ألم الرأس (الصداع) هو أحد الشكاوى الصحية الأوسع انتشاراً.
هنالك الكثير من الأشكال والأوجه لهذه الشكوى: يشتكي المريض من "ألم رأس ضاغط" أو "ألم رأس ينبض" أو "ألم رأس أمامي" أو "ألم رأس في الجعة اليمنى" أو "ألم رأس في الجهة اليسرى" وما شابه. لكن في جميع هذه الأحوال، يدور الحديث عن تعابير مختلفة قليلاً عن نفس المشكلة: ألم الرأس.
تريدون دوراً لطبيب/ة الأعصاب؟ احجزوا دورا عبر الموقع أنه أمر بسيط جداً! 1. ندخل لمنطقة حجز الأدوار في كلاليت أونلاين. 2. نختار "أطباء استشاريون". 3. في خانة "مجال الاستشارة" نختار "طب الأعصاب". 4. نختار الموعد ونحجز دوراً. انتبهوا: لكي تتمكنوا من حجز دول عبر الموقع يجب أن يكون بحوزتكم توجيه ساري المفعول. |
ما هي أنواع ألم الرأس الموجودة؟
بالإمكان تقسيم آلام الرأس إلى مجموعتين:
آلام في الرأس الأولية التي تنقسم هي الأخرى لثلاثة أنواع: ألام الرأس التوتّرية (الناتجة عن التوتر)، آلام الرأس العنقودية - المستقلة والصداع النصفي (الشقيقة).
آلام الرأس الثانوية التي عادة ما تكون مصاحبة لأمراض أو حالات صحية معينة. من الممكن أن تكون لهذ الأنواع من ألم الرأس أسباب مختلفة مثل التلوّث، الورم، مشكلة في الأوعية الدموية، النزيف، الضغط الزائد أو المنخفض داخل الجمجمة وما شابه. هذه الأنواع من آلام الرأس أقل انتشارا وتستوجب التقييم الطبي ومواصلة الاستيضاح.
آلام الرأس التوترية (TENSION TYPE)
ما هذا؟
إنه ألم الرأس الأولي الأكثر انتشارا. من الممكن أن يكون ثنائي الجهات (في كلا الصدغين) أو أماميا (في منطقة الجبهة). أحيانا، يبلغ بعض متلقي العلاج عن ألم رأس ضاغط مثل الحزام المشدود.
غالبا ما يظهر ألم الرأس بشدة متوسطة، وبخلاف آلام الرأس الأولية الأخرى، لا تصاحبه أية أعراض إضافية. عادة ما ينشأ ألم الرأس من هذا النوع ويزداد خلال ساعات النهار.
ما هي أسبابه؟
ليس من المعروف ما هي أسباب هذا لنوع من ألم الرأس، لكن يبدو أنه ينتج عن توتّر العضلات.
من المحفّزات المعروفة لهذا النوع من ألم الرأس، الضغط النفسي، قلّة النوم، الاكتئاب، الهلع وعدم انتظام الأكل. عادة ما يتجاوب ألم الرأس التوتري لمسكّنات الآلام ومضادات الالتهاب.
كيف يتم العلاج؟
من المفضل علاجه بواسطة تغيير نمط الحياة ومن خلال تفادي المحفّزات المعروفة.
من المفضل بالنسبة لمتلقي العلاج الذين يعانون من آلام رأس كهذه بوتيرة مرتفعة، التدرّب على الاسترخاء بواسطة اليوچا أو الارتجاع البيولوجي وكذلك إرخاء عضلات العنق والكتفين من خلال التدليك أو الشياتسو. كذلك، يوصى بالوخز بالإبر الصينية من أجل التخلص من آلام الرأس. أذا كان الحديث يدور عن آلام رأس مزمنة، بالإمكان الاستعانة بعلاج وقائي دائم بواسطة أميتربتيلين (دواء مضاد للاكتئاب).

|
من الممكن أن تشكّل قلة النوم محفّزا لآلام الرأس التوترية
آلام الرأس العنقودية - المستقلة (Trigeminal autonomic cephalalgias)
ما هذا؟
يدور الحديث عن مجموعة من آلام الرأس ذات الانتشار الضيق النطاق نسبيا. هذا الصداع أكثر انتشارا لدى الرجال منه لدى النساء.
الصداع الأشهر في هذه المجموعة هو الصداع العنقودي (Cluster headache) الذي يتّسم بنوبات الألم الشديدة في جهة واحدة من الرأس، في منطقة الصدغ وفي منطقة محجر العين، ويكون مصحوبا بأعراض مستقلة: هبوط الجفن، انقباض الحدقات، الدّموع، احتقان الأنف. تتواصل كل نوبة بين 15 إلى 180 دقيقة.
من الممكن أن تحصل النوبات أيضا في ساعات ثابتة خلال المساء، ولذلك حظيت باللقب "ساعة منبّهة". يأتي هذا النوع من الصداع على شكل عناقيد - ومن هنا اسمه. في الغالب، يدور الحديث عن 3 - 4 نوبات في اليوم - بالأساس في الفصول الانتقالية - على مدار عدّة أسابيع. بعد ذلك من الممكن حصول فترة استراحة لعدّة أشهر، بل وحتى سنوات.
كيف يتم العلاج؟
ينطوي علاج ألم الرأس العنقودي على التحدّيات. فهي لا تتجاوب - في الغالب - مع مسكّنات الآلام العادية، لكنها تتجاوب أحيانا مع العلاج بالأوكسجين (إنه النوع الوحيد من آلام الرأس الذي يتجاوب مع العلاج بالأوكسجين). من بين الأدوية الأخرى الممكن استخدامها، التريبتانات، حاصرات الكالسيوم، الاسترويدات، بل وحتى الليثيوم. وفي بعض الأحيان تكون هنالك حاجة لتجربة عدّة أدوية إلى حين التوصّل إلى تحسّن في الأعراض.
بالإمكان الخضوع للفحص عن بُعد أيضا! بواسطة Tyto، يمكن للأطباء الفحص، التشخيص وإعطاء التوجيهات والوصفات الطبية. للمزيد من التفاصيل

|
آلام الرأس الثانوية
ألم رأس ينتج عن سبب معروف
ضمن مجموعة آلام الرأس الثانوية، نجد آلام الرأس ذات الأسباب المعروفة. المقصود هو التلوّثات مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب السحايا، مشاكل الأوعية الدموية في الدماغ والسيرورات التي تحصل داخل الجمجمة مثل حالات النزيف أو الورم.
ألم الرأس الناتج عن فرط استخدام مسكّنات الآلام
(Rebound headache). بصورة متناقضة، من الممكن أن يؤدي فرط استخدام مسكّنات الآلام للإصابة بآلام الرأس بل وحتى مفاقمة آلام الرأس الموجودة. عمليا، من شأن أي دواء للتخفيف من آلام الرأس أن يشكّل بنفسه عاملا لآلام الرأس إذا تم تناوله بوتيرة مرتفعة.
أفضل طريقة لتفادي هذه الظاهرة هي إيجاد طرق لتخفيف آلام الرأس دون استخدام مسكّنات الآلام، بل وأفضل من ذلك: تفادي آلام الرأس مسبقا من خلال تفادي العوامل المحفزة لها. لكن إذا قررنا رغم ذلك استخدام مسكّنات الآلام، فيجب القيام بذلك بصورة واعية.
بكل الأحوال، يجب الامتناع عن استخدام المواد الأفيونية لتخفيف آلام الرأس، حيث أن لها تأثيرا مسببا للإدمان، وتكمن فيها إمكانية كبيرة للتسبب بآلام الرأس. عموما، من شأن استخدام مسكّنات الآلام بدون وصفة طبيب لأكثر من 15 يوما، أن يؤدي بنفسه لآلام الرأس. لذلك، في حالات الصّداع المزمن، من المفضل الاستعانة بالعلاج الوقائي بصورة دائمة.
في أي حالات من المفضل مراجعة الطبيب؟
يجب التوجه للاستيضاح لدى طبيب أعصاب عندما يصبح الصداع معيقا للأداء اليومي ولا يخفّ في أعقاب استخدام مسكّنات الآلام العادية. يسعى الطبيب لملاءمة العلاج الصحيح الذي يخفف عن المريض.
في غالبية الحالات، تكون آلام الرأس أولية، غير مقلقة ولا تستدعي مواصلة الاستيضاح. مع ذلك، هنالك علامات تستوجب الاستيضاح العميق لآلام الرأس، من أجل استبعاد إمكانية الحديث عن ألم رأس ثانوي. تُسمّى هذه الإشارات، المفصّلة أدناه، "أعلاماً حمراء":
1. أعراض مرض جهازي مثل الحمّى وانخفاض الوزن. من الممكن أن تشير هذه إلى وجود تلوّث أو سرطان.
2. الحمل أو المخاض.
3. المؤشرات العصبية مثل التخبّط (البلبلة)، تراجع حالة الوعي، التغيير السلوكي، نوبات الصرع - السقوط، تصلّب مؤخرة العنق.
4. المؤشرات التي تدل على ارتفاع الضغط داخل الجمجمة: وذمة في رأس عصب الرؤية، الرؤية المزدوجة، الطنين، آلام الرأس التي تسبب الاستيقاظ من النوم أو التي تتفاقم عند الاستلقاء أو بذل الجهد.
5. ألام الرأس التي تبدأ فجأة وتصل إلى أقصى حد من الشدة.
6. آلام الرأس التي تظهر لأول مرة لدى أبناء 50 عاما وما فوق.
7. تغييرات في نمط آلام الرأس.
8. آلام الرأس بعد الإصابة.
د. عادي ڤيلف-يركوني هي أخصائية الأمراض العصبية وطبيبة رفيعة في عيادة علم المناعة العصبية في مستشفى بيلينسون من مجموعة "كلاليت"