بحث

dsdsdsd
 التصلب المتعدد

ما هو التصلب المتعدد؟

ما هي أعراضه؟ كيف يُشخص؟ كيف يتم علاجه؟ تم تشخيصي بمرض التصلب المتعدد: ماذا ينتظرني في المستقبل؟ هل يمكنني إنجاب الأطفال؟ المرشد الكامل

د. عادي ڤيلف-يركوني, د. مارك هيلمان

​​​​​ما هو التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Sclerosis, MS) هو مرض التهابي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي (النخاع الشوكي أو الحبل). في الواقع، يدور الحديث عن اضطراب في النشاط الطبيعي لجهاز المناعة الذي يهاجم البروتين المعروف باسم المايلين، بدلاً من حماية الجسم من الملوثات المختلفة.

يحيط المايلين امتدادات الخلايا العصبية ويلعب دورًا مهمًا جدًا في نقل الرسائل بين الخلايا العصبية المختلفة، وهو ضروري للأداء السليم للجهاز العصبي المركزي.

بشكل عام، يصيب هذا المرض الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، وهو أكثر انتشارًا بين النساء مقارنة بالرجال. من غير المعروف لماذا يصيب المرض النساء أكثر من الرجال، ولكن من المعروف أن النساء بشكل عام أكثر عرضة من الرجال لأمراض المناعة الذاتية.

يوجد في إسرائيل حوالي 6000 مصاب بمرض التصلب المتعدد، وفي العالم يقدر عددهم بحوالي 3 ملايين مصاب.

لماذا يسمى المرض بـ "التصلب المتعدد"؟

تعني كلمة "التصلب" (sclerosis) ندبة داخل الأنسجة السليمة.

في التصلب المتعدد، تتكون مناطق تشبه الندبات في الجهاز العصبي المركزي. يُطلق على هذا التصلب اسم "متعدد" (وهي ترجمة غير موفقة كثيرًا لكلمة multiple) لأن المناطق المتصلبة (والتي تسمى اللويحات) شائعة في جميع أجزاء الجهاز العصبي المركزي.

ما الذي يسبب التصلب المتعدد؟

يدور الحديث عن مرض مناعي ذاتي مجهول الأسباب.

الفرضية المقبولة هو أن المرض ينشأ بسبب اجتماع ثلاثة عوامل: اضطراب جهاز المناعة، والوراثة (عوامل وراثية) والتأثيرات البيئية مثل التعرض للملوثات. التأثيرات البيئية التي ينظر اليها اليوم كعوامل خطر لتطور التصلب المتعدد هي التدخين ونقص فيتامين D.

ما هي أعراض التصلب المتعدد؟

تختلف الأعراض من شخص لآخر وتتعلق بشكل أساسي بمكان الإصابة في الجهاز العصبي وبشدة المرض. هناك مرضى يكون المرض لديهم طفيفًا ويكاد لا يؤثر على حياتهم اليومية، بينما يعاني آخرون من مرض أكثر خطورة قد يتفاقم مع مرور الوقت.

وهذه بعض الأعراض المحتملة للمرض: اضطرابات حسية أو التنميل، ضعف الأطراف، مشاكل في الرؤية، إلحاح وتكرار التبول، اضطرابات بالكلام، عدم التوازن في المشي. كما  قد يتسبب المرض أيضًا في اعياء كبير  وتغيرات في المزاج.

يختلف مسار المرض، كما ذكرنا، من مريض لآخر. يمكن أن يظهر التصلب المتعدد في عدة أشكال سريرية:

التصلب المتعدد الانتكاسي الهادئ (RRMS). هذا هو الشكل الأكثر انتشارًا للمرض: يتم تشخيصه في حوالي 85٪ من المرضى ويتجلى على شكل نوبات (واحد أو أكثر من الأعراض العصبية الموصوفة أعلاه تستمر لأكثر من 24 ساعة). بعد ذلك يحدث هدوء، وتنخفض الأعراض أو تختفي تمامًا.

• التصلب المتعدد التدريجي الثانوي (SPMS). في هذا النوع من التصلب، لا تختفي الأعراض بعد النوبة بل تتفاقم. بدون العلاج الدوائي المنتظم، سوف تتدهور حالة حوالي 50٪ من المرضى الذين يعانون من التصلب الانتكاسي الهادئ في غضون 10 سنوات إلى التصلب التدريجي الثانوي.

التصلب المتعدد التدريجي الأولي (PPMS). يتم تشخيص هذا النوع من التصلب المتعدد في حوالي 10٪ من المرضى ويتميز بغياب النوبات. بدلاً من ذلك، هناك أعراض تتفاقم بمرور الوقت وقد تسبب اضطرابًا وظيفيًا وإعاقة. يظهر هذا النوع من التصلب المتعدد بمعدل مماثل لدى الرجال والنساء وفي جيل أكبر.

كيف يتم التشخص؟

تبدأ عملية التشخيص بمحادثة بين طبيب العائلة والمريض وبإجراء فحص بدني. في حالة الاشتباه بوجود مرض التصلب المتعدد، يحيل الطبيب المريض إلى طبيب الاعصاب - في عيادة متخصصة أو في قسم الاعصاب بالمستشفى.​

تعيين دور لدى طبيب\ة العائلة  بدون كلمة مرور​

يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد سريريًا ويعتمد على تحديد الأعراض السريرية النمطية وعلى الفحص العصبي وعلى الفحوصات المساعدة المختلفة ومنها:

• فحوصات الدم - لاستبعاد الحالات التي يمكن أن تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض التصلب المتعدد، مثل الملوثات أو الأمراض الالتهابية المختلفة.

MRI للدماغ و MRI للعمود الفقري. هذه هي أهم الفحوصات في تشخيص التصلب المتعدد. الصورة النمطية التي يتم الحصول عليها لدى مريض التصلب هي الآفات التي لها مظهر ومكان يميزان المرض.

• البزل القطني. وهو فحص يتم فيه إدخال حقنة بين فقرتين في العمود الفقري القطني، ويتم سحب القليل من السائل من القناة الشوكية. يسمح فحص السائل إمكانية التقدم في تشخيص المرض. يتم إجراء هذا الفحص عندما لا تكون الصور التي تم الحصول عليها في الـ MRI للدماغ و الـ MRI للعمود الفقري كافية للتشخيص.

كيف يتم العلاج؟

في علاج التصلب المتعدد، يتم الجمع بين عدة علاجات ويشمل علاج النوبة الحادة، والعلاج المزمن للالتهاب المُعَد لمنع تطور المرض (العلاج المناعي)، وعلاج الأعراض وعلاج تأهيلي:

• عادة ما يشمل علاج النوبة الحادة للمرض إعطاء الستيرويدات عبر الوريد لعدة أيام.

• يعتمد علاج الأعراض على العلاج الدوائي المخصص للتخفيف من أعراض المرض مثل تصلب العضلات، والاعياء، والآلام، وصعوبة التحكم في العضلة العاصرة، والتغيرات في المزاج.

• يحافظ العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والنشاط البدني على انتظام الحركة والمرونة وعلى إمكانية الحفاظ على الحياة الاعتيادية.

العلاج المناعي مُعد للتقليل من وتيرة النوبات وإبطاء تطور المرض. في السنوات الأخيرة، كان هناك تقدم كبير في هذا المجال، وهناك مجموعة واسعة من العلاجات المُعْتَمدة للمرض والتي تشمل الأدوية التي تُعطى عن طريق الحقن أو الحبوب أو الحقن الوريدي.

يتم ملائمة العلاج لكل مريض بناءً على مسار المرض، ومدى تقدمه اضافة الى التفضيلات الشخصية للمريض. يأخذ طبيب الأعصاب المُعالج كل هذه الاعتبارات عند تحديد العلاج الأمثل.

يعتمد العلاج المناعي على الأدوية التالية:

مجموعة الإنترفيرون: افونكس و بتفرون ربيف و بلجريدي. هذه هي أدوية انترفيرون بيتا تُعطى عن طريق الحقن في العضلات مرة واحدة في الأسبوع (أبونكس) أو تحت الجلد 3 مرات في الأسبوع (بيتافيرون، ربيف) أو مرة كل أسبوعين (بالجريدي).

