تتراوح نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة الزائدة ما بين %30-%5 في شتّى الأجيال. وتزداد هذه النسبة باستمرار رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومات والدول من أجل وضع حد لمشكلة السمنة الزائدة لدى الاطفال, التي تعتبر وباء عالمي في معظم الدول المتقدمة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
%33-%25 من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة الزائدة. لقد ارتفعت نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة بـ %150 خلال العقدين الماضيين.
وبحسب منظمة الصحة العالمية أيضاً، إن 1.6 مليار من البالغين (فوق سن 15 عامًا) يعانون من فرط الوزن، وما لا يقل عن 400 مليون من البالغين يعانون من السمنة الزائدة. أما الاطفال, فـ 20 مليونًا من الأطفال دون سن الخامسة عانوا من فرط الوزن في سنة 2005 فقط.
لا تقتصر مشكلة السمنة على البلدان ذات الدخل المرتفع للفرد فحسب، بل إنها تشهد زيادة هائلة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض للفرد.
أما في البلاد فبحسب التقرير الأخير لمنظمة الدول المتقدمة، إن %25 من الأولاد في سنّ 7-5 أعوام يعانون من السمنة والوزن الزائد.
طريقة حساب الوزن السليم:
يعدّ منسب كتلة الجسم (Body Mass Index – BMI) مؤشرًا بسيطًا للوزن مقابل الطول ويستخدم عادة لتصنيف فرط الوزن والسمنة بين البالغين من السكان والأفراد عمومًا. وبحسب هذا المنسب يتمّ تقسيم الوزن (كغم) على مربع الطول (بالأمتار) (kg/m2)، ويعد منسب كتلة الجسم أفضل الوسائل لقياس فرط الوزن والسمنة لدى السكان، ويحسب بنفس الطريقة لدى الجنسين.
ويعرّف فرط الوزن بـ BMI>25-30، أما السمنة فهي الحالة التي يبلغ فيها المنسب 30 أو يتجاوزه.
عند الأطفال يقارن الوزن بالنسبة للطول وهو الذي يمكن من معرفة إذا كان الطفل بدينًا أم لا، وتقارن النتيجة بالمخططات الخاصة بالأطفال، فإذا كانت النتيجة فوق المعدل الطبيعي يكون الطفل بدينًا.
إذا كان المؤشّر فوق المعدّل المئويّ 85، فإنّ الطفل يعاني من زيادة وزن.
إذا كان المؤشّر فوق المعدّل المئويّ 95، فإن الطفل يعاني من السمنة/البدانة.
السبب الرئيسي الكامن وراء السمنة هو اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تستهلك من جهة وبين السعرات الحرارية التي يصرفها الجسم من جهة أخرى.
أسباب السمنة الزائدة:
وبحسب أبحاث أجريت في أستراليا، فإن اللوم في ارتفاع معدلات السمنة في العالم المتقدم يقع بالكامل، تقريبًا، على الإفراط في الطعام وليس على نمط الحياة الذي يُفرط في الجلوس.
هنالك أمراض قد تؤدي إلى التسبّب بالسمنة الزائدة، مثل أمراض الغدد، السكري، بعض الأمراض الوراثية وبعض الأمراض التي تصيب جهاز الأعصاب المركزي، وبعض الأدوية.
ومن بعض أسباب السمنة لدى الأطفال:
• إلحاح الأم على الاطفال ليأكلوا أكثر.
• إعطاء الاطفال أغذية غير الحليب في فترة الإرضاع.
• المبالغة في استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية.
• النقرشة المتكرّرة.
• الإدمان على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والسكرية.
• قلّة النشاط الرياضي.
• قضاء الاطفال ساعات عديدة أمام الشاشة (حاسوب، تلفاز وألعاب فيديو) والأكل أمام التلفاز.
• قلة ساعات النوم.
لماذا الاهتمام الكبير بالوزن الزائد لدى الأطفال؟
المقياس الأكثر تنبؤًا للسمنة الزائدة في المستقبل هو وزن الأب. بحيث يضاعف إمكانية المعاناة من الوزن الزائد عند الأطفال دون سنّ 10 سنوات، إذا كان الأب يعاني من السمنة الزائدة بغضّ النظر عن الوزن الحالي.
%80-%75 من الأطفال الذين يعانون من الوزن الزائد في سنّ 12 عامًا، سوف يعانون من السّمنة الزائدة عند الكبر.
تؤدّي السمنة الزائدة بشكل عام إلى:
1. انخفاض معدّل الحياة – حالة الوفاة المبكّرة.
2. ارتفاع نسبة أمراض القلب وتصلّب الشرايين.
3. ارتفاع ضغط الدم.
4. ازدياد إمكانية الإصابة بمرض السكّري.
5. ازدياد أمراض كيس المرارة وترسّبات الحجارة.
6. التهاب المفاصل وتآكل/هشاشة العظام.
7. ظاهرة توقّف التنفس أثناء النوم/الشخير.
8. أمراض المعدة/ Reflux.
9. مشاكل في الإخصاب والحمل.
10. أنواع معيّنة من السرطانات.
11. أمراض نفسيّة/اجتماعيّة، ضعف الثقة بالنفس.
من المهم جدًّا معرفة أنّ السمنة تتطوّر مع الزمن ولا يمكن التخلّص منها بين عشيّة وضحاها، وهي ليست حالة طارئة مستعجلة للعلاج، ولكن هامة جدًّا, أمّا أن تتوقّع تغييرًا سريعًا فهو أمر غير واقعيّ.
أفضل الطرق لعلاج السمنة قبل حدوثها هو الوقاية منها وذلك بترسيخ عادات صحية للأسرة منذ البداية.
ومن أهمّ الأشياء التي يجب مراعاتها عند الأطفال:
• عدم تخفيف الوزن عند الطفل الذي يعاني من السمنة لأن الطفل ينمو ويطول. لذلك، يمكن الاستفادة من هذه الديناميكيّة لبلوغ الوزن المناسب بازدياد الطول.
• إدخال تعديلات جوهريّة على العادات الغذائيّة لدى الاطفال التي تهدف إلى إيجاد توازن من حيث الطاقة.
• تشجيع الاطفال على الحركة وممارسة النشاط الرياضيّ.
• الحدّ من تناول الأغذية الدهنيّة الغنيّة بالطاقة والتحوّل من استهلاك الموادّ الدهنيّة المشبعة إلى استهلاك موادّ دهنيّة غير مشبعة.
• تناول الاطفال المزيد من الخضار والفاكهة والبقول والحبوب، غير منزوعة النخالة والجوز والبذور.
• الامتناع عن تناول الحلويات والسكاكر والمشروبات المحلاة.
• زيادة النشاط البدنيّ وممارسته بانتظام، وبذل جهد متوسّط لمدّة لا تقلّ عن 30 دقيقة، في معظم أيّام الأسبوع.
• الرضاعة حتى جيل 0.5 سنة على الأقل تقلّل من إمكانية السمنة الزائدة عند الكبر.