إليكم بعض الحقائق التي ربما لم تعلموها عن القلب: القلب يزن حوالي 300 جم، حجمه في حجم قبضة يدك تقريبًا؛ وينبض حوالي 100 ألف مرة في اليوم. وهناك حقيقة من الضروري معرفتها: حسب إحصاءات وزارة الصحة فإن حوالي 17% من إجمالي حالات الوفاة عام 2011 نجمت عن أمراض القلب.
ماذا نفعل؟ نحافظ عليه. ما هي أفضل وسيلة؟ سيخبركم كل طبيب: ألَّا تدخنوا، وأن تتناولوا طعامًا صحيًا، وأن تقوموا بنشاط بدني. وإذا كنتم تبحثون عن طرق أخرى، أو محددة أكثر، فقد جمعنا لكم بعض الأبحاث المثيرة للاهتمام التي صدرت في الشهر الماضي. وتوصلت إلى جانب التوصيات الأساسية والمهمة، إلى بعض الاستنتاجات المهمة والإبداعية حول السبل الكفيلة بتقليل المخاطر.
الجانب المتفائل والصحي للحياة
عندما غنَّى أعضاء فرقة موتني بايثون Always look at the bright side of life (انظر دائمًا إلى الجانب المشرق في الحياة) كانت الرسالة التي أرادوا نقلها هي: اضحكوا، استمتعوا بالحياة، كونوا متفائلين. وهم لم يتصوروا أنه سيتضح ذات يوم أن نصيحتهم من الممكن أن تكون مفيدة لقلبكم (بشكل قاطع) وأن تطيل أعماركم.
وجد الباحثون الأمريكيون الذين فحصوا حوالي 5,000 شخص في أعمار 45-84 أنه من الضروري للغاية النظر إلى نصف الكوب الممتلئ من الحياة: فالأشخاص الأكثر تفاؤلًا يحظون بفرصة مضاعفة لصحة عضلة القلب وأوعية دموية مثالية، ومستوى سكر جيد ومستويات كولسترول جيدة أكثر بشكل عام، بالمقارنة مع الأشخاص الأكثر تشاؤمًا.
كما يتضح من البحث أن الأشخاص الأكثر تفاؤلا هم أكثر نشاطًا من الناحية البدنية، وتغذيتهم أفضل، كما أن نسب ال BMI لديهم أفضل بكثير، ويدخنون أقل، أو باختصار –يميلون إلى نمط حياة صحي أكثر من المتشائمين. أما الأشخاص المتشائمون فهم أقل سعادة من الحياة – بسبب ضغوط العمل، والمشكلات المالية، والعائلية، ومشكلات أخرى. ويتمخض ذلك كله عن ارتفاع نسبة الضغط والخوف، التي تؤدي في العديد من الأحيان إلى الإصابة بأمراض القلب.
وبحسب القائمين على البحث:"ليس من السهل أن تصبح متفائلًا في العصر الذي نعيشه، مع كل الأخبار المؤسفة التي نتعرض لها. لكن إذا علمت أن ذلك من الممكن أن ينقذ حياتك، فنعتقد أن هذه وصفة وحافز جيدين بدرجة كافية"، "حتى الفرق البسيط في صحة القلب يُترجم إلى انخفاض ملحوظ في نسب حالات الوفاة".
ويأمل الباحثون أن تشجع هذه النتائج الأطباء على التفكير خارج الصندوق، وتجعلهم يستخدمون أساليب نفسية كوسيلة أخرى لمحاربة أمراض القلب والأوعية الدموية.
الحبوب الكاملة-آخر صيحة
إذا كنتم مهتمين بالتغذية الصحية، فقد سمعتم بالطبع مرة أو مرتين أو 159 مرة بنصيحة الامتناع عن الأطعمة المصنعة وتناول أكبر قدر من الأطعمة الغنية بالحبوب الكاملة. لماذا؟ لأن الحبوب الكاملة تحتوي على تنوع في المواد المغذية والمفيدة للجسم – بما في ذلك الألياف الغذائية، ومضادات الأكسدة، والمغنسيوم، وفيتامين E . ماذا في قائمة الطعام؟ أرز كامل، خبز من قمح كامل، الكينوا، معكرونة من قمح كامل، الشوفان. وهذا فقط مثال بسيط.
يعرض عليكم بحث كبير نشر عام 2015 التوجه إلى الكامل، هذه المرة من أجل حماية قلبكم وحياة أطول. فقد قام باحثون من كلية الأغذية بجامعة هارفارد بتحليل معطيات بحثين كبيرين على حوالي 188 ألف رجل وامرأة، وتوصلوا إلى استنتاج بأن الأشخاص الذين تناولوا الكمية الأكبر من الحبوب الكاملة كانوا أقل عرضة للموت بنسبة 10%، مقارنة مع أولئك الذين تناولوا كميات أقل بكثير.
وتوفي ما يقارب 27 من المشاركين في الأبحاث حتى عام 2010، العام الذي انتهى فيه البحث الثاني.
وعلى أساس هذه المعطيات والاستبيانات التي أجاب عليها المشاركون على مدار السنين، قدَّر الباحثون أن تناول 28 جم من القمح الكامل يوميًا قد قلَّل من مخاطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 9%، وبـنسبة 5% من مخاطر الوفاة لأسباب طبية أخرى. لكن تناول الحبوب الكاملة لم يقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
المزيد عن الحبوب الكاملة هنا
|
الأفوكادو
هناك مواسم يرتفع فيها ثمنه وهو غير اقتصادي حتى في السعرات الحرارية (حوالي 200 سعر للواحدة)، لكن أناس كثيرين سيقولون أن مذاقه يستحق الجهد. لن نجادل في الطعم أو الرائحة، لكن من الناحية الصحية فإن الأفوكادو المليء بالدهون غير المشبعة (وهي دهون مفيدة) له فوائد كثيرة. بل أنه يساعد على الحفاظ على آداء المخ، ويزعم البعض، أنه يثير الرغبة الجنسية.
الآن، أثبتت دراسة نُشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن تناول ثمرة واحدة من الأفوكادو يوميًا من الممكن أن تقلل بشكل ملحوظ من كمية الكولسترول الضار لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، مما يقلل من فرصة الإصابة بنوبة قلبية أو بجلطة. ثمرة واحدة وانتهى الأمر؟ كلا، فيجب تناول طعامًا صحيًا كذلك.
وتقول بيني كريس أثرتون، أخصائية التغذية القائمة على البحث ورئيسة لجنة التغذية في الجمعية الأمريكية لصحة القلب: "علينا التركيز على أن نجعل الناس يتناولون أغذية صحية للقلب، بما في ذلك الأفوكادو ومصادر الأغذية الأخرى الغنية بالمواد المغذية التي مصدرها الدهون المفيدة".
كما نصحت بإضافة الأفوكادو للساندويتشات، والسلاطات، بل وحتى للمشروبات. فسلطة الأفوكادو من الممكن أن تستخدم كمعجون أو كمتبل بدلًا من المايونيز أو الكريمة الحامضة. والجواقامولي؟ لذيذ، لذيذ، لكنه "يحتوي بشكل عام على رقائق الذرة، الغنية بالسعرات والصوديوم"، حذرت كريس أثرتون.
6 خطوات لقلب صحي
بعد متابعة 90 ألف ممرضة في الولايات المتحدة لعقدين من الزمان متوسط أعمارهن 37 سنة، أعد الباحثون الأمريكيون قائمة من ست تصرفات صحية مهمة من أجل حماية صحة القلب.
الامتناع عن التدخين؛ الحفاظ على معدل BMI، الحرص على القيام بنشاط بدني لساعتين ونصف الساعة على الأقل في الأسبوع ؛ التغذية الصحية؛ عدم تناول أكثر من مشروب كحولي واحد في اليوم. والعنصر المفاجيء في القائمة: عدم مشاهدة التلفزيون لأكثر من 7 ساعات في الأسبوع.
حسب الباحثين، النساء اللواتي يتمسكن بالمبادئ الستة كنَّ أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب الإقفاري بنسبة 92%. ويعني ذلك أنه لكان من الممكن منع أكثر من 70% من النوبات القلبية في المجموعة التي تم فحصها لو كانت جميع النساء المشاركات في البحث يحرصن على الحفاظ على أنماط السلوك الستة. أعداد مثيرة؟ جدًا!
الدكتورة دانا فلورنتين هي طبيبة موقع كلاليت بالعبرية، متخصصة في طب العائلة
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات