ما هو الفتق؟
الفتق (الذي يدعى أيضا تمزّق) هو نتوء يحدث نتيجة اندفاع عضو من خلال جدار البطن. يخصص هذا الدليل للفتق الأربيّ (Inguinal hernia) وهو أكثر أنواع الفتق شيوعا وينقسم إلى نوعين رئيسيين:
1. فتق في القناة الأربيّة (التي تمرّ بشكل مواز مع قناة الحيوانات المنويّة). هذا هو نوع الفتق الأكثر شيوعا.
2. فتق فخذي (في القناة التي تمر بشكل مواز مع الأوعية الدموية الرئيسيّة للساقين). ينطوي هذا النوع من الفتق على خطر أكبر للإصابة بمضاعفات نخر الأمعاء.
هناك أنواع أخرى من الفتق في جدار البطن، منها: الفتق السريّ، الفتق الشرسوفي (يقع فوق السرة)، فتق الحجاب الحاجز (الذي يقع عند فتحة المعدة من الصدر إلى البطن)، فتق جراحي سببه عمليات جراحيّة سابقة.
يُقدّر أنّ حوالي 5% إلى 10% من السكان يعانون من فتق أربيّ.
الرجال معرضون بنسبة 25% للإصابة بفتق أربي بينما النساء معرضات لخطر ضئيل بنسبة 5%.
العلاج الوحيد لإصلاح الفتق هو الجراحة، وهي إحدى الجراحات الشائعة جدا.
مَن المعرّض لتطوير فتق؟
1. الأشخاص الذين عانوا في السابق من الفتق.
2. كبار السن.
3. الأشخاص الذين يعانون من سعال مزمن.
4. الأشخاص الذين يعانون من إمساك مزمن.
5. الأشخاص الذين يعانون من جرح في جدار البطن (نتيجة جراحة أو حادث).
6. المدخنون.
7. الأشخاص الذين لديهم أقرباء يعانون من الميل لتطوير الفتق.
ما هي أسباب حدوث الفتق؟
ينقسم الفتق الأربي على نوعين:
1. فتق غير مباشر. هذا النوع من الفتق هو الأكثر شيوعا وهو في الغالب خلقيّ. هناك فتحة صغيرة في القناة الأربيّة تتسع مع تقدم العمر (مع ضعف أنسجة جدار البطن)، وتخرج من خلالها أعضاء البطن.
2. فتق مباشر. وهو فتق مكتسب (غير خلقي). ويقع بين القناة الأربيّة وبين مركز الجسم. يتصل هذا النوع من الفتق بشكل عام بضعف عضلات جدار البطن.
الفتق الفخذي هو أيضا أحد أنواع الفتق المكتسبة التي تظهر نتيجة ضعف الأنسجة الأربيّة. يحدث نتيجة ذلك فتحة في البطن، موازية للأوعية الدموية التي تمر في الساقين. يمكن لأعضاء البطن أن تخرج من خلال الفتحة وتؤدي إلى مضاعفات.
ما هي أعراض الفتق الأربيّ؟
تصاحب الفتق الأربيّ العديد من الأعراض: بدء من نتوء صغير في المنطقة الأربيّة وانتهاء بوضع خطير مهدد للحياة يحدث به انحباس الأمعاء داخل الفتق وتصاب بالنخر (نتيجة انعدام مرور الدم من خلال الفتق الخانق).
من الأعراض الشائعة المتصلة بالفتق الأربي هو الثقل أو عدم الراحة في المنطقة الأربيّة، ليس من الضروريّ أن يصاحبه نتوء من الممكن رؤيته. لدى النساء يمكن أن يظهر الفتق الأربي على شكل ألم في الحوض.
يزيد الإحساس بعدم الراحة عادة عند رفع أشياء ثقيلة الوزن أو عند القيام بمجهود أو الوقوف لفترة طويلة.
في كثير من الأحيان، يمكن خلال الفحص البدني تحسس الفتق. يمكن أن يسبب السعال أو الوقوف بروز الفتق وبالتالي تسهل رؤيته.
فتق أربيّ

ما هو الفتق المحبوس؟
الفتق المحبوس هو فتق يحتوي على عضو من أعضاء البطن برز نحو الخارج ولا يمكن إعادته. تكون أعراض هذه الحالة مشابهة لأعراض الانسداد المعوي (لأن الغذاء لا يستطيع الانتقال في الأمعاء المنحبسة)، وإذا كان المريض يعاني من السمنة فمن الصعب في بعض الأحيان تحسّس الفتق المسبب لانحباس الأمعاء.
يمكن أن تتدهور حالة الفتق المحبوس حتى الوصول إلى النخر المعويّ، وهذه حالة خطيرة مهددة للحياة لأن نخر الأمعاء قد يؤدي إلى تلوّث حاد وفقدان الأمعاء. لذلك فإنّ الفتق المحبوس يتطلّب إصلاحا فوريا.
تصل نسبة خطر تطوير اختناق الأمعاء (في حالة الفتق) نحو 2% في السنة. هذا يعني أنه بعد 10 سنوات سيكون الخطر هو نحو 20%. لهذا السبب ومن أجل منع تطوير المضاعفات المهددة للحياة يُنصح بإصلاح الفتق الأربيّ.
كيف يتم تشخيص الفتق الأربيّ؟
يتم التشخيص في معظم الحالات عن طريق فهم الأعراض وعن طريق الفحص البدنيّ. في الحالات التي يكون فيها التشخيص غير واضح يمكن الاستعانة بفحوصات التصوير: الموجات الفوق صوتيّة (التراساوند) أو التصوير المقطعي(CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI. تجدر الإشارة إلى وجود حالات طبيّة أخرى قد تكون أعراضها مشابهة لأعراض الفتق، على سبيل المثال التواء الخصية أو ألم مصدره من العظام (شائع لدى الرياضيين).
من يُنصح بإجراء جراحة إصلاح الفتق؟ متى يُستحسن إجراؤها؟
في الماضي كان من المستحسن إجراء الجراحة لكل أنواع الفتق. في الوقت الحاضر يتم التفريق بين المرضى الذين يمكن متابعة الفتق لديهم وبين أولئك الذين يحتاجون إلى الجراحة. فيما يلي أنواع الفتق والتوصيات بشأن العلاج الموصى به:
الفتق المعقّد. يتوجب على المرضى الذين يتطوّر لديهم اختناق الأمعاء أو انسداد الأمعاء إجراء جراحة عاجلة لمنع نخر الأمعاء.
الفتق غير المعقّد. هدف الجراحة في هذه الحالة هو تخفيف الأعراض (مثل الألم أو الانزعاج) وكذلك منع تطور مضاعفات مهددة للحياة. في حالة الفتق غير المعقّد تكون الجراحة إجراء غير عاجل، ويمكن لدى بعض المرضى الاكتفاء بمتابعة الحالة.
الفتق الفخذي. من الموصى به في مثل هذه الحالة هو إصلاح الفتق في أقرب وقت ممكن، لأن هناك خطر كبير لتطوّر اختناق: 20% خلال 3 أشهر وحوالي 50% خلال 21 شهرا).
الفتق في القناة الأربيّة
· إذا صاحب الفتق أعراض فإن التوصية المتبعة هي إجراء إصلاح عن طريق الجراحة. هذا الإصلاح ضروري لمعالجة الأعراض وكذلك منع مضاعفات الفتق.
· إذا كان الفتق غير مصاحب بالأعراض، يمكن للمرضى أن يختاروا ما بين الإصلاح عن طريق الجراحة أو الاكتفاء بالمتابعة عن كثب. السبب: أنّ خطر تطوّر مضاعفات لدى هؤلاء المرضى منخفض نسبيا. مع ذلك، يرغب العديد من المرضى في إجراء الجراحة للتخلص من الأعراض التي تزعجهم في حياتهم اليوميّة.
متى لا يُنصح بإجراء إصلاح للفتق الأربيّ؟
معدلات المرض والوفاة نتيجة جراحة الفتق الأربيّ منخفضة جدا- أيضا لدى كبار السن الذين يعانون من أمراض في الخلفيّة. يتم شفاء معظم المرضى بسرعة.
لا يحظر بتاتا بأي حال إجراء جراحة عاجلة لفتق معقّد.
مع ذلك لا تُنصح النساء الحوامل بإجراء جراحة الفتق الأربيّ غير العاجلة. من المستحسن الامتناع عن إجراء الجراحة أيضا خلال الأربع أسابيع بعد الولادة.
المرضى الذين لا يمكن إجراء الجراحة لهم تحت تأثير التخدير العام لهم، يمكن إجراء إصلاح للفتق لهم تحت تأثير التخدير الموضعيّ، ويتم التصليح بالأسلوب المفتوح.
ما هي الأساليب الجراحيّة الموجودة؟
الجراحة المفتوحة
هذا الأسلوب كان شائعا في الماضي. يقوم الجراح خلاله بعمل شقّ أربي فوق الفتق وغالبا ما يصلح الفتق بواسطة وضع شبكة فوق الفتق.
الجراحة بالمنظار
يجري خلال هذه الجراحة عمل 3 ثقوب صغيرة بنحو 5 ملم في جدار البطن بجانب السرة، ويتم من خلالها الوصول إلى الفتق من خلال البطن وإصلاحه- عادة ما يكون بواسطة شبكة.
الجراحة الروبوتية
دي فينتشي هو روبوت جراحي من الأكثر تقدما في العالم يقلل من ألم ما بعد الجراحة ويقصّر مدة التعافي من الجراحة. اضغط هنا لقراءة المزيد حول الجراحة باستخدام الروبوت في بيلينسون. تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأعضاء المهمة والأعصاب التي تمر عبر منطقة الجراحة وقد تؤدي إصابتها إلى إحداث ألم مزمن. تشير الدراسات إلى أن الجراحة الروبوتية تعطي نتائج أفضل.
ما هي الإعدادات المطلوبة قبل الجراحة؟
1. يجب التأكد من أن موقع الفتق واضح ووجود علامة قبل الجراحة تشير إلى الجهة التي يقع فيها الفتق.
2. يجب التأكد من قيام طبيب التخدير بتقييم المريض قبل إجراء الجراحة وما إذا يمكن وضعه تحت تأثير التخدير العام.
3. إذا تسبب الفتق في انسداد معوي، فيجب معالجة الانسداد حتى يصل المريض إلى الجراحة بوضع أمثل.
4. هناك بعض المرضى يحتاجون إلى تناول مميعات الدم لمنع حدوث جلطات دمويّة أثناء الجراحة.
5. من المفضل تناول المضادات الحيوية قبل الجراحة لتقليل خطر الإصابة بتلوّث في منطقة الإصلاح وفي الشبكة.
ما هي المضاعفات المحتملة لجراحة الفتق؟
الوفاة. تصل نسبة خطر الوفاة خلال الجراحة غير العاجلة إلى بروميل (0.1%) بينما تصل في الجراحة العاجلة إلى 3%.
مضاعفات أخرى:
1. مضاعفات صغيرة مثل تلوّث الشق الجراحي أو نزف بسيط وهي أمور شائعة نسبيا ومن السهل معالجتها.
2. أبلغ نحو 2% من المرضى عن حدوث احتباس في البول لديهم. هذه المشكلة يمكن أيضا معالجتها بسهولة.
3. أبلغ نحو 5% من المرضى عن إصابة في الخصيتين. يكمن السبب في ذلك إلى أن قناة الحيوانات المنويّة والقناة التي تزوّد الخصية بالدم تمر بجانب القناة الأربيّة.
4. مضاعفات أكبر مثل تكرار ظهور الفتق هي نادرة نسبيا، وتحدث بمعدل يصل حوالي 4%. يتراوح معدل حدوث الم مزمن بعد الجراحة ما بين 5% إلى 10%.
ما هي مراحل التعافي بعد الجراحة؟
يعتمد التعافي على نوع الجراحة (عاجلة أم لا) وعلى الأسلوب الجراحي (مفتوح، بالمنظار، روبوتي). يمكن بعد الجراحة التي تتم عبر إحداث ثقوب صغيرة (جراحية صغيرة) تسريح المرضى إلى البيت في نفس يوم العمليّة. تكون العودة لمزاولة النشاط البدني - حتى المجهدة - أسرع.
دكتور عيرن سدوت مدير وحدة جراحة الكبد والمرارة والبنكرياس في مستشفى بيلينسون التابع لمجموعة كلاليت. وهو محاضر في كليّة الطب بجامعة تل ابيب