تعرف على المتسلل- الجلوكوما

ابتداء من هذه السنة يحيي العالم هذا اليوم ، 6 آذار ، كيوم عالمي للجلوكوما  ”الزرق أو الماء الأزرق“  ، للفت الانتباه إلى هذا المرض الخطير الذي أسيئ فهمه بدرجة كبيرة جدا.  في هذا اليوم تقام فعاليات مختلفة لتعزيز الوعي عند عامة الناس لمرض الجلوكوما  باعتباره سببا للعمى يمكن تجنبه . وأيضا تبذل الجهود بتثقيف ودعم المرضى حتى يتسنى لمريض الجلوكوما  فهم وتحسين إدارتهم لمرضهم .

تعرف الجلوكوما "الزرق"  بـ ”المتسلل - سارق البصر“ لأنة يتميز بفقدان تدريجي للرؤيا الناتجة عن تلف في أنسجة العصب البصري للعين الذي ينقل الصورة المرئية من خلال عصب البصر إلي الدماغ . مع تراكم الألياف العصبية التالفة التي تحدث يبطئ وتدريجي ، يحدث انحصار في مجال الرؤية الجانبية.

 في المراحل المبكرة من الزرق  اغلب الأحيان لا يشعر المريض بالتغيير الحاصل في مجال الرؤية عنده ، ولا يشكى المريض عادة من أوجاع  أو انخفاض في حدة البصر (الرؤية المركزية طبيعية)،  فهو يري بشكل واضح الأجسام الموجودة إمامة لاكنه غير قادر على رؤية الأجسام الموجودة بجوانب مجال الرؤية ، ويمكن التعويض عن ذلك لا إراديا عن طريق لف الرأس إلى الجانب .

إذا لم يكتشف الزرق ويعالج، يتضرر مجال النظر تدريجيا عند المريض ويتقلص مجال النظر مع الوقت ويبقى فقط مجال الرؤية المركزية ، وكأن المريض ينظر من خلال أنبوب. 

في المراحل المتقدمة جدا يحدث تلفا كليا في العصب البصري، وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار بشكل تام مؤدية للعمى الكامل . فقدان البصر الناتج عن  الزرق  دائم  ولا يمكن استعادته ، والزرق غير قابل للشفاء.

بشكل عام يصيب المرض العينتين ، بالرغم من أن قسم من الحالات يتم تشخيص المرض بعين واحدة ولاحقا بالأخرى.

سبب الضرر لعصب البصر غير معروف ولكن يتعلق بأغلب الحالات بارتفاع ضغط العين الداخلي، الناتج في حالات عدة عن إعاقة بتصريف صحيح لسوائل العين الداخلية إلى جهاز الأوعية خارج العين . هناك حالات أخري  يتضرر بها عصب البصر بالرغم من وجود ضغط العين في المجال الطبيعي .

الاكتشاف المبكر هو المفتاح في معالجة ووقف أثار الزرق.

يعاني في البلاد وفي العالم الغربي من مرض الجلاكوما حوالي 2% من البالغين ( فوق سن 40سنة) ، انتشار المرض يأخذ بالازدياد مع تقدم السن ليبلغ 10% من الناس فوق سن 65 سنة .

التقديرات الحالية تشير أن أكثر من 3 ملاين أمريكي مصابين بالزرق . ما يقارب 120,000 مصابين بالعمى من الزرق.

يقدر العلماء انه بحلول سنة 2020 إصابة أكثر من 80 مليون شخص حول العالم ن بالزرق ، 11 مليون منهم سيصابون بالعمى.

النصف لا يدرك وجود المرض .

في آخر بحث تم إجراءه  بين المواطنين وجد  أن 50%  من الناس سمعوا بمرض الجلوكوما  لكن لا يعرفون ما هو.  وأن 30% من الناس لم يسمع عن مرض الجلوكوما  بتاتا.

على مستوى العالم يعتبر الزرق السبب الرئيسي الثاني للعمى بعد الكتاراكت " الماء البيضاء".

لأنة يضرب بصمت وبصورة تدريجية ، فمن الأهمية القصوى  تثقيف الناس حول أهمية الكشف المبكر لهذا المرض الذي يسبب العمى الدائم . فأنة في واقع الأمر من غير المقبول أن يبقى هذا العدد الكبير من الناس يجهلون أثرة ونتائجه .

الناس في بلادنا بحاجة إلى أن يكونوا أكثر يقظة حيال الزرق ، وخاصة إذا كان الشخص يندرج في واحد من المجموعات الأكثر عرضة للخطر الإصابة به . الأشخاص المعرضين أكثر للإصابة بالزرق ينبغي عليهم فحص أعينهم للكشف عن المرض مرة كل سنتين على الأقل من قبل طبيب عيون .

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالزرق تضم :

الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة  بالزرق :  إذا كان احد أفراد عائلتك من الدرجة الأولى مصاب بالجلوكوما ، أنت معرض للإصابة 4 – 9  أضعاف زيادة عن بقية السكان من مخاطر الإصابة بالمرض .

جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60: الزرق أكثر شيوعا بين كبار السن . أنت معرض 6 مرات أكثر للإصابة بالزرق عن باقي الناس .

مجموعات أخري معرضة للخطر : المرض المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري وضغط الدم المرتفع

الأشخاص المصابين بقصر نظر حاد.

الاستنتاج

يمكن خفض نسبة الإصابة بالعمى يسبب الجلوكوما ،  إن شاء الله ،  بعد أن أدينا دورنا في تنبيه المواطنين عن الزرق وأهمية فحصهم لأعينهم  للتشخيص المبكر وأخذهم للعلاج  الطبي الملائم الفعال ، فهما الضمان الأكيد لمنع الإصابة الغير قابلة للتصحيح بعصب النظر.

يتبع..​