دعوت العائلة لتناول العشاء معًا. فاشتريت الدجاجة الكاملة، وغسلتها جيدًا بالماء للتخلص من الجراثيم أو الأوساخ أو فقط لأنك رأيت أمك تفعل ذلك ثم أدخلتها في الفرن. والرائحة؟ إنها فريدة من نوعها!
لكن تظهر هنا مشكلة واحدة، كبيرة جدًا: يحذر خبراء وكالة المعايير الغذائية البريطانية (FSA) من أن غسل الدجاج لا يساهم في قتل الجراثيم بل أن تأثيره معاكس تمامًا – أي أنه يساهم في نشر الجراثيم وقد يقود إلى التسمم الغذائي والأمراض الخطيرة جدًا. ورغم أن هذا التحذير نشر في بريطانيا فإنه قد ينطبق على دول أخرى أيضًا.
العطيفة – العامل الأبرز المسبب للتسمم الغذائي
يتمثل التهديد على صحتنا في الجرثومة المسماة العطيفة. هل لم تسمعوا عنها؟ إنكم لستم وحدكم لكن حان الوقت بدون شك لتسمعوا عنها. وحتى إذا لم تسمعوا هذا الاسم من قبل، فإن هذه الجرثومة تسبب أكثر عدد من حالات التسمم الغذائي من كافة الجراثيم "الشهيرة" الأخرى مثل الإشريكية القولونية، والسالمونيلا، واللستيريا. وما هو مصدر الجرثومة الرئيسي؟ صحيح، لحم الدجاج.
وبينت الدراسات الطبية التي جرت عام 2010 ونشرت في صحيفة هآرتس أن السنوات العشرين الأخيرة شاهدت ارتفاعًا مستمرًا في شيوع العطيفة بحيث إنها صارت العامل الرئيسي المسبب للتلوثات الجرثومية في الجهاز الهضمي عند الأطفال في إسرائيل. وتتصدر هذه الجرثومة "الشهيرة" أيضًا قوائم العوامل المسببة للتلوث الغذائي في دول أخرى في مختلف أنحاء العالم.
ابتداء من آلام البطن وانتهاء بـ...
نشرت الـ FSA بصفتها وكالة تعمل نيابة عن الحكومة البريطانية مقالًا على شبكة الإنترنت انتشر بسرعة فائقة. وجرى ذلك في أعقاب استطلاع رأي بين أن الفكرة الخاطئة بأن غسل الدجاج بالماء تساهم في محاربة الجراثيم لا تزال قائمة وشائعة (بحيث أن 44% من المشاركين "اعترفوا بأنهم يقومون بغسل الدجاج). ونشر المقال في محاولة من خبراء الوكالة للشرح أن غسل اليدين بعد ملامسة الدجاج النيء مهم جدًا، لكن غسل الدجاج أمر لا داعي إليه بل يفضل تجنبه وذلك لأن الجراثيم ستقتل على كل حال خلال الطبخ أو الشوي.
وجاء أيضًا في المقال أن غسل الدجاج يتسبب بشكل غير متعمّد في انتقال العطيفة إلى اليدين والثياب ومسطح العمل وأواني الطهي في المطبخ – أو باختصار، الفوضى. وكيف يحصل ذلك؟ قد تنتشر قطرات الماء التي ترش من الدجاج إلى مسافة 50 سم بكل اتجاه ويكفي التعرض لجراثيم قليلة من صنف العطيفة لتحدث العدوى.
وفي حالة العدوى بالجرثومة ستنتاب المريض غالبًا أعراض آلام البطن الشديدة والإسهال والتقيؤ والبراز الدموي والتشنجات والحمى – ويحدث ذلك لفترة يومين إلى خمسة أيام بعد التعرض للجرثومة.
وستزول الأعراض في غالب الأحيان من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام لكن في الحالات النادرة قد تتطور مشاكل طبية أكثر تعقيدًا مثل متلازمة غيلان باريه – ومعناها التهاب في الجهاز العصبي قد يقود إلى الشلل وحتى الوفاة.
ويندرج ضمن المجموعة المعرضة للخطر الأكبر الأشخاص ذوو الجهاز المناعي الضعيف – الأطفال دون 5 سنوات وكبار السن ومرضى الإيدز والسرطان.
وقرر خبراء FSA محاربة الظاهرة بإطلاق حملة شاملة وأرسلوا مكتوبًا عامًا لشبكات الإذاعة البريطانية مطالبين بعدم بث مقاطع الفيديو التي يعرض فيها الأشخاص وهم يغسلون الدجاج النيء.
إذن كيف يمكن تحضير الدجاج دون التعرض للأذى؟
وضعت الـ FSA القواعد الأربع الآتية للوقاية من التسمم الغذائي الناجم عن العطيفة:
1. احتفظوا باللحم في الثلاجة بدرجة حرارة لا تزيد عن 5 درجات مئوية وغطوا الدجاج النيء وضعوه أسفل الثلاجة كيلا تتقطر السوائل من الدجاج على الأغذية الأخرى ناشرة الجراثيم المسببة للتسمم الغذائي.
2. لا تغسلوا الدجاج النيء – ستقتل كافة الجراثيم خلال الطهي بما فيها العطيفة لكن غسل الدجاج قد يؤدي إلى رش الجراثيم.
3. اغسلوا كافة الأواني والألواح والمسطحات المستعملة لتحضير الدجاج النيء جيدًا. وبعد تحضير الدجاج النيء اغسلوا اليدين جيدًا بالماء الدافئ والصابون.
4. تحققوا من أن الدجاج ساخن جدًا قبل نقله إلى المائدة واقطعوه في الجزء الأكثر سماكة من اللحم وتحققوا من أنه ساخن جدًا ومن عدم وجود أي اجزاء وردية اللون.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات