جاءكم الخبر الذي لم تكونوا تتوقعونه: شُخّص عند والدكم أو ابنكم أو اختكم السكري من النوع الثاني. وبما أنكم لستم كسالى فشرّعتم في القراءة والتحقق من التفاصيل ومقابلة الأطباء فور تشخيص المرض، وتعرفون من قبل أنه من المهم الحفاظ على التوازن الدوائي والتقيد بنمط حياة صحي، لكن يصعب على الشخص في بعض الأحيان التعامل مع مرض مزمن مثل السكري لوحده.
وتدل الدراسات على أن 40%-80% من مرضى السكري يعترفون بأنهم لا يتناولون أدويتهم بشكل منتظم وأن 75% لا يتقيدون بعادات الأكل الصحية ولا يزاولون النشاطات البدنية المناسبة. وإلى جانب ذلك، تشير الدراسات إلى وجود صعوبة في التقيد بنمط حياة صحي بغض النظر عن العمر، والجنس، والطائفة، والحالة الاقتصادية، والخلفية التعليمية والتربوية.
وبما أنه يصعب على العديد من مرضى السكري ضبط أنفسهم فيما يتعلق بالتعامل مع المرض فإن مساعدتهم في ذلك تُعتبر أمرًا في غاية الأهمية لأن مشاركة أفراد العائلة تساهم في نجاح العلاج إلى حد بعيد. وذلك لأن تشجيع مريض السكري من قبل أفراد عائلته يحسن بشكل ملحوظ احتمالات تقيده بنمط حياة صحي وحفاظه على وزن سليم وتبنيه للحمية الغذائية المتوازنة وحرصه على مزاولة النشاطات البدنية المنتظمة. ومن شأن المراقبة عن كثب من قبل أفراد العائلة أن تزيد من حرص المتعالج على تناول أدويته في الساعات المحددة لذلك.
كيف إذَن نخطو خطواتنا الأولى في سبيل مساعدته؟
الحمية الغذائية المتوازنة
الحمية الغذائية المناسبة لمرضى السكري لا تختلف عن تلك التي يُوصى بها للناس جميعًا من ناحية العناصر الغذائية الأساسية (أي البروتينات والدهون والسعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن).
ومن المهم أن تعتمد حميتنا الغذائية على المأكولات المتنوعة وغير الدسمة من العناصر الغذائية بأجمعها. وفيما يلي مثال على ما بعض ما تشمله الحمية الغذائية:
* الخضراوات
* الفواكه
* الخبز والحبوب الكاملة (على سبيل المثال، الأرز الكامل، والشوفان، والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، والبرغل).
* البقوليات (مثل العدس، والفاصولياء، والحمص، والبازلاء، والصويا إلخ).
* الأغذية الغنية بالبروتينات مثل مشتقات الحليب القليلة الدسم، والأسماك، ولحم الديك الرومي، والدواجن بدون الجلد وما شابه ذلك.
* الأغذية الغنية بالدهون النباتية، مثل زيت الزيتون والأفوكادو وحبات الزيتون.
كيف نشجع ابن العائلة على تناول الأغذية الصحية؟
يستهين بعض مرضى السكري بأهمية التغذية لأنهم لا يحبون بعض الأغذية المُوصى لهم بتناولها أو أنهم يفقدون الطاقة لطبخها أو أنهم ببساطة لا يدركون أهمية التقيد بحمية غذائية صحية والحفاظ على وزن سليم.
وبإمكانكم مساعدة ابن عائلتكم المصاب بالسكري عن طريق التوضيح له أنه من المستطاع طبخ الطعام الصحي واللذيذ. وينبغي لكم طبخ بعض الأطباق الخاصة المعدة لمرضى السكري معه لتجعلوا عملية الطبخ أكثر متعة. ومن الممكن أيضًا – ويُوصى بالقيام بذلك – إعداد الوجبات العائلية، وكذلك بإمكان أفراد العائلة بأجمعهم تبني القواعد الغذائية التي يتقيد بها مريض السكري، مما سيشجعه على الحفاظ على الحمية الغذائية الصحية وسيساعد جميع أفراد العائلة في تناول أطعمة أكثر صحة.
النشاط البدني
النشاط البدني أمر مهم بالنسبة للجميع وليس فقط بالنسبة لمرضى السكري وذلك لأنه يساهم في تقوية العضلات ويحسن من وظيفة القلب والأوعية الدموية ويساعد في الحفاظ على الوزن السليم. ويُعتبر النشاط البدني أمرًا مهمًا خصوصًا بالنسبة لمرضى السكري للأسباب الآتية:
1. إنه يخفض مستويات السكر في الدم.
2. النشاط البدني يساهم في الحفاظ على سلامة الأوعية الدموية ويحسن من التروية الدموية في الطرفين السفليين.
3. إنه يساعد على إنقاص الوزن والحفاظ على الوزن السليم.
4. إنه يساعد في التعامل مع الحالات المثيرة للضغط، التي قد تزيد من مستوى السكر في الدم.
5. النشاط البدني يخفض ضغط الدم ويقلل من خطر تصلب الشرايين.
وهناك العديد من أنواع النشاطات البدنية التي يمكنكم مزاولتها، مثل المشي، والركض، والسباحة، وركوب الدراجات الهوائية، والرقص، والرياضة الكروية، والتدرب في نادي اللياقة البدنية وما شابه ذلك ويُوصى بملاءمة درجة الصعوبة للقدرة الشخصية. وبما أن أهمية النشاط البدني تكمن في ممارسته بشكل منتظم، فيُوصى باختيار النشاط الأكثر متعة لأنه من الصعب جدًا ممارسة نشاط بدني بشكل منتظم في حالة أنه يسبب لنا المعاناة.
الهدف المرغوب فيه: 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع من النشاط الرياضي الهوائي المعتدل مثل المشي أو 90 دقيقة على الأقل في الأسبوع من النشاط الرياضي الهوائي المجهد مثل الركض. ويُوصى بتقسيم هذا النشاط على 3 أيام على الأقل بحيث تتخلل الأنشطة فترات من يومين متتاليين كحد أقصى.
كيف نشجع ابن العائلة على ممارسة النشاط البدني؟
يمكن التحدث إليه طويلًا ومحاولة توضيح أهمية النشاط البدني له، ولكن الطريقة الأكثر فعالية هي ممارسة التدريبات معه وذلك لأن التدرب معًا يزيد من متعة المتدربين ويساهم في الالتزام بالتدريب بشكل منتظم والتقيد بنمط حياة صحي.
المتابعة الطبية
من المهم التقيد بروتين يومي يشمل لا الحصر تناول العلاج الدوائي بشكل منتظم والخضوع للفحوص المنتظمة، مثل فحوص الدم الدورية، والقيام بزيارة سنوية إلى طبيب العيون، وفحص الساقين بشكل ذاتي يوميًا، والخضوع لفحوص المتابعة الدورية، وتلقي اللقاح ضد التهاب الرئتين إلى جانب اللقاح ضد الإنفلونزا. ويرمي هذا الروتين اليومي إلى ضمان الحفاظ على نمط حياة صحي والتمتع بحياة طويلة وجيدة.
كيف نشجع ابن العائلة على الالتزام بالمتابعة الطبية؟
أول شيء هو أن تهتموا بالمتابعة الطبية وتكونوا على علم بما يجري خلال الزيارات إلى الطبيب. ويمكنكم أيضًا مرافقة ابن العائلة في زياراته المنتظمة لكي تكونوا على دراية بمسار عملية العلاج وتجعلوا هذه التجربة فرصة لقضاء الوقت معًا بعد انتهاء الزيارة. وطبعًا قبل أن تستفسروا عن التفاصيل الطبية أو ترافقوا ابن العائلة في زيارته إلى الطبيب، من المهم التحقق من أنه يوافق على ذلك.
العلاج الدوائي المتوازن
هناك أدوية متنوعة من الممكن وصفها لعلاج السكري – الحبوب المختلفة والحقن التي لا تحتوي على الإنسولين وتحفز إفراز الإنسولين في الجسم، إلى جانب الحقن التي تحتوي على الإنسولين في حالات عدم إنتاج الجسم له. ومن المهم بشكل خاص ملاءمة العلاج بشكل شخصي لكل مريض وذلك بالتزامن مع تقيده بالحمية الغذائية الصحيحة والتزامه بأوقات الوجبات المحددة.
من يخاف من الأدوية الجديدة لمعالجة السكري؟ اقرؤوا هنا
|
كيف نشجع ابن العائلة على التقيد بالعلاج الدوائي المتوازن؟
يتوجب عليكم قبل أن تقوموا بأي شيء آخر الانتباه إلى العلاج الدوائي الذي يمنح له وأوقات تناوله. ويُوصى بتوضيح أهمية تناول الأدوية وشرح ما يُحتمل حدوثه في حالة عدم تناول العلاج الدوائي. وينسى جزء كبير من المرضى تناول الأدوية في الساعات المحددة، فلذلك من المهم تذكيرهم بأنهم يستطيعون الاتصال بكم أو تحديد التنبيهات في الهاتف الخلوي أو إلصاق التذكيرات على الثلاجة أو استعمال أي وسيلة إبداعية أخرى قد تفيدهم.
ما الذي من المهم أن نعرفه بخصوص الأدوية؟
الحقيقة المؤسفة والمدهشة هي أن أدوية علاج السكري بأسرها لا تقلل من شيوع المرض أو من حالات الوفاة من جراء المضاعفات المتعلقة بالأوعية الدموية الكبيرة المسؤولة عن التروية الدموية في القلب والدماغ. وتزيد هذه المضاعفات من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية، الأمر الذي ينطبق على كافة الأدوية بأنواعها المختلفة عدا الميتفورمين، الذي خلصت دراسة واحدة فقط إلى أنه يقلل من حالات المرض والوفاة نتيجة للأحداث القلبية عند مرضى السكري الذين يعانون من السمنة.
ومع ذلك يجب التشديد على أن التوازن المثالي للسكري يقلل بشكل ملحوظ من نسبة المضاعفات المتعلقة بالأوعية الدموية الصغيرة – أي الأوعية المسؤولة عن التروية الدموية في العينين، والكليتين، والقدمين، إلى جانب الانتصاب عند الرجال.
لذلك ورغم الحقيقة المؤسفة أنه لم يتم التوصل بعدُ إلى حل دوائي للمضاعفات المتعلقة بالأوعية الدموية الكبيرة، فإنه من الضروري السعي لتحقيق التوازن المثالي للسكري لمنع العمى وتضرر الكليتين بشكل يقود إلى القصور الكلوي والحاجة إلى غسيل الكلى وزراعة الكلية.
وفي نهاية المطاف، ورغم أن هذا المرض مزمنٌ، فمن الممكن بلا شك التعايش مع السكري والتمتع بنمط حياة اعتيادي تمامًا. وبإمكانكم أيها أفراد عائلة المريض، مساعدته في الحفاظ على توازن المرض لديه وتشجيعه على الالتزام بالعلاج الدوائي والمتابعة الطبية والتقيد بنمط حياة صحي.
الدكتور شموئيل غفعون هو أخصائي طب العائلة في كلاليت ويجيب عن أسئلة المتصفحين في خدمة استشارة الأخصائيين عبر الإنترنت في مجال طب العائلة
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات