمزية تعتبر مرضا خطيرا وشديدا، لكن في أيامنا هذه يتم التعامل معه مثل أي تلّوث (عدوى) آخر ناتج عن المكورة العقدية والذي بالإمكان محاربته من خلال العلاج بالمضادات الحيوية البسيطة جدا.

ينتج الطفح الجلدي الوردي-الأحمر الذي يظهر في كل الجسم بعد نحو يومين من بدء المرض عن مواد سامّة تفرزها بكتيريا المكورة العقدية. يكون الطفح الجلدي المميز للحمى القرمزية كثيفا، وعندا نمرر يدنا عليها، نشعر كما لو أنه ورقة زجاج ناعم. بالعادة، لا يظهر الطفح الجلدي في أكف اليدين والقدمين. من بين المميزات الإضافية للمرض، احمرار الوجه، وغالبا ما تكون هنالك منطقة باهتة حول الفم. كذلك، يكون اللسان أحمر اللون.

بالإضافة إلى الطفح الجلدي، هنالك علامات أخرى تميز المرض، وبضمنها ارتفاع الحرارة، ألم الحلق - بالأساس عند البلع (أحد الأعراض المميزة أيضا لالتهاب الحلق بدون طفح جلدي) - ألم الرأس (صداع) وانتفاخ الغدد اللمفاوية، وخصوصا في العنق.  أحيانا، ينشأ تقشير جلدي في أطراف الأصابع. هذا مؤشر مميز لكون عملية الشفاء من المرض في ذروتها.

بصورة مشابهة لعلاج التهاب الحلق بدون طفح جلدي، تستدعى الحمى القرمزية العلاج بالمضادات الحيوية لمدة 10 أيام كاملة - حتى لو شعر الطفل بتحسن خلال أيام معدودة، وبدا أنه قد تعافى. يهدف ذلك إلى منع وتفادي المضاعفات التي قد تكون جدية.

بعد انخفاض درجة الحرارة بـ 24 ساعة، يسمح للطفل بالعودة للتعليم، حتى لو لم يكمل عشرة أيام من تناول المضاد الحيوي.

القوباء

phototake_impetigo_skin_lesion.png

القوباء (الحصف) هو مرض عدوائي (تلوثي) سطحي يصيب الجلد، من شأنه أن ينتج عن نوعين من البكتيريا: المكورة العقدية والمكورة العنقودية.

يتّسم مرض القوباء بالطفح الجلدي الذي يبدو في البداية كبثور صغيرة. لاحقا، تنفجر البثور وتترك خلفها مناطق حمراء مفتوحة في الجلد. تتغطى هذه المناطق بندوب عسلية اللون، وتكون أحيانا مصحوبة بالحكّة. المرض معدٍ جدا وقد ينتشر إلى مختلف أنحاء الجسم، وحتى إلى أطفال آخرين من خلال التقارب العادي.

يشبه علاج القوباء علاج التلوثات العدوائية الأخرى التي تسببها بكتيريا المكورة العقدية والمكورة العنقودية: هنالك حاجة لعلاج بالمضادات الحيوية بالدهن الموضعي أو عبر الفم لمدة 5 حتى 14 يوما من أجل تفادي المضاعفات. عادة، بعد يومين أو ثلاثة أيام من العلاج، لا يعود المرض معديا، لكن غالبا ما يستمر الطفح الجلدي لعدّة أيام قبل أن يتلاشى تماما.

عموما، هل من الممكن أن يكون الطفح الجلدي خطيرا؟

بصورة عامة، لا يكون الطفح الجلدي خطيرا. بالإضافة إلى ذلك، فإنه غالبا ما يتلاشى من تلقاء نفسه خلال وقت قصير (بين عدّة أيام وعدّة أسابيع). مع ذلك، هنالك حالات طفح جلدي في سن الطفولة قد يشكّل سبب ظهورها خطرا على الحياة.

كيف نشخّص الطفح الجلدي الخطير؟

غالبا ما يكون مسبب الطفح الجلدي المصحوب بالحمّى بكتيريا أو فايروس. لذلك من المهم التوجّه لإجراء فحص لدى الطبيب عند ظهور طفح جلدي مصاحب للحمّى. مع ذلك، طالما كان الطفل حيويا، يتناول الطعام، يشرب أو يرضع بصورة عادية، يلعب ويتواصل مع العائلة، ففي غالبية الحالات لا يكون هنالك أي سبب للقلق. في مقابل ذلك، عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة جدا، والطفل لا يتناول الطعام، لا يشرب، لا يرضع ويبدو لامباليا وخاملا - فإن الحديث يدور عن مؤشرات مقلقة تستدعي الفحص الطبي.

من المهم أيضا تشخيص الطفح الجلدي الناتج عن الإصابة بعدوى بكتيريا المكورة السحائية. صحيح أن هذا الطفح نادر جدا، لكن من المهم معرفته.

إذا اختفى الطفح الجلدي أو أصبح لونه فاتحا عند الضغط عليه، ويعود إلى شكله الطبيعي عند تركه، فيبدو أنه ليس خطيرا. مقابل ذلك، إذا لم يختف الطفح الجلدي عند الضغط على المنطقة المصابة، فمن الممكن أن يكون الحديث عن طفح جلدي خطير ناتج عن حالات نزيف تحت الجلد (حبرات). يستدعي ظهور هذه الحبرات التوجه الفوري لإجراء الفحص الطبي.

من بين العلامات المقلقة الأخرى إذا كان الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ حول الفم، اللسان أو الشفتين - مع أو بدون صعوبة بالتنفس. في مثل هذه الحالة، يجب التوجه فورا للطبيب، نظرا لأنه قد يحصل اختناق في أعقاب الوذمة في مجاري التنفس.

ما هي الحبرات؟

الحبرات هي مناطق يحصل فيها نزيف تحت الجلد، غالبا ما تبدو مثل نقاط صغيرة حمراء، لكنها قد تكون أيضا أوسع انتشارا. أحيانا، تظهر الحبرات في منطقة العنق والوجه بعد السعال الشديد أو التقيؤ - عندها لا يكون لها أي معنى خاص.

من الممكن أن تكون الحمّى المصاحبة للحبرات مؤشرا لوجود مرض شديد، خطير، وفي بعض الأحيان قاتل، ناتج عن بكتيريا المكورة السحائية العنيفة. من الممكن أن تصل هذه البكتيريا إلى الدورة الدموية وأن تسبب تلوثا في كل الجسم - الحالة المسماة إنتان الدّم.

كما من شأن هذه البكتيريا أن تسبب التهاب السحايا. يدور الحديث عن حالات صحيّة قد تشكّل خطرا على الحياة. المرض معدٍ جدا، ولذلك يجب على أي طفل يتم تشخيص الحبرات لديه التوجّه إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن للخضوع للفحوص اللازمة والتوجّه للتشخيص في أسرع وقت ممكن. كل ذلك من أجل بدء العلاج الملائم الذي من شأنه إنقاذ الحياة.

أسئلة قد يطرحها الطبيب بشأن الطفح الجلدي

• هل يسبب الطفح الجلدي الحكّة أو الألم؟

• متى ظهر الطفح الجلدي أول مرة؟

• ما هي مناطق الجسم التي ظهر الطفح الجلدي فيها؟

• هل سبق الطفح الجلدي ارتفاع في الحرارة، أم أنه حصل بعد أن غطى الطفح الجلدي كامل جسم الطفل؟

• هل هنالك أعراض إضافية مصاحبة للطفح الجلدي (ألم في الحلق، سُعال، حمّى)؟ 

• هل هنالك أفراد آخرون في العائلة أو أطفال آخرون (في الروضة أو في المدرسة) يعانون من طفح جلدي مشابه؟

• هل الطفح الجلدي هو "مشهد متكرر" لطفح جلدي سبق أن حصل من قبل؟

• هل تم إعطاء علاج للطفح الجلدي في السابق، وهل كان العلاج ناجعا؟

• بالإضافة إلى ذلك، من المفضل إخبار الطبيب إذا سبق ظهور الطفح الجلدي مكوث في الخارج، سفر لخارج البلاد أو تعرّض لحيوانات، مواد كيميائية، ملوّثات أو أدوية.

د. موطي حايمي هو أخصائي في طب الأطفال في "كلاليت"

بروفيسور أرنون كوهين هو طبيب جلدية مختص ومدير قسم مراقبة الجودة في الإدارة الرئيسية في "كلاليت"


* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج