ما هو الزّكام/الرشح؟
الزّكام (نزلة البرد - Common Cold) هو التهاب عدوائي فايروسي في مجاري التنفس العلوية. هنالك الكثير من أنواع الفايروسات التي تسبب الزّكام - أكثرها انتشارا هي الرينو-فايروس (Rhinovirus).
ما هي أعراض الزّكام؟
تنشأ أعراض الزّكام بصورة كاملة خلال يوم واحد حتى أربعة أيام بعد الإصابة بعدوى الفايروس، وعادة ما تستمر نحو ثلاثة أيام.
من الممكن أن تشمل أعراض المرض: سيلان الأنف، احتقان الأنف، العطس، السّعال، حرقة في الحلق، ألم الحلق، التعب، البلغم، الحُمّى، آلام الرأس، آلام في مختلف أنحاء الجسم. كذلك، يكون الشعور العام سيئا.
متى نصاب بالزّكام؟
بالأساس خلال المواسم الانتقالية، لكن بالإمكان الإصابة به أيضا طوال فصول السنة. يصاب البالغون بالزكام 2-3 مرات في السنة بالمعدل، والأطفال أكثر من ذلك.
كم من الوقت يستمر الزكام؟
يتعافى غالبية الناس من المرض خلال 7-10 أيام بعد الإصابة بالعدوى.
هل هو خطير؟
في الغالب لا.
وعندما يتعقد الزّكام؟
أكثر المضاعفات انتشارا هو احتقان المنظومة الوجهية (الجيوب الأنفية). من الممكن أن يصاب الأطفال الصغار، المسنون والمصابون بأمراض مزمنة أيضا بـ التهاب الرئتين. من الممكن أن يصاب الأطفال الصغار والرّضع أيضا بالتهاب الأذنين الحادّ على خلفية الزّكام.
هل الزّكام مُعدٍ؟
خلال أول ثلاثة أيام، عندما نعاني من الأعراض أو عندما تكون هنالك حمّى، يكون المرض معدٍ ومن الممكن أن تنقلوه إلى الآخرين (أو تلقيها منهم). والحقيقة أن العدوى أسهل كثيرا مماّ تعتقدون.
تنتقل الفايروسات المسببة للمرض عبر الهواء بسهولة، على شكل قطرات صغيرة (رذاذ)، ولذلك يمكنها الانتقال من خلال العطس أو السعال، من شخص لآخر. كذلك، من شأن المرض أن ينتشر من خلال ملامسة اليدين (التي لامست الأنف، الوجه أو شخص مصاب من قبل) أو من خلال مشاركة الأغراض الملوّثة (مثلا الهاتف الذكي والألعاب). إذا لامستم أنفكم أو فمكم بعد ملامس أو تعرض من هذا النوع، فمن المحتمل أن تصابوا بالزكام.
هل هنالك تطعيم للزّكام؟
كلا. نظرا لأن هنالك الكثير من أنواع الفايروسات المسببة للزكام، لا تعتبر محاولة ابتكار تطعيم ضد كل فايروس منهم واقعية ولا مجدية اقتصاديا. بالإضافة لذلك، فكروا كم حقنة كان يجب عليكم أن تتلقوا.
لحظة، إذاً، ما الفرق بين الزّكام والأنفلونزا؟
الأنفلونزا هو مرض حمّى شديد ينتج كذلك عن فايروس الأنفلونزا (Influenza Virus). أعراض المرض هي: الحرارة المرتفعة، آلام العضلات، آلام الرأس، السّعال، الرّشح، الضعف والشعور العام السيء.
أعراض الأنفلونزا أشد من أعراض الزّكام العادي، ومن شانها أن تكون مصحوبة بآلام الحلق أيضا، وكذلك بالتهاب ملتحمة العين، بالإسهال وآلام البطن وتضخّم العقد اللمفاوية في العنق. بكلمات أخرى: الأنفلونزا هو مرض أشد كثيرا من الزّكام. على مرّ التاريخ، مات مئات الملايين من البشر بسبب الأنفلونزا (بالأساس الرّضع والمسنين)، بينما غالبا ما لا تحصل الوفاة بسبب الزكام، كما أن شيوع المضاعفات فيها أقلل كثيرا.
علاج الرشح: كيف نتجاوز الزّكام بسرعة؟
طالما كان الحديث عن زكام بسيط أو أنفلونزا، فإن المرض سيختفي من تلقاء نفسه، حتى بدون علاج. على الرغم من ذلك، ولكي لا نشكل مساكين جدا، لدينا بعض النصائح التي بمقدورها أن تخفف الأعراض:
1. الرّاحة في السرير، الإكثار من الشرب والقليل من حساء الدجاج الذي تعدّه الماما.
2. إذا كانت هنالك حمّى، فمن شأن أقراص الأكامول أن تساعد في خفضها وتحسين الشعور العام.
3. تساعد أنواع الشراب (سيروب) والأقراص المخرجة للبلغم في إخراج البلغم من الرئتين للخارج، وبالإمكان الاستعانة بهم. مثلا: موكوليت، ريولين، سولڤيكس أو موڤيكس.
4. تساعد أنواع السيروب والأقراص التي تحتوي على كودايين في كبح ردّة فعل السعال، الأمر الذي يساعد في النوم بصورة أفضل في الليل.
5. إذا كان هنالك رشح، بالإمكان الاستعانة بقطرات الأنف أو ببخاخ للأنف مثل أوتريڤين. من المفضل تحديد هذا العلاج بخمسة أيام، نظرا لأن العلاج المتواصل بواسطة القطرات قد يؤدي، بصورة غير متوقعة، للرشح المزمن. علاج إضافي بالإمكان الاستعانة به هو حقن ماء الملح في الأنف. بالإمكان شراؤه على شكل قطرات أو بخاخ، وكذلك إعداده في المنزل. هنالك أيضا أقراص ضد الزكام مثل سينوفيد.
6. للتخفيف من ألم الحلق، بالإمكان الاستعانة بأقراص المص المخدّرة الموضعية للحلق مثل ستريبسيلز أو كالچارون - والأفضل: أخذ كأس من ماء الحنفية، خلطها مع ملعقة صغيرة من الملح وربع ملعقة صغيرة من مسحوق الصودا، والقيام بالغرغرة.
7. هنالك أيضا أقراص مدمجة مثل أكامول تسينون للنهار ولليل، طيڤع كولد، وما شابه.
8. أحيانا، يحتاج الأشخاص المصابين بالرّبو والمدخنون إلى علاجات التنفّس والعلاجات الموسّعة للحويصلات الهوائية.
9. في بعض الحالات التي يكون فيها تلوث بكتيري بالإضافة للمرض الفايروسي، هنالك حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية. يستوجب مثل هذا العلاج وصفة من الطبيب.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
1. إذا كانت هنالك حرارة مرتفعة (أكثر من 38 درجة) استمرت لأكثر من ثلاثة أيام.
2. إذا كان السعال يتفاقم، وهنالك بلغم قيحي وآلام في الصدر.
3. إذا كنتم تعانون من ضيق تنفس.
4. إذا كنتم تعانون من ألم الأذنين الشديد.
5. إذا شعرتم بألم في الوجه وكنتم تعانون من الرشح القيحي لمدة أكثر من أسبوع.
6. إذا أصبتم، في نفس الوقت، بالحمّى، آلام الرأس الحادّة، صعوبة النظر إلى الضوء والتقيؤ.
هل من المهم الاستراحة في المنزل عندما نكون مرضى؟
نعم. لن يهرب العمل، وقطار الميداليات والنياشين ليس في الطريق بعد! حتى لو كان يهمّكم الذهاب إلى الجلسة من أجل اللعب بالسمارتفون، والنظر إلى كومة الأوراق التي تنتظركم على الطاولة، من المفضل أن تشفوا في المنزل لألا تنقلوا العدوى لأي زميل من زملائكم، وتسببوا المرض للجميع، واحدا تلو الآخر. ومما لا يقل أهمية: عندما تكونوا مرضى - أعطوا المجال لجسمكم للراحة.
إذا واصلنا الروتين اليومي العادي، بالإمكان تعقيد الوضع وبدلا من الشفاء كما ينبغي، أن نصبح أكثر مرضًا.
د. دانا فلورنتين هي أخصائية في طب العائلة ومديرة عيادة قلب المدينة في بيتاح تكڤا، من مجموعة "كلاليت"