الحوادث والاصابات المنزلية التي تصيب الاطفال هي وللأسف ظاهرة شائعة للغاية في بلادنا، وخاصة لدى الوسط العربي، حيث تبلغ نسبة حدوثها ثلاثة اضعاف النسبة في الوسط اليهودي. ويتبين من الاحصائيات ان 170 طفلا يموتون في البلاد كل سنة نتيجة الاصابة وان ما يزيد عن 24 الف طفل يمكثون في المستشفيات هذا بالاضافة الى 185 الف طفل يتلقون العلاج في غرف الطوارىء نتيجة الاصابة.
وتعتبر هذه الحوادث السبب الاول للموت لدى الاطفال من جيل 0-17 سنة، وكما ذكر سابقا فان النسبة لدى الاطفال العرب تصل الى 3 اضعاف النسبة لدى غير العرب..
- ما هي اكثر الحوادث شيوعا؟
إن اكثر الحوادث شيوعا هي:
السقوط من اماكن مرتفعة كالسقوط من الادراج والشرفات النوافذ الاسطح، الاثاث كالأسرة والكراسي الخ...
الحروق - نتيجة شرب المواد الحارقة الحارة مثل الماء المغلي ، القهوة الشاي والزيت، او من المواد الكيماوية او نتيجة التعرض المباشر للنار. في فترات الاعياد نلحظ ظاهرة الحروق من الالعاب النارية التي قد تسبب اضرارا جسيمة وخاصة في الوجه والاطراف.
التسمم: مثل شرب مواد التنظيف، الادوية والمبيدات الحشرية.
الاختناق: نتيجة بلع قطع الالعاب الصغيرة، المكسرات، العلكة، النقانق، حبات العنب والخ....
الغرق: الغرق في حوض الاستبراء (الاستحمام) برك سباحة بلاستيكية، دلو الماء.
ومن الجدير ذكره ان الاطفال من عمر 0-2 سنوات هم الاكثر عرضة للاصابة وخاصة الذكور.
ان قلة الانتباه وانعدام الحذر هي المسبب الرئيسي لهذه الحوادث، ومن الممكن تجنب مخاطر هذه الحوادث بزيادة الانتباه والحذر واتخاذ ما يلزم من الاحتياطات، لتجنيب اطفالنا الاصابات وما يرافقها من الام ومعاناة لهم ولعائلاتهم وللطواقم الطبية المعالجة. فكما قال الشاعر الراحل توفيق زياد واعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك، فنحن يجب ان نعطي درهما من الوقاية لنوفر قنطارا من العلاج ونجعل الضحكة دائمة على وجوه اطفالنا.
ولنتذكر ان الاصابات هي ليست قضاء وقدر وليست امرا محتوما لا يمكن تجنبه في الغالبية الساحقة من الحالات. وبما ان الاطفال يتميزون بحب الاستطلاع والرغبة في الاستكشاف وفحص كل جديد يرونه في محيطهم وهم في تطور ونمو دائم ولذلك فعلينا نحن الكبار توقع المفاجأة في حركاتهم الجديدة والسريعة التي يقومون بها دون ان يدركوا خطورتها كالقفز ومد الايدي للامساك بالاغراض.. الخ وتقع علينا نحن الاهل والمربين مسؤولية المحافظة على الاطفال مراقبتهم وتوفير بيئة آمنة لهم وتنظيمها..
فعلى سبيل المثال لتجنب السقوط هنالك بعض الخطوات البسيطة المطلوبة مثل: تركيب المتاريس (الدرابزين) على الاسطح والشرفات والادراج مع مراعاة المتطلبات مثل تركيب القضبان بشكل عامودي كي لا يقوم الطفل بتسلقها وان يكون البعد بين القضبان 10 سم.
عدم ترك الطفل على السرير بدون رقابة، ورفع حاجز السرير . الامتناع عن استعمال عربة الاطفال(الكرجية) حيث ان اضرارها لما تسببه من الحوادث يفوق فوائدها.
ولتجنب الحروق يجب الامتناع عن شرب المشروبات الحارة بمقربة من الاطفال ( وبشكل خاص الشرب اثناء حمل الاطفال) ومراعاة ان لا يكون سلك الابريق الكهربائي متدليا حيث يسهل شده من قبل الطفل، ابعاد الاطفال عن المطبخ اثناء الطهي وخاصة القلي، والامتناع عن وضع الطناجر المليئة بالاكل الساخن على الارض!
ولتجنب الاختناق يجب علينا مراقبة الاطفال وخاصة الاطفال في مرحلة الحبو الذين يدخلون كل ما يجدونه على الارض الى الفم . ابعاد المكسرات عن الاطفال ( وعدم ادخالها الى البيوت اذا كان هنالك اطفال دون الخامسة) وفي حالة اطعام الاطفال النقانق يتوجب تقطيعها بشكل طولي وليس عرضي.
وطبعا عدم ترك الاطفال من دون رقابة ولا للحظة واحدة في الحمام او عند استعمال الحمام البلاستيكي ودلاء الماء.
لتجنب التسمم :يجب حفظ كل الادوية والمواد الكيماوية في اماكن لا يصلها الاطفال، كوضعها في خزائن مقفلة وعالية وارجاع المواد حالا الى مكانها بعد الانتهاء من استعمالها.
في محيط البيت
من الضروري مراقبة الاطفال عند لعبهم في ساحة المنزل والتأكد من عدم وصولهم الى الشوارع ووصول السيارات اليهم. ويجب الاهتمام بان يلعب الاطفال في ساحات تحوي العاب آمنة غير مكسورة. وعدم ترك الاطفال وحدهم داخل السيارات ولو لفترة قصيرة.
واخيرا اتوجه الى جميع الاهل والمربين بالاشتراك في دورات الاسعاف الاولي التي تقدم في العيادات لقاء مبلغ رمزي وهي دورات مفيدة جدا ومن الممكن ان تنقذ حياة عدة اطفال.
ولنتذكر دوما ان الحوادث والاصابات هي ليست امرا محتوما لا يمكن تجنبه، بل نستطيع في الغالب منع حدوثها وتجنب معاناة اطفالنا وانقاذ حياتهم ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
الدكتورة عبلة دراوشة ابو علوان اخصائية طب اطفال ومديرة عيادة كلاليت جـ الناصرة
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות