كل ما أردت أن تعرفي عن الولادة الأقل ألمًا

​إن الولادة تجربة لا مثيل لها لكنها مؤلمة لأن مشاعر التوتر والقلق والمخاوف تزيد من شدة الألم وتؤثر على كيفية إدراكه وعلى التجربة بكاملها.
وإلى جانب الطرق والأساليب الطبية التقليدية لتسكين الآلام التي اثبتت فعاليتها (الإيپيدورال وغيره من مسكنات الآلام) نشاهد في السنوات الأخيرة انتشار العلاجات المكملة والبديلة للتخفيف من آلام الولادة. ورغم ذلك فإنه تمت إلى حد اليوم دراسة عدد قليل فقط من هذه الطرق العلاجية البديلة والمكملة بواسطة الأدوات والأساليب العلمية المناسبة واللائقة.

الطرق التقليدية المتبعة لتسكين آلام الولادة

التخدير بالإيپيدورال
إنها الطريقة الأكثر شيوعًا لتسكين آلام الولادة وتتمثل في التخدير الموضعي أو تخدير منطقة ما عن طريق حقن المادة المخدرة داخل التجويف المجاور للحبل الشوكي – المسمى تجويف الإيپيدورال.
وتُعطى الحُقنة عبر أنبوب متصل بمضخة إلكترونية، مما يتيح استمرار تأثير المادة طيلة الولادة. ويمكن إعطاء هذه المادة المخدرة عادة حينما ينفتح عنق الرحم بين سنتيمترين إلى ثلاثة سنتيمترات بشرط انتظام الانقباضات.
وإذا قررت الخضوع للتخدير بالإيپيدورال سيتوجب عليك التوقيع على استمارة موافقة تظهر فيها قائمة بالأعراض الجانبية أو المضاعفات المحتملة.
ومن المهم التذكر أن هناك حالات لا يُسمح بتلقي الإيپيدورال فيها، على سبيل المثال انخفاض تعداد الصفائح الدموية إلى أقل من 100 ألف، وحدوث مشاكل في تخثر الدم، ووجود تشوهات في العمود الفقري، ووجود أوشام تغطي مساحة كبيرة أسفل الظهر بحيث لا يتسنى الوصول إلى تجويف الإيپيدورال من دون وخز منطقة الوشم.
البيثيدين
البيثيدين عبارة عن دواء مخدر من فصيلة المورفيوم يُعطى بالحقن الوريدي أو بالحقن داخل العضلة بالتزامن مع فنيرجين لمنع تقيؤ. وهاتان المادتان تقللان من الإحساس بالألم لكنهما لا تمنعاه بالكامل. وقد يسبب الدواء تخدير الوالدة.
ويتمثل الجانب السلبي من استعمال بيثيدين في عبوره عبر المشيمة ووصوله إلى الجنين، أي أنه قد يؤثر على الجنين وعلى الأخص عند إعطائه قبل الولادة بوقت قصير. ولا يمنع استعمال بيثيدين وفنيرجين الوالدة من تلقي حقنة الإيپيدورال لاحقًا.
غاز الضحك
يُستنشق هذا الغاز بواسطة قناع ومن شأنه تسكين الآلام والتسبب في الشعور بالنشوة. ويزال تأثير غاز الضحك بعد مدة قصيرة من التوقف عن استنشاقه وليست له أي أعراض جانبية تقريبًا تؤثر على الوالدة أو الجنين.

الأساليب البديلة لتسكين الآلام

تمارين التنفس وإسترخاء العضلات
تساهم طريقة التنفس الصحيح في التعامل مع الألم والتوتر النفسي، وتستعين بعض النساء بهذه الطريقة فقط لتسهيل تجربة الولادة إذ يساعد التنفس على إرخاء العضلات عمومًا وفي قاع الحوض خصوصًا ويمكّن أيضًا من زيادة سعة عضلات قاع الحوض. وتتيح ممارسة تمارين التنفس خلال الحمل الاستعانة بهذه الطريقة على نحو شبه تلقائي خلال الولادة.
التنويم الإيحائي
يشير هذا المصطلح إلى أسلوب اتصال يؤدي إلى حالة من الارتخاء والتركيز المحدد أو ما يُعرف بالمصطلح "ترانس"، أي تركيز والانتباه إلى أن تُطرح أنواع التحفيز الأخرى الموجودة في البيئة جانبًا كيلا يدركها الوعي.
ويتيح التنويم الإيحائي إرخاء العضلات وتخفيض سرعة التنفس والإطلاق الذاتي للإندورفينات (وهي مسكنات  الآلام الطبيعية التي يفرزها الجسم). ويقود هذا الأسلوب المرأة إلى حالة غياب الخوف في ذهنها – وذلك لكي ترتخي العضلات في جسمها، بما فيها عضلات الرحم، لتحقيق الهدوء النفسي وتسهيل تجربة الولادة.
جهاز TENS
يُستعمل هذا الجهاز لإحداث إشارة تحفيز كهربائية تنتقل عبر الجلد وتشوش الإشارات التي تخبر الدماغ بالألم، مما يقود بشكل غير مباشر إلى تسكين الألم. وتقوم الوالدة بتشغيل الجهاز بنفسها أي أنها تختار الدرجة التي ترغب فيها من أصل درجات القوة الـ 10 المتاحة. وبما أن هذا جهاز محمول، يمكننا اصطحابه معنا بحيث أنه لا يشوش عمل جهاز قياس نبض الجنين (المونيتور).
إن استعمال هذا الجهاز ليس منوطًا بأي مخاطر أو مضاعفات ويمكن البدء باستعماله فور ظهور انقباضات الولادة لأول مرة. وفي بعض الأحيان لا يبوء استعماله بأي فائدة عند النساء اللواتي يتعدى انفتاح عنق الرحم لديهن خمسة أو ستة سنتيمترات.
التحرك وتغيير الوضعية
يساعد التحرك خلال الولادة في التعامل مع الألم وكذلك تشير ممارسات الطب الصيني إلى أن التحرك يساهم في استئناف تدفق الطاقة في الجسم. وتدل التجارب والخبرة المكتسبة حتى الآن على أن التعامل مع الألم خلال الولادة بالوضعيات المستقيمة (أي الجلوس أو الوقوف أو القرفصاء) بالتزامن مع التحرك أسهل من التعامل مع الألم خلال الولادة بوضعية الاستلقاء.
وهناك العديد من الوضعيات المناسبة لمرحلة انقباضات الولادة ومن المستحسن التدرب عليها قبل الولادة. وتزيد الوضعيات العمودية المستقيمة من المسافة بين عظام الحوض، مما يساعد الجنين على التقدم عبر قناة الولادة. وتزيد هذه الوضعيات أيضًا من التروية الدموية للجنين.
الاستعانة بالماء
يجعلنا المكوث في بركة من الماء أو الجاكوزي أو حوض الاستحمام نتمتع بالعوم بما أنه يخلّصنا من الضغط على المفاصل والأوعية الدموية، أي أنه حينما ترقد الوالدة في الماء على ظهرها فإن الأوعية الدموية الكبيرة في جسمها لا تتعرض للضغط، مما يتيح لها الشعور بالاسترخاء. وبما أنه من الأسهل تغيير وضعية الجسم في الماء، فإن الوالدة تتمتع بحرية التحرك والسيطرة على جسمها.
شياتسو
تأتي طريقة العلاج هذه إلينا من اليابان وتتمثل خلاصتها في الضغط على نقاط معينة على طول قنوات الطاقة (المريديانات) في جسمنا.
ويساعد العلاج باللمس خلال الولادة في التعامل مع الألم بحيث أنه يساعد الوالدة على إرخاء العضلات في جسمها. ويمكن إرشاد الزوج إلى النقاط في الجسم القابلة للضغط والتدليك لتيسير مشاركته في عملية الولادة والمساهمة في تعاطفه مع الوالدة.
الوخز بالإبر الصينية
وخز الجسم بالإبر الصينية في نقاط معينة من شأنه أن يخفف من الآلام خلال الولادة.
المستخلصات العطرية
يُشار بهذا المصطلح إلى المواد المتطايرة المستخلصة من النباتات والمُستعملة عن طريق شمها أو دهنها أو باستنشاق الأبخرة بما أنها قد تخفف من شدة الألم وتسهل من عملية الولادة.

طرق إضافية

الرفادات الساخنة
وضع الرفادات الساخنة على الجزء السفلي من الظهر والفخذين والعجان يخفف من الألم والضغط الناتج من رأس الجنين ويُرخي منطقة العجان قُبَيل خروجه.
الصوت والغناء
تنتج الوالدة أصواتًا منخفضة خلال الزفير لإحداث صدى في الجسم يُرخي عضلات البطن وعضلات قاع الحوض.
استعمال الكرات المطاطية الكبيرة

الدكتورة دانا فلورنتين هي أخصائية في طب العائلة وطبيبة موقع كلاليت وتدير منتدى طب العائلة في الموقع