ما هي السلمونيلا؟ هل هنالك أي علاقة بينها وبين سمك السلمون؟
كلا، لا توجد أي علاقة بين السلمونيلا والسّمك الوردي. السلمونيلا هي بكتيريا يطلق عليها اسم الطبيب البيطري الأمريكي دانيئيل ألمار سالمون (Salmon) الذي كان أول من اكتشفها (برفقة أخصائي الأوبئة تاوبيلد سميث) عام 1885. تتكاثر هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي لدى الحيوانات والإنسان، ويتم إفرازها إلى البيئة.
هنالك أكثر من 2,500 نوع مختلف من بكتيريا السلمونيلا، والتي يتم تصنيفها إلى نحو 7 مجموعات فرعية أساسية. في كل سنة، يتعرض ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم لعدوى السلمونيلا، لكن هنالك أنواع قليلة من هذه البكتيريا، تسبب الحالات المرضية لدى البشر.
بين السنوات 2016 و 2019، تم إبلاغ مكاتب الصحة في إسرائيل بـ 14,372 حالة من الإصابة بداء السلمونيلات.
كيف تتم الإصابة بعدوى بكتيريا السلمونيلا؟
تحصل حالات الانتشار في العالم المتطور جرّاء استهلاك المواد الغذائية الملوّثة بالسلمونيلا - بالأساس منتجات الدجاج (البيض ولحم الدجاج) - لكن أيضا لحم البقر، الفواكه والخضروات وكذلك منتجات الحليب (الألبان) التي لم تتم بسترتها. تتكاثر البكتيريا في المنتجات الملوّثة، وفي بعض الأحيان، يكون انتشارها في المنتج الملوّث واسعة لدرجة تكفي للتسبّب بمرض سريري.
طريقة أخرى لنقل العدوى هي من خلال ملامسة الحيوانات المصابة أو ملامسة إفرازاتها. مصدر جدّي هو الحيوانات الأليفة من عائلة الزواحف مثل السلاحف، السحليات والإيغوانا، لكن من الممكن أيضا أن تحصل العدوى من الثديات أيضا.
في دول العالم الثالث، التي تعاني من مستوى شروط صحية ومجاري متدنّية، تحصل العدوى أيضا من مصادر المياه التي تم تلويثها بمياه الصرف الصحي الناتجة عن بني البشر.
تجدر الإشارة إلى أن نقل العدوي من شخص لآخر مباشرة (وليس عن طريق الطعام الملوّث أو المياه الملوّثة) هو أمر نادر جدا.
ما هي الأعراض في أعقاب الإصابة بعدوى السلمونيلا؟
من الممكن أن تسبب بكتيريا السلمونيلا عدّة أمراض – الأكثر انتشارا من بينها هو التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي. يدور الحديث عن عدوى في مسالك الجهاز الهضمي، يتمثل عَرَضها الجانبي الأساسي بـالإسهال، وقد يكون أحيانا إسهالا دمويا.
بالإضافة إلى ذلك، كما في أي التهاب معدة وأمعاء فيروسي - حتى لو لم يكن ناتجا عن السلمونيلا - قد تحصل آلام بطن، حمّى، غثيان وتقيؤ وكذلك آلام في الرأس (صُداع) وآلام في العضلات. تظهر هذه الأعراض بعد 6 إلى 48 ساعة من التعرض للبكتيريا بالمعدّل، وهي عادة ما تختفي تلقائيا خلال 3 إلى 7 أيام. يكون المرض أكثر انتشارا خلال أشهر الصيف.
كيف يتم علاج التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي؟
غالبا ما يتلاشى المرض من تلقاء نفسه، وبالإمكان الاكتفاء بعلاج داعم فقط يشمل الإكثار من شرب المياه لاستعادة السوائل.
قد يؤدي العلاج بالمضادات الحيوية لإطالة فترة إفراز البكتيريا عبر البراز (لاحقا – هنالك تفصيل بهذا الشأن) – يبدو أن ذلك يحصل في أعقاب المس بالكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) العادية التي تعيش في الأمعاء، الأمر الذي يسمح لبكتيريا السلمونيلا "بالاستقرار" في الأمعاء.
مع ذلك، في الحالات الخاصة - مثل مرض الأطفال الرّضع ومثبطي الجهاز المناعي أو المرض الذي تجاوز انتشاره الأمعاء - يجب إعطاء علاج بالمضادات الحيوية، وقد يستدعي العلاج أحيانا التسرير أيضاً.
ما هي الأمراض الإضافية التي قد تسببها بكتيريا السلمونيلا؟
تعتبر الأمراض الأخرى أكثر ندرة بكثير من التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي:
• حمى التيفوئيد (Enteric fever ,Typhoid Fever). هو مرض حمّى متواصلة يمسّ بكثير من أجهزة الجسم. ينتج هذا المرض عن نوع معيّن من السلمونيلا، لا يتواجد في البلاد. في جميع الحالات تقريبا، يكون مرضى التيفوئيد في إسرائيل من المسافرين العائدين من دول في العالم الثالث، بالأساس شرق آسيا.
مصدر الإصابة بعدوى هذا النوع من السلمونيلا هو بني البشر وإفرازاتهم، وليس الحيوانات.
• تلوث تيار الدم (إنتان الدّم) و/أو في منظومة القلب (وبضمن ذلك في صمامات القلب). يعتبر مثل هذا التلوّث نادرا.
• تلوّث يتركز في مواقع معينة مثل العظام، المفاصل، جهاز الأعصاب. مثل تلوث تيار الدم، هذه الأمراض هي أمراض نادرة أيضا، لكنها شديدة، تستوجب التسرير لأجل التشخيص والعلاج.
• حالة مزمنة من حمل البكتيريا دون مرض سريري. هذه حالة يواصل فيها الشخص الذي مرض إفراز البكتيريا من خلال البراز لمدّة زمنية طويلة، ومن الممكن أن ينقل العدوى إلى محيطه دون أن تكون لديه أية أعراض.
يزيد استخدام المضادات الحيوية خلال المعاناة من مرض الإسهال الشديد من مخاطر الحمل المزمن للبكتيريا، ولذلك يتم الامتناع - قدر الإمكان - عن إعطاء المضادات الحيوية من مرضوا في أعقاب الإصابة بعدوى السلمونيلا. كما سبقت الإشارة - يبدو أن سبب حصول ذلك هو المس بالكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا) العادية (البكتيريا "الجيدة")، الأمر الذي يسمح باستقرار بكتيريا السلمونيلا.
بسبب موضوع حمل البكتيريا بعد الشفاء، من الضروري جدا الالتزام بقواعد النظافة العامة حتى بعد اختفاء الالتهاب من الأمعاء - سواء كان سبب الالتهاب هو السلمونيلا أو مسبب مرض آخر أيًا كان.
من الذين يتواجدون في دائرة الخطر الشديد للإصابة بمرض شديد؟
قد يكون المرض خطيرا بصورة كبيرة على الأطفال الرّضع الذين لم يبلغوا عمر السنة بعد، البالغين بعمر 50 عاما وما فوق (خصوصا إذا كانت لديهم أمراض خلفية مثل تصلّب الشرايين أو تضرر صمامات القلب) ومن يعانون من تثبيط الجهاز المناعي في أعقاب العلاجات أو في أعقاب حالات مرضية (مثل الإيدز والأمراض السرطانية). تجدر الإشارة إلى أن مدى الخطورة التي تواجهها هذه الفئات تتعلق بمدى عدوانية وعنف بكتيريا السلمونيلا. هنالك أنواع أكثر عدوانية وعنفا من غيرها.
متي يجب مراجعة الطبيب؟
كما هي الحال في أي إصابة بالإسهال، يجب مراجعة الطبيب إذا كان الحديث يدور عن حالات كثيرة من الإسهال، مرض مصحوب بحمّى لمدة أكثر من 3 أو 4 أيام، إذا لم يكن بالإمكان شرب الماء بسبب المرض أو إذا كنتم ضمن دائرة الخطورة للإصابة بحالة مرضية خطيرة.
كيف يتم التشخيص بأن الحديث يدور عن السلمونيلا؟
يتم التشخيص من خلال زرع عيّنة من البراز بالطريقة الجزيئية (PCR). في غالبية المختبرات يتم اليوم استخدام الـ PCR، حيث يتم تلقي النتيجة خلال يوم - يومين من إرسال عينة البراز. يستوجب المرض إبلاغ وزارة الصحة.
يجب أن نذكر أنه ليس بالإمكان تشخيص السلمونيلا اعتمادا على الصورة السريرية فقط، حيث من الممكن أن تتمثل الإصابة بعدوى مسببات التلوث الأخرى من خلال نفس الطريقة.
كيف تتم الوقاية من المرض؟
في الصناعات الغذائية - من خلال التشديد على الالتزام بأنظمة وزارة الصحة في ما يتعلّق بحفظ المواد الغذائية ومعالجتها إلى جانب قياس مستوى مسببات التلوّث. تقوم وزارة الصحة، بصورة دائمة، بمراقبة المصانع في إسرائيل وكذلك المواد الغذائية المستوردة، للكشف عن مسببات التلوث.
في المنزل - من خلال الحفاظ على قواعد النظافة الشخصية: غسل اليدين قبل التعامل مع الطعام، بعد الدخول للمراحيض، بعد ملامسة الحيوانات.
في كل من الصناعات الغذائية والمنزل - حفظ المواد الغذائية والتعامل معها في ظروف ملائمة: الحفظ في الثلاجة، طبخ الدجاج (الطيور) بصورة جذرية، اللحوم والأسماك، الحفاظ على نظافة أسطح العمل وبعد التعامل مع الطعام.
ملاحظة هامّة: ممنوع غسل البيوض النيئة بقشرتها! من شأن غسل البيوض أن يسبب تصدّع القشرة ويؤدي لدخول البكتيريا إلى داخل البيضة.
عند زيارة دول العالم الثالث - يجب تفادي تناول الطعام في "أكشاك" الشارع أو البوفيهات؛ يجب الاهتمام بشرب الماء المغلي أو من قوارير مغلقة. يجب الاهتمام بأن يتم طبخ أو غلي الطعام.
التطعيم - هنالك تطعيم يتم إعطاؤه بالحقن، وهو مخصص للمسافرين إلى الدول الموجودة ضمن دائرة الخطر. التطعيم هو بكتيريا ميتة ويهدف لمحاربة البكتيريا التي تسبب حمّى التيفوئيد. يكون التطعيم فعّالاً لمدة سنتين تقريبا، وتبلغ نسبة فاعليته حوالي 70%. يتم إعطاء التطعيم في عيادة المسافرين.
د. بات شيفع جوتسمان هي طبيبة رفيعة في عيادة الأمراض العدوائية في مستشفى مئير من مجموعة "كلاليت"