ليس فقط في أيامنا يتنافس العسل والسيلان على خانة ال"الحلو الطبيعي الذي يضفي لونا رائعا للطعام ولو أنه يؤدي إلى زيادة الوزن إلا أنه صحي، أليس كذلك؟"
لكننا هنا من أجل صحتكم، لذا طلبنا من أخصائية التغذية لدينا أن تعطي حكمها في هذه القضية المهمة حقا: مرة واحدة وإلى الأبد، ما هو الصحي أكثر؟ النحل أم التمور؟ العسل أم السيلان؟
ما هي مكوناته
من حيث المكونات بالذات هما متشابهان : يحتوي كلاهما بالأساس على الكربوهيدرات البسيطة (فركتوز وجلوكوز)، وكلاهما لهما وظائف متشابهة في الطب التقليدي. العسل هو علاج الجدة التقليدي للتخفيف من أوجاع الحلق وآلام البطن وتعقيم الجروح الخارجية في الجلد- وكذلك السيلان له خصائص علاجية في معالجة مشاكل الهضم وجروح الجلد.
السيلان: يحتوي على كمية لا بأس بها من البوتاسيوم وغني بمضادات الأكسدة من عائلة البوليفينولات ( التانينات والفلافونويدات والفينول). مضادات الأكسدة هذه لها القدرة على تدمير وكبح تطور بكتيريا أي كولاي والمكورات العنقودية.
العسل: هو كذلك يحتوي على مضادات أكسدة من عائلة البوليفينولات التي تحمي جسم النحلة، وينتقل بعضها إلى العسل. العسل هو أيضا بروبيوتيك، وذلك بفضل البكتيريا الصديقة التي تعيش في الجهاز الهضمي للنحلة وتنتقل إليه. من المحتمل جدا أن هذه البكتيريا لها فضل كبير على المزايا الصحية للعسل.
كيف يتم انتاجه
السيلان: خلاصة ثمار التمر من خلال طبخها، دعكها وعصرها جيدا.
العسل: يتم انتاجه من رحيق الأزهار الذي يمتصه النحل ، يمرّ بجسمها بعملية تحليل بواسطة أنزيمات الهضم لديها ومن ثم يتم إفرازه كسائل إلى خلايا خلية النحلة حيث ينضج هناك ويتكثّف.
كيف يتم اختياره
سيلان: هناك أنواع متعددة من مدهون السيلان، كيف يمكن تمييز الأفضل؟ ببساطة: الذي يحتوي على التمر فقط، بدون إضافات مثل ملح الليمون، شراب السكر وغيرها. سعره مرتفع أكثر، لكن في هذه الحالة السعر يعكس الجودة.
العسل: هنا أيضا، النوع الجيد هو الذي يحوي 100% عسل نقي. بعض المنتجين وبهدف تقليل التكلفة يقومون بخلط العسل مع بدائل العسل، من خلال عملية تسخين. هنا أيضا الثمن الرخيص له ثمنه: العسل الذي مرّ بعملية تسخين صحي أقل، لأن التسخين يدمّر مضادات الأكسدة التي بداخله.
كيف يمكننا تمييز العسل الجيد؟
1. إذا كنتم تمتلكون حاسة تذوق متطورة باستطاعتكم تمييز مذاق معين، اوكاليبتوس، أفوكادو، حمضيات وما إلى ذلك. بالرغم من أنّ هذه ليست طريقة علمية، لكن لدى المتخصص بذلك فإن ذلك احتراف بحد ذاته: تماما مثل النبيذ، هناك متذوقو عسل محترفون.
2. جربوا خلط ملعقة عسل صغيرة داخل كأس من الماء الساخن. سوف يترسب العسل الحقيقي ككتلة ولا يذوب بسهولة، في حين أنّ العسل المخلوط (في معظم الأحيان شراب) سيذوب تماما.
3. جربوا تجميد العسل- من المفروض أن يصبح صلبا، لكن لن يتجمد تماما. يحتوي العسل الحقيقي على كمية كبيرة من السكر والقليل جدا من الماء، لذلك لا يمكن أن يجمد ولا ينبغي أن يفسد (على افتراض أنكم احتفظتم به في ظروف جيدة: محكم الإغلاق، في مكان مظلم). العسل المخفف سوف يجمد.
وفّروا في العسل، سوف تشكركم البيئة! انتاج العسل هو فقط دور ثانوي للنحل. دوره الرئيسي والمهم هو تلقيح الأزهار. في العقد الأخير هناك انخفاض ملحوظ في عدد النحل في العالم، وهذه مشكلة ايكولوجية مهمة: العالم الذي نعيش به لا يمكنه البقاء بدون النحل، لأننا بحاجة إلى النباتات في الطعام والتنفس. تقوم النباتات بتسميد التربة ولها تأثير على درجة حرارة البيئة التي نعيش فيها وبالطبع تزوّدنا بالغذاء. بدون النحل لن تستطيع العديد من النباتات العيش وكذلك أيضا نظامنا الأيكولوجي. كيف حدث هذا؟ بسبب قلة الزهور المتوفرة والزيادة في رش المبيدات، عمليات التصنيع (التي تقضي على المساحات الخضراء) وتلوث الهواء. كذلك أيضا قطف العسل بكميات كبيرة والتي تبقي على القليل من العسل لسكان خلية النحل، وتزويد النحل ببدائل السكر كغذاء لها (بدلا من قطف الرحيق)، يضعفها. إذا ما الذي يمكن عمله؟ التعامل مع العسل باحترام، مثل الذهب تماما، وتناول القليل منه. على أي حال تناول كمية كبيرة من السكريات البسيطة غير صحي، حتى لو كان مصدرها من الطبيعة. يمكن أيضا شراء العسل من مربي النحل الذين يستخدمون الأساليب التقليدية، والتي تترك كميات عسل أكبر في الخلية نفسها- وحتى زراعة الزهور التي يحبها النحل، على سبيل المثال أعشاب التوابل. |
إذا ما هو الصحي أكثر؟!
من أجل المقارنة، قمنا بفحص القيم الغذائية في ملعقة واحدة لمتنافسينا الأثنين (وشكرا لخبيرة التغذية ميراف مور أوفير التي على تقديم المساعدة).
ملعقة سيلان صغيرة (5 غرام):
سعرات حرارية: 14
كربوهيدرات: 3 غرام
بوتاسيوم: 30 ملغ (كمية لا بأس بها)
مضادات الأكسدة (بوليفينول) وكمية صغيرة من فيتامين B3 (النياسين).
ملعقة عسل صغيرة (5 غرام):
سعرات حرارية: 15
كربوهيدرات: 4غرام
كمية متوسطة من مضادات الأكسدة (بوليفينول)
والرابح هو ...
ليس بفارق كبير، في النقاط فقط، للسيلان ميزة صحية أكبر(صغيرة!) على العسل. لكن لا ترتبكوا: في نهاية الأمر، كلاهما يحتويان بالأساس على سكريات بسيطة.
للسيلان ميزة إضافية أنّه يمكن الشعور أكثر بحلاوته وبالتالي يمكن الإكتفاء بكمية قليلة منه للحصول على نفس درجة الحلاوة- الأمر الذي يساعدكم في تقليل كميات السكر المضافة للوجبة.
لحظة، لكن كل من العسل والسيلان يحتويان على سكر الفاكهة، أي طبيعي- هل يعني أن ذلك صحي أكثر، أليس كذلك؟
إذا هذا هو، الأمر ليس كذلك. يعتقد الكثيرون أن سكر الفاكهة صحي أكثر، وهذا في الحقيقة، نعم في الحقيقة ليس كذلك. يتم انتاج سكر الفاكهة (فركتوز) بشكل طبيعي في العسل والسيلان ( وكذلك في الرب، عصير الخروب) ويختلف تركيبه قليلا عن السكر الأبيض، لكن من المستحسن تناول القليل منه. زيادة الفركتوز يمكن أن تؤدي إلى تطوير الكبد الدهني، السكري، النقرس والسمنة.
|
أصابكم الجوع؟ فيما يلي وصفتان توأمان، من الممكن دمجهما مع العسل أو السيلان، حسب اختياركم:
مثلجات حلاوة - موز
ما الذي نحتاجه:
3 موزات(ناضجة جدا، أفضل)
ملعقة سيلان أو عسل
ملعقة طحينة خام
كيفية التحضير:
نطحن الجميع في خلاط العصير (بلندر شيك)، نصب الخليط داخل قوالب المثلجات ونضعها في التجميد.
صلصة فينغارد
تحفظ في الثلاجة لتحسين مذاق أي سلطة تقريبا
ما الذي نحتاجه:
نصف كأس زيت زيتون
نصف كأس عصير ليمون
ربع كأس سيلان أو عسل
سن ثوم مدقوق
ملعقة صغيرة ملح خشن
ربع ملعقة صغيرة فلفل أسود
كيفية التحضير:
نرج جيدا داخل مرطبان نظيف جميع مكونات الصلصة، نحفظها في الثلاجة ونضيفها للسلطة الخضراء، الكيناوا والبقوليات- أو ننقع بها مكعبات التوفو وشرائح الدجاج.
بالصحة والعافية
تامي أديب أخصائية تغذية سريرية في كلاليت، متخصصة في السكري، السمنة، جراحة السمنة والنباتية.