إذا كنتم تفكرون في الخضوع لعملية تصغير المعدة أو إذا قد خضعتم لها، فقسم من الانتقال إلى نمط الحياة الجديد والأكثر صحة الذي يرافقها يطرح السؤال: والآن، ماذا سنأكل؟
في أعقاب العملية الجراحية يحدث انقلاب حقيقي في الجهاز الهضمي، وهو بداية تغيير كبير بمقاييس ضخمة. سوف يكون للتغذية تأثير كبير للغاية على انخفاض الوزن وعلى صحتكم بشكل عام.
أحد التغييرات الجوهرية في طريقة تناول الطعام بعد جراحة تصغير المعدة هو الانتباه لما يتم تناوله، وللكميات. فبدون انتباه قد يؤدي الأكل إلى آلام، حرقة، تقيؤ، إسهال، غازات ونقص بالمواد الغذائية مثل البروتينات، فيتامين B1 والحديد.
في البداية تحدثوا مع أخصائية التغذية المتخصصة في جراحة علاج السمنة. وهي ستساعدكم من أجل منع أعراض جانبية ونقص بالمواد الغذائية، تشجيع عادات الأكل الصحية وتحسين عملية فقدان الوزن.
نصيحة هامة أخرى لبداية الطريق هي التقدم تدريجيًا، وفقًا لمشاعركم الشخصية، ليتمكن الجهاز الهضمي من التعافي بعد الجراحة والشفاء بشكل جيد. التقدم السريع للغاية يشكل تحديًا ويمكنه أن يثقل الجهاز الهضمي. فالعديد من الأعراض الجانبية مثل التقيؤ، الانتفاخ والحرقة مردها تقدم أسرع مما يجب للنسيج العادي أو مضغ غير كامل.
يمكن تقسيم التقدم إلى ست مراحل مريحة للتأقلم:
المرحلة الأولى - سوائل
تستمر لمدة يومين، ويتم خلالها شرب السوائل فقط.
ماذا يمكننا أن نشرب؟
الماء،ال شاي، شوربة صافية ودافئة، الجيل، عصير مخفف وعصائر الخضار المخففة والمصفاة.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
الشرب ببطء، عدة رشفات في كل مرة. من المهم تخفيف العصائر لأن العصير بتركيزه العادي قد يسبب تقلصات، غثيان وإسهال، خاصة لدى من خضعوا لجراحة المجازة المعدية والاثني عشر، وكذلك لدى من خضعوا لجراحة تكميم المعدة.
الأشخاص الذين لم يخضعوا لجراحة مجازة المعدة أو الاثني عشر يمكنهم فيما بعد شرب كمية صغيرة من العصير المركز، ولكن تذكروا أنه يحتوي على كميات كبيرة جدًا من السكر مما يجعله غير صحي.
المرحلة الثانية - شراب سميك
تستمر من ثلاثة أيام حتى أسبوع بعد الجراحة، ويتم خلالها الانتقال لشرب سوائل سميكة أكثر.
ماذا يمكننا أن نشرب؟
يمكن إضافة الحليب، اللبن ، والعصائر المركزة أكثر. هذا هو الوقت أيضًا لبدء تناول مكمل غذائي متعدد الفيتامينات سائلا أو بالمصّ.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
الشرب مرات عديدة طوال اليوم بكميات صغيرة. الكمية الكبيرة يمكنها أن تثقل وتسبب الشعور بالانتفاخ.
إذا شعرتم بتغيرات في الطعم يمكن تبريد المشروب قليلا وتنويع النكهات، مثل تناول مشروبات مبردة من النعناع، القرفة، الزنجبيل، اللويزة والليمون. امتنعوا عن المشروبات الغازية. حتى لو كان صعبًا - اشربوا. هكذا ستتجنبون الجفاف والامساك.
المرحلة الثالثة - طعام مطحون
تستمر من أسبوع إلى أسبوعين بعد الجراحة، وبها يتم التقدم لتناول الطعام المطحون..
ما الذي يمكن أكله؟
نبدأ بالبروتينات: منتجات الألبان اللينة وقليلة الدهون مثل اللحم المطحون من الدجاج، الديك الرومي، السمك ولحم البقر، البيض المهروس (من الممكن داخل الجبن أو هريس البندورة). نضيف الخضروات والفواكه المطبوخة والمطحونة والعصائد البسيطة، قليلة الألياف مثل الأرز، السميد وقمح الذرة (بولينتا/ماماليغا)، وكذلك دهون غير مشبعة: الطحينة، الأفوكادو، الحمص.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
مواصلة تقسيم الشراب والطعام طوال اليوم والحفاظ على كميات صغيرة - حتى نصف كوب في كل مرة. الفصل بين الشراب والطعام - الشرب ممنوع نصف ساعة قبل وبعد تناول الطعام، ينبغي مضغ الطعام بشكل جيد. الحرص على تناول البروتينات (منتجات الحليب، اللحوم والبيض).
تذكروا أن كميات الطعام التي تتناولونها لا تزال صغيرة جدًا واستمروا بتناول المضاف الغذائي متعدد الفيتامينات السائل حتى نهاية الشهر الأول. بعد ذلك يفضل بدء تناول المضاف الغذائي متعدد الفيتامينات بقرص.
المرحلة الرابعة - أطعمة لينة
تستغرق أسبوعين حتى 4 أسابيع بعد العملية الجراحية، وبها تضاف أطعمة لينة.
ما الذي يمكن أكله؟
لحم مطبوخ اللين من الدجاج، الأسماك والتونة المعلبة (يثقل لحم البقر أحيانًا في هذه المرحلة). كذلك الجبن الأبيض، البطاطا، البطاطا الحلوة، القرع والخضار والفواكه المطبوخة، المقشرة والطرية.
يمكن تحضير شوربة الدجاج مع الخضار والبطاطا الحلوة وتناول الدجاج، الخضار والبطاطا كوجبة وشرب سوائل الشوربة بعد ذلك. يمكن طبخ السمك مع القرع، الكوسا المقشر والجزر. كما يمكن إعداد فطيرة لينة من الأجبان ومكعبات صغيرة من الخضار.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
من المهم تجنب الخضروات الورقية الخضراء، إلا إذا كانت مطبوخة جيدًا ومطحونة: الكرفس، الملفوف، أوراق السبانخ والسلق، أعشاب التوابل، الخس والطحالب. لماذا؟ بسبب كثرة الألياف الموجودة في هذه الأطعمة والتي يمكنها أن تثقل على جهازكم الهضمي في هذه المرحلة.
المرحلة الخامسة - طعام عادٍ!
تستمر ما بين شهر وشهرين بعد الجراحة، وبها تتقدمون تدريجيًا لتتناول الطعام اللين العادي.
ما الذي يمكن أكله؟
أطعمة لينة من اللحوم مثل الدجاج المشوي بالفرن، سمك مطبوخ أو فخذ دجاج مطبوخ جيدًا، بدون أجزاء محروقة وبدون قلي. كما يمكن أكل بيضة مسلوقة أو عجة لينة، وهنا تضاف أيضًا الخضروات والفواكه الطازجة - مقطعة إلى شرائح رقيقة، في البداية بدون القشرة.
أما بالنسبة للكربوهيدرات فيمكن تناول الأرز، المعكرونة، البرغل ناعم، رقائق، بسكوت بيتي بير، بيغلا، الشوفان الدقيق والخبز العادي.
انتبهوا: لا تزال الحبوب قليلة الألياف ولكن لا داعٍ للقلق، قريبًا ستنضم الحبوب الكاملة والصحية أكثر. يمكن إضافة حبوب الإفطار وكعك الأرز ما عدا بعد جراحة حلقة المعدة.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
تناول الكميات الصغيرة وإضافة الأطعمة تدريجيًا. مضغ جيد: إذا كان الطعام حتى الآن لينًا للغاية أو مطحونًا من قبل - حان الوقت الآن لتحمل المسؤولية على جودة مضغكم.
كلما ستمضغون بشكل أفضل، سيتم هضم الطعام بشكل أفضل، مع تخفيف الامتلاء السريع، الانتفاخات والغازات الزائدة.
هذا هو الوقت المناسب للاهتمام بالبروتينات. من المهم التأكد من أنكم تأكلون ما يكفي منها من أجل الحفاظ على مخزون البروتينات لديكم، وهو صغير نسبيًا الآن. نقص البروتينات يمكنه أن يصعّب شفاء الجسم بعد العملية الجراحية، وأن يضعف جهاز المناعة ويسبب فقر الدم.
يمكن عادة في هذه المرحلة الانتقال إلى أقراص مكمل غذائي متعدد الفيتامينات. وإذا نجحتم بتناول قطع متوسطة الحجم من الدجاج والخضروات، فيبدو أنكم مستعدون.
المرحلة السادسة - روتين جديد
تستمر نحو شهرين بعد الجراحة، وبها تعودون لتناول طعام كامل ومتنوع.
ما الذي يمكن أكله؟
في هذه المرحلة ستكتسبون عادات أكل صحيحة للحياة. الآن يمكن تناول طعام اعتيادي، مع التقيد بعدة قواعد:
استمعوا إلى أجسامكم
*لا تحمّلوا أجسامكم مرة واحدة كل الأطعمة التي لم تتناولوها منذ عدة أشهر. إنكم بالتأكيد تعرفون متى يشعر جسمكم بعدم الارتياح، خسارة أن تتحدوه بدون مبرر
* العودة إلى تناول الأطعمة المسببة للغازات
ملفوف، قرنبيط، بروكلي، كرفس، فجل صغير، بقوليات، أسماك، بصل، ثوم، كعك الأرز السميك وخضروات ورقية خضراء (خس، ملفوف، كرفس وأعشاب التوابل). كل هذه الأطعمة صحية، ومن المهم أن تعودوا لتناولها تدريجيًا.
*ابتعدوا عن الأطعمة التي تحتوي على ألياف قاسية
قائمة المشتبه بهم: البرسيمون، الرمان، الصبر، الباسيفلورا، الجوافة، قشرة ولب الحمضيات، الأناناس المجفف، الفواكه والخضروات غير الناضجة والفشار الذي لم ينتفخ بشكل جيد.
ما الذي ينبغي الحرص عليه؟
* مواصلة تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم، فصل الشراب عن الطعام، تجنب المشروبات الغازية والمضغ بشكل جيد جدًا.
* ممارسة التمارين الرياضية الهوائية بدرجة سهلة، ثلاث مرات في الأسبوع على الأقلّ. يتضمن نمط الحياة الصحي أنشطة للجسد والروح أيضًا.
* الحرص على إجراء متابعة طبية وغذائية - سوف تخضعون في السنة الأولى لفحوص دم كل ثلاثة أشهر، وسوف تشمل، من بين أمور أخرى، تعداد الدم الشامل، فحص مستويات السكر والدهون في الدم، أداء الكبد والكلى، وضع الحديد ومخزونه في الجسم، فيتامين B12، حامض الفوليك وفيتامين B1.
وماذا عن الفيتامينات، هل يتوجب تناولها؟
بشكل قاطع، نعم. قد يكون الشعور غير طبيعي، ولكن جسمكم يهضم كمية طعام أقل بكثير، ولا تتوفر له إمكانية الحصول على كل ما يحتاجه من الطعام.
ما هي الكمية التي علي تناولها؟
في الشهر الأول، يتم تناول مكمل غذائي سائل أو بالمص. بعد جراحة التكميم ومجازة المعدة أو الإثنى عشر يتم تناول قرصين يوميًا. بعد جراحة حلقة المعدة يتم تناول قرص واحد.
يوصى منذ البداية أن تضيفوا أيضًا: قطرات فيتامين D 3000 وحدة دولية في اليوم، وقرص فيتامين B12 للمص، 1000 ميكروغرام في اليوم. من المهم دمج الحديد والكالسيوم أيضًا، ويمكن ايجادهم كمواد مضافة سائلة. الحديد: 45-60 مليغرام، كالسيوم 1200 مليغرام يوميًا.
في بعض الحالات، يحبذ دمج مكملات غذائية أخرى أيضًا مثل المغنيسيوم، الزنك، النحاس، فيتامين A وغيرهم - وفقًا لرأي الطبيب أو أخصائية التغذية.
عمليات تصغير المعدة: ليست الحل السحري للسمنة!
|
تامي أديف هي اخصائية تغذية إفي كلاليت، متخصصة بمرض السكري، السمنة الزائدة، جراحة علاج البدانة والخضرية.
لقد كُتبت التوصيات في المقالة اعتمادًا على منتدى أخصائيات التغذية لعلاج السمنة في جمعية عتيد، الهرم الغذائي بعلاج السمنة ومنظمة ASMBS العالمية
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات