ما هو موت المهد؟
موت المهد هو الموت المفاجئ لطفل عمره أقل من عام أثناء نومه. هذا موت غير متوقع ولا يوجد له تفسير. موت المهد هو السبب الأول لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر وسنة.
ما مدى انتشار هذه الظاهرة؟
في إسرائيل، ترد تقارير كل عام عن 40 إلى 60 حالة وفاة مفاجئة دون تفسير لها. في العالم الغربي، يبلغ معدل الإصابة 1 من كل 1000 ولادة حية. على الرغم من أنها ظاهرة نادرة، إلا أن متلازمة موت المهد كانت ولا تزال مصدر قلق كبير لدى العديد من الآباء.
المزيد من البيانات الإضافية التي يجدر معرفتها
• تحدث حوالي 90% من وفيات المهد حتى سن ستة أشهر (الفئة العمرية الأكثر شيوعًا هي 2 إلى 4 أشهر).
• 50% من الحالات تحدث في الشتاء - بين يناير ومارس. يزيد خطر موت المهد بحوالي 2.5 مرة في أشهر الشتاء مقارنة بأشهر الصيف.
ما هي عوامل الخطر لموت المهد؟
يبقى السبب الدقيق لموت المهد لغزًا مبهمًا. ليس له تفسير علمي واضح، ويحدث أيضًا عند الأطفال الأصحاء تمامًا. يَفترض العديد من الباحثين أن العديد من العوامل تساهم في زيادة مخاطر موت المهد.
من بين عوامل الخطر:
• النوم على البطن أو الجانب. تُبيّن الدراسات أن النوم على البطن يزيد بشكل كبير من خطر موت المهد مقارنة بالنوم على الظهر.
• التعرض لدخان السجائر في الرحم أو بعد الولادة. يزيد التدخين أثناء فترة الحمل من خطر موت المهد بمقدار ثلاثة أضعاف. التدخين السلبي نتيجة تدخين أحد أفراد الأسرة يضاعف الخطر.
• النوم على سرير ناعم أو على الأسطح الناعمة أو بالقرب منها.
• النوم مع الوالدين.
• الولادة المبكرة أو نقص الوزن عند الولادة.
• أخ أو أخت توفوا في موت المهد.
• تعدد المواليد (توأم أو ثلاثة توائم أو أكثر).
• فترات زمنية قصيرة بين فترات الحمل.
• النساء اللواتي لم يكن تحت مراقبة الحمل.
• ارتفاع درجة الحرارة أو البرودة.
الآليات الممكنة لدى الطفل
• صعوبات في قدرة الطفل على الاستيقاظ من النوم. من خلال دراسة نُشرت في مجلة Pediatrics ، ظهرت احتمالية وجود عيوب في جذع الدماغ لدى الأطفال الذين يتوفون بموت المهد تمنعهم من الاستيقاظ عندما لا يتمكنون من الحصول على ما يكفي من الأكسجين.
• توقف التنفس بسبب انسداد الشعب الهوائية، بما في ذلك إعادة استنشاق هواء الزفير، خاصة اثناء الاستلقاء على البطن.
• توقف التنفس المركزي.
• اضطرابات ضربات القلب.
لماذا يعتبر نوم الرُضع على بطونهم خطراً؟
يتسبب نوم الرضيع على بطنه في تنفس الهواء القريب من الشراشف. وبذلك يتنفس الرضيع الهواء الذي زفره في وقت سابق - هواء مشبع بثاني أكسيد الكربون.
أدت حملة اجريت في الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي وضع الأطفال على ظهورهم قبل النوم إلى خفض عدد حالات موت المهد بنسبة 50%. يتفق جميع الباحثين تقريبًا على أن الانخفاض في معدل الوفيات ناتج عن التغيير في عادات نوم الرُضع.
مقابل ذلك، فإن الاستلقاء على البطن أثناء الاستيقاظ لا يعرض الطفل للخطر بل يوصى به: فهو يقوي حزام كتفيه ويشجع تطوره الحركي.
بالإضافة إلى ذلك، يمنع هذا الوضع تسطيح الجمجمة في مؤخرة الرأس - وهو تسطح يُلاحظ غالبًا لدى الأطفال الذين يستلقون على ظهورهم لفترة طويلة. على الرغم من أن هذا التسطيح لا يسبب أي ضرر، ويختفي لاحقًا، إلا أن الحديث يدور عن مشكلة جمالية تسبب في كثير من الحالات قلق لدى الوالدين.
لماذا لا ينصح بالنوم مع الرضيع في نفس السرير؟
النوم المشترك في نفس السرير مع الوالدين أو مع أشخاص آخرين ليس آمنًا، لأن أحد البالغين قد يتدحرج على الطفل أثناء النوم ويخنقه.
علاوة على ذلك، في الأَسِرَة العادية للبالغين، غالبًا ما تكون الشراشف فضفاضة أو بها أقمشة فضفاضة من الوسائد أو البطانيات (مقارنة بمهد الأطفال حيث تكون الفرشة صلبة نسبيًا، ولا توجد أقمشة فضفاضة عليها). الأقمشة الفضفاضة - سواء كان الحديث عن شرشف أو بطانية أو وسادة - قد تحبس وجه الرضيع بها وتخنقه.
يكون الخطر الكامن في النوم المشترك أعلى في الحالات التالية:
• للرضيع الذي لم يبلغ من العمر 3 أشهر.
• أحد الوالدين يدخن. الخطر قائم حتى لو لم يدخنوا في غرفة النوم.
• الأم كانت تدخن أثناء فترة الحمل.
• أحد الوالدين متعب بشكل خاص.
• يستخدم أحد الوالدين الحبوب المنومة أو الكحول أو المخدرات.
ما الذي يمكن فعله من أجل تقليل مخاطر موت المهد؟
وفقًا للنتائج التي تم جمعها من الدراسات المختلفة ، ووفقًا لتعليمات وزارة الصحة، قمنا بتجميع أهم التوصيات لكم:
مراقبة الحمل
كل شيء يبدأ بمراقبة منتظمة للحمل، حيث يحاولون من خلال هذه المراقبة منع مخاطر الولادة المبكرة أو حدوث مضاعفات.
تجنب التدخين
يجب تجنب التدخين والتعرض للتدخين أثناء فترة الحمل وبعد الولادة. من المفضل، بالطبع، التوقف عن التدخين بشكل تام، حيث أن تدخين الوالدين (حتى خارج المنزل وليس بالقرب من أطفالهم) يرتبط أيضًا بأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو عند الأطفال الأكبر سنًا. يجب الحفاظ على المنزل والسيارة خاليين من تدخين.
من المهم أيضًا تجنب تعاطي المخدرات والكحول أثناء فترة الحمل وبعد الولادة.
وضع الرضيع على الظهر
يجب وضع الرضيع أثناء النوم - في الليل وأثناء النهار - على ظهره. يجب إرشاد كل من يعتني بالرضيع (الآباء، الأجداد، المربيات، مراكز الرعاية) حول الحاجة إلى وضع الرضيع فقط على ظهره عند النوم وليس على البطن. كما ذكرنا، وضع الرضيع على الجنب غير موصى به وهو غير آمن. صحيح أن الكثير من الرضع ينامون بعمق أكبر على بطونهم، ولكن هذا بالضبط مكمن المشكلة.
في حالات الرضع المولودين قبل الأوان، يوصى بوضعهم على ظهورهم بشكل خاص، لأنهم أكثر عرضة لموت المهد من الرضع المولودين في الوقت المحدد.
الرضاعة الطبيعية
حليب الأم هو التغذية الوحيدة الموصى بها للأطفال حتى سن 6 أشهر. بالإضافة إلى مزاياه العديدة، فقد ثبت أن تغذية حليب الأم تقلل من الإصابة بالأمراض في الشعب الهوائية العلوية وبالتالي تقلل من مخاطر متلازمة موت المهد. كما تقلل الرضاعة الطبيعية الجزئية من المخاطر، لكن الرضاعة الطبيعية الحصرية تقلل الخطر بشكل أكبر.
سرير سليم للرضيع
بالإضافة إلى سرير بعلامة معيارية ، يجب أيضًا استخدام فرشة صلبة بعلامة معيارية تشير إلى أنها مخصصة لسرير الرضيع. يوصى أيضًا باستخدام شرشف مشدودة بإحكام فوق الفرشة.
الحرص على بيئة آمنة
يجب الحفاظ على بيئة آمنة داخل وحول سرير الرضيع:
• من المهم ابعاد الاغراض الناعمة مثل الوسائد والدمى والبطانيات الناعمة أو السميكة والألحفة والبطانيات غير المربوطة والحفاضات والألعاب اللينة عن بيئة النوم.
• لا ينصح باستخدام واقيات السرير. لم يتم إثبات أنها تمنع حدوث إصابات، ولكن من ناحية أخرى هناك توثيق لمشاركتهم في حالات انحباس رأس الطفل - مما أدى إلى الاختناق.
• يمنع ارتداء الرضيع قبعة أثناء النوم. يجب الباس الرضيع ملابس تحافظ على دفء الجسم، على أن لا تغطي الوجه.
• يجب أيضًا الحفاظ على بيئة آمنة حول سرير الطفل: ابقاءه بعيدًا عن الكابلات الكهربائية وشرائط القماش والستائر وما إلى ذلك.
تدفئة معتدلة
يجب الحرص على عدم تدفئة الطفل أكثر من المعدل المطلوب عبر ارتداء طبقات عديدة من الملابس في الأيام الحارة، ويجب تجنب ارتفاع درجة حرارة الغرفة (يوصى بالتدفئة في مكيف الهواء من 22 إلى 24 درجة).
في معظم الحالات، ما هو لطيف بالنسبة للشخص البالغ يكون أيضًا لطيف للرضيع. القاعدة هي أنه يجب أن يرتدي الرضيع طبقة واحدة فوق ما هو مطلوب للشخص البالغ في نفس الظروف.
تهوية الغرفة التي ينام فيها الرضيع
يجب تهوية الغرفة التي ينام فيها الرضيع كل يوم. في بيئة الرضيع ، قد تكون هناك مواد كيميائية متطايرة مصدرها المنزل ومنها: المبيدات الحشرية والمواد المنبعثة من الفرشات القديمة والأثاث والسجاد ومزيلات العرق ودخان السجائر.
تبيّن الدراسات المنشورة أن تهوية غرفة نوم الرضيع يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر موت المهد.
النوم مع الوالدين في الغرفة
النوم المشترك في نفس الغرفة (ولكن، كما أكدنا: ليس في نفس السرير) هو عامل يقلل من خطر موت المهد.
بالإمكان إرضاع الرضيع أو اطعامه أو تهدئته في سرير الشخص البالغ، ولكن قبل النوم يجب نقله إلى سريره الخاص.
النوم أثناء السفر أو أثناء نقل الرضيع
في بعض الأحيان يجب استخدام سلة خفيفة أو كرسي أمان لتحريك الطفل أو نقله من مكان إلى آخر عندما يكون نائمًا، ولكنها ليست مخصصة للنوم النمطي في المنزل - وخاصة للأطفال الذين لم يبلغوا بعد أربعة أشهر. لذا، في أول فرصة ، يجب نقل الرضيع إلى سريره.
أثناء استخدام الناقل، يجب الحرص على أن وجه الطفل فوق الجزء العلوي من الناقل؛ يجب أن يكون الوجه مكشوفًا، ويمنع أن يكون هناك انسداد ما في الأنف أو الفم.
استخدام المصاصة
ثبت أن النوم باستخدام المصاصة يقلل بشكل فعال من خطر متلازمة موت المهد. وفقًا لدراسة نُشرت في British Medical Journal، فإن الأطفال الذين ينامون مع المصاصة معرضون لخطر الموت المفاجئ في المهد.
النوم باستخدام المصاصة مفيد للأطفال الذين ينامون على ظهورهم ، وخاصة للأطفال الذين ينامون على بطونهم أو لأطفال النساء المدخنات – المعرضون لخطر موت المهد مقارنة بالآخرين.
إذا كان الطفل يرضع، يوصى بتأجيل استخدام المصاصة حتى يتم الإرضاع في سن 3 إلى 4 أسابيع. على أي حال، أثناء النوم يُمنع ربط المصاصة بسلسلة أو بأي وصلة أخرى قد تسبب الاختناق.
هل التطعيمات تزيد من خطر موت المهد؟
بالتأكيد لا! والعكس صحيح! لا يوجد بحث يبيّن وجود أي علاقة بين التطعيمات وزيادة معدل حدوث موت المهد. مقابل ذلك، هناك دراسات تشير الى أن هناك بالفعل انخفاضًا في معدل موت المهد لدى الرضع الذين تلقوا التطعيمات على النحو الموصى به.
هل يجدر استخدام أجهزة تحذير مثل بيبي سنس؟
جهاز مراقبة التنفس هو جهاز به مستشعر يقيس معدل تنفس الطفل. لكي يكون القياس موثوقًا به، يجب أن يستلقي الرضيع على المستشعر الموضوع على السرير. لم يتم إثبات أن استخدام مثل هذا الجهاز يمنع موت المهد.
بشكل عام، لا ينصح باستخدام جهاز المراقبة لطفل سليم. فالجهاز يحدث قلقًا غير ضروري للآباء الصغار عندما ينبههم في منتصف الليل لمجرد أن الرضيع يتحرك قليلاً، ولم يكن المستشعر قادرًا على قياس تنفسه.
مقابل ذلك، كانت هناك حالات فشل فيها الجهاز من التصفير حتى عندما توقف الرضيع عن التنفس.
الدكتور أمير كليفيسكي؛ مختص في طب الأطفال والأمراض المعدية في كلاليت ومدير مركز بات يام لصحة الطفل.
الدكتور موطي حييمي؛ مختص بطب الاطفال في كلاليت.