الصلة بين تساقط الشعر وتناول الأدوية

​ألادوية هدفها جيد ولكنها تتمخض أحيانا عن آثار جانبية غير مرغوب فيها. فإلى جانب الآثار المعروفة هناك أثار جانبية أقل شهرة- مثل تساقط الشعر. هذه الظاهرة لا تعرض الصحة للخطر ولكنها لا تزال مصدرًا لعدم الراحة، وإذا لم يتم التحذير من احتمال حصولها يثير الأمر ضغوطًا يُستغنى عنها لدى العثور على كمية من الشعر في ايديكم.

كيف تتسبب الأدوية في تساقط الشعر؟

في معظم الأحيان تؤثر الأدوية على تساقط الشعر من خلال تدخلها في دورة النمو الطبيعية للشعر والمكوّنة من 3 مراحل.
مرحلة النمو – تستمر بين3-5 سنوات، حيث تنمو كل شعرة من فروة الرأس بوتيرة سنتمتر واحد في الشهر الواحد.
المرحلة الانتقالية- تستمر أسبوعين حيث يستعدّ تجويف الشعرة لتحرير الشعر على فروة الرأس.
مرحلة الراحة- تستمر 3 أشهر حيث يستريح الشعر ويتوقف عن النمو. وفي نهاية المرحلة يتساقط الشعر ويُستبدل بشعر جديد.
إن تساقط الشعر في مرحلة النمو، ينجم في معظم الأحيان عن تناول الأدوية الكيماوية لأمراض السرطان. وفي هذه الحالة لا تنقسم خلايا الشعر بشكل طبيعي ويحصل التساقط خلال فترة ما بين عدة أيام وعدة أسابيع بعد بدء العلاج الكيماوي على أن يتساقط الشعر كله بل شعر الحواجب والجفون.
يبدأ تساقط الشعر بسبب العلاج غير الكيماوي عادة خلال ما بين  2 و-4 أشهر بعد بدئه. وفي هذه الحالات يؤدي الدواء إلى دخول تجويف الشعر إلى فترة الراحة والتساقط المبكر.

ما هي الأدوية التي تؤدي إلى تساقط الشعر؟

بالإضافة إلى الأدوية الكيماوية لأمراض السرطان هناك العديد من الأدوية التي تتسبب في تساقط الشعر. فيما يلي بعض أنواع الأدوية التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر:
مضادات الاكتئاب- جميع الأدوية المضادة للاكتئاب من نوع SNRI و SSRI بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات ( Tricyclic antidepressant ) قد تتسبب في تساقط الشعر.
أدوية الصرع- أحد الأدوية الشائعة لعلاج الصرع هو سوديوم فالبرويت (Sodium valproate) (الاسم التجاري: Depalept, Orfiril, Valporal).ويؤدي هذا الدواء إلى تساقط الشعر لدى ما بين 3%-5% من المرضى.
أدوية لمعالجة حب الشباب-  أدوية من نوع ريتينويد (Retinoid) هي أدوية شائعة لمعالجة حب الشباب المتوسط أو الشديد.
تحتوي هذه الأدوية على فيتامين A والذي يحمي عادة تجاويف الشعر، ولكن تناولها بجرعات كبيرة على غرار دواء ايزوترتينوئن (الاسم التجاري: Roccutane, Curatane ) قد يمس بأداء التجويف ويؤدي إلى تساقط الشعر. فتؤثر هذه الأدوية على خلايا تنتج  الكيراتين –وهو المادة المنتجة لتجويف الشعر أيضًا.
أدوية لمعالجة ضغط الدم المرتفع- هناك نوعان من الأدوية لمعالجة ضغط الدم.  حاصرات بيتا ومثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين  ACE تؤدي هذه الأدوية أحيانًا إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت.
مضادات التخثر- هناك عدة أدوية مضادة للتخثر والأكثر استخدامًا منها الهيبارين قليل الوزن الجزيئي (low molecular weight heparin). تشير التقارير في الأدب الطبي إلى أن تناول هذا الدواء قد يمس بتجاويف  الشعر ويؤدي إلى تساقط الشعر في حالات نادرة.
حبوب منع الحمل- يشير الأدب الطبي إلى أن حبوب منع الحمل قد تؤدي إلى تساقط شعر خفيف ومؤقت لدى بعض النساء.

كيف تعلم أن تساقط الشعر ناجم عن تناول الأدوية؟

ليس هناك فحص محدد قد يؤكد الصلة بين تساقط الشعر وتناول الدواء، ولكن يمكن الافتراض بأن تساقط الشعر ناجم عن الدواء إذا بدأ 2-4 أشهر بعد بدء تناول دواء (باستثناء العلاج الكيماوي) يندرج تساقط الشعر في أثارها الجانبية. وفي مرضى يخضعون للعلاج الكيماوي لا شك في أن تساقط الشعر ناجم عن الأدوية.

هل الضرر غير قابل للإصلاح؟

لدينا رسالة مطمئنة: في معظم الأحيان الضرر قابل للإصلاح وفور وقف تناول الدواء يتوقف التساقط أيضًا. وإذا كان تساقط الشعر يزعجك جدًا بإمكانك الطلب من الطبيب الانتقال إلى دواء آخر لا يمس بالشعر وفي الوقت نفسه لا يشوش العلاج الطبي.
كيف نعالج تساقط الشعر ونستخدم الأدوية في الوقت ذاته؟
لدى تناول أدوية كيمائية هناك من يقترح استخدام قبعة جليدية لتبريد فروة الراس والحد من كمية الأدوية التي تصل إلى تجاويف الشعر مما قد يقلص حجم تساقط الشعر. يمكن شراء القبعة في بعض المستشفيات ولكنه لم يتضح بعد مدى نجاعتها وهناك بعض المراكز المعالجة لأمراض السرطان التي تعارض استخدامها.
أما الأدوية الأخرى التي تتسبب في تساقط الشعر، فيمكن استخدام محلول مينوكسيديل (أسماء تجارية Regaine,Minoxim, Noxidil, Alopexy,) وكذلك رغوة Regaine). بإمكان الرجال فقط تناول Finasteride (الاسم التجاري : Propecia).
وبالطبع يوصى دائما بالتشاور مع طبيب العائلة أو طبيب الأمراض الجلدية.

الدكتور أريه غولدشميد هو مدير قسم الدوائيات سابقًا في كلاليت