بحث

dsdsdsd
السمنة لدى الأطفال

السمنة وباء العصر

التقينا الدكتور منهل أبوحنا أخصائي طب الأطفال في عيادة كلاليت في يافة الناصرة، للحديث عن مخاطر السمنة لدى الأطفال وآثارها على صحتهم.

ظاهرة السمنة والوزن الزائد لدى الأطفال، ازدادت  بالفترة الأخيرة  ، ما هي برأيك المسببات لذلك؟

أصبحت السمنة في السنوات الأخيرة وباءً وتُجرى العديد من الأبحاث لفحص تأثيرها على صحة الإنسان، وطرق مواجهتها، وهذه الظاهرة ليست وقفًا على الكبار فصغار السن أيضًا أصبحوا يعانون من هذه الظاهرة.

وبشكل عام يمكن القول إن غذاء الإنسان، في العصور القديمة، كان يعتمد على الصيد وعلى الخضار والفواكه التي تنتجها الطبيعة، ولم يتدخل الإنسان في هذا الإنتاج وفي تغيير أشكاله. مثلاً  لم يكن هنالك تصنيع للسكر.

ولذلك فإن التطور الصناعي، وتدخله في صناعة الأغذية جعل بالإمكان تصنيع السكر وتم إدخاله إلى العديد من المأكولات، هذه الأغذية وخاصة الحلويات ترفع من نسبة السكر في الدم، ولدى ارتفاع نسبة السكر في الدم يتم إفراز هرمون الإنسولين بصورة حادة، الأمر الذي يؤدي لتحويل السكر إلى دهنيات تتراكم في الجسم وفي نفس الوقت يعيق ذلك استغلال الدهنيات المتوفرة في الجسم كمصدر للطاقة وهذا الشيء ومع مرور الوقت يؤدي للسمنة.

من جهة أخرى فإن أسلوب حياة أطفالنا يفتقر إلى الفعاليات الجسمانية، أي الرياضة، ويقضي قسم كبير من أبنائنا أوقاتهم أمام التلفزيون والحاسوب وهذا الأمر يؤدي إلى عدم صرف الطاقة، وبالتالي للسمنة.

كيف يمكن معرفة فيما إذا كنا نعاني من السمنة أو الوزن الزائد؟

 من أجل التقدير فيما إذا كان وزن الجسم ملائمًا أم أن هنالك زيادة في الوزن، فيمكن احتساب ذلك بموجب معادلة BMI، وهي اختصار لـ Body Mass Index ، وذلك لقياس مدى ملاءمة الوزن بالنسبة للطول. وتنص المعادلة على ما يلي: قسمة وزن الجسم (بالكيلوغرام)، على مربع طول الشخص (بالأمتار). فإذا كانت نتيجة القسمة هي ما بين 19-25، فهذا يعني إن وزن الشخص ملائم، أما إذا كانت النتائج من 25- 29، فهذا يعني أن الشخص يعاني من وزن زائد، وإذا تخطت القيم رقم 30، فهذا يدل إن الشخص مصاب بالسمنة.

ومثال على ذلك فالشخص الذي وزنه 80 كغم، وطوله 1،7 م، فالمعادلة هي:

80/(1،7)تربيع=27،68، هذا يعني أن الشخص يعاني من الوزن الزائد.

وبالنسبة للأطفال فهنالك الخط البياني لـ BMI، وكل BMI لطفل على الخط البياني يساوي أو ما فوق الـ (95)، فهو يعد طفل يعاني من السمنة.

 ما هي الأخطار التي يواجهها الأطفال الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد؟

هنالك أهمية للتطرق للسمنة ليس فقط من ناحية المنظر الخارجي، مع أهمية ذلك، ولكن هنالك أهمية كبيرة لبحث تأثيرها من الناحية الصحية، جسمانيًا ونفسيًا، فالسمنة هي إحدى المسببات للمشاكل النفسية لدى الأطفال، ولكن بالإضافة إلى ذلك فهنالك المشاكل العضوية التي تسببها السمنة، وبشكل خاص ظهور مرض السكري من نوع 2 لدى الأطفال، والذي من الممكن أن يظهر لدى الأطفال في مرحلة البلوغ.

ولذلك لدى زيارة الطبيب من المهم قياس وزن وطول الأطفال والفتيان والفتيات، وفي عيادات كلاليت يتم دعوة الأطفال في  مرحلتين من العمر لإجراء هذا الفحص، من سن 6-7 سنوات ، والفترة الثانية في سن 13-17، عامًا.

كيف يمكن تشخيص مرض السكري ؟

إن أكثر الطرق المتبعة لتشخيص مرض السكري هي بواسطة فحص نسبة السكر في الدم بعد صوم لمدة 6 ساعات على الأقل. النسبة الطبيعية للسكر بعد ست ساعات من الصوم أو أكثر يجب أن تكون حتى (99)، فإذا كانت نسبة السكر في الدم تتراوح ما بين 100-125، فهذه الحالة هي حالة "ما قبل السكري"، وعندما تكون النسبة في الدم (126) فما فوق، في أكثر من فحص واحد، فهذه النسبة تشير إلى الإصابة بمرض السكري، ويمكن الحديث عنها مطولاً في فرصة أخرى.

بماذا يمكن علاج الأطفال الذين يعانون من مرض السكري أو هم في حالة ما قبل السكري؟

من المهم جدًا لدى اكتشاف السكري لدى الطفل أن يتم علاجه من خلال:

التغذية السليمة:

وفي هذا المجال هنالك حاجة لاستشارة أخصائيي التغذية. ولا بأس من إلقاء بعض الضوء في هذا الموضوع الهام، فالنشويات تحتل أهمية كبيرة في النظام الغذائي لدى مرضى السكري، ولهذا فمن الأهمية بمكان أن نشير إلى أنه هنالك نوعين من النشويات:

1- النشويات المركبة، هذا النوع من النشويات مركّب من عدة جزيئات من السكر المربوطة ببعضها البعض ومن أجل هضمها في الأمعاء وتحويلها إلى سكر، تصرف الأمعاء طاقة حرارية ومن جهة أخرى فإن هذه العملية تجري بصورة بطيئة نسبيًا ولهذا فإن ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الطعام تكون بطيئة وتدريجية وهذا الأمر يؤدي بدوره إلى ارتفاع معتدل في نسبة السكر في الدم. وفيما يلي بعض النماذج للأغذية الحاوية على نشويات مركبة:

- ألعدس.

- الحمص

- الفول

- الفاصوليا

- الخضراوات على أنواعها وغيرها.

2- النشويات البسيطة، وهي النشويات التي تحتوي على السكر بصورته الأساسية والذي يتم امتصاصها من الغذاء حتى خلال  وجوده في الفم، وقبل وصوله للأمعاء ولدى وصوله الأمعاء يتم امتصاصه بسرعة الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير وسريع في نسبة السكر في الدم، وفيما يلي بعض النماذج للأغذية الحاوية على نشويات بسيطة:

- السكر

- بعض الفواكه مثل العنب والبطيخ

- الخبز الأبيض

- البطاطا

- الحلويات على أنواعها

- المشروبات الخفيفة وغيرها.

من المهم بمكان الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى النشويات يجب طبعًا تناول مركبات الغذاء الأخرى مثل البروتينات، والدهنيات الجيدة (مثل الدهنيات غير المشبعة وعلى سبيل المثال: الزيوت النباتية، مثل زيت الزيتون والكانولا، زيت السمك – أوميغا 3). وفي الوقت نفسه يجب الاعتدال في تناول الدهنيات المشبعة الموجودة في اللحوم والأجبان ومشتقاتها.

وماذا بالنسبة للرياضة؟

بالضبط هذا هو العامل الثاني، فيجب التشجيع على القيام بالفعاليات الجسمانية- الرياضة، فممارسة النشاط الجسماني، يساعد الجسم على استغلال السكر الموجود في الدم (غلوكوز) كمصدر للطاقة، وبالتالي فيتم تخفيف نسبة السكر في الدم، وفي نفس الوقت  تساعد الرياضة على بناء العضل، الذي يستهلك طاقة حرارية حتى خلال راحة الجسم، أكثر بكثير من النسيج الدهني الموجود في الجسم، فالعضل يستهلك من الطاقة عدة أضعاف ما تستهلكه الدهنيات في الجسم، وهذا يساعد الجسم على التحكم بالوزن.

طبعًا هنالك حالات يحتاج المريض فيها إلى العلاج عن طريق الدواء.

كيف يتم تأثير تناول أنواع الغذاء المختلفة على نسبة السكر في الدم؟

في الفترة الخيرة تم ابتكار مقياس جديد نسبيًا لفحص السرعة التي يؤدي بها تناول طعام معين إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وهذا المقياس يدعى Glycemic Index، حيث يمثل الجلوكوز فيه القيمة الأعلى وهي 100%، وباقي المواد الغذائية تقاس نسبة للجلوكوز، فكلما كان Glycemic Index، أقل كلما كان أفضل للمريض.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن "الإندكس الجليكيمي" للخضراوات الخضراء هو صغير ويتراوح بين 10-15، ولذا من المفضل تناول الخضراوات الخضراء بكثرة، بينما بموجب هذا المقياس فالأرز البسماتي يضاهي الـ 58، ولهذا من المفضل  تناول الأرز البسماتي، بدل الأرز العادي، وأيضًا هذا باعتدال. ولمعرفة المزيد يمكن استشارة الطبيب أو خبير التغذية.

ماذا بالنسبة لتناول النقارش؟

تحتوي النقارش، بصورة عامة، على سعرات حرارية كبيرة وبدورها من الممكن أن تؤدي للسمنة.

كيف يجب إتباع الحمية؟

قبل إتباع أية حمية من المهم استشارة الطبيب، لأن بعض أنواع السمنة تكون ناتجة عن أمراض عضوية، وليست بالضرورة ناتجة عن الإفراط في الطعام. ولذلك يجب التوجه للطبيب لاستشارته، فأحيانًا هنالك حالات يشعر بها البالغ بأنه سمين ولكن بموجب المقاييس الطبية فهو ليس كذلك.

من جهة أخرى هنالك حالات يتم المبالغة فيها بالحمية ويمكن أن تضر بالصحة وبتطور الجسم، لذلك هنالك أخطار في إتباع حمية غير متزنة، وبدون استشارة طبيب الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص في مواد هامة للجسم وخاصة بالنسبة لأبناء هذا الجيل الذي يتسم نموهم بالسرعة.

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج