اسم التشخيص بالعربية: آلام البطن
اسم التشخيص بالإنكليزية: Abdominal Pain
اسم التشخيص أو اسمه المختصر في نظام الحاسوب الخاص بالطبيب (كليكس): Cramps Abdomen
آلام البطن عند الأطفال هي العرض الأكثر شيوعًا خلال فترة الطفولة – ليس فقط في إسرائيل بل في العالم كله بحيث يعاني 10%-15% من الأطفال من آلام البطن في مرحلة ما خلال السنوات الأولى من حياتهم وكذلك يتم توجيه الأطفال إلى طبيب الأطفال بسبب آلام البطن في 2%-5% من الحالات – وعلى الأخص في السنوات الأولى ولغاية مرحلة المراهقة.
قائمة المحتويات
ما هي أنواع آلام البطن؟
ما الذي يسبب آلام البطن الحادة؟
ما هي الأعراض التي ترافق آلام البطن المتكررة؟
في أي سن يزداد شيوع هذه الآلام؟
هل هذه ظاهرة وراثية؟
في أي جزء من البطن تظهر هذه الآلام؟
ما الذي قد يكتشفه الطبيب خلال الفحص؟
هل يُوصى باكتشاف الأسباب لآلام البطن عند الأطفال بواسطة الفحوص المختبرية؟
إذن كيف يحل الألم؟
كيف يتم علاج الألم الذي لا يُعرَف السبب له؟
هل يعاني الأطفال من آلام البطن المتكررة الناجمة عن سبب بدني-وظيفي والقابلة للتشخيص الواضح؟
1. الإمساك وآلام البطن المزمنة
2. الارتجاع المعدي المريئي وآلام البطن المتكررة
3. الملوية البوابية وآلام البطن المتكررة
4. الطُفيليات وآلام البطن المزمنة
ما هي أنواع آلام البطن؟
يمكن تقسيم آلام البطن عند الأطفال إلى مجموعتين رئيسيتين:
• آلام البطن الحادة مصدرها عادة مشكلة حادة في الجهاز الهضمي.
• آلام البطن المتكررة، الحالة المتواصلة وغير المصحوبة بأعراض المرض الحاد.
ما الذي يسبب آلام البطن الحادة؟
تنجم آلام البطن الحادة عن أسباب كثيرة ومتنوعة. وتعود الآلام في حالات عديدة إلى مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل العاهات الخلقية في الأمعاء، والتهاب البنكرياس، والتسمم الغذائي، وحالات التلوث في الأمعاء التي تسبب التقيؤ والإسهال، والإمساك، والحساسية لمواد غذائية معينة، بما في ذلك مرض السلياك، وقرحة الإثني عشر وقرحة المعدة، والانغلاف المعوي (intussusception).
وقد تنجم آلام البطن الحادة عن مشاكل في المسالك البولية، بما فيها التلوث في المسالك البولية والحصى الكلوية.
أما عند الإناث فقد ينجم ألم البطن الحاد عن التواء (torsion) المبيض.
ويعود السبب لألم البطن الحاد في بعض الأحيان إلى تهيج الحجاب الحاجز (الحالة التي قد ينجم عن الالتهاب الرئوي في الجزء السفلي من الرئة، مثلًا)، أو تضخم الغدد اللمفاوية في البطن وكذلك الأمراض الأيضية مثل حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية (FMF).
وتظهر آلام البطن الحادة غالبًا في منطقة ما في البطن أو في أحد أعضاء البطن. وتظهر الآلام بشكل فجائي وتتزايد شدتها مع مرور الوقت بدون أي فترة من الخمود.
آلام البطن الحادة عند الأطفال ليست بشائعة ويعاني الأطفال غالبًا من آلام البطن المتكررة المزمنة
ما هي الأعراض التي ترافق آلام البطن المتكررة؟
يرتكز هذا المقال على آلام البطن المتكررة عند الأطفال.
ألم البطن المتكرر (المزمن) متغير الشدة ويظهر ويختفي بالتناوب، أي أنه يظهر ثلاث مرات على الأقل على مدار ثلاثة أشهر، وتأثيره كبير بما يكفي لتغيير الروتين اليومي في حياة الطفل وقد أطلق على آلام البطن هذه بالمصطلح الطبي Recurrent Abdominal Pain أو باختصار RAP ومن المستحيل في معظم الحالات تشخيص السبب البدني-الوظيفي لهذه الآلام.
وفي أحيان متقاربة تظهر آلام البطن المتكررة (المزمنة) دون أن ترافقها أعراض شاذة يسهُل تشخيصها. وقد ترتبط هذه المتلازمة بمشاكل عضوية صحية لكنها تنجم في معظم الحالات عن مشاكل وظيفية بدنية (أي أنها لا تظهر نتيجة مرض محدد). فلذلك من الصعب جدًا تشخيص السبب لتلك الآلام. وخير دليل على ذلك: لم يتم اكتشاف السبب البدني لآلام البطن إلا عند ما لا يتجاوز 8% من الأطفال الذي كانوا يعانون منها.
في أي سن يزداد شيوع هذه الآلام؟
يزداد شيوع آلام البطن خلال فترتين محددتين أي أنه يبلغ ذروته للمرة الأولى بين سن 4 و 6 سنوات بحيث يكون متساويًا بين الجنسين. أما ذروته الثانية فتحصل بين سن 7 و 12 عامًا بحيث يكون شيوع الآلام عند الإناث أعلى من شيوعه عند الذكور.
هل هذه ظاهرة وراثية؟
يزداد شيوع آلام البطن المتكررة عند الأطفال الذين يعاني أبواهم من مشاكل في المسالك الهضمية وبالرغم من ذلك فإن أسباب هذه الظاهرة متنوعة وقد تكون نفسية في بعض الأحيان.
في أي جزء من البطن تظهر هذه الآلام؟
تظهر آلام البطن عند الأطفال التي يُشار إليها بـ "وظيفية" في الكثير من الأحيان حول السرة بحيث يكون الألم غامضًا ويصعب على الطفل تحديد موضعه، أي أنه حينما يطلب الطبيب من الطفل أن يضع يده على المنطقة المؤلمة، يضعها الطفل على منطقة السرة أو الجزء العلوي من البطن.
هذه الآلام متغيرة الشدة وتظهر بالتناوب على مدار فترات مختلفة. وليست لها في غالب الأحيان صلة بالأغذية التي تناولها الطفل أو بعدد مرات التبرز.
هذا الألم غير مصحوب بالأعراض النموذجية في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو التقيؤ ولا تصاحبه غالبًا شكاوى من مشاكل في أجهزة أخرى في الجسم، مثل الحاجة إلى التبول في أحيان متقاربة أو الشعور بحرقة عند التبول. ورغم وجود الآلام فإن وزن الجسم يبقى على ما هو عليه وليس من شأن هذه الآلام أن تجعل الطفل يستيقظ من نومه. وترافق الآلام في بعض الأحيان أعراض مثل الغثيان، والدوار، والصداع، والتعب. ويتبين في أحيان متقاربة أن أفراد آخرون من العائلة يعانون من آلام البطن الوظيفية ومثال على ذلك هو متلازمة المعي المتهيج.
ما الذي قد يكتشفه الطبيب خلال الفحص؟
إن الفحص البدني الذي يخضع له طفل يعاني من آلام البطن المتكررة الناجمة عن أسباب غير بدنية لا يقود إلى أي نتائج شاذة. ومع ذلك من المهم إجراء الفحص حتى إذا تم ذلك بهدف طمأنة الطفل والأبوين وإبداء الحرص الحقيقي على تحديد سبب الآلام.
هل يُوصى باكتشاف الأسباب لآلام البطن عند الأطفال بواسطة الفحوص المختبرية؟
من المتوقع أن تقع نتائج الفحوص المختبرية ضمن النطاق السليم أيضًا ومع ذلك من المستحسن في بعض الأحيان إجراؤها لإثبات وجود متلازمة RAP التي شخصها الطبيب المعالج. صحيح، ليس هناك فحص معين ستؤكد نتيجته الإيجابية هذا التشخيص لكن تشخيص RAP يعتمد على غياب أي علامات غريبة أو معينة خلال الفحص البدني وعلى غياب النتائج الشاذة في الفحوصات التشخيصية المتبعة.
إذن كيف يحصل الألم؟
للأسف لسنا على دراية بسبب وكيفية ظهور الألم. وهناك بعض النظريات بخصوص مصدر الألم تأخذ بالحسبان العوامل النفسية والسلوكية إلى جانب الوظائف الأعضاء في جسم الإنسان. وهناك صلة مباشرة بين أعراض الجهاز الهضمي وحالات القلق والاكتئاب.
وتقول إحدى النظريات الأكثر شيوعًا وشعبية إن الألم ينتج عن تغيرات في حركات الأمعاء. وعند الأطفال الذين يعانون من آلام البطن المتكررة من نوع RAP تنقبض الأمعاء بشدة أكبر مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من هذه الظاهرة. ومن المحتمل أيضًا أن تزيد أنواع مختلفة من الأغذية من شدة الألم ولكن لم تُثبت بعدُ فعالية تغيير التغذية لتخفيف شدة الألم.
كيف يتم علاج الألم الذي لا يُعرَف مصدره؟
من المهم أولًا تفهّم تأثيرات الألم على الروتين اليومي في حياة الطفل وعلى العلاقات المتبادلة بينه وبين أبويه وبيئته الاجتماعية إذ يشكل ألم البطن سببًا ملحوظًا لغيابه في المدرسة وارتفاع مستوى القلق في العائلة. وفي العديد من الأحيان يصعب على الأبوين قبول الحقيقة أنه لم يتم التوصل إلى أي نتائج شاذة تدل على وجود مرض بدني-وظيفي. ويتمثل دور الطبيب في الحالات من هذا القبيل في بذل جهوده القصوى لطمأنتهما والتوضيح أنه تم اتخاذ جميع الخطوات لتحديد السبب البدني-الوظيفي وأنه نظرًا لغياب مثل هذا السبب فلا داعي للخوف من مرض خفي يسبب ألم البطن.
وتقود الحالة أحيانًا إلى الدوران في حلقة مفرغة، أي أنه كلما أعرب الأبوان عن قلقهما المتزايد وزاد شعورهما بالتوتر، زادت شدة الآلام وصارت الآلام دائمة وأصبحت المحور الأساسي الذي تدور حوله علاقة الطفل بأبويه. وقد يصبح الانشغال بالألم وسيلة يستغلها الطفل لكي يجذب اهتمام الآخرين في المنزل وفي بيئته الاجتماعية.
ونظرًا لذلك فإن علاج آلام البطن لا يستلزم الخضوع للعديد من الفحوصات أو وصف الأدوية التي لم تُثبت فعاليتها بعدُ، أي أن العلاج الأكثر فعالية بعد استبعاد أسباب الأمراض المعوية مرتبط بعلاقة الطفل بأبويه، بمعنى أنه يجب طمأنة الطفل وتشجيعه على معاودة مزاولة نشاطاته اليومية الاعتيادية وتجنب غيابه عن المدرسة تمامًا، ومن المستحسن تشجيعه على المشاركة في الفعاليات الاجتماعية بما فيها النشاطات الرياضية التي كان يزاولها قبل أن صارت الآلام مشكلة ملحوظة.
ورغم أن RAP عبارة عن حالة مؤقتة عديمة التأثيرات البدنية فإنها قد تسبب المشاكل السلوكية زيادة على المشاكل العائلية الملحوظة. ويعتمد نجاح العلاج على تفهم الأبوين واقتناعهما بأهمية التعاون مع طبيب الأطفال من أجل طمأنة الطفل بعد استبعاد أسباب الأمراض التي قد أن تؤدي إلى حصول هذه المتلازمة، وذلك لكي تختفي الآلام في نهاية المطاف وتتسنى العودة إلى الروتين اليومي الاعتيادي.
هل يعاني الأطفال من آلام البطن المتكررة الناجمة عن سبب بدني-وظيفي والقابلة للتشخيص الواضح؟
لا تنجم آلام البطن المزمنة بأسرها عن المشاكل الوظيفية أي أنه تنجم آلام البطن من هذا القبيل في العديد من الحالات عن المشاكل العضوية أي أن مصدرها حالات مرضية.
1. الإمساك وآلام البطن المزمنة
الإمساك – فشل في التفريغ الكامل للمعي الغليظ – وهذا أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لتكرار آلام البطن.
ما هي الأسباب التي تقود إلى حدوث الإمساك عند الأطفال؟
يعود السبب الرئيسي للإمساك عند معظم الأطفال إلى انشغالهم بأشياء متعددة إلى حد لا يتيح لهم قضاء حاجتهم بالكامل. وقد يتسبب عن هذه الحالة توسع الجزء النهائي من المعي الغليظ أو عدم انتظام التبرز وفي بعض الأحيان التبرز اللاارادي (Encopresis – سلس البراز).
ويتمثل سبب آخر للإمساك في التغذية غير المتوازنة، أي نقص الأغذية الغنية بالألياف والسعرات الحرارية ومختلف أنواع النشا. ولا يحدث الإمساك خلال يوم واحد بل أنه يتطور تدريجيًا. وعادة حينما نأتي إلى الطبيب يكون الإمساك مصحوبًا بالأعراض الآتية: آلام البطن، والتبرز اللاإرادي، والنزيف الدموي في فتحة الشرج الناتج عن وجود شق شرجي، وانتفاخ البطن.
كيف يمكن علاج الإمساك عند الأطفال؟
يتمثل الهدف الأول من علاج الإمساك في تفريغ المعي يوميًا. ويستحسن أولًا تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية (مثل الخضراوات، والفواكه، وخبز الحبوب الكاملة). ومن المستطاع أيضًا في كل يوم استعمال بنفايبر أو غيره من المستحضرات التي تزيد من سعة الغذاء في المسالك الهضمية. ويمكن في أحيان متباعدة الاستعانة بحقنة شرجية صغيرة (ميكرولت) أو تحميلة الچليسرين لتفريغ الأمعاء. ويمكن أيضًا إعطاء زيت الپارافين أو شراب أڨيلاك لتليين البراز وتسهيل التبرز. ومن الممكن التقيد تدريجيًا بعادات التبرز المنتظمة.
2. الارتجاع المعدي المريئي وآلام البطن المتكررة
يُعتبر المرض المرتبط بالأنسجة المساعدة على الهضم مشكلة بدنية غير نادرة تؤدي إلى تكرار آلام البطن عند الأطفال. ومعنى ذلك هو ظهور الألم نتيجة ملامسة أحماض المعدة للنسيج المخاطي الذي يغطي المسالك الهضمية رغم أن هذا النسيج غير معد لملامسة الأحماض من هذا النوع.
ومثال شائع على هذه الحالة هو ارتجاع محتوى المعدة إلى المريء (الارتجاع المعدي المريئي)، الحالة الناتجة عن عدم نضوج الآلية في المعدة الهادفة إلى منع انتقال أحماض المعدة باتجاه الأعلى إلى المريء. ويحدث عدم النضوج هذا عادة فقط في مرحلة الطفولة المبكرة ومن شأنه أن يؤدي إلى الانزعاج والاضطراب الملحوظ عند الطفل وأبويه. وتختفي مشكلة الارتجاع المعدي المريئي من تلقاء نفسها عند معظم الأطفال الرضع بعد سنة واحدة إلى سنتين من الولادة.
3. الملوية البوابية وآلام البطن المتكررة
لا يُعتبر الارتجاع سوى أحد أسباب آلام البطن المندرجة في فئة "المتلازمة الهضمية". وهناك عامل آخر يسبب آلام البطن وهو جرثومة الملوية البوابية (Helicobacter Pylorii). وتظهر الآلام في هذه الحالة أعلى البطن لكنها قد تظهر حول السرة أيضًا. ويشعر الطفل بالألم عادة في الساعات المبكرة من الصباح ومن شأنه أن يوقظه من نومه. وتظهر الآلام أيضًا بعد الوجبات بغض النظر عن نوع الغذاء وفي أحيان متقاربة تُوجد الجرثومة عند أفراد آخرين في العائلة وقد تتسبب عنها قرحة المعدة وقرحة الاثني عشري.
4. الطُفيليات وآلام البطن المزمنة
يتم في بعض الحالات فحص البراز في المختبر لتحديد السبب لآلام البطن التي يعاني الطفل منها رغم أن الفحص لا يبوء عادة بأي مكتشفات. ومع ذلك، قد يتبين أن طُفيلًا نادرًا نسبيًا يسمى جيارديا لامبليا (Giardia Lamblia) هو الذي يسبب آلام البطن. وقد تنشأ هذه الآلام عن الأميبات أيضًا، التي تُعتبر أكثر ندرة. وتستدعي هاتان الحالتان العلاج الدوائي.