ربطت العلاقة المحتملة بين انفلونزا الخنازير وفيتامين د موضوعان منفصلان يحتل كل منهما مساحة كبيرة في الاعلام والمجلات العلمية. فقد تصدرت لفترة طويلة أخبار مرض انفلونزا الخنازير العنوانين الرئيسية في الصحف ونشرات الأخبار، كما احتلت التقارير عن حالات الاصابة والوفيات من هذا المرض افتتاحيات النشرات الإخبارية والصفحات الأولى للصحف. وبينما بدى واضحا أن فيروس H1N1 المسبب لانفلونزا الخنازير قد أصاب وسائل الاعلام بعدوى التهويل، حيث لم تتناسب نسبة الوفيات الضيئلة نسبيا مع الضجة الاعلامية العالمية الكبيرة التي رافقتها، الا في ظهور فيتامين د قد تكثّف في المجلات العلمية في الاونة الأخيرة.
ففي العشر سنوات الماضية ، شهد الوسط العلمي تطوّر كبير في فهم فيتامين د من فيتامين بسيط يحمي من مرض الكساح الى هرمون يؤثر مباشرة على أكثر من 2000 جينا في الجسم. ان تأثير فيتامين د على الجينات كبير لدرجة أن نقص مزمن في فيتامين د مرتبط بـ17 نوع من الامراض السرطانية، أمراض القلب والشرايينن ضغط الدم المرتفع، مرض هشاشة العظام، التعب المزمن، وأمراض المناعة الذاتية.
أما العلاقة بين فيتامين د وانفلونزا الخنازير، فتبدأ في تزامن ظاهرة انتشار الانفلونزا في فصل الشتاء، حيث يقل التعرض لأشعة الشمس المسؤولة عن انبعاث فيتامين د من الجلد بتأثير الأشعة الفوق بنفسجية. ويمكن تفسير هذه الظاهره بأنه كلما قل تعرّض الجلد للشمس، كلما انخفضت مستويات فيتامين د في الجسم، وكلما ازدادت فرص العدوى من الالتهابات التي تسببها فيروسات الانفلونزا المختلفة. وقد كشفت دراسات علمية عديدة أن فيتامين د يلعب دورا هاما في الوقاية من أمراض الانفلونزا بشكل عام وانفلونزا الخنزير بشكل خاص. وقد بيّنت أبحاث أخرى أن فيتامين د قد يقي من الإصابة انواع مختلفة من الالتهابات حيث أنه يحث جهاز المناعة على انتاج مركبات مضادة للفيروسات والبكتريا والفطريات لها القدرة على القضاء عليهم جميعا.
وفي دراسة حديثة تضمنت 19000 شخص يعانون من معدلات منخفضة من فيتامين د، تبيّن أن اصحاب المستويات المنخفضة من فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية مثل الأنفلونزا بنسبة 40% مقارنة بالأفراد أصحاب المستويات الطبيعية . واستنادا الى الأبحاث والدراسات السابقة التي ربطت فيتامين د بانفلونزا الخنازير، أكدت الوكالة الكندية للصحة العامة (PHAC) على زعمها بالقيام بدراسة مكثّفة حول دور فيتامين د في الوقاية من فيروس H1N1 المسبب لأنفلونزا الخنازير.
ويقدّر ان ثلث الى نصف سكان الكرة الأرضية يعانون من نقص في فيتامين د، حيث أنهم لا يحصلون على تعرّض كافي لأشعة الشمس اضافة الى أنه من الصعب الحصول على كفاية الجسم منه عن طريق الغذاء. ان المصادره الغذائية لفيتامين د محدودة، وهي:
• حبوب كبد السمك
• سمك السلمون
• الماكاريل
• التونا
• السردين
• الحليب المقوّى بفيتامين د
وعلى ضوء الأبحاث والدراسات الراهنة حول الانفلونزا وفيتامين د، انصح بادراج فحص مستوى فيتامين د في الدم وعلاج النقص المزمن فيه في اطار الارشادات العامة للوقاية من مرض انفلونزا الخنازير. وفي حال أنه تبيّن في فحص الدم نقص في فيتامين د، فينص بتناول أقراص أو نقط فيتامين د عن طريق طبيب العائلة.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات