يجب أن يتعامل الطب الحديث مع مرض كورونا وفي نفس الوقت معالجة عواقبها القصيرة والطويلة المدى. إحدى هذه الظواهر هي الكورونا المزمنة (Long Covid). أو باسمها الآخر - بوست كورونا.
ما هي أعراض الكورونا المزمنة, وكيف تعلم أن هذا ما عندي؟
يتم تشخيص الكورونا المزمنة لدى المتعافين من كورونا الذين يبلغون عن مجموعة متنوعة من الأعراض التي تمنعهم من العودة إلى روتينهم اليومي وعملهم قبل المرض.
وبحسب التعريف, تستمر الأعراض لأكثر من شهر وفي بعض الحالات أكثر من ثلاثة أشهر من تاريخ تشخيص مرض كورونا.
هذه هي الأعراض الأكثر شيوعًا لكورونا المزمنة:
• التعب
• ضيق التنفّس
• ضعف الذاكرة والانتباه
اضطراب مستمر في حاسة التذوق والشم: اختفاء تام, خدر في الحواس أو روائح جانبية وأذواق جانبية لم يتعرّض لها الشخص من قبل.
• آلام العضلات وآلام المفاصل
وهناك أعراض أخرى وصفها الأشخاص الذين عانوا من من كورونا المزمنة:
• ألام في الصدر
• الصداع
• تسارع ضربات القلب
• تساقط الشعر
• التهاب الحلق وآلام الأذن
• الدوخة
يمكن أن تظهر الأعراض لدى المتعافين من كورونا بأي درجة من الخطورة وليس فقط بعد مرض خطير, ولن تكون بالضرورة هي نفسها بين مختلف المتعافين. أفاد بعض المتعافين بإصابة كحالة منفردة, مثل اختفاء حاسة الشم فقط, وبعضهم يعاني من مجموعة واسعة من الأعراض التي تظهر بشكل متوازٍ.
من المهم أن تتذكر: حتى إذا حددت نفسك بين هذه السطور, فلا تذكر بحزم أن هذا هو تشخيصك بشكل مستقل: قبل أن تقرر أنه كورونا مزمنة, يجب أن يخضع الشخص لتقييم من قبل الطبيب أو طبيبة العائلة لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للأعراض التي تعاني منها.
هل كورونا المزمنة شائعة بين المتعافين؟
كما هو الحال مع أي شيء يتعلق بكورونا, فإن المعلومات يتم تحديثها وتغيرها باستمرار. من الصعب في الدراسات السكانية الكبيرة نتابعة جميع المرضى الذين يعانون من كورونا المزمنة, لذلك لا يزال من غير الممكن حتى الآن تحديد مدى شيوع هذه الظاهرة على وجه اليقين.
التقدير السائد اليوم هو أن حوالي 10٪ من المتعافين من كورونا سيعانون من واحد أو أكثر من الأعراض المذكورة أعلاه.
وماذا بعد التعافي؟ هل للكورونا المزمنة عواقب بعيدة المدى؟
من الصعب التحديد على وجه اليقين, حيث لم يمر وقت كافٍ, ولا توجد بعد معلومات شاملة بما يكفي لتحديد الآثار طويلة المدى للظاهرة. في هذه المرحلة يبدو أن معظم الذين يعانون من هذه الظاهرة يتعافون تدريجياً دون عواقب طويلة المدى.
ومع ذلك, فإن العواقب المستقبلية المحتملة هي إصابة الرئة المزمنة (التليف الرئوي), الضعف الإدراكي أو بعض الضعف الوظيفي.
هل بعض الناس معرضون لخطر أكبر من غيرهم؟
كما هو معروف الآن, هناك علاقة بين خطورة الكورونا والأعراض التي قد يعاني منها المريض بعد الشفاء. المرضى الذين يعانون من درجة أكثر خطورة عانوا أكثر في وقت لاحق. يبدو أيضًا أن النساء يعانين من أعراض كورونا المزمنة بمعدل أعلى من الرجال. لم يتم تحديد عوامل خطر إضافية في هذا الوقت.
هل تتعافى منه؟ كم من الوقت يستغرق؟
الأخبار السارة هي أن معظم المتعافين من كورونا لن يعانون من الإصابة بالكورونا المزمنة على الإطلاق.
سيشهد معظم المتعافين الذين يعانون من أعراض الكورونا المزمنة تحسنًا تدريجيًا بعد 3 إلى 6 أشهر.
وبحسب المعلومات المتراكمة هذه الأيام, فإن نسبة صغيرة ممن يتعافون ستظل تعاني من أعراض مختلفة لمدة عام أو أكثر.
هل الأطفال معرضون أيضًا لخطر الإصابة بكورونا المزمنة؟
وفقًا للمعرفة المتراكمة حتى الآن, من غير المحتمل أن يصاب الأطفال الصغار (حتى سن 10 سنوات) بأعراض مزمنة. في المقابل, يتم تشخيص هذه الظاهرة بشكل متزايد لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 18 عامًا, ويزداد حدوثها مع تقدم العمر.
يصف الشباب ظواهر مماثلة للظواهر التي أبلغ عنها الكبار.
تشير دراسة استقصائية أجرتها وزارة الصحة بين الأطفال المتعافين الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و 18 عامًا أن حوالي 11.2٪ من الأطفال قد عانوا من الأعراض بعد الشفاء وبعضهم بقيت الأعراض لديهم بعد 6 أشهر من المرض (بين 1.8٪ و 4.6٪).
أظهرنتائج الاستطلاع أن خطر الأعراض طويلة المدى يزداد مع زيادة عمر الطفل. بالإضافة إلى ذلك, يبدو أن احتمالية الإصابة بمرض لونغ كوبيد تزداد أيضًا لدى الأطفال الذين عانوا من الأعراض عند التأكد من إصابتهم بفيروس كورونا.
نتائج الإستطلاع على موقع وزارة الصحة.
ماذا عن المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض؟ هل هناك احتمال أن تظهر الأعراض عليهم أيضًا؟
نعم, هناك احتمال كهذا. في بعض الأحيان يقوم المرضى الذين لم تظهر عليهم أعراض, بزيارة عيادات تعافي مرضى كورونا أو عانوا من أعراض خفيفة للغاية أثناء المرض الحاد ويعانون بشكل كبير من الأعراض المزمنة بعد ذلك.
ومع ذلك, فهذه ظاهرة غير طبيعية, ومن المهم أولاً استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض بالتشاور مع الطبيب أو طبيبة العائلة.
هل كورونا المزمنة معدية أيضًا؟
يجب التمييز بين حالتين: مرض كورونا مرض حاد يمر بعد أسابيع قليلة كحد أقصى. في المقابل, فإن كورونا المزمنة هي نتيجة لتداعيات مرض الكورونا على الجسم. خلال أعراض كورونا المزمنة لا يكون المرضى معديين.
ومع ذلك, هناك حالة نادرة أخرى وهي, persistent COVID (الكوبيد العنيد), والذي نادرًا ما يحدث لدى المرضى الذين يعانون من نقص المناعة. في مثل هذه الحالات يكون الجهاز المناعي غير قادر على القضاء على الفيروس. سيظهر المرض بطريقة مختلفة قليلاً (مصحوبًا بالحمى ومستويات التهاب عالية) وقد تستمر العدوى.
هل توجد طرق لعلاج الأعراض أو منع العواقب طويلة المدى لكورونا؟
يركز علاج الكورونا المزمنة على الأعراض ويتغير وفقًا لذلك:
• ضيق في التنفس والتعب :أولاً, يوصى باستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض - بمساعدة طبيب أو طبيبة العائلة.
يوصى لاحقًا ببدء ممارسة الرياضة البدنية بكثافة منخفضة وزيادة مستوى النشاط تدريجيًا. على سبيل المثال, المشي الخفيف أو الرش في الماء لمدة 5 إلى 10 دقائق يوميًا وزيادة تدريجية في طول المدة اليومية كل أسبوع. إذا شعرت أن النشاط يسبب انخفاضًا حادًا في الطاقة والأداء العام, يوصى بالراحة لبضعة أيام والعودة إلى النشاط بكثافة أقل.
يشمل علاج الأعراض الشديدة برامج إعادة التأهيل في معاهد العلاج الطبيعي في جميع أنحاء البلاد, بما في ذلك إعادة التأهيل الرئوي وإعادة تأهيل القدرة على التحمل. يدير مستشفى بيلينسون برنامجا مخصصا منذ أكثر من عام لتعافي الأشخاص من كورونا الذين يعانون من مثل هذه الأعراض.
• الضعف الادراكي (ضعف الذاكرة أو القدرة على التركيز): التوصية بإحالة المريض للتقييم في معهد العلاج الوظيفي. بعد التقييم سيتم تصميم برنامج إعادة تأهيل إدراكي للمريض إذا لزم الأمر. يمكن أيضًا معالجة هذه الأعراض في برنامج المتعافين في مستشفى بيلينسون.
• الضعف المزمن في حاسة الشم و/أو في حاسة التذوق: التوصية لهؤلاء المرضى هي المثابرة في "تدريب حاسة الشم". أثناء التمرين يتدرب المريض على شم 4 روائح قوية لمدة 20 ثانية في كل منخر, مرتين في اليوم.
يوصى بإكمال التدريب يومياً لمدة 3 أشهر. إذا لم يكن هناك تحسن, أو كان هناك تحسن جزئي فقط, يجب استبدال العطور وممارستها مرة أخرى لمدة 3 أشهر أخرى.
الطريقة الوحيدة حاليًا للوقاية من العواقب طويلة المدى من مرض كورونا هي تجنب العدوى. لذلك من أجل الحفاظ على الصحة على المدى الطويل ينصح بالتطعيم ضد الكورونا والالتزام بإرشادات وزارة الصحة.
د. يلين متخصصة في الأمراض الداخلية والأمراض المعدية, ومديرة عيادة المتعافين من كورونا في المركز الطبي رابين־بيلينسون وطبيبة في عيادة كفار سابا هيروكا