ما هو المغص؟
على الرغم من الرأي السائد، فان أوجاع البطن لدى الرضع، والمعروفة بالمغص (Colic) ، ليست بالضرورة مرتبطة بوجود غازات في البطن.
يدور الحديث عن أوجاع تسبب البكاء وعدم الراحة حيث يمكن أن تظهر طوال ساعات اليوم، لكنها تكثر تحديدًا بين ساعات المساء وحتى ساعات ما قبل الصباح. أثناء البكاء يقبض الرضيع يده ويقرب ساقيه الى بطنه.
تظهر هذه الأوجاع عند معظم الرضع بعمر، حوالي، الـ3 أسابيع وتزول حتى عمر الـ 3 أشهر.
من السهل أن نتذكر: قانون الثلاثة!
كقاعدة عامة، يميز المغص " قانون الثلاث": اذا كان الطفل بعمر، حوالي، الـ3 أسابيع ويبكي أكثر من 3 ساعات في اليوم، أكثر من 3 أيام في الأسبوع لمدة 3 أسابيع أو أكثر، ولا يوجد لديهم مشاكل طبية أخرى، على الأرجح انه يعاني من مغص.
مع ذلك يجب أن نعرف أن هناك رضُع لا يكون المغص لديهم متوافقًا على الاطلاق مع "قانون الثلاثة".
ما الذي يسبب المغص؟
سبب المغص غير معروف. الظاهرة موجودة لدى الكثير من الأطفال بالعالم، دون علاقة بالجنس ونوع الطعام الذي يحصل عليه الرضيع.
مع ذلك، الأطفال الذي يرضعون رضاعة طبيعية يعانون من مغص أقل مقارنة بالأطفال الذين يتغذون على تركيبة غذاء جاهزة للأطفال. من المرجح أن سبب ذلك يعود الى عدم نضج ما بالجهاز الهضمي في التعامل مع هضم الطعام وامتصاصه.
ما الذي يمكن فعله لمساعدة الرضيع الذي يعاني من المغص؟
هنالك عدة طرق لتهدئة الصغار وكذلك لإراحة الكبار (الوالديّن):
1. حمل الرضيع بين الذراعين . لا داعي للخوف من تدليل أو تعويد الرضيع على الحمل بين الذراعين. اللمس والدفء والحب هي احتياجات أساسية لكل رضيع.
2. حمل الرضيع بوضع " نمر على الشجرة". يمكن تشغيل موسيقى وبالبدء بالرقص والغناء (تساعد الحركة أعضاء الجسم والجهاز الهضمي على الإسترخاء).
3. الأرجوحة. جلب ركبتيّ الرضيع برفق باتجاه البطن لعدة ثواني ومن ثمة تركه. يجب تكرار هذه الحركة عدة مرات.
4. حمل الطفل بالحمالة . وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد: مرجحة الطفل واراحة الوالديّن.
5. التحرك والقفز برفق على كرة فيزيو (كرة مطاطية) حين يكون الطفل في المرجوحة أو بالحمالة او على اليدين
6. يساهم تدليك الرضيع في التخفيف من حالة المغص (وهو أيضًا ممتاز في منع نوبات البكاء).
7. يُنصح بالرضاعة الطبيعية. هذا دائمًا يهدأ، ولكن انتبهي الى النقطة التالية.
8. يجب الامتناع عن الاطعام الزائد عندما يبكي الطفل. البكاء لا يشير بالضرورة الى الجوع، واذا ما تم اطعام الرضيع وهو يبكي، فقد يعاني أكثر. لذا قبل اتخاذ قرار بإطعامه يجدر تجربة الخيارات المتعلقة بالحركة واللمس.
اللمس والدفء والحب هي حاجات أساسية لكل رضيع
|
9. تقديم مصاصة – ولكن فقط بعد أن تكون الرضاعة ثابتة ومنتظمة ( من عمر شهر فصاعدًا ).
10. لف الرضيع بغطاء مُحْكَم ( ولكن ليس الرأس! ) يشعر الرضيع الملفوف ببطانية مُحْكَمَة بالسلام والأمن.
11. الاستماع الى أنواع مختلفة من الموسيقى التي تحبونها. الاستماع الى موسيقى ذات خلفيات عدة مثل أمواج البحر والمطر والنسيم يساعد أيضًا على تهدئة البكاء.
12. هز الرضيع برفق وبحركة بطيئة وبوتيرة متكررة. مثل هذه الحركة تحاكي الحركية في الرحم. يمكن هز الرضيع بالعربة أو باليدين، ولكن لا يجوز بأي حال من الأحوال خض ورج الرضيع.
13. القيام بجولة في السيارة. هنالك أطفال تهدئهم جولة في السيارة.
14. القيام بمغطس. البخار والماء الدافئ وصوت خرير الماء من شأنها تهدئة الرُضع.
15. هناك من يشهد أن البروبيوتيك فعّالة في التخفيف من المغص. يمكن تجربة ذلك، على الرغم من أن فعّاليتها غير مضمونة.
ابتعدوا عن المستحضرات "الطبيعية"
ينصح بالابتعاد عن "المستحضرات الطبيعية " بجميع أنواعها لعلاج الغازات عند الأطفال. على الأغلب فان هذه المستحضرات غير خاضعة للرقابة، بل حتى أن بعضها تحتوي على الكحول أو الباراسيتامول. على أي حال، يجب استشارة طبيب أطفال قبل أن تقرروا استخدام مستحضر ما.
وفي النهاية، لا تنسوا: الدفء والحب هما العلاج الأفضل. لا تيأسوا، الحديث يدور عن حالة مؤقتة ستختفي من تلقاء نفسها!
الدكتور امير كليبيسكي مختص بطب الأطفال والأمراض المعدية في كلاليت ومدير مركز بيت يام لصحة الطفل.
آنا حييط ممرضة في مركز الأم والطفل