الأعراض الجانبية الشائعة لهذه الأدوية موضعية (احمرار وحكة) نتيجة الحقن. قد يكون لهذه الأدوية أيضًا أعراض جانبية شبيهة بالأنفلونزا.

كوباكسون هو دواء يُعطى عن طريق الحقن مرة واحدة في اليوم أو كل يومين. الأعراض الجانبية الأكثر شيوعًا لكوباكسون هي موضعية - مكان الحقن.

تكبيدراه و اوبجيو  دوائين  دخلا السلة الصحية  في عام 2014 ويتم إعطاءهما على شكل أقراص وليس عن طريق الحقن. تكبيدراه و اوبجيو هي أدوية فعّالة مُعْتَمدة  لعلاج الخط الأول.

قد يكون لها بعض الأعراض الجانبية، بما في ذلك اضطرابات المعدة، وتساقط الشعر، وزيادة إنزيمات الكبد وانخفاض عدد الخلايا الليمفاوية (نوع من كريات الدم البيضاء).

• يتم تناول الجيلنياه على شكل قرص مرة واحدة في اليوم. عادة ما يكون علاج الخط الثاني عندما لا تكون علاجات الخط الأول فعّالة بما فيه الكفاية أو تسبب أعراض جانبية.

من الأعراض الجانبية الشائعة للجيلنياه؛ زيادة مستويات إنزيمات الكبد. يتطلب تناول الدواء أيضًا المتابعة من قبل طبيب عيون مرة كل ستة أشهر.

• يتم إعطاء التييسبيري عن طريق الحقن مرة واحدة في الشهر. هذا العلاج مخصص للمرضى الذين يكون مرضهم أكثر نشاطًا والذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.

قد يزيد الدواء من خطر تفشي مرض فيروسي خطير يسمى PML (التهاب الدماغ الفيروسي) ، لذا يجب على الذين يتناولونه إجراء فحص دم لمعرفة ما إذا كان جسمهم يحتوي على مسبب المرض: فيروس JC.

اوكارفوس هو دواء جديد - الدواء الوحيد المُعْتَمد اليوم لعلاج التصلب المتعدد المتقدم. كما أنه يستخدم كعلاج الخط الثاني في التصلب المتعدد الانتكاسي الهادئ.

يتم اعطاء الاوكارفوس بالحقن الوريدي مرة كل ستة أشهر. يزيد استخدامه قليلاً من خطر الإصابة بالعدوى، لذا عند المعالجة به، يجب إجراء فحوصات الدم بشكل اعتيادي.

ميفينكلد هو دواء جديد مُعْتَمد لعلاج الخط الثاني في حالات التصلب المتعدد الانتكاسي الهادئ أو لعلاج الخط الأول لمرض شديد النشاط. يتم إعطاؤه على شكل اقراص لمدة 4 أو 5 أيام كل شهر لمدة شهرين، وبعد عام يتم تكرار نفس العلاج.

يزيد استخدامه قليلاً من خطر الإصابة بالعدوى، لذا عند العلاج به، يجب إجراء فحوصات الدم بشكل اعتيادي.

• تم اعتماد اللمترداه  لعلاج الخط الثاني بعد فشل الأدوية الأخرى. يتم إعطاء الدواء عن طريق الحقن الوريدي كل يوم لمدة 5 أيام في السنة الأولى ولمدة 3 أيام في السنة بعد ذلك. يزيد اللمترداه  من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى. كما أنه يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

التصلب المتعدد وتنظيم الأسرة

يمكن- لمعظم - لنساء المصابات بالتصلب المتعدد الحمل وادارة الحمل الطبيعي والرضاعة دون خطر. تظهر العديد من الدراسات أن التصلب المتعدد في حد ذاته لا يزيد من خطر الإصابة بالعقم أو الإضرار بالحمل أو الجنين. ولكن بعض علاجات المرض قد تكون خطرة على الجنين، لذا عند استخدامها، يجب الحرص على استخدام وسائل منع الحمل الفعّالة.

عندما ترغب مريضة التصلب المتعدد في إنجاب طفل، يجب عليها استشارة طبيب مختص بالتصلب المتعدد الذي يعرف جميع التحديثات الأخيرة. يوجد للمرأة تفضيلاتها الخاصة بشأن تنظيم الأسرة والعلاجات أثناء الحمل وأثناء الرضاعة، لذا يجب أن يكون القرار مشتركًا  بين الطبيب والمريضة.

المعيار الأهم للسيطرة على المرض أثناء فترة الحمل هو ما إذا كان المرض متوازنًاً قبل حدوث الحمل. إذا حدث الحمل حين كان المرض متوازنًا، فغالبًا ما يمكنكِ التخلي عن الأدوية التي قد تعرض الجنين للخطر. إذا لم يكن بالإمكان التخلي عن العلاج الدوائي أثناء فترة الحمل، فيمكن للمرأة الحامل تناول الأدوية التي لا تعرض الجنين للخطر.

أثناء فترة الحمل، من المتوقع حدوث انخفاض في وتيرة النوبات، بينما في الفترة التي تلي الولادة (بشكل أدق: خلال 3 إلى 4 أشهر بعد الولادة)، هناك خطر متزايد للنوبات، خاصة بين النساء اللواتي عانين من مرض نشط قبل حدوث الحمل.

في الماضي، نُصحت النساء بعدم الارضاع من أجل تجديد العلاج الدوائي في أسرع وقت ممكن، لكن الدراسات الحديثة تظهر أن الرضاعة لمدة شهرين يمكن أن تقلل من خطر الاصابة بنوبة بعد الولادة، خاصة لدى النساء اللواتي يكون مرضهن غير نشط. في حالة وجود مرض نشط للغاية والذي يتطلب علاجًا متواصلًا أثناء فترة الحمل، فهناك، كما ذكرنا، علاجات آمنة للاستخدام أثناء فترة الحمل والرضاعة.

في الختام: بفضل المعرفة الطبية الواسعة وتنوع الأدوية الموجودة اليوم، بالإمكان تحقيق سيطرة جيدة على المرض أثناء فترة الحمل وفي الفترة التي تلي الحمل وتشجيع الرضاعة دون تعريض الأم والرضيع للخطر.

ماذا ينتظرني في المستقبل؟

التصلب المتعدد مرض مزمن يستمر مدى الحياة. يختلف مسار التصلب المتعدد من مريض لآخر.

يمكن لمرضى التصلب المتعدد الاستمرار في حياة جيدة ونوعية. أحينًا يمكن أن يعيق المرض الأداء اليومي بسبب ضعف الحركة والمزاج والاعياء وصعوبة التركيز.

قد يعاني المرضى أيضًا من التصلب والآلام المزمنة وصعوبة التبول والضعف الجنسي. ولكن بفضل التشخيص المبكر والعلاجات الجديدة التي تسمح بتحكم أفضل في المرض، يتمتع المرضى اليوم بجودة حياة أفضل.

كيف نتعلم التعايش مع مرض التصلب المتعدد؟

يوصى بمحاولة الحفاظ على حياة اعتيادية قدر الإمكان: محاولة المواظبة في العمل والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والانشغال في الهوايات الممتعة. من المهم الحصول على قسط كبير من الراحة، وممارسة النشاط البدني بانتظام قدر الإمكان (المشي ، والسباحة ، والبيلاتس ، والاثقال). من المهم الحرص على نظام غذائي متوازن وتجنب التدخين والتقليل من التوتر العاطفي قدر الإمكان.

ما هي الحقوق التي يمكن أن أحصل عليها؟

معلومات موسعة بخصوص الحقوق المستحقة لمرضى التصلب المتعدد.

الدكتور مارك هيلمان؛ اخصائي طب الأعصاب ومدير عيادة التصلب المتعدد في مركز رابين الطبي ، حرم بيلينسون الجامعي، التابع لمجموعة كلاليت

الدكتورة عدي ويلف ياركوني؛​ اخصائية طب الأعصاب وطبيبة كبيرة في عيادة التصلب المتعدد في مركز رابين الطبي ، حرم بيلينسون الجامعي، التابع لمجموعة كلاليت​​

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج