لقد سمعنا جميعًا عن الجفاف بل وحتى عن ضربة الشمس منذ جيل الطفولة. نعلم أيضًا أنه يجب أن نكثر من الشرب، خاصة في فصل الصيف، كما يجدر بنا أن نرتدي قبعة وأن ضع واقي شمس.
لكننا أصبحنا ندرك خطرًا آخرًا، لا يقل خطورة بل قد يزيد - ضربة الشمس - (Heat stroke) وتحديدًا بالسنوات الأخيرة، في ظل ظروف مأساوية: وفاة أطفال يتم نسيانهم في السيارات، وفاة عدائين في سباقات متعددة المشاركين ووفاة جنود أثناء التدريبات.
الوفاة أو الإصابة الجسدية الخطيرة نتيجة لضربة الشمس من الحوادث غير الحتمية والتي يمكن منعها.
ما هي ضربة الشمس؟ (Heat Stroke)
ضربة الشمس هي زيادة في درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة - مصحوبة بتغيرات على حالة الوعي أو الحالة العقلية - نتيجة التعرض للحرارة البيئية العالية أو المجهود.
نتيجة لضربة الشمس، من الممكن الاصابة بتلف في الدماغ والكبد والأعضاء الحيوية الأخرى.
بماذا نشعر؟
في عدد كبير من الحالات، ينهار الشخص المصاب بضربة شمس في مرحلة مبكرة - وأحيانًا بدون أي علامات مسبقة. قبل ذلك، قد يكون هناك ارتباك، صداع، وهن، شعور بعدم الاستقرار، تشنجات، انخفاض الاستجابة وفقدان للوعي.
ماذا يحدث في ضربة الشمس؟
يلاحظ وجود إصابة تطال أعضاء الجسم – هذه الإصابة تشمل وجود تغييرات على حالة الوعي والارتباك، والتشوش، وتلف الكبد، والذي قد يتطور إلى فشل الكبد، وتلف القلب، اضافة الى تغيرات في تسجيل مخطط كهربية القلب.
من الممكن أيضًا حدوث إصابة تطال نظام تخثر الدم، على سبيل المثال التخثر المنتشر داخل الأوعية الدموية. هذه حالة طبية طارئة يبدأ فيها الدم في التخثر في جميع أجزاء الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن حدوث تفكك سريع للعضلات (انحلال الربيدات، Rhabdomyolysis) - وهي عملية قد تؤدي إلى تلف الكلى. وقد يكون هناك أيضًا إصابات أخرى.
الخطر:
الوفاة وقبل ذلك تلف فوري أو ضرر طويل الأمد للمخ والكبد والكلى.
أنواع ضربة الشمس
• تحدث ضربة الشمس الكلاسيكية (Classic Heatstroke) نتيجة التعرض للحرارة البيئية العالية. يتعرض لضربة الشمس من هذا النوع أولئك العاجزين الذين لا حول لهم ولا قوة، مثال ذلك، طفل ترك في سيارة مغلقة، الاشخاص الذين تكون آليات تنظيم الحرارة وتبريد الجسم لديهم غير جيدة، كالبالغين وكبار السن والأطفال والمرضى المزمنين والأشخاص غير القادرين على الحركة والمتعالجين بأدوية مختلفة، كمضادات الحساسية ومضادات ضغط الدم المرتفع، اضافة الى من ليس لديهم مأوى ملائم ووسائل تبريد، كالمكيفات، في أيام الحر الشديد.
• تحدث ضربة الشمس أثناء المجهود (Exertional Heatstroke) كما يوحي اسمها - بسبب المجهود الشاق الذي يكون غالبًا في بيئة حارة ورطبة. والأكثر عرضة للإصابة بها هم بالذات الشباب الأصحاء – أولئك الأشخاص الذين يمارسون الرياضة والجنود.
بالإضافة إلى الظروف البيئية، فإن عوامل الخطر لضربة الشمس أثناء المجهود هي بالأساس؛ الحافز العالي والجفاف وقلة الوعي. الأشخاص الذين لم يعتادوا على النشاط في الجو الحار والذين لم يتأقلموا مع الحرارة المرتفعة معرضون لخطر أكبر. الأشخاص الذين يعانون من السمنة الزائدة هم أكثر عرضة للإصابة، وكذلك أولئك الذين يتعاطون الأدوية أو السموم المنشطة. العديد من المصابين لم يعانوا سابقًا من أي مشكلة طبية.
في ضربة الشمس أثناء المجهود، يحدث فشل في أنظمة تنظيم درجة حرارة الجسم، ونتيجة لذلك، لا يتمكن الجسم من الوصول إلى التوازن والتخلص من الحرارة المتولدة أثناء المجهود. يؤدي ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى معدلات عالية إلى انهيار الأعضاء الحيوية في الجسم، وإذا لم يتم علاج الأمر في الوقت المناسب فان ذلك يؤدي الى الوفاة.
علينا أن نتذكر: ضربة الشمس تصيب حالة الوعي وهي حالة طبية طارئة قد تنتهي بالوفاة في وقت قصير!
كما يجب أن نتذكر أيضًا: الشباب والأصحاء بالذات، والذين غالبًا ما يعيشون في منازل مكيفة ويتدربون في صالات رياضية باردة، معرضون للإصابة بضربة شمس أثناء بذل المجهود.
كثير من الناس يخلطون بين ضربة الشمس والجفاف والإنهاك الحراري، وقد حان الوقت لترتيب هذه المفاهيم:
ما هو الجفاف؟ (Dehydration)
هي حالة من نقص السوائل في الجسم بسبب عدم كفاية الشرب أو التعرق المفرط أو الإسهال أو التقيؤ المتكرر.
بماذا تشعرون؟
العطش، الشعور بجفاف الفم والأغشية المخاطية، قلة التعرق، جفاف الجلد، الصداع والتعب. يكون هناك القليل من إفراز البول، والبول المفرز داكن اللون. كما قد يكون هناك شعور بنبضات قلب سريعة.
ماذا يحدث لي؟
بسبب نقص السوائل، يتجنب الجسم إفراز السوائل في البول ويقلل بشكل كبير من إفراز العرق.
المخاطر:
تلف الكلى وزيادة لزوجة الدم والإغماء. إذا لم يتم علاج الجفاف بشكل صحيح، فقد يؤدي الى الإصابة بضربة شمس بل وحتى قد يؤدي الى الوفاة.
ما هو الإنهاك الحراري؟ (Heat Exhaustion)
ارتفاع في درجة حرارة الجسم نتيجة التعرض للحرارة البيئية العالية أو المجهود.
بماذا تشعرون؟
الغثيان، والصداع، والوهن، والنبض السريع، و في بعض الأحيان التعرق الغزير، والتنفس السريع، كما وترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية.
ماذا يحدث لي؟
في حالة الإنهاك الحراري، لا يكون في هذه المرحلة اصابة عقلية أو ارتباك، لكن الشخص الذي يعاني من هذا هو بالفعل قريب جدًا من مثل هذه الاصابة، و الجسم يشير إلى ذلك.
الخطر:
إذا لم يتم معالجة الإنهاك الحراري بشكل صحيح، فقد يتطور إلى ضربة شمس.
ما هي أسباب الجفاف والإنهاك الحراري وضربة الشمس؟
لفهم كيفية حدوث الجفاف والإنهاك الحراري وضربة الشمس، يجب فهم آلية تنظيم حرارة الجسم.
نطاق درجة الحرارة الذي يعمل فيه الجسم بشكل صحيح محدود للغاية (غالبًا ما بين 36.5 و 37 درجة مئوية. ومع ذلك، قد تختلف درجة حرارة الجسم الطبيعية قليلاً من شخص لآخر، كما أنها تعتمد على وقت اليوم). أثناء ممارسة النشاط، هناك دائمًا ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وتستقر عند معدل معين بعد بضع دقائق من بدء النشاط.
