في الوقت الذي تقرأون فيه هذه الأسطر، يعاني نحو 15% من الناس حول العالم من ألم أسفل الظهر، بدرجة ما. وإليكم معطىً آخر: سيمر نحو 80% من الأشخاص بحدث جدي من ألم أسفل الظهر خلال حياتهم. لمَ هو بالذات؟ لأن أسفل الظهر يوفّر الدعم للجزء الأكبر من وزن جسمنا، وبناءً على ذلك فإنه يدفع الثمن.
• تحتاجون لأطباء أو عيادات؟ من السهل البحث
• ترغبون بحجز دور؟ افعلوا ذلك بضغطة زر
ما هو ألم أسفل الظهر؟
إنه ألم يظهر بالعادة في الجزء الأسفل من الظهر، ويمتد أسفل خط الضلوع وفوق خط المؤخرة، وفي بعض الأحيان تكون له امتدادات نحو المؤخرة (في جهة واحدة أو في الجهتين) و/أو لمنطقة الحوض والورك.
ما هي أعراض آلام أسفل الظهر؟
تشمل الأعراض الألم، الحرقة، والوخز. من الممكن أن تكون حادّة أو مبهمة، وبمستوى خفيف حتى شديد (حتى مستوى يكون من الصعب معه الحركة أو الوقوف بصورة مستقيمة). من الممكن أن تحصل الأعراض بصورة مفاجئة (مثلا بعد رفع غرض ثقيل أو نتيجة لإصابة رياضية) أو النشوء والتطور تدريجيا. أحيانا، يحصل أيضا انتفاخ موضعي يزيد من الشعور بالألم.
بالإمكان تصنيف آلام أسفل الظهر بحسب مدّتها: ألم شديد (حتى 6 أسابيع)، ألم شبه مزمن (6-12 أسبوعا)، وألم مزمن (أكثر من 12 أسبوعا).
ما هي أسباب آلام الظهر الحادّة؟
في غالبية الحالات، ليس بالإمكان معرفة السبب الدقيق للألم.
من الممكن أن تكون الآلام ناتجة عن إصابة (مثلا، شد أو تمزّق) في الأنسجة التي يتألف منها، أو التي تدعم، العمود الفقري خصوصا، والظهر بصورة عامّة، وبضمنها: العضلات، الأربطة، الأوتار، المفاصل والغضاريف.
إذا كان الحديث، مثلا، عن شدّ بسيط أو تمزّق صغير في إحدى العضلات الصغيرة أو الأربطة الصغيرة، فسيكون من الصعب معرفة أن هذا هو السبب، نظرا لأن ظهرنا مبنى بصورة معقدة للغاية.
أحيانا، يكون مصدر الألم أوضح، حيث يكون ناتجا عن حالات طبية مثل انزلاق غضروفي (ديسك) من مختلف المستويات، ابتداءً من النتوء البسيط ووصولا إلى الانزلاق الذي يشمل التكلّس. إنه مؤشر على سيرورة متواصلة من تضيّق الحبل الشوكي والتي ينتج عنها ضغط على عدد من الفقرات في نفس الوقت. إنها مشكلة شائعة، وخصوصا لدى الأشخاص المسنين.
في بعض الحالات، ليس بالإمكان معرفة ما هو سبب الألم بدقة.
الجلوس الصحيح مقابل الجلوس غير الصحيح

|
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بآلام أسفل الظهر؟
1. العمر - تكون آلام أسفل الظهر (وعموما) أكثر انتشارا كلما تقدّمنا بالعمر، وهي عادة ما تظهر لأول مرة بعد عمر 30 عاما.
2. نقص النشاط الجسدي
3. الجلوس المتواصل
3. رفع أحمال ثقيلة
4. السُّمنة
5. الحمل
6. التدخين
7. استهلاك الكحول
8. الاكتئاب والهلع
9. النشاط البدني (الرياضي) غير الصحيح أو فرط النشاط
10. التعب وقلّة النوم
11. اختلال التوازن
كم من الوقت يستمر الألم؟
ليس بالإمكان أن نتوقع مسبقا مدّة الألم وشدّته. هنالك حالات من الألم الشديد الذي يتلاشى خلال بضعة أيام، وهنالك حالات من الألم الخفيف أو المتوسط الذي يستمر لعدّة أسابيع.
بالمجمل، بالإمكان القول إن نحو 50% من آلام الظهر الشديدة تتلاشى خلال نحو أسبوعي، وتختفي 80% خلال نحو 6 أسابيع. في غالبية الحالات يختفي الألم مع مرور الوقت، وحتى بدون علاج.
سيعاني 30% من الأشخاص الذين أصيبوا بألم الظهر من حالة أخرى، وسيصاب بعضهم بالألم المزمن.
هل يعتبر ألم الظهر الشديد خطيرا؟
كما ذكرنا، تتلاشى أعراض ألم الظهر الشديد، بصورة عامة، تلقائيا، بل إن الألم الناتج عن انزلاق غضروفي غالبا من يتحسّن دون الحاجة لعملية جراحية. في بعض الحالات النادرة، ينتج ألم أسفل الظهر عن أسباب جدية مثل كسر، سيرورة التهابية أو ورم. عوامل الخطورة لحصول هذه الأمور هي:
1. العمر فوق 50 عاما.
2. تاريخ من الأمراض الخبيثة
3. أمراض إضافية مثل السّكري
4. ألم شديد يظهر خلال حالات الراحة أيضا، ويكون مصحوبا بالحمّى
5. الإفراط في استهلاك الكحول
6. العلاج المتواصل بواسطة الاسترويدات
7. هشاشة العظام
متى يجب مراجعة الطبيب؟
في الحالات التالية، يجب التوجه للطبيب بسرعة لإجراء الفحوص:
1. ألم يشعّ نحو الرجلين.
2. ضعف أو اضطراب في العضلات الغالقة.
3. ألم يستمر لأكثر من 6 أسابيع.
كيف يتم علاج آلم أسفل الظهر؟
1. بخلاف ما يعتقده الكثير من الناس، أحد أهم مبادئ علاج آلام الظهر هو الامتناع عن الاستلقاء في السرير، ومواصلة النشاط - بحسب شدّة الألم، طبعا. سيكتشف قسم ممّن يعانون من آلام الظهر أن النشاط البدني المعتدل، مثل المشي أو السباحة، يحسّن حالتهم العامّة ويقلل آلام الظهر. من المفضل الامتناع عن النشاط المجهد ورفع الأوزان.
2. من شأن التسخين الموضعي، وفي بعض الأحيان التبريد الموضعي، أن يخفف الألم مؤقتا.
3. من شأن استخدام الأدوية المضادة للالتهاب ومسكّنات الآلام أن تخفف الألم وتحدّ من السيرورة الالتهابية. من المهم أن نتذكر أن الاستخدام المتواصل للأدوية المضادة للالتهاب (NSAIDS) قد يسبب أعراضا جانبية مثل الحرقة المعدية، التهيّج والنزيف في الجهاز الهضمي، اضطرابات في أداء الكلى، واضطرابات في أداء الكبد. لذلك، من المفضل دائما استشارة الطبيب المعالج.
4. الأفيونيات هي مسكّنات ألم قوية من شأنها أن تخفف الألم وتسبب التعب، الأمر الذي من شأنه التسبب بالحاجة للنوم خلال الأيام الأولى من الشعور بالألم. مع ذلك، من شأن الاستخدام المتواصل للأدوية المسببة للإدمان أن يكون مرتبطا بأعراض جانبية مثل الإدمان، الإمساك، النعاس، الاكتئاب، واضطرابات النوم. يتم إعطاء هذه الأدوية من قبل الطبيب المعالج وبموجب تعليماته فقط.
5. الأمواج فوق الصوتية (أولتراساوند)، تمارين الشّد، والمعالجة اليدوية هي علاجات جيدة يمكنها أن تتيح التخفيف المؤقت ومواصلة النشاط الروتيني. لم يثبت أنها تؤدي إلى تحسّن على المدى الطويل.
6. لدى الأشخاص الذين يعانون من آلم الظهر الشديد أو المتواصل، مثل آلام أسفل الظهر مثلا، وكذلك الآلام في بقية أجزاء الظهر، وعندما يكون هنالك مسّ بالنشاط اليومي، من المفضل إجراء تقييم لدى مُعالج/ة حركي/ة وبناء خطة نشاظ خاضعة للرقابة. بالإمكان الاستعانة بالتوجيه والإرشاد من أجل تحسين نطاقات الحركة، وإتاحة إمكانية العودة للنشاط والأداء. سيتم التشديد على تقوية حزام الظهر، وتحسين مرونة ونطاقات الحركة.
7. الحقن في الظهر - لا يكون هذا العلاج مطلوبا في غالبية حالات ألم الظهر الشديد. مقابل ذلك، في حالات ألم الظهر المتواصل، هنالك أنواع مختلفة من الحُقن. يتم إعطاء هذه الحقن بعد تقييم طبي ملائم.
نصائح لتفادي وتخفيف آلام الظهرالأخبار الجيدة هي أنه بالإمكان التقليل من حدّة الآلام، بل وحتى منع آلام الظهر من خلال السلوك الصحي والحكيم. إليكم بعض النصائح التي قد تساعدكم في الحفاظ على صحّة الظهر: 1. من المفضل تفادي الجلوس المتواصل. من المفضل الوقوف كل 30 دقيقة تقريبا من الجلوس المتواصل، والقيام بشدّ الظهر، من خلال رفع اليدين وشدّهما للأعلى. 2. عند الجلوس بصورة عامّة، وخلال السواقة بصورة خاصة، من المفضل وضع وسادة صغيرة أو منشفة مدحرجة بين أسفل الظهر ومتّكأ المقعد. الهدف هو تقويم الظهر ومن خلال ذلك تفادي الشعور بآلام أسفل الظهر، قدر الإمكان. 3. إذا اضطررتم للوقوف بوضعية معينة لفترة طويلة خلال عمل ما، فضعوا مسندا (مقعد بلا ظهر) تحت إحدى الرجلين. 4. عند الانحناء ورفع غرض عن الأرض، وخصوصا الأغراض الثقيلة، من المهم استخدام الرجلين بأكبر قدر ممكن، وتفادي استخدام عضلات الظهر. من أجل القيام بذلك بصورة صحيحة، يجب ثني الرّكبتين بحيث يكون الظهر مستويا والارتفاع خلال الرّفع من خلال تقويم الرجلين (فتحهما) فقط. 5. أهم وأفضل نصيحة هي: من شأن النشاط البدني المعتدل مثل المشي أو السباحة ومختلف تمارين الليونة أن تقلل وحتى تمنع آلام الظهر! داني طال، أخصائي اللياقة البدنية في قسم التربية والنهوض بالصحة في كلاليت |

|
هل هنالك حاجة للتصوير بالأشعة، CT أو MRI?
في غالبية الحالات، ليست هنالك حاجة للتصوير في حالات الألم الشديد في أسفل الظهر. يُطلب إجراء صور الأشعة وغيرها من الفحوص في حالات الألم الذي يظهر بعد الإصابة، تاريخ من الإصابة بأمراض خبيثة، الحُمّى، السكري، العمر فوق 50 عاما، اضطرابات العضلات الغالقة، الضعف، الألم خلال الراحة، وهشاشة العظام.
الفحوص التصويرية التي بإمكان الطبيب طلبها هي: التصوير بالأشعة (رنتجن)، مسح العظام، CT, MRI. يتعلّق اختيار الفحص بالمشكلة التي يشك الطبيب بوجودها. من المهم أن نتذكر أن التشخيص لا يتعلق بفحوص التصوير فقط، وإنما يتم إدراجها مع التاريخ الطبي لمتلقي العلاج وفحصه الجسدي.
من الممكن أن يكون لهذه الفحوص التصويرية تأثير معاكس للتأثير المتوقّع. لدى الكثير من الناس، بالإمكان، في بعض الأحيان المتقاربة، ملاحظة تغييرات في فقرات العمود الفقري أو في المسافات بينها. غالبا ما لا تؤدي هذه الأشياء لآلام الظهر، كما أنها شائعة لدى الناس دون التسبب بآلام الظهر.
تكون العمليات الجراحية مطلوبة لدى قلّة قليلة فقط من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر. غالبا، تهدف جراحات العمود الفقري لتحسين جودة حياة متلقي العلاج. بخلاف ما هو متعارف عليه، فإن هذه الجراحات آمنة ومنوطة بنسبة منخفضة من المضاعفات. سيفحص الطبيب الجراح شكاوى متلقي العلاج وملاءمته لفحوص التصوير، وبعد ذلك يقرر إن كان سيوصى بالعلاج الجراحي - وإذا كانت الإجابة نعم، فأي علاج جراحي.
د. يتسحاك إنجيل هو أخصائي أمراض وجراحات العمود الفقري. هو طبيب رفيع في قسم العمود الفقري ومدير خدمة أمراض العمود الفقري لدى الأطفال والشبيبة في المركز الطبي مئير، من مجموعة "كلاليت"