بحث

dsdsdsd
الرّبو

ما هو الرّبو؟

ما هو الرّبو؟ ما هي أسبابه؟ ما هي أعراضه؟ كم من الوقت يستمر؟ كيف يتم التشخيص؟ كيف يتم العلاج؟ هل يزيد الرّبو من مخاطر الوفاة جرّاء الكورونا؟ دليل

البروفيسور مناحيم روتيم, د. كوبي كوهين

ما هذا؟

الرّبو (Asthma بالإنجليزية): هو مرض التهابي في مجاري التنفّس (الشُّعب الهوائية) يؤدي لانسدادها. يتّسم هذا المرض بفترات من الهدوء، لا تكون فيها أية أعراض، وبفترات من التفاقم تظهر خلالها الأعراض.

ما هي أسباب الرّبو؟

ليس من المعروف ما هو مسبّب الرّبو، ويبدو أن الحديث لا يدور عن عامل واحد وإنما اجتماع عدّة عوامل، وبضمنها الوراثة والتأثيرات البيئية (تلوّث الهواء، مثلا). في كثير من الحالات، يظهر الرّبو في سياق الرّشح التحسّسي - بالأساس لدى الأطفال. ينشأ لدى نحو 30% ممّن يعانون من الرّشح التحسسي، ربو - ويعاني حتى 80% من المصابين بالرّبو من الرّشح التحسسي. الرّشح (سيلان الأنف) هو عامل خطورة يؤدي إلى نشوء الرّبو وكذلك لتفاقمه. لذلك، يستوجب علاج الرّبو التعامل مع مسبّبات الحساسية الممكنة وكذلك علاج الرّشح بموازاة ذلك، من أجل علاج الرّبو.

نحن نعرف اليوم ما الذي من شأنه أن يسبب ظهور الأعراض أو تفاقمها. يدور الحديث عن مجموعة واسعة النطاق من العوامل، وبضمنها: البرد، التدريب الرياضي، مختلف الأدوية، مختلف مسببات الحساسية (مواد تسبب الحساسية مثل الغبار، لقاحات الزهور، العفن وبراز الصراصير)، مستوى مرتفع من تلوّث الهواء، الأمراض الفيروسية في الجهاز التنفسي (الإنفلونزا مثلا) والضغط العاطفي.

ما هي الأعراض؟

أعراض الرّبو هي حالات متكررة من الصفير خلال التنفس، ضيق التنفس، السعال وإفراز البلغم. من الشائع جدا أن تتفاقم الأعراض خلال الليل وأن تقلّ في الصباح.

كيف هو وضعي مقارنة بالآخرين؟

بحسب الأدبيات، يعاني ما بين 5% إلى 7% من الأشخاص من هذا المرض.

كم من الوقت يستمر؟

يبدأ الرّبو في الكثير من الحالات في عمر الطفولة. في نحو ثُلث الحالات - وبالأساس إذا لم تكن هنالك خلفية حساسية - من الممكن أن يختفي الربو على مشارف عمر 6 سنوات. يستمر الآخرون بالمعاناة حتى بعد سن المراهقة. من الممكن أن ينشأ الرّبو في سن البلوغ أيضا. تختلف حدّة المرض من شخص لآخر. هنالك أشخاص تكون حالتهم المرضية هادئة على مدار سنوات، ويعانون في أحيان متباعدة فقط من حالات ضيق التنفس، بينما يعاني الآخرون من النوبات بوتيرة أعلى بكثير.

كيف يتم التشخيص؟

عادة ما يتم التشخيص خلال فترة الطفولة لدى طبيب الأطفال. يتّسم المرض بحالات متكررة من ضيق التنفس والصفير. يساعد فحص أداء الرئتين (قياس التنفس) في تشخيص المرض ومدى حدّته.

بالإمكان إجراء تقييم أولي اعتمادا على فحص بسيط لدى طبيب الأطفال أو لدى طبيب العائلة بواسطة جهاز يطلق عليه اسم: peak flow. يقوم الطفل بالزفير في الجهاز، وبحسب النتيجة بالإمكان تقييم ما إذا كان هنالك انسداد في مجاري التنفس.

يحتاج كل مريض بالرّبو إلى إجراء استيضاح بالنسبة لإمكانية أن تكون هنالك خلفية تحسّسية أيضا لمرضه. بالإمكان إجراء مثل هذا الاستيضاح في عيادة الحساسية. الهدف من استيضاح الحساسية هو الإشارة إلى المسببات التي يجدر تفاديها نظراً لأنها قد تزيد من حدّة الرّبو، علاج الرّشح، والذي يعتبر هو الآخر عامل خطورة لنشوء وتفاقم حالات الرّبو، وبالأساس من أجل التوصية، في بعض الحالات، على علاج مناعي للحدّ من الحساسية للعوامل المسببة للحساسية (مسببات الحساسية).

كيف يتم العلاج؟

يهدف العلاج الدوائي للرّبو إلى الحدّ من أعراض المرض (مثل ضيق التنفس، السعال والصفير خلال التنفس)، منع النوبات المتكررة والشديدة نتيجة للربو، الحد من السيرورات الالتهابية في مجاري التنفس، تحسين أداء الرئتين وتوفير حالة من السيطرة على المرض.

يختلف العلاج الدوائي بحسب شدّة الأعراض وشدّة الرّبو. يتضمن القسم الأكبر من العلاج الدوائي استخدام المضخات. هنالك الكثير من أنواع المضخات، وهي تختلف عن بعضها البعض بعدد من الجوانب: الموادّ الفعالة التي يتم استنشاقها بواسطتها، شكلها ونوعها.

بحسب سنّ متلقي العلاج وبحسب شدّة الرّبو، يقوم الطبيب بإعطاء التوجيهات بشأن استخدام المضخة التي تحتوي على الاسترويدات (مثل فليكسوتيد، بوديكورت أو كيوفار) أو مضخة مدمجة تحتوي على استرويدات إلى جانب موسّعات الشعب الهوائية (مثل ريلڤار، سيريتايد، فلوتيفورم، سيمبيكورت، فوستر وداوريسب).

تحتوي المضخات المدمجة (التي يطلق عليها في الأدبيات الطبية اختصارا ICS-LABA) على نوعين من المواد الفعالة: الأولى هي استرويد (ICS)، يحدّ من السيرورة الالتهابية والأخرى هي مواد موسّعة للشعب الهوائية على المدى البعيد (LABA) والتي تؤدي إلى تحسّن تدفّق الهواء في مجاري التنفّس.

هنالك مضخات مدمجة مثل ريلڤار، سيريتايد وفلوتيفورم، والتي من الممكن ان يأمر الطبيب، بموازاة استخدامها، باستخدام مضخة للتخفيف أيضا، مثل مضخة ڤينتولين (الاسم الشمولي: سالبوتامول) أو مضخة بريكالين (الاسم الشمولي: تيربوتالين). هنالك أيضا مضخات مدمجة مثل سيمبيكورت، داوريسب وفوستر، تتّسم في نفس الوقت بالفاعلية الموسّعة للشعب الهوائية السريعة والفاعلية المضادة للالتهاب، ولذلك فمن الممكن أن توفر سيطرة على الرّبو وتخفيفا لأعراضه دون الحاجة لڤينتولين أو بريكالين.

في الماضي، كان من المتبع استخدام موسّعات الشعب الهوائية فقط مثل ڤينتولين أو بريكالين، لكن هذه الطريقة في علاج الرّبو ليست مفضلة اليوم، لأنها لا تشمل الاسترويدات ولا توفّر حالة من السيطرة على المرض. لذلك، يتم إعطاء الڤينتولين اليوم مع المضخات الأخرى.

إلى جانب المضخات، هنالك أدوية إضافية بالإمكان استخدامها لعلاج الرّبو - طبعا بموجب تعليمات الطبيب لمتلقي العلاج. يدور الحديث عن أدوية مثل مونتيلوكاست، والذي يعتبر دواءً مضادا للحساسية يمكنه التخفيف منن الرّبو الناتج عن الحساسية. في حالات تفاقم المرض من الممكن ان يأمر الطبيب المعالج متلقي العلاج باستخدام الاسترويدات مثل بريدنيزون والعلاج التنفسي لعدّة أيام. 

في حالات الرّبو الشديد الخارج عن السيطرة، من الممكن أن يأمر الطبيب باستخدام مضخة مدمجة (ICS-LABA) تحتوي على الاسترويدات بجرعة عالية وكذلك موسّعات الشعب الهوائية. كذلك من الممكن أن يضيف الطبيب استخدام مضخات إضافية مثل سبيراڤا ريسبيمات. كما يمكنه أن يأمر بالاستخدام المتواصل للاسترويدات مثل بريدنيزون و/أو العلاجات البيولوجية مثل زولير، فاسينرا، نوكالا، سنكير أودوبيكسنت.  

عند تلقي علاج دوائي للرّبو، يجب أن يكون الشخص تحت المتابعة الدائمة لدى طبيب العائلة ولدى طبيب الرئتين. يجب معرفة كيفية استخدام المضخة بصورة صحيحة. بالإمكان تلقي إرشادات بشأن الاستخدام الصحيحة للمضخة من الطبيب أو من الممرضة أو الصيدلي.

وماذا عن العلاجات المكمّلة؟

الوخز، الشياتسو، العلاجات المثلية وبالأساس علاجات اللمس - تعرّفوا على الحلول المكمّلة لعلاج الرّبو

shutterstock_326275100.jpg

هل يكون ذلك لمرّة واحدة؟ هل يتكرّر؟

الرّبو هو مرض مُزمن يشهد ارتفاعات وهبوطا: إلى جانب الفترات الهادئة، من الممكن أن تكون هناك نوبات من ضيق التنفس. لكن بفضل العلاج الوقائي المتّبع اليوم، هنالك تحسّن ملحوظ في صحّة وجودة حياة متلقي العلاج المصابين بالرّبو. من المفضّل لمرضى الرّبو أن يكونوا قيد المتابعة المنتظمة والدائمة لدى طبيب العائلة أو لدى طبيب الرئتين من أجل اكتشاف حالات تفاقم المرض في الوقت المناسب، والتعامل معها كما ينبغي.

هل من الممكن أن تكون هناك مضاعفات؟

بفضل العلاج الوقائي المتّبع اليوم، حصل - خلال السنوات القليلة الماضية - انخفاض جدي بانتشار مضاعفات الرّبو. لكنها ما تزال موجودة. هذه الأعراض الأساسية من بينها:

• التهاب الرئتين.

• همود الرّئة (انسداد في مجاري التنفس العلوية قد يؤدي إلى انهيار جزء من الرئة).

• تعب واضطرابات في التركيز. عادة ما تتفاقم أعراض الرّبو في الليل ومن شأنها أن تعيق النوم، والتسبب - من خلال ذلك - بالتعب خلال النهار.

• قصور التنفّس. من شأن نوبة الرّبو الحادّة، في الحالات الاستثنائية، أن تعيق قدرة المريض على التنفس. في مثل هذه الحالة، يجب إعطاؤه التنفس الصناعي ونقله للمستشفى على وجه السرعة. في بعض الحالات النادرة، من الممكن أن تنتهي مثل هذه الحالة بالوفاة.

ما هي إشارات التحذير التي تستوجب التوجه الفوري للطبيب؟

في أي حالة يطرأ فيها تفاقم على الأعراض - السّعال (في النهار أو في الليل)، ضيق التنفس أو صعوبة احتمال المجهود الخفيف - يجب التوجه فورا لإجراء الفحص الطبي. في حالات ضيق التنفّس الشديد الذي يحصل فجأة، يتطوّر بسرعة ولا يتحسّن بعد العلاج بالمضخة - من المفضل نقل المريض إلى غرفة الطوارئ فورا. من شأن مثل هذه الحالة أن تطوّر إلى حالة من قصور التنفس، وهي تستوجب العلاج الطبي الفوري.

خلال كم من الوقت "سأعود لنفسي"؟

الرّبو هو مرض مُزمن. فيه فترات من الهدوء، لكن تكون هناك نوبات في بعض الأحيان. من المفضل بالنسبة لمرضى الرّبو أن يكونوا تحت المتابعة الطبية الدائمة. تتعلّق وتيرة الزيارات لدى الطبيب بمدى حدّة المرض. من المفضل اتخاذ قرار بشأن الوتيرة الملائمة بالمشاركة مع الطبيب المعالج.

كيف نتعلّم التعايش مع الرّبو؟

من المهم الحفاظ على نمط حياة صحي: الاهتمام بوزن الجسم السليم، التغذية الصحيحة والنشاط البدني (الرياضي) المنتظم. من المفضل جدا الامتناع عن التدخين، حيث أن التدخين يزيد كثيراً من شدّة المرض. من المهم معرفة المرض، معرفة ما هي أعراضه والانتباه متى تتفاقم هذه الأعراض. من المفضّل إجراء المتابعة المنتظمة لدى طبيب العائلة أو لدى طبيب الرئتين.

من المفضل لكل مريض يعاني من الربو تلقي تطعيم ضد الإنفلونزا مرة في السنة وكذلك تطعيم ضد التهاب الرئتين (بنوموڤاكس) مرة واحدة في الحياة على الأقل. إذا كان المريض يعرف عاملاً معينا يسبب تفاقم أعراض المرض، مثل دواء معيّن، فيجب الامتناع عن التعرّض له.

نقاط هامة لعلاج الرّبو خلال فترة الكورونا

يجب التعامل مع مريض الرّبو الذي يصاب بفايروس الكورونا بصورة لا تختلف عن مريض الرّبو الذي يصاب بأي عدوى فايروسية أخرى، وتقديم العلاج له على هذا الأساس. من شأن مثل هذه الحالات من العدوى أن تؤدي لتفاقم مرض الرّبو - الأمر الذي يستوجب تكثيف العلاج الدوائي. لا تختلف تعليمات علاج نوبات الرّبو عند الإصابة بالكورونا عن أي وقت آخر. بكلمات أخرى: يجب على مريض الرّبو الذي أصيب بعدوى الكورونا الاهتمام بتناول العلاج الوقائي بصورة منتظمة من خلال مضخات الرّبو.

لا أدلّة على أن المرضى الذين يعانون من الربو يتواجدون ضمن دائرة الخطورة الزائدة للإصابة بالكورونا أو أنهم يعانون على نطاق أوسع من المضاعفات التنفسية بالمقارنة مع بقية الفئات السكانية. مع ذلك، من الممكن أن يعاني المريض المصاب بالرّبو الشديد غير المتوازن والخارج عن السيطرة، من حالة مرضية أشدّ في حالات الإصابة بالكورونا.

يجب على مرضى الرّبو الذين يتناولون العلاج الدائم بواسطة المضخات الاهتمام بمواصلة تناول العلاج الدوائي للربو بصورة دائمة وصحيحة من أجل الحفاظ على أداء الرئتين بأفضل مستوى ممكن.

سينتقل مرضى الرّبو الذين احتاجوا للعلاج بالمضخات عند الحاجة فقط حتى الآن، إلى العلاج الدائم بموجب تعليمات الطبيب المعالج، من أجل تفادي حصول نوبات وتفاقم في حالة الرّبو نتيجة للإصابة بفايرورس الكورونا.

في مثل هذه الحالات، بالإمكان تقديم العلاج بمستحضر مدمج ICS-LABA (مضخة مدمجة تتضمن مستحضرا استرويديا وموسّعا للشعب الهوائية) يكون العنصر الموسع للشعب الهوائية الموجود فيه سريع الفاعلية (مثلا سيمبيكورت أو فوستر) أو إعطاء علاج وقائي بواسطة مستحضر يكون موسّع الشعب الهوائية الموجود فيه ذا فاعلية بطيئة مثل سيريتايد أو أي مستحضر شبيه مدموجا مع مضخة موسّع للشعب الهوائية سريع الفاعلية مثل ڤينتولين أو بريكالين، بحسب الحاجة.

ممنوع على مرضى الرّبو ممّن أصيبوا بالكورونا التوقف عن تناول العلاجات البيولوجية للرّبو مثل زولير، فاسينرا، نوكالا، سنكير أو دوبيكسنت. من شأن التوقف عن هذه العلاجات أن يؤدي إلى تفاقم حالة المريض. 

كذلك، يجب على مرضى الرّبو الذين يتلقون العلاج بالاسترويدات الجهازية مواصلة تلقيه دون أي تغيير في الجرعة حتى في حال الإصابة الكورونا.

يجب استشارة الطبيب المعالج بشأن أي نيّة لتغيير الجرعات.

يجدر الانتباه: من شأن المضخات أن تكون وسيلة لنقل العدوى، ولذلك يجب الحفاظ على كونها شخصية، وممنوع مشاركتها مع مرضى آخرين - حتى لو كان الحديث عن أفراد العائلة. يجب على كل متلقي علاج أن يستخدم مضخته الشخصية فقط. هذه التعليمات صحيحة دائما، لكنها تكون أكثر صحّة خلال فترة الكورونا. 

لا تختلف تعليمات علاج نوبات الرّبو عند الإصابة بالكورونا عن أي وقت آخر: عند الحاجة، بالإمكان إعطاء الاسترويدات الجهازية لفترة زمنية قصيرة، لكن من المفضل إعطاء الاسترويدات بجرعة صغيرة قدر الإمكان، لعدّة أيام فقط.

للتلخيص: عند الإصابة بالكورونا من المهم التشديد على التناول المنتظم للعلاج الوقائي للرّبو. من شأن التوقّف عن تناول العلاج الوقائي أن يؤدي إلى تفاقم الرّبو خلال الإصابة بالكورونا أو بأي عدوى أخرى في الجهاز التنفسي.


البروفيسور مناحيم روتم هو مدير عيادة الحساسية، الرّبو وعلم المناعة في مستشفى هعيمك، من مجموعة "كلاليت"

د. كوبي كوهين هو صيدلي سريري في لواء دان - بيتاح تكڤا في كلاليت، ومحرر رفيع لدليل الأدوية في موقع كلاليت

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج