يعتبر إدخال الطعام الصلب الى النظام الغذائي للطفل خطوة مهمة في رحلة تطوره ونموه. في أول ست شهور يعتبر المصدر الغذائي الحصري لطفلكم هو الرضاعة, ومن عمر ال6 شهور ينصح بالإستمرار بالرضاعة مع دمج الطعام الصلب (الامن). لكن قبل إدخال الطعام الصلب لا بد أن تتوفر مؤشرات الجهوزية لتناول الطعام الصلب عليها أن تتوفر لدى طفلكم.
من أي عمر يُنصح بتقديم الطعام الصلب لطفلكم؟
في الماضي, كان من المعتاد البدء بتذوق الطعام لمنع الحساسية من عمر 4 إلى 6 أشهر بمجرد ظهور علامات الجهوزية لدى الطفل وتسمى هذه المرحلة ب"مرحلة التذوق". في الواقع سبب تقديم الطعام المبكر للطفل التوقف المبكر للرضاعة, أعراض مختلفة الإمساك ورفض الطعام في حال كان الطفل كيف مستعد لمرحلة التذوق. لذلك، تم تغيير التوصية بحيث يُنصح اليوم البدء في تقديم الطعام الصلب فقط في نهاية سن 6 أشهر. ومع توفر علامات الجهوزية.
علامات جهوزية الطفل لتناول الطعام
1. عمر طفلكم 6 شهور.
2. طفلكم يستطيع الجلوس بثبات مع دعم بسيط.
3. طفلكم يفتح فمه عند تقديم الطعام.
4. يظهر اهتمامًا عند رؤية الآخرين يأكلون.
5. يستطيع أن يضع الألعاب أو العضاضة بفمه.
ما هي أفضل طريقة لتقديم الطعام الصلب؟
عندما يتعلق الأمر بإطعام الأطفال، هناك ثلاثة أساليب:
Baby Led Weaning- وفق هذا النهج يتم لا يتم تقديم الطعام المطحون ولا يتم الإطعام بواسطة المعلقة. بل يتم تقديم طعام الأصابع للطفل ومنحه فرصة تناول الطعام بشكل مستقل وبواسطة أصابعه.
الإيجابيات
- تنمي هذه الطريقة تناول الطعام بشكل مستقل.
- لدى طفلكم السيطرة الكاملة على كمية الطعام.
- تطوير المهارات الحركية ومهارات المضغ والبلع.
- التحكم في الشهية: الطفل مسؤول عن كمية الطعام التي ستناولها عند شعوره بالجوع, ويتعلم متى عليه التوقف عند الشعور بالشبع.
- طفلكم يأكل من أكل البيت, لهذا ليس عليكم تحضير طعام خاص به.
- طفلكم يأكل مجموعة متنوعة من القوام والنكهات، مما قد من احتمالية حصول إنتقائية الطعام.
- لأن طفلكم سيأكل من طعام البيت, سيقلل ذالك من تكلفة شراء الطعام الجاهز والخاص بالأطفال.
- يصبح طفلكم جزءًا من وجبة الطعام العائلية ولذالك أهمية كبيرة في تعزيز علاقة طفلكم مع وجبة الطعام وعلاقته معكم كعائلة مترابطة.
- تسهيل تناول الطعام في الخارج وبالمطاعم حيث يمكنه أن يتناول الطاعم الشبيه بطعامكم.
- النجاح: من المرجح أن يأكل الأطفال ما تأكله.
- تناول الطعام بشكل متقل يتيح لطفلكم الإستمتاع بلمس، إستكشاف، وتذوق النكهات والقوام المختلفة.
السلبيات
- في بداية مرحلة الإطعام بهذا النهج والذي يشدد على الإستقلالية, سيتسبب بالفوضى وإتساخ الطفل.
- ربما سيكون الى درجة معينة هدر للطعام (الذي سيقع على الأرض).
- Gag Reflex منعكس التقيؤ- عند تقديم طعام الأصابع او الصلب الامن في بداية عملية الإطعام قد يسبب الى تحفيز منعكس التقيؤ بوتيرة أعلى من القوام المهروس.
- الكميات الأولى في الشهر الأول قد تكون قليلة, إذ في هذه المرحلة يتدرب الطفل على عملية تناول الطعام بإستقلالية وتنمية مهارات المضغ.
الإطعام بواسطة المعلقة
وهو النهج التقليدي لإطعام الأطفال يعتمد على سيطرة الأهل بشكل كامل أثناء تقديم الطعام، حيث يمسك المربي الملعقة ويطعم الطفل مباشرة. غالبًا ما تكون الأطعمة المستخدمة في هذا الأسلوب مهروسة أو ذات قوام ناعم. من المهم أن يُمنح الأطفال الذين يتم إطعامهم بهذه الطريقة فرصة لتجربة تناول الطعام بأنفسهم باستخدام أصابعهم بحلول عمر 9 أشهر. في هذا العمر، يُفضل الابتعاد تدريجيًا عن الاعتماد على التغذية بالملعقة لتشجيع الطفل على تطوير استقلاليته ومهاراته الحركية الدقيقة.
الإيجابيات
- يتحكم المربي بشكل كامل على عملية الإطعام لهذا احتمالية الفوضى قليلة.
- أقل استهلاكًا للوقت لأن المربي ليس بحاجة إلى الطهي أو شراء الكثير من المكونات.
أقل هدرًا للطعام, لأن الطفل سيأكل معظن الوجبة ويتم تخزين ما تبقى.
زيادة كمية الطعام التي يأكلها الطفل مقارنة بطريقة ال Baby Led Weaning.
السلبيات
يعتمد الطفل على المربي في تناول الطعام، لهذا من المهم بعمر ال9 شهور, تحفيز الطفل على تناول الكعا بشكل مستقل.
الإستمرار بتقديم الطعام بهذه الطريقة والإعتماد على القوام المطحون فترة طويلة قد يؤدي الى صعوبة أكبر في تقبل القوام الصلب الآمن (ينمعس بسهولة بين الأصابع).
عندما يتحكم الوالدان في الملعقة وفي كمية تقديم الطعام، تقل فرصة الطفل في اختيار تناول الطعام أو عدم تناوله.
من الأسهل الإفراط في إطعام الطفل بالأطعمة المهروسة، مما قد يؤدي إلى انخفاض سريع جدًا في الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة بالزجاجة قبل عمر السنة.
لا يحصل الطفل على ما يأكله بقية أفراد الأسرة ولديه فرصة أقل للتعلم من خلال تقليد الأهل في الوجبات العائلية.
لا يحصل الطفل على الفرصة للإختيار بين الأطعمة، للمس والاستكشاف أو اللعب.
الدمج بين الطريقة الأولى والثانية
يُعد هذا الأسلوب مزيجًا بين الإطعام باستخدام الملعقة والإطعام بواسطة Baby Led Weaning (الإطعام الذاتي). وكما هو الحال في الإطعام الذي يعتمد فقط على الملعقة، من المهم منح الأطفال فرصة تناول الطعام بشكل مستقل على عمر 9 أشهر. إذ يساعد ذلك على تعزيز استقلاليتهم، تشجيعهم على تقبل مختلف القوام، وتطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة.
الحسنات
يستطيع طفلكم ممارسة الإطعام الذاتي نوعًا ما إلى جانب إطعامه.
يدخل المزيد من الطعام إلى بطن الطفل فورًا.
فوضى أقل.
يستطيع الطفل الانضمام إلى الوجبات العائلية وتناول بعض الطعام معكم.
يتمكن طفلكم من ممارسة المهارات الحركية الدقيقة والدقيقة والفموية.
السلبيات
قد لا يفهم طفلكم سبب إطعامهم بالملعقة في بعض الأحيان وتركهم في بعض الأحيان ليطعموا أنفسهم. ومن منظور التعلم الحركي، يتعين عليهم استخدام نمطين مختلفين للحركة الفموية لإدارة كلا النوعين من الإطعام.
تقل فرصة الطفل في تعلم كيفية تنظيم شهيته والتوقف عن الأكل عندما يشعر بالشبع.
أنت مطالب بإطعام طفلك بالملعقة، ولكن عليك أيضًا التعامل مع فوضى بعض الأطعمة التي تؤكل بالأصابع.
إختيار الطريقة الأنسب لإطعام طفلكم هي خيار شخصي يعود اليك كعائلة بما يتلائم مع احتياجات عائلتكم, قدرات طفلكم التطورية ومدى شعوركم بالثقة كأهل عند إطعام طفلكم.
جميع التوصيات الواردة في المقالة مخصصة للأطفال المولودين في الوقت المحدد ومع تطور طبيعي. بالنسبة للأطفال الخدج، عليكم تقديم الطعام الصلب الامن وفق العمر المصحح. في حال وجود صعوبات تطورية يفضل استشارة أخصائية تغذية وأخصائية بلع وإطعام.
سهاد بشارة - أخصائية بلع وإطعام، نطق ولغة
