يتخوف الأزواج من ممارسة العلاقة الجنسية خلال فترة حمل الزوجة، وتبدأ الأسئلة التي يوجهها الأزواج عبر منتديات الصحة الجنسية مثل هل الجماع خلال فترة الحمل يؤثر على الجنين؟ هل يسبب الإجهاض؟ هل نمتنع عن الممارسة في بداية الحمل أم في الأشهر الأخيرة؟ لا ارغب في معاشرة زوجي منذ بدء الحمل؟ هذه الأسئلة وغيرها سأحول الإجابة عليها في السطور التالية:
الشهور الأولى
في الشهور الثلاثة الأولى للحمل، تعاني العديد من النساء من الغثيان صباحاً ومساءً، إلى جانب الشعور الكبير بالإعياء وتغيرات هرمونية عديدة. ويمكن أن يؤدي ذلك بالتالي إلى إضعاف الرغبة بالاتصال الجنسي عند المرأة الحامل خلال هذه الفترة.
من الشهر الرابع وحتى السادس، يكون الحمل أكثر استقراراً وتختفي أعراض الغثيان والقيء والدوار، وهنا تكون صحة المرأة أفضل حالاً من قبل، وبالتالي يمكن إعادة العلاقة الجنسية إلى ما كانت علية قبل الحمل.
أظهرت الدراسات عدم وجود أية صلة بين القيام بالعلاقة الجنسية أثناء الحمل وحدوث الولادة المبكرة إذا كان الحمل طبيعياً وصحياً. في الواقع، وجدت احدى الدراسات أن النساء اللاتي يحافظن على انتظام العلاقة الجنسية أثناء الحمل يكنّ أقل عرضة للولادة المبكرة. من الجيد الاستمرار في الجماع طوال فترة الحمل طالما رغب الزوجان بذلك، لأن هذا يقوي العلاقة الزوجية خلال الحمل وما بعد الولادة.
متى يُحظر الجماع؟
وقد خلصت العديد من الدراسات العلمية إلى أنّ الاتصال الجنسي أثناء الحمل هو من الأمور العادية والتي لا تحمل أي أضرار للمرأة أو جنينها. وأجمعت هذه الدراسات على أنّ هناك بعض الحالات التي يكون فيها الاتصال الجنسي مضرا لصحة المرأة وجنينها ومن هذه الحالات: عندما تكون المرأة قد عانت مسبقا من إجهاض متكرر أو ولادة مبكّرة. وجود المشيمة في غير وضعها الطبيعي. ظهور نزيف أثناء الحمل. ظهور ماء الولادة. إذا كان الزوج مصابا بأمراض جنسية معدية مثل الهربس والكلاميديا الأمر الذي قد تنتقل فيه هذه الأمراض للزوجة وبالتالي للجنين مسبباً أمراض خطيرة.
أما في حالة عدم وجود أي حالة من هذه الحالات أو سبب آخر يقرره الطبيب المختص فإن الخوف من الاتصال الجنسي بين الزوجين أثناء الحمل لا مبرر له وقد يسهم في التباعد العاطفي وبعض التوترات بين الزوجين.
هناك اختلاف بين الأزواج في تكرار الجماع أثناء الحمل، فإذا الزوجان متفاهمان ولغة الحوار بينهما هي السائدة, ويعبر كل طرف عن رغباته وقلقة أو تخوفه من الممارسة، فإن معدل تكرار الجماع يكون أفضل ويحافظان على علاقة زوجية ناجحة.
وهناك من الحوامل ممن يشتكين من قلة الرغبة الجنسية أثناء الحمل، فهذا شيء طبيعي قد يكون سببه التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل، فقد أظهرت معظم الدراسات أن الرغبة تزداد لدى النساء وتبلغ ذروتها خلال المرحلة الثانية من الحمل. لذلك على الزوج تفهم الوضع النفسي للزوجة الحامل ومحاولة مساعدتها لاستعادة الرغبة كالإكثار من الكلام الحلو والمعانقات والإكثار من المداعبات.

|
في النهاية، إن ممارسة الجنس بشكل طبيعي طوال فترة الحمل، ولا مشكلة في ذلك مع مراعاة حالة الزوجة النفسية، فإذا طلبت عدم الجماع فيجب على الزوج تفهم ذلك، والسؤال عن متى يجب التوقف عن الجماع فيكون كما ذكرنا بوجود مشكلة عضوية مثل النزيف أو خلل في المشيمة أو وجود تأريخ مرضي بإجهاض أو ولادة مبكرة، ويمكن التوقف في الشهور الأخيرة إذا كان هناك سبب طبي لذلك.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات