ما هو فيتامين d؟
فيتامين د (المعروف أيضا بالأسماء: فيتامين D3، كالسيبرول وكولكلسبيرول) هو فيتامين ضروري يتم إنتاجه غالبا في جسم الإنسان، وهو موجود في عدد قليل من الأغذية ويتم تسويقه ضمن مكملات غذائيّة. وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ويشكل مع الكالسيوم أحد المركبات الضروريّة جدا لصحّة العظام.
يظهر من الدراسات التي جرت في السنوات الأخيرة على هذا الفيتامين أنّ له وظائف ضروريّة أخرى مثل حماية الجهاز التنفسيّ والقلب والدماغ. هناك دراسات أخرى جارية، لفحص قدرة فيتامين د على منع سلسلة طويلة من الأمراض بضمنها السكريّ، السرطان، الأمراض العقليّة، أمراض القلب، الجلطات الدماغيّة (سواء في الوقاية أو العلاج)، التصلب المتعدد وأمراض الأمعاء الإلتهابية مثل كرون والتهاب القولون التقرحيّ.
يتناول هذا الدليل موضوع فيتامين D لدى عامة السكان. هناك مقال منفصل حول فيتامين د لدى الأطفال تجدونه على الموقع.
ما هي الطرق التي يحصل فيها الجسم على فيتامين د؟
1. إنتاج فيتامين d في الجسم بشكل ذاتي. يؤدي تعرّض الجلد لأشعة الشمس إلى إنتاج فيتامين د. يتم في الجلد إنتاج مشتقة غير نشطة من فيتامين D، تمر في عمليّة إعادة تنشيط في الكبد والكلى لإنتاج مادة الكالسيتريول الذي هو عبارة عن الشكل النشط لفيتامين D.
2. فيتامين d في الأغذية. فيتامين D موجود أيضا في عدد قليل من الأغذية، منها أنواع معيّنة من الأسماك (مثل السلمون، ماكريل والسردين)، زيت السمك، زيت كبد السمك وصفار البيض. يتم في إسرائيل أيضا تسويق منتجات غذائيّة غنية صناعيا بفيتامين d مثل الحليب ومنتجاته، مشروبات الصويا ومنتجات الصويا، حبوب الصباح، المخبوزات، الزبدة وعصير الفاكهة.
3. فيتامين d في المكملات الغذائيّة: يتم تسويق فيتامين د أيضا في المكملات الغذائيّة- نقاط أو أقراص- يمكن شراؤها من الصيدليات ومحلات الطبيعة. يشمل المكمل الغذائي أحيانا فيتامين d فقط وفي بعض الأحيان يشمل فيتامين d إلى جانب فيتامينات ومعادن أخرى. المزيج المقبول هو لفيتامين d مع الكالسيوم.
ما هي وظيفة فيتامين d في جسم الإنسان؟
فيتامين دي ضروريّ لصحّة العظام، فهو يشجّع على امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضميّ، ويحافظ على مستويات الكالسيوم والفوسفور سليمة في الدم والعظام، يشجّع على بناء العظام ويقلل تخلخلها. نقص مستويات سليمة من فيتامين D في الدم قد يؤدي إلى حدوث الكساح. الكساح هو حالة تصيب العظام وتجعلها طريّة وهشة ومعرضة للكسر. يدعى الكساح لدى الأطفال في اللغة الطبيّة باسم الرخد (rickets)، ويدعى الكساح لدى البالغين هشاشة العظام . يمكن لفيتامين دي أن يساعد في الحد من هشاشة العظام أو ترققها لدى البالغين إذا تم تناوله مع الكالسيوم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي النقص في فيتامين دي إلى ضعف العضلات وتفاقم أمراض العضلات مثل الألم العضلي الليفي والتهابات المفاصل. فقد اتضح، على سبيل المثال، أن العديد ممن أصيبوا بكسر في عنق الفخذ كانوا يعانون من نقص شديد لفيتامين D.
هل يمكن لفيتامين D أن يمنع مرض كورونا أو يساعد في الشفاء منه؟
في استعراض ل- 25 دراسة (التحليل البعدي) أجريت في 15 دولة تبيّن أن إعطاء مكمّل من فيتامين D مرة في اليوم- وحتى مرة واحدة فقط في الأسبوع- قد قلّل من خطر تطوير التهاب رئوي لدى المشاركين في هذه الدراسات. مع ذلك تجدر الإشارة إلى أنه قد تمّ اختبار هذا التأثير لفيتامين D على الالتهاب الرئوي ليس على خلفيّة كورونا.
حتى هذه اللحظة ليس هناك ما يشير إلى أن فيتامين د يقلل أيضا خطر تطوير التهاب رئوي عقب الإصابة بفيروس كورونا، لذلك لا توجد حتى الآن توصية رسميّة لتناول فيتامين د لهذا الغرض. مع ذلك ينصح المتخصصون في المجال الطبي في البلاد والعالم بتناول مكمّل غذائي يحتوي على فيتامين D خلال فترة كورونا- خاصة كبار السن ومن يعانون من أمراض الخلفيّة. هناك بعض المتخصصين ممن ينصح بتوفير مكمّل من فيتامين D لكافة السكان خلال فترة كورونا.
فيما يتعلّق بالأطفال، تنصح الجمعيّة الإسرائيليّة لطب الأطفال بإعطاء الأطفال من جيل عام فما فوق مكمل من فيتامين D خلال فترة كورونا. الجرعة الموصى بها: 1000 وحدة دوليّة في اليوم لمدة ستة أسابيع.
السبب من وراء التوصيات بإعطاء مكمل من فيتامين D- خاصة للفئات الحساسة ولكن أيضا لكافة السكان: من المتوقع، نتيجة الحجر لمدة طويلة في البيوت أن يزداد النقص في فيتامين دي لدى السكان، لأن الناس تتعرّض بصورة أقل من المعتاد لأشعة الشمس.
لماذا يعاني الكثير من السكان من نقص فيتامين د؟
على الرغم من أن إسرائيل هي بلاد مشمسة إلا أن هناك نقصا في فيتامين د لدى عموم السكان. يعاني من هذا النقص جميع الفئات العمريّة: الأطفال، الشباب وكبار السن. السبب الرئيسي لهذا النقص هو قلة التعرّض للشمس، والتي ترجع أساسا إلى الخوف الذي استوعبه جيدا الإسرائيليون من الإصابة بسرطان الجلد في أعقاب التعرّض للشمس. علاوة على ذلك، فإنّ معظم الإسرائيليين يحرصون عند خروجهم من البيت أو المكاتب على استخدام واقي الشمس للوقاية من أشعة الشمس.
البقاء في البيت أصبح سمة يتسم بها الأطفال والمراهقون، فهم يفضلون في أيامنا البقاء أمام الشاشات على مختلف أنواعها على اللعب في الخارج كما كان في الماضي. علاوة على ذلك، علينا أن نضع في الاعتبار أنه مع التقدم في السن وخاصة من جيل 70 فما فوق، فإن وتيرة إنتاج فيتامين D في الجلد تقل وتصبح أقل كفاءة عما هي لدى الشباب.
كما ذُكر سابقا، يبدي الكثير من الأطباء قلقهم إزاء وباء كورونا وما يصاحبه من حظر قد يزيد من تفاقم النقص في فيتامين D لدى السكان وهم ينصحون كافة السكان بتناول مكملات من هذا الفيتامين.
من هي الفئات السكانيّة التي قد تعاني بشكل خاص من النقص في فيتامين د؟
- كبار السن. كما ذُكر أعلاه، مع التقدم في السن يقل الإنتاج الطبيعي لفيتامين d في الجلد عند التعرّض للشمس. بالإضافة إلى أن العديد من كبار السن يمكثون في البيوت وقلما يخرجون من البيوت ويتعرضون للشمس.
- هناك أشخاص لا يتعرضون كثيرا للشمس لأسباب شتى، على سبيل المثال الأشخاص الذين يعملون من المنزل، أو الأشخاص الذين يعملون طيلة ساعات النهار في المكاتب أو المرضى المقعدين الذين يمكثون في المؤسسات الطبيّة.
- الأشخاص الذين يرتدون الملابس الطويلة ويضعون القبعات طيلة ساعات النهار لأسباب عقيدية، دينية أو الحاجة للعمل في مثل هذه الظروف. مثال لهذه النماذج في إسرائيل: الفئات المتشددة دينيا والسكان البدو.
- الأشخاص الذين لأسباب طبيّة يمكنهم التعرّض للشمس فقط بعد اتخاذ وسائل الحماية بواسطة واقيات الشمس.
- أسباب دوائيّة: الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تزيد من حساسيّة الجلد لأشعة الشمس ويضطرون إلى استخدام واقيات الشمس. هناك العديد من الأدوية التي تزيد من حساسية الجلد للشمس، ولذلك يتوجب على من يتناول الأدوية أن يستوضح لدى الطبيب أو الصيدلي أو من النشرة الطبية للمستهلك، ما إذا كانت الأدوية التي يتناولونها تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس. هناك أيضا أدوية تسبب زيادة تفكك فيتامين d أو تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام مثل الستيرويدات وأدوية معينة لمعالجة الصرع.
- ذوو البشرة الداكنة. يحتوي الجلد لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، مثل الأثيوبيين، على كميّة كبيرة من الميلانين. يقلل الميلانين إنتاج فيتامين D وبالتالي فإن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة يقل لديهم إنتاج فيتامين D مقارنة مع ذوي البشرة الفاتحة.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض التهابات الأمعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي. يمتص القولون الملتهب فيتامين D من الغذاء بصورة اقل مقارنة مع القولون السليم.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض تقلل من امتصاص الغذاء الدهنيّ. مثل أمراض التليّف الكيسيّ وأمراض الاضطرابات الهضميّة وبعض أمراض الكبد.
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة والأشخاص الذين أجريت لهم عمليات تصغير المعدة (جراحة علاج البدانة).
- الأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي المتقدم (فشل كلوي) ومرضى غسيل الكلى، لأن الكلى في هذه الحالات لا تقوم بتنشيط الفيتامين الناتج في الجلد.
- الأشخاص الذين يعانون من هشاشة أو ترقق العظام.
- الأطفال من سن الولادة وحتى جيل سنة.
ما هي كميّة فيتامين D التي يُنصح باستهلاكها يوميا؟
يتم قياس فيتامين D بوحدات دوليّة. يمكن أيضا قياس فيتامين D بالميكروغرام، لكنها طريقة اقل اتباعا (1 وحدة دوليّة تعادل 0.025 ميكروغرام من فيتامين D).
تختلف كميّة فيتامين D التي يُنصح بتناولها يوميا تبعا للجيل:
- الأطفال حديثي الولادة وحتى جيل سنة: 400 وحدة دوليّة في اليوم. يتم في إسرائيل إعطاء الأطفال حتى جيل سنة مكمل من فيتامين D بجرعة 400 وحدة دوليّة في اليوم.
- من جيل سنة فما فوق: 600 وحدة دوليّة.
- النساء الحوامل أو المرضعات: 600 وحدة دوليّة في اليوم.
- البالغون حتى جيل 70 سنة: 600-800 وحدة دوليّة في اليوم.
- من جيل 70 سنة فما فوق: 800 وحدة دوليّة في اليوم.
تنصح الجمعية الإسرائيلية لهشاشة العظام وأمراض العظام الرجال والنساء من جيل 50 فما فوق بتناول مكمل فيتامين D بجرعة 800 حتى 1000 وحدة دوليّة في اليوم. تعد هذه الجرعة آمنة ولا تتطلب مراقبة فيتامين D في الدم.
يحصل الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د على جرعات أكبر- وفقا لتوصيات الطبيب.
ما الذي يجب القيام به في حالة نقص فيتامين د؟
من المتوقع في حالة نقص فيتامينD ، أن يوصي الطبيب بأخذ مكملات تحتوي على هذا الفيتامين. توجد في السوق العديد من المستحضرات التي تحتوي على فيتامين D منها فيتامين D على شكل نقاط، فيتامين D على شكل كبسولات، فيتامين D على شكل أقراص وفيتامين D على شكل أقراص للمضغ.
الطبيب هو من يحدد الجرعة وفقا لشدة النقص في فيتامين D. من المتوقع في أغلب الحالات أن ينصح الطبيب بأخذ جرعة ثابتة من 1000 حتى 2000 وحدة دوليّة في اليوم- حتى اختفاء النقص.
يُتوقع للأشخاص الذين يعانون من هبوط في كثافة العظام أو تخلخل العظام أن ينصح الطبيب لهم بجرعات أكبر في بداية العلاج. كما يتوقع أن ينصح بأخذ مكمّل يحتوي على الكالسيوم.
هل هناك قلق من أخذ جرعة عالية من فيتامين D؟
التسمم بسبب زيادة فيتامين D هو أمر نادرالحدوث. تشمل أعراض التسمم من بين الأمور الأخرى، هبوط في الوزن، قلة الشهيّة، زيادة التبوّل واضطرابات نظم القلب. قد يعاني الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية جدا من فيتامين D من تراكم الكالسيوم في شرايين القلب أو الكلى وزيادة خطر الإصابة بجلطات القلب أو حصى الكلى، خاصة إذا تناولوا أيضا مكمل كالسيوم. لذلك على المرضى من كبار السن الذين يستخدمون مكمل غذائي يحتوي على فيتامين D أن يحرصوا على تناول جرعة فيتامين D كما وصفها الطبيب وعدم تجاوزها.
إذا ما الذي يجب فعله؟
- تشمل التوصيات لعامة السكان تعريض الأطراف للشمس لمدة 20 دقيقة في اليوم. من المستحسن القيام بذلك في ساعات الصباح أو المساء، عندما لا تكون أشعة الشمس في ذروتها، وعندها أيضا يجب تحديد التعرّض لمدة 20 دقيقة في اليوم كحد أقصى، لأن التعرّض الزائد للشمس يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- فيما يتعلّق بالأطعمة الغنيّة بفيتامين D، قد تصدر وزارة الصحة في المستقبل لوائح تتيح إثراء أطعمة أخرى بفيتامين D.
- يحصل الأطفال منذ الولادة وحتى جيل سنة على مكمل غذائي يحتوي على فيتامين D بجرعة 400 وحدة دوليّة في اليوم.
- يحتاج الأشخاص كبار السن في معظم الحالات أيضا إلى مكمل غذائي يحتوي على فيتامين D، خاصة إذا كانوا يعانون من تخلخل العظام (هشاشة العظام أو ترققها). كما أنهم بحاجة إلى مكمل غذائي يحتوي على الكالسيوم.
- تجري اختبارات الدم للكشف عن نقص فيتامين د في العادة فقط للأشخاص المعرضين لهذا النقص وليس لكافة السكان. لا توجد حاجة دائما لإعطاء مكمل من فيتامين D لكافة السكان. من المستحسن استشارة الطبيب المعالِج.
- من المتوقع أن يُطلب من الأشخاص الذين يدخلون ضمن مجموعة خطر نقص فيتامين د – من قبل الطبيب المعالِج- إجراء اختبار دم لتقييم مستويات فيتامين D في الدم لديهم. إذا تبيّن وجود نقص لديهم، فيُتوقع أن يكتب لهم الطبيب وصفة مكمل غذائي يحتوي على فيتامين D.
دكتور كوبي كوهين صيدليّ سريري في لواء دان - بيتح تكڤا في كلاليت ومحرر كبير في دليل الأدوية على موقع كلاليت.