أنقذوني، طفلي مصاب بالطفح الجلدي!

​وُلد لكم طفل جديد، مبروك، إنكم سعداء ومسرورون، لكنكم قلقون بعض الشيء. فوجهه مُزيّن بنقاط حمراء، ولا يبدو مثل الطفل الوردي اللون والناعم الذي نراه في إعلانات التلفزيون.

قبل أن تبحثوا عن سبب الطفح، إليكم بعض الأمور المتعلقة بالـجلد: يدور الحديث عن أكبر عضو من أعضاء جسمنا، ويحتل ما نسبته 15% من مجمل وزن الجسم. يلعب الجلد أدوارا بالغة الأهمية، وبضمنها: الحماية من الجفاف، الحفاظ على درجة حرارة الجسم والوقاية من التلوّث.

ما الذي يسبب الطفح الجلدي لدى الأطفال؟

لمجرد كونه غلافا خارجيا، فإن الجلد يكون أكثر عرضة، طوال الوقت تقريبا، لمختلف مسببات التهيّج، والتي من الممكن أن تتمثل من خلال الطفح الجلدي، من ضمن عدّة أمور. قد ينعكس ذلك من خلال تغييرات في لون الجلد وملمسه.

الطفح الجلدي لدى الأطفال، وليس لديهم فحسب، قد يتركّز في منطقة واحدة من الجسم، أن ينتشر في مناطق مختلفة أو في كل الجسم. من الممكن أن يسبب الطفح الجلدي الحكّة وقد يكون مصحوبا بأعراض: ارتفاع الحرارة الموضعي، ونتوء فوق سطح الجلد مع أو بدون جفاف وتشققات، أكياس سوائل وانتفاخ.

من الممكن أن تكون هناك الكثير من الأسباب للطفح الجلدي: ردّة فعل على الأدوية، ردّة فعل على مختلف التلوّثات أو ردّة فعل تحسسية. في بعض الأحيان النادرة، من الممكن أن يكون الطفح الجلدي مصحوبا بألم موضعي. من الممكن أن تسبب عوامل مختلفة حالات طفح جلدي متشابهة، لأن تشكيلة ردود الفعل الممكنة في النسيج الجلدي للمهيّجات المختلفة، محدودة جدا. 

هل من الممكن أن يكون الطفح الجلدي لدى الأطفال خطيرا؟

بالعادة، لا يكون الطفح الجلدي خطيرا، لا يؤذي ولا يُعدي. كما أن غالبية حالات الطفح الجلدي تتلاشى من تلقاء نفسها خلال فترة قصيرة. لكن هنالك حالات طفح جلدي، في سن الطفولة المبكرة، من الممكن أن يشكل سبب ظهورها خطرا على الحياة.

• الطفح الجلدي الذي يظهر فجأة، ويكون مصحوبا بارتفاع الحرارة، لا يتناول الطفل الطعام ولا يرضع بصورة صحيحة، او أن الطفل يبدو غير حيوي وكسول - يستوجب التوجّه بأسرع ما يمكن للفحص الطبي.

• طفح جلدي بدأ بالظهور تدريجيا، ليس مصحوبا بارتفاع الحرارة، لا يناول الطفل الطعام بصورة صحيحة لكنه حيوي - هذا طفح أقل إثارة للقلق، ولا حاجة لإجراء الفحص المستعجل لدى الطبيب.

• طفح لونه أحمر غامق لا يختفي عند الضغط على المنطقة المصابة، قد يكون الحديث عن طفح خطير ناتج عن حالات نزيف في الجلد. تستوجب مثل حالات النزيف هذه التوجه الفوري لإجراء الفحص الطبي.

• طفح جلدي مصحوب بانتفاخ حول الفم، اللسان أو الشفتين - مع صعوبة بالتنفس - يجب مراجعة الطبيب فورا.

حالات الطفح الجلدي الأكثر انتشارا

في كثير من الأحيان، يسبب أي نتوء في الجلد أو بقعة، ارتفاع مستوى الهلع لدى الأهل، وبالأساس إذا كنا نتحدث عن طفلهم الأول. هذه الأعراض هي أعراض طبيعية في الغالب، ولا تدلّ على أي مرض. إليكم قائمة حالات الطفح التي تميّز الأشهر الأولى من حياة الطفل، وطرق علاجها.

الدخينة (Milia)

يطلق عليها أيضا اسم "نقاط الحليب" أو "النقاط البيضاء" أو "النقاط الصفراء". من الممكن أن تظهر هذه النقاط في وجه الطفل المعافى. تنتج بسبب خلايا الجلد الميتة التي تحتبس في بشرة الوجه، وحتى في الوجنتين أحيانا. لا تسبب هذه النقاط أي ألم أو أي أعراض أخرى. تختفي من تلقاء نفسها خلال أسابيع معدودة، ولا حاجة لعلاجها.

التهاب الجلد الدهني (الإكزيما الدهنية - seborrhea)

الإكزيما الدهنية لدى الرّضع تتّسم بطفح جلدي دهني لونه أحمر مع حراشف. يكون الطفح بارزا بعض الشيء وعادة ما يظهر خلال أول ثلاثة أشهر من عمر الطفل. في الغالب، يظهر هذا الطفح في جلد فروة الرأس، لكن في بعض الأحيان قد يظهر أيضا خلف الأذنين وبين ثنايا جلد اليدين وفي منطقة الحفاظة.

لا يسبب الطفح الجلد الضرر، وفي غالبية الحالات لا يستوجب أي علاج دوائي، ويتلاشى من تلقاء نفسه. في الحالات الأكثر جدّية، بالإمكان معالجة الإكزيما الدهنية بواسطة مرامهم مختلفة.

طفح الحفاض

إنه تهيّج جلدي في منطقة الحفاض، ينتج بسبب الرطوبة المتواصلة. يحصل طفح الحفاض كردّة فعل على ملامسة الجلد للبول والبراز. إذا أضيف للمنطقة المتهيجة تلوث فطري اسمه الكنديدا (المبيضة)، عندها يصبح الحديث عن حالة أكثر تعقيدا بقليل، تستدعي العلاج.

يكون الطفح الجلدي أحمر اللون، مرتفع قليلا عن السطح وواضح الحدود. أحيانا، تكون هنالك مناطق طفح إضافية قريبة من الطفح الأساسي، والتي تتركّز حول الأعضاء التناسلية في ثنايا الجلد.

من المفضل استخدام معجون (باستا) للتحفيض، مثل زينكود أو بيبي أجيستين. إذا لم تساعد هذه المراهم، بالإمكان استخدام المراهم التي تحتوي على تركيبة مضادة للالتهاب (استرويدات موضعية) وذات الفاعلية المضادة للفطريات. تستوجب هذا المراهم وصفة من الطبيب. من المهم جدا عدم استخدام الاسترويدات الموضعية على مدار فترة زمنية طويلة، وإنما لعدّة أيام فحسب، حيث أنها قد تسبب تفاقم العدوى الفطرية.

Erythema toxicum 

طفح جلدي يظهر لدى غالبية الأطفال في الأيام الأولى من حياتهم، ويستمرّ لعدة أيام ثم يختفي تلقائيا. من الممكن أن يتّسم هذا الطفح بأكياس السوائل الصغيرة على خلفية منطقة حمراء، ويظهر في الوجه والأطراف. لا حاجة للعلاج، ولا داعي للقلق.

بثور الأطفال (Baby Acne)

في بعض الأحيان، بالإمكان ملاحظة وجود نتوء حمراء على الجلد، وقد تظهر في وسطها نقاط بيضاء. ينتج الطفح الجلدي المسمى "بثور الأطفال" جرّاء تعرّض الطفل لهورمونات أمّه. عادة ما تظهر الإصابات في الجلد بين الأسبوع الثاني والأسبوع الرابع من حياته، لكنها تظهر في وقت أكثر تأخرا أحيانا. الاستحمام العادي هو العلاج الموصى به، ولا يجوز بأي حال من الأحوال استخدام المستحضرات المخصصة لعلاج حب الشباب لدى المراهقين.

بروفيسور أرنون كوهين هو أخصائي طب الجلديّة في "كلاليت"

د. يورام بلاشر هو أخصائي طب الأطفال في مجموعة "كلاليت"

د. موطي حايمي هو أخصائي في طب الأطفال وأمراض الدم السرطانية في "كلاليت"