يتم تحديد درجة حرارة الجسم وتنظيمها في منطقة من الدماغ تسمى منطقة ما تحت المهاد (الوطاء). من أجل الحفاظ على درجة حرارة جسم ثابتة، يقوم الوطاء بتنشيط آليات مختلفة. لتدفئة الجسم، يتسبب الوطاء في تقلص الأوعية الدموية القريبة من الجلد بالإضافة إلى تقلص أو ارتجاف العضلات (معروف لأي شخص ارتجف من البرد ...). للتخلص من الحرارة، يتسبب الوطاء في توسع الأوعية الدموية القريبة من الجلد، وزيادة إفراز العرق اضافة الى زيادة معدل التنفس.
هذه العمليات غير مدركة، وتقوم أجسامنا بها تلقائيًا وغالبًا ما تكون ناجحة جدًا: عادة ما تكون درجة حرارة أجسامنا مستقرة جدًا.
هل هناك شروط تزيد من مستوى الخطر؟
نعم!
يزداد خطر التعرض لضربة الشمس مع ارتفاع درجة الحرارة البيئية والرطوبة. لكن يجب أن نعلم أنه حتى في الظروف البيئية غير الحارة بشكل خاص، هناك خطر الإصابة بضربة شمس.
كيف نمنع ضربة الشمس؟
عندما تحذر الأرصاد الجوية من الحر الشديد (وهو مزيج من درجة الحرارة والرطوبة في الهواء)، ينصح باتخاذ الخطوات التالية:
• البقاء في بيئة باردة. يمكن تبريد المساكن والمكاتب باستخدام المراوح ومكيفات الهواء. لتسهيل تبريد المساحات والأماكن، يوصى بمنع اختراق ودخول أشعة الشمس المباشرة. يمكن القيام بذلك باستخدام المَصارِعْ والستائر والمظلات وزراعة النباتات. إذا كنتم تقيمون في بيئة غير مكيفة، يمكنكم تبريد أجسمكم من وقت لآخر عن طريق الاستحمام في ماء بارد. يُنصح أيضًا بارتداء ملابس باهية وخفيفة ومريحة.
• تجنب الخروج في الساعات الحارة. يجب أن تقتصر الأنشطة خارج المنزل على ساعات الصباح الباكر أو ساعات المساء.
• تجنب المجهود البدني. أثناء الحر، يُنصح بتقليل النشاط البدني الشاق بالخارج أو في الأماكن غير المكيفة. إذا لم يكن من الممكن تجنب النشاط البدني في الظروف الحارة، فيجب الحرص على شرب كمية كافية أثناء النشاط وكذلك ارتداء ملابس خفيفة. عليكم حماية أنفسكم من أشعة الشمس عن طريق قبعة عريضة الحواف ونظارات شمسية وواقي شمس. كما يوصى أيضًا بأخذ قسطًا من الراحة في مكان مظلل.
• تحذير: يمنع البقاء (أو ترك شخص آخر) في سيارة متوقفة ومغلقة النوافذ.
• إذا كنتم تعانون من مرض، فيجب الحذر بشكل خاص. من يعاني من أمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسمنة الزائدة، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض النفسية، يتوجب عليه مضاعفة الحذر بشكل خاص.
في حالات المرض أو الالتهاب، تظهر زيادة في درجة حرارة الجسم نتيجة للتغير في "نقطة العتبة" الموجودة في منطقة ما تحت المهاد (الوطاء). تتغير درجة حرارة الجسم في اطار رد فعل الجسم أو في اطار مكافحة سبب التلوث أو الالتهاب.
تؤثر معظم الأدوية التي نتناولها لتقليل الحمى - مثل الاكمول، والأدفيل، والأسبرين، وغيرها - على نقطة العتبة في الدماغ، وبالتالي تؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم.
هذه الأدوية غير مفيدة في حالة الإصابة بضربة شمس وقد تكون ضارة إذا تم إعطاؤها في مثل هذه الظروف. الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي (الدماغ)، مثل المهدئات وأدوية النوم ومرض باركنسون وأمراض نفسية معينة، قد تزيد من الحساسية لضربة الشمس.
نصائح لمنع ضربة الشمس عند الأطفال• لا تتركوا الأطفال في سيارة مغلقة ولو لدقيقة واحدة. • تجنبوا الحمامات الساخنة جدا و/أو الساونا في الأيام الحارة. الماء موصل ممتاز للحرارة، والأطفال أكثر حساسية من البالغين. • احرصوا على الاكثار من الشرب. • ارتدوا طبقة واحدة فقط من الملابس واستبدلوا الملابس المبللة بالعرق في أسرع وقت ممكن. علاج ضربة الشمس عند الأطفال• فتح مجرى هوائي وإجراء الإنعاش إذا لزم الأمر. • التبريد السريع قدر الإمكان - في حمام مائي مثلج، والكثير من ماء الصنبور، وأكياس الثلج على الرقبة والفخذ. وفي نفس الوقت، يجب طلب المساعدة الطبية وتحويل المصاب إلى العلاج الطبي. |
وماذا يحدث أثناء المجهود البدني؟
أثناء بذل المجهود، لا يكون هناك تغيير في "نقطة العتبة" بالدماغ، ولكن بسبب زيادة نشاط العضلات، تتولد الكثير من الحرارة، وترتفع درجة حرارة الجسم، وتدخل في العملية آليات يتمثل دورها في مساعدة الجسم على تخلص من الحرارة الزائدة.
في الحالة الطبيعية، تظهر الزيادة في درجة حرارة الجسم لدى كل شخص أثناء المجهود، لكن آليات التخلص من الحرارة تتمكن من الحفاظ على درجة حرارة الجسم عند معدلات لا تعرض الشخص الذي يُجهد نفسه للخطر وتحافظ على التوازن.
في بيئة حارة ورطبة، يصعب على الجسم التخلص من الحرارة الزائدة، وأسباب ذلك واضحة: تَباطُؤ تبخر العرق، ومعه يتباطأ معدل التخلص من الحرارة. اضافة على ذلك، فإن الفارق بين درجة حرارة الجسم والبيئة أصغر، كما أن نقل الحرارة من الجسم إلى البيئة أقل فعاليًة.
من هو الأكثر عرضة للإصابة بضربة شمس أثناء بذل المجهود كالجري مثلًا؟
العوامل المتعلقة بالشخص.
• شدة الجهد. كلما زادت صعوبة الجهد (كلما زادت سرعة الجري، زاد الانحدار) وكلما زاد الجهد، زاد الخطر.
• مستوى اللياقة البدنية. الأشخاص الذين يبذلون مجهودًا يتجاوز مستوى لياقتهم البدنية هم أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس. بكلمات أخرى: الحافز الزائد قد يكون خطيرًا.
• الأمراض الشديدة - مثل الأمراض الفيروسية أو الحمى ، حتى الخفيفة منها - تزيد من خطر الإصابة.
يمكن للأمراض المزمنة - مثل أمراض الغدد الصماء أو الأمراض العصبية أو الأمراض الجلدية - أن تصيب نظام التبريد أو نظام تنظيم حرارة الجسم.
• التأقلم مع الحرارة - الشخص الذي يعيش وينشط في بيئة حارة أقل عرضة لضربة الشمس مقارنة بمن يأتي إلى بيئة حارة، ولكنه معتاد على البقاء والعمل في ظروف مكيّفة أو في البرد. تعد إصابات الحرارة، بما في ذلك ضربة الشمس، أكثر شيوعًا في الأيام الحارة بعد فترة باردة نسبيًا أو لدى أولئك الذين يعيشون أو يتدربون في ظروف أكثر برودة من الظروف التي سيتنافسون فيها. الأشخاص الذين ينوون المنافسة أو الجري في مكان حار ورطب وخلال الساعات الحارة يوصى بشدة التأقلم مع أنفسهم تدريجيًا لمدة 10 أيام حتى أسبوعين على الأقل قبل الحدث.
• العوامل الجسدية - الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس.
• كمية الماء في الجسم - يزيد الجفاف من خطر الإصابة بضربة الشمس. الشخص المصاب بالجفاف، والذي يفتقر جسمه للسوائل، سوف يتعرق بشكل أقل وسيواجه صعوبة في التخلص من الحرارة المتولدة أثناء بذل المجهود.
• تؤثر الملابس الدافئة/ غير المهواة – سلبًا على تبخر العرق ونقل الحرارة من الجسم إلى البيئة وتمنع التبريد المباشر للجسم.
• قلة النوم، والعمر فوق الـ 40 عامًا، ورداءة التغذية - تزيد أيضًا من خطر الإصابة بضربة الشمس.
عوامل الخطر المتعلقة بالبيئة
• ارتفاع درجة حرارة البيئية.
• الرطوبة العالية.
• الإشعاع المباشر والهواء الراكد (غياب الرياح).
وإذا ما اضطررت إلى ممارسة النشاط البدني حتى عندما يكون الجو حارًا حقًا؟
بشكل عام، النشاط البدني أمر صحي للغاية، ولكن ليس الساعة 13:00 ظهرًا، في شهر أغسطس، على شاطئ تل أبيب أو شاطئ عسقلان.
الأشخاص الذين يتوجب عليهم ممارسة نشاط بدني قوي بالذات خلال الساعات الحارة أو في الأماكن الحارة والرطبة يجدر بهم أن يتأقلموا جيدًا (أي البقاء والعمل في أماكن حارة ورطبة) قبل أن يذهبوا إلى المنافسة أو إجراء ما هو مخطط له.
بكلمات أخرى: إذا كان لديكم سباق في الساعة 14:00 من شهر سبتمبر في عيمق بيت شان، فحينئذٍ، وفي اطار الاستعدادات، يجب عليكم أيضًا إجراء تدريب بعد الظهر في مكان يسود فيه مناخ مشابه.
يوصى بالتكيف تدريجيًا مع الظروف الصعبة، والتدريب لمدة لا تزيد عن 60 دقيقة وبقوة دون الحد الأقصى، وشرب كمية كافية ومراقبة درجة حرارة الجسم.
اضافة الى ذلك، إذا وصلتم إلى مكان حار أكثر من منطقة سكناكم، فتجنبوا الجهود الشاقة في الأسبوع الأول.
تجدر الإشارة إلى أن: شرب ما يكفي لن يمنع بالضرورة ضربة الشمس، ولكنه سيقلل من احتمالية حدوثها.
يوصى بالشرب حتى أثناء بذل المجهود. يعتبر الشرب الكافي مهمًا جدًا ليس فقط أثناء المنافسة ولكن أيضًا أثناء التدريب - خاصة أثناء الجهود التي تستغرق أكثر من 40 دقيقة أو عند الجري لمسافة 10 كيلومترات أو أكثر. (من المعتاد التوصية بشرب نصف كوب من الماء كل 20 دقيقة. يمكن تحقيق تنظيم جيد وشخصي للسوائل بمساعدة الوزن قبل وبعد الجهد وبمساعدة التدريب على عادات الشرب أثناء التمرينات).
في الجهود المتواصلة، يوصى أيضًا بتناول الملح بالإضافة إلى الماء وذلك من أجل المحافظة على مستويات الملح الطبيعية في الدم
يُنصح كثيرًا بتجنب الجهود التي تتجاوز قدرتكم البدنية. قد يكون الحافز الزائد أو محاولة الجري بوتيرة أسرع مما اعتدتم عليه أمرًا خطيرًا. إذا كان لحديث عن بيئة حارة ورطبة - فإن النشاط البدني الشاق يكون أكثر خطورة بالنسبة للأشخاص الذين ليسوا في لياقة بدنية مناسبة.
كيف يتم معالجة ضربة الشمس؟
1. أولا وقبل كل شيء التبريد!
في حال انهار شخص أثناء النشاط الشاق – كالجري مثلًا - وتحديدًا في يوم حار، فيجب الاشتباه أن الحديث يدور عن ضربة شمس ويجب على الفور البدء في تبريده.
كيف يتم ذلك؟
إذا أمكن - ضعوه في حمام مائي مثلج. إذا لم يكن ذلك متاحًا، صبوا عليه كمية كبيرة من الماء البارد، وانقلوه إلى سيارة مكيفة أو إلى مكان مظلل، وانزعوا عنه الملابس الدافئة. إذا كانت هناك مروحة في متناول اليد، وجهوها نحوه، وإذا أمكن ضعوا أكياس ثلج تحت ابطيه وعلى فخذيه.
وبعد ذلك، يمكن معالجته أيضًا بمساعدة السوائل المبردة التي تدخل الى نظام الدم أو القناة الهضمية أو التجويف البطني.
في العديد من السباقات، توضع حمامات الثلج في مراكز العلاج الطبي. يجب نقل أي مصاب على الفور إلى محطة العلاج هذه وادخاله في حمام الثلج في أسرع وقت ممكن.
يجب تبريد المصاب حتى يبدأ الارتجاف في الظهور أو حتى تتراوح درجة الحرارة بين 38.3 و 38.9 درجة مئوية.
قياس درجة الحرارة الوحيد الموثوق به هو قياس المستقيم. القياس بأي طريقة أخرى لا معنى له.
2. اطلبوا المساعدة الطبية
من المهم جدًا طلب المساعدة الطبية (رقم طوارئ نجمة داوود الحمراء في جميع أنحاء البلاد هو 101) وتحويل المصاب إلى أقرب غرفة طوارئ في أسرع وقت ممكن - ويفضل أن يكون ذلك في سيارة مكيفة وأن يكون مبللًا و مغطى بالثلج، إن أمكن.
إذا كانت هناك ظروف لتبريد المصاب في المكان، يتم النقل إلى قسم الطوارئ فقط بعد تبريد المصاب.
في حالة عدم وجود سيارة مكيفة، يجب الحرص على فتح النوافذ، ويجب مواصلة تبليل المصاب. بالإضافة إلى ذلك، وحتى وصول المساعدة الطبية المؤهلة، يجب اتخاذ عدة خطوات من شأنها انقاذ الأرواح:
أ. الإنعاش
إذا تدهور أو فقد وعي المصاب، فيجب البدء في عملية الإنعاش.
ب. اسقاء الماء
إذا اشتبه في أن المصاب لا يعاني فقط من ضربة شمس وانما أيضًا من الجفاف وكان واعيًا، فيمكن اسقاءه الماء. لا ينبغي تحت أي ظرف من الظروف إعطاؤه الكحول (ولا حتى البيرة الباردة!) أو القهوة. فهي قد تجعل الإصابة أسوأ.
ج. إعطاء الدواء
يمنع إعطاء الاكمول أو أي حبوب أخرى خافضة للحرارة (مثل أدفيل ، أوبتالجين ، ونوروفين وما شابهها). في حالة الإصابة بضربة الشمس، فإنها لن تخفض درجة الحرارة، بل قد تؤدي إلى تفاقم الاصابة ببعض أعضاء الجسم!
علاج من يعانون من الإنهاك الحراري
يحتاج الشخص الذي يعاني من الإنهاك الحراري - والذي يتجلى في أعراض مثل التقيؤ والارتباك والأرق والنعاس وضيق التنفس وآلام الصدر وآلام البطن ودرجة حرارة جسم تزيد عن 40 درجة - إلى التبريد والنقل إلى غرفة الطوارئ.
إذا ظهرت هذه الأعراض عندما تكونوا بعيدين عن أقرب مستشفى، فيجب عليكم تكرارها والتشديد عليها أمام موظفي نجمة داوود الحمراء. قد يكون من الضروري الاستعانة بالإنقاذ الجوي.
التصرف بعد الشفاء من ضربة الشمس
يجب أن يبقى الشخص المصاب بضربة شمس ويتعافى منها في مكان بارد ومظلل ويجب أن يتجنب التعرض للحرارة في الأسبوع الذي يلي الإصابة. أما بالنسبة لاستمرار النشاط فيجب عليه استشارة الطبيب المعالج. يجب معرفة أنه بعد ضربة الشمس هناك ميل للمعاناة من عدم استقرار درجة حرارة الجسم لعدة أيام، بل وأحياناً لعدة أسابيع.
الدكتورة داليا نافوت مينتسر؛ أخصائية في طب الأسرة بكلاليت، وطبيبة رياضية في معهد فينجيت ومستشارة في فندق ههيفوكسي في جامعة تل أبيب. كما أنها تقدم استشارات للرياضيين في مجال التدريب في ظروف الارتفاعات العالية ونقص الأكسجة، ومتسلقي الجبال والمسافرين والمرضى المزمنين الذين يرغبون في التجول بالارتفاعات عالية.