"حلمي هو أن أشتري قميصا من السوق بالمال الذي كسبته، وألا أتعرض للضرب بحجة أنني أهدرت المال". تمت إحالة "ليا" إلى أخصائية اجتماعية طبية من قبل طبيب الأسرة لأنها كانت تشعر بالاكتئاب والحزن منذ فترة طويلة.
لسوء الحظ، يعتبر العنف المنزلي ظاهرة شائعة جدًا. وبحسب المنظمة النسائية الصهيونية العالمية فإن 200 ألف امرأة ونحو 500 ألف طفل في إسرائيل يتعرضون للعنف الأسري وعواقبه في كل لحظة. ما بين 10% إلى 15% من النساء في إسرائيل هن ضحايا للعنف المنزلي.
نظرًا للنسبة الكبيرة من النساء اللواتي يتعرضن للتعنيف من قبل الزوج، فإن المقال مكتوب بصيغة المؤنث، ولكنه موجه لكلا الجنسين.
العنف ليس مجرد الضرب الفعلي
يُعرّف العنف بأنه "استخدام القوة للسيطرة على شخص آخر". يمكن أن تتخذ هذه السيطرة أشكالًا عديدة:
العنف الجسدي: إلحاق الألم الجسدي، على سبيل المثال عن طريق الضرب والركل وأحيانًا أيضًا عن طريق رمي الأشياء.
العنف الجنسي: التحرش أو الاعتداء الجنسي، أو الاتصال الجنسي أو الممارسة الجنسية بدون موافقة. حتى في إطار العلاقة الزوجية، عندما يُجبر أحد الطرفين الطرف الآخر على الجماع، فإن ذلك يعد اغتصابًا.
العنف الاقتصادي هو الحرمان من الاستقلال الاقتصادي، والحرمان من الوصول إلى الحساب المصرفي، وفي الحاجة إلى الحصول على موافقة الزوج المسيطر قبل أي عملية شراء وقبل أي معاملة مالية.
العنف العاطفي: التقليل من شأن المرأة، إذلالها، والحط من قيمتها الذاتية، واتهامها بمختلف التهم الباطلة، واقناعها بأنها "غير طبيعية".
العنف اللفظي: الشتائم والصراخ والألفاظ المهينة والألقاب التي تحط من قيمة الآخر.
العنف الاجتماعي: محاولة السيطرة على كل خطوة تقوم بها المرأة – فرض العزلة الاجتماعية عليها، إبعادها عن دائرة الأهل والأصدقاء، محاسبتها على أفعالها في كل لحظة، حرمانها من أي خصوصية.
التحكم من خلال المراقبة: متابعتها والتنصت على مكالماتها الهاتفية والاطلاع على مراسلاتها على الكمبيوتر والهاتف.
 العنف العائلي يؤثر على القدرات الاجتماعية للأطفال
|
الحياة المزدوجة لضحايا العنف
"الجميع يعتقد أننا عائلة محترمة ومثالية"، تقول إحدى المتعالجات بشجاعة، "الجميع في الكنيس يقدرون زوجي تقديرًا عاليًا ويشيرون دائمًا إلى أننا زوجان مثاليان. لا أحد يعرف أنه في المنزل يهينني ويتجاهلني، وحتى أطفالي الثلاثة لا يتحدثون معي. أنا أبكي وأشعر بالوحدة الشديدة، لكنني أمام الآخرين أبدو سعيدة ومحظوظة بعائلتي."
تقول امرأة أخرى: "تحملت كل هذا لسنوات. لم أرغب في الطلاق لأنني اعتقدت أن الطلاق سيؤذي أطفالي، وأنه سيكون من الأفضل لهم أن يكبروا في منزل مع أبوين متزوجين. تعلمت إخفاء علامات الضرب، تعلمت أن أخبر الأطباء أن الكدمات كانت نتيجة مرض في الكبد".
على الرغم من اتساع نطاق ظاهرة العنف، إلا أن أغلب النساء يفضلن عدم الحديث عما يتعرضن له، وعدم طلب المساعدة.
إن الأسرة التي يسودها العنف تعيش عادة خلف حجاب من السرية التي يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، سواء بسبب الخجل، أو بسبب الخوف من الفضيحة، أو بسبب الاعتقاد الخاطئ بأن هذا الأمر موجود في أسرتهم فقط. من الممكن أن يخشى أفراد الأسرة أيضًا ردود فعل المجتمع، أو أن يتعرضوا للتهديد من قبل الشخص العنيف لمنعهم من الكشف عن سلوكه، أو لرغبتهم في الحفاظ على وحدة العائلة وترابطها كما يعتقدون.
العنف يضر بالأطفال وبالصحة
لا تقتصر آثار العنف الأسري على ما يحدث داخل جدران المنزل. بل يؤثر على جميع مجالات الحياة.
العنف ضد النساء يضر بالأطفال أيضاً. ومن بين التأثيرات الأبرز صعوبات في الأداء الاجتماعي (للأطفال في المدرسة وللوالدين في مكان العمل)، والانطواء، والسلوك المدمر (مثل إيذاء النفس والتدخين) وتكرار أنماط السلوك العنيف.
إضافة إلى كل ذلك، فإن العنف يضر بالصحة. هناك أمراض تُعرف بأنها مرتبطة بالتعرض للعنف، مثل اضطرابات الأكل ومتلازمة القولون العصبي، والأمراض التي تتميز بالألم المزمن. تعد الحالات النفسية، بما في ذلك أعراض ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، شائعة جدًا بين ضحايا العنف الأسري. يمكن للعنف الجسدي أن يسبب الإعاقة وحتى الموت.
الخروج في إجازة غير مدفوعة في هذه الفترة، وتسريح العديد من الموظفين وتعليمات التباعد الاجتماعي والإغلاق ومشاعر الارتباك بسبب عدم اليقين والتعليمات التي تتغير بشكل متكرر تزيد من الإحباط والتوتر لدى الكثير من الناس، ونتيجة لذلك هناك أيضًا زيادة في حوادث العنف داخل الأسرة.
كيف يمكنني تحديد ما إذا كنت أنا أو الأشخاص من حولي معرضين لخطر العنف؟
أولاً، ثقون بحدسكم واطلبوا المساعدة. يمكنك مشاركة الأمر مع الطبيبة أو طبيب العائلة وطلب استشارة أخصائي اجتماعي طبي.
يمكنكم أيضًا تعبئة استبيان سري في وزارة الرفاه لتتعرفوا بأنفسكم على حالة الخطر في علاقتك الزوجية أو العلاقة مع أفراد الأسرة. استبيان التشخيص الذاتي متوفر باللغات العبرية، الإنجليزية، العربية والروسية.
لتعبئة الاستبيان التفاعلي الآن على موقع وزارة الرفاه
أعاني من العنف. ممن يمكنني أن أطلب المساعدة؟
خطوط الطوارئ
• الشرطة - في حالة الطوارئ، اتصل بالرقم 100.
• نجمة داوود الحمراء - لعلاج إصابة تتطلب مساعدة طبية، اتصل بالرقم 101. واتصل بخدمات الإنقاذ.
يمكن للأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع إرسال رسالة نصية (SMS) إلى الرقم 052-7000-101.
• وزارة الرفاه – مقسم التوجهات للاستفسارات الصامتة حول العنف الأسري.
عبر الهاتف: 118 أو 0779208560
عن طريق إرسال رسالة نصية (SMS):050-2270118
* يتم الرد على التوجهات على مدار 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع - باللغات العبرية والعربية والروسية والأمهارية.
خطوط الطوارئ لضحايا الاعتداء الجنسي
• النساء: 1202
• الرجال: 1203
• خط المساعدة للنساء اليهودات المتدينات: 6730002-02
• خط المساعدة للرجال اليهود المتدينين: 5328000-02
• خط المساعدة للنساء العربيات: 6566813-04
لمزيد من المعلومات حول مراكز المساعدة
مراكز المساعدة
مراكز منع العنف الأسري وعلاجه
في كل سلطة محلية يعمل مركز لمنع العنف الأسري وعلاجه.
تعمل في المراكز في المجتمع خبيرات في هذا المجال يقدمن رعاية شاملة: من المساعدة الطارئة وحتى مرافقة الأسرة من أجل وقف السلوك العنيف.
• للحصول على معلومات مفصّلة عن المراكز وطرق الاتصال بها
العيادات والمستشفيات
في بعض الأحيان يكون من الصعب التواصل مع هذه المراكز مباشرة، ويعتبر النظام الصحي مكانًا جيدًا لبدء عملية الخروج من دائرة العنف.
العيادات والمستشفيات هي أماكن محايدة يمكن فيها لضحايا العنف الأسري الحديث عما يمرون به دون إثارة الشك أو الغضب. تخضع طواقم كلاليت المهنية لتأهيل يتيح لهم مساعدة ضحايا العنف المنزلي.
يبدأ العلاج عادةً بمحادثة يمكنك من خلالها مشاركة ما تمرين به. في بعض الأحيان تكون هناك صعوبة كبيرة ومفهومة في الكشف عن تفاصيل الأحداث، لذلك لا تكون المحادثة لاطلاق الاحكام، بل لمجرد التعاطف. من المهم بالنسبة لنا أن تعرفي أنه لا أحد يستحق أن يعيش في ظروف الإرهاب والعنف، وأنه من الواضح أنك لست مسؤولة عن الوضع الذي تجدين نفسك فيه.
في كل مؤسسة من مؤسسات كلاليت توجد لجنة لمنع العنف الأسري تشرف عليها إدارة خدمات العمل الاجتماعي. تتولى اللجنة مسؤولية التوعية بظاهرة العنف الأسري وتأهيل الطواقم وتقديم المشورة في الحالات الفردية.
• للعثور على عاملات اجتماعيات طبيات في كلاليت
ميراف بن بورات حبيب، هي عاملة اجتماعية ومُنسقة قُطرية لمجال العنف الأسري في كلاليت