يشهد تقريبا جميع السائقين أوقاتا معينة لا مفر فيها من تناول بعض الوجبات الغذائية وراء عجلة القيادة. في الواقع ، وفقا لاستطلاع لشركة التأمين PEMCO في الولايات المتحدة، فان تناول وجبة طعام أثناء هو التصرف المشتت للسائقين الأكثر شيوعا، حيث تبيّن أن حوالي 65 بالمئة من السائقين يأكلون أثناء القيادة ، وفي دراسة منفصلة اشتملت على 1000 سائق ، بيّنت شركة اكسون موبيل (ExxonMobil Corporation) أن أكثر من 70 ٪ من السائقين يأكلون بينما هم يقودون السيارة، وأن 83% يشربون السوائل أثناء القيادة. ومن الجدير أن عدم وجود أية تشريعات أو توجيهات واضحة حول مخاطر الأكل والشرب أثناء القيادة يشجع السائقين على الاعتقاد بأنها آمنة، مع ان الدراسات في هذا المجال تبيّن أن استهلاك الغذاء اثناء القيادة هو سلوك غير آمن لأنه يمكن أن يؤدي بسهولة إلى وقوع حوادث سير.
دراسة جديدة أجرتها الإدارة الوطنية لسلامة المرور في الولايات المتحدة أظهرت أن 80 ٪ من جميع حوادث السيارات و 65 ٪ من الحوادث التي كادت أن تحدث كانت بسبب تشتت السائقين الذين تركز اهتمامهم على تناول الطعام أثناء القيادة. وقد تبيّن في الدراسة أن التشتت الناجم عن تناول الطعام أثناء القيادة يمكن أن يصبح مشكلة بالنسبة للسائقين الذين لا يستطيعون السيطرة على السيارة في منحنيات حادة بينما هم يتناولون الطعام وراء عجلة القيادة. وفي هذه الدراسة، تم أيضا تصنيف أسوأ الأطعمة التي تؤكل أثناء القيادة، والتي اشتملت على المأكولات والمشروبات التالية:
- الشوكولاتة، حيث أنها في الحر ممكن ان تسبب بقع على الاصابع والملابس، فيتشتت السائق بمحاولة تنظيفها
- القهوة، حيث أنها ممكن بسهولة ان تسكب على الملابس أو الجسم
- العصائر والمشروبات الغازية، التي يشكل فتح عبواتها تشتتا للسائق، كما أنها قد تسكب على الملابس مسببة البقع
- الحلويات، حيث تسبب الدبق على الاصابع، فينتقل الى مقود السيارة، ويشكل تنظيفه تشتتا للسائق.
- الأطعمة المقلية مثل البطاطا المقلية والدجاج المقلي التي اذا سقطت على الملابس شكّلت بقعا، واذا سقطت على ارضية السيارة شكّل التقاطها خطرا في القيادة.
- الهامبرجر أو الساندويشات التي تطلب يدين أثنتين لمسكها، أو تحتوى على صلصة أو يتسبب تناولها بسقوط الفتات
- الشوربات الساخنة، حيث يمكن أن تسكب على الملابس أو الجسم مشكلة خطرا في القيادة.
وقد بيّنت دراسات أخرى أن الحوادث التي ترتبط باستهلاك الطعام والشراب أثناء القيادة من المرجح أنها تحدث أكثر في فترة الصباح منها في فترة ما بعد الظهر، وهذا لأن الناس في الصباح يكونون أكثر قلقا بشأن مظهرهم عند مثولهم في العمل وأكثر عرضة لاتخاذ قرارات متهورة في محاولة لانقاذ مظهرهم الذي قد يكون قد تأثر من البقع على الملابس أو فتات الطعام، مما يقلل من قدرتهم على التركيزعلى الطريق.
ومن جانب آخر، بيّنت دراسة أمريكية أخرى أن خطر حوادث الطرق أثناء تناول الطعام عند قيادة يتضاعف في سيارة "غيار" مقارنة مع سيارة "اوتوماتيك"، وذلك بسبب المهمة الاضافية لتحويل الغيار.
تشير الاحصائيات في بريطانيا أن ثلث الناس في بعض الأحيان يستخدمون الهواتف الخلوية أثناء القيادة ، بينما نسبة الذين يأكلون ويشربون أثناء السياقة يصل الى ثلاث أرباع. وقد بيّنت دراسة في جامعة برونيل اشتملت على 26 شخص طلب منهم قيادة أجهزة تحاكي سيارات فورد مونديو مرة دون استهلاك طعام، ومرة مع استهلاك حلويات ملفوفة بغلاف أو شرب الماء من زجاجة. ومع أن السائقين كانوا يبطئون من سرعتهم بينما كانوا يخرجون قطع الحلوى من الغلاف أو يفتحون زجاجة الماء ليشربوها، الا أن احتمالات اصطدامهم مع أحد المشاة تضاعف في هذه الحالات. وقد استنتج الباحثون أن استهلاك الطعام والشراب اثناء السياقة يزيد العبىء الذهني على السائق، مما يقلل من تركيزه على السيقة ويقلل من فرص السلامة على الطرق.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות