"إذا لم يكن الأمر مفيدًا - على الأقل لن يضر" هي عبارة غالبًا ما ترتبط بالأدوية الطبيعية. على الرغم من أنها تتمتع بالعديد من المزايا: يمكنك جني الكثير من الفوائد منها، إلا أنها تتمتع بقدرات طبية مثبتة، وفي معظمها، تكون آثارها الجانبية أقل بكثير مقارنة بالأدوية التقليدية (العادية). ولكن في بعض الحالات، يمكن أن تكون العلاجات الطبيعية خطيرة بنفس القدر.
وهنا عدة أسباب لذلك:
• لا يتم اعتماد الأدوية التقليدية للتسويق إلا بعد اجتيازها اختبارات صارمة، في حين أن الأعشاب والمكملات الغذائية لا تجتاز مثل هذه الاختبارات دائمًا. والنتيجة: أساسها العلمي محدود أو غير موجود على الإطلاق.
• حتى إنتاج الأدوية الطبيعية والمكملات الغذائية لا يكون دائمًا دقيقًا مثل إنتاج الأدوية. وفي كثير من الحالات، لا تجتاز اختبارات الجودة، كما أن محتوى المكونات النشطة فيها ليس موحدًا وثابتًا. النتيجة: فرق حقيقي بين دواء طبيعي وآخر، حتى لو خرجا من نفس خط الإنتاج. وهذا وضع لا يمكن تصوره مع الأدوية العادية.
• وهناك نقص خطير آخر في الأدوية الطبيعية: على الرغم من أنها تحتوي في كثير من الحالات على مواد فعالة، إلا أن المستهلكين لا يدركون المعلومات الأساسية التي تعتبر أمرا مفروغا منه في الأدوية التقليدية، مثل الجرعة الموصى بها، وموانع الاستعمال (متى يجب عدم تناول المستحضر) والآثار الجانبية والاشتراك مع أدوية أخرى - طبيعية وتقليدية.
حتى لو أصبح العلاج الطبيعي سامًا عند جرعة معينة، فإن الشركة المصنعة غير مطالبة بتحذير المستهلكين من هذا الخطر المعروف.
تركيبات قد تعرضك للخطر
كثير من الناس لا يدركون أن الجمع بين الأدوية الطبيعية والأدوية التقليدية قد يكون خطيراً في بعض الأحيان، لذلك عادة لا يخبرون طبيبهم عن المستحضرات الطبيعية التي يتناولونها قبل أن يصف لهم أي دواء.
فيما يلي بعض الأمثلة على التأثيرات الخطيرة التي يمكن أن تحدث عند تناول العلاجات الطبيعية الشائعة مع بعض الأدوية التقليدية:
• إكيناسيا- يستخدم في الطب البديل لزيادة نشاط الجهاز المناعي، للوقاية من الالتهابات الفيروسية والبكتيرية في الجهاز التنفسي العلوي وعلاج مثل هذه الالتهابات.
قد يؤذي هذا الدواء العشبي الكبد إذا تم تناوله مع أدوية خفض الكوليسترول. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه قد يقلل من فعالية الأدوية لأمراض المناعة الذاتية.
• الأقحوان - يستخدم في الطب البديل للوقاية من الصداع النصفي وآلام المفاصل.
|
هناك تقارير عن ردود فعل تحسسية لدى بعض مستخدمي الدواء. ويشكو من يستخدم أوراق النبات (وضعها على اللثة) أحياناً من ظهور تقرحات في الفم وتورم الشفاه واضطرابات في الجهاز الهضمي.
قد يمنع الأقحوان العطري تخثر الدم (عن طريق تثبيط تراكم الصفائح الدموية)، لذلك يجب مراقبة المرضى الذين يستخدمون هذا العلاج الطبيعي ويتم علاجهم في نفس الوقت بمضادات التخثر بعناية.
• الثوم - يستخدم في الطب البديل لعلاج الالتهابات، لخفض مستويات الكوليسترول والدهون الأخرى في الدم، لإبطاء عملية تكوين تصلب الشرايين، لعلاج ارتفاع ضغط الدم الخفيف، لمنع تراكم الصفائح الدموية.
قد يسبب المستحضر العشبي المصنوع من هذا الدوخة وتهيج الجهاز الهضمي (الغازات وحرقة المعدة والغثيان والقيء) والنزيف. قد يصاب المرضى الحساسون برد فعل تحسسي. إن تناول مستحضر الثوم يزيد من خطر النزيف، إذا تم تناول مضادات التخثر أيضًا في نفس الوقت.
• جنكة بيلوبا- تستخدم في الطب البديل لعلاج الخرف الخفيف إلى المتوسط ولتحسين تدفق الدم في الأوعية الدموية الطرفية.
الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي الصداع، والارتباك، والأرق، والغثيان، والقيء، والإسهال، وحساسية الجلد. قد يحدث النزيف إذا تم تناوله مع مضادات التخثر (مثل الكومادين) ومع مثبطات الصفائح الدموية (مثل الأسبرين).
• الجينسنغ – يستخدم في الطب البديل ضد الضعف والإرهاق، على سبيل المثال عند الشفاء من المرض، ولتحسين الحالة المزاجية.
|
الآثار الجانبية لهذا الدواء الطبيعي تشمل، من بين أمور أخرى: التهيج العابر، والأرق، والأرق، وصعوبة التركيز، والصداع، وارتفاع ضغط الدم، ونزيف في الأنف والحساسية.
• البلميط المنشاري - يستخدم في الطب البديل لتخفيف صعوبات التبول لدى الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد. معدل الآثار الجانبية لهذا الدواء العشبي منخفض. وهي تشمل بشكل رئيسي آلام المعدة والصداع.
• نبتة سانت جون - تستخدم في الطب البديل لعلاج القلق والاكتئاب الخفيف إلى المتوسط.
الآثار الجانبية غير شائعة وتشمل حساسية الجلد عند التعرض لأشعة الشمس وآلام البطن والغثيان والقيء والتعب والدوخة والارتباك والصداع وجفاف الفم. يثبط البلعوم المثقوب أو يسرع عملية التمثيل الغذائي للإنزيمات التي تحطم الأدوية. وبعبارة أخرى، فإنه يسبب زيادة - أو نقصان - في تركيز الأدوية في الدم.
فمثلاً إذا تم تناولها مع حبوب منع الحمل فإنها تحاكي تحلل المادة الفعالة فيها في الدم، ومن ثم تنخفض فعاليتها. في إسرائيل، لا يوجد فرعون مثقوب يتم تسويقه مجانا، ولكنه دواء يسمى ريموتيف. يوصى بتجنب تناول هذا المستحضر العشبي مع مضادات الاكتئاب التقليدية.
• Micromeria fruticosa - يستخدم في الطب البديل لعلاج نزلات البرد (يفتح الشعب الهوائية)، لتسكين آلام المعدة وشفاء الجروح.
ومع ذلك، يجب أن نعلم أن هذا الدواء ينصح بالابتعاد عنه: فالزيت العطري لهذا النبات يحتوي على مادة نشطة سامة وحتى مسرطنة تسمى بوليجون.
• الإيفيدرا Campilopoda - يستخدم في الطب البديل كمنشط ومنبه ومثبط للشهية. في الجرعات العالية، قد يرفع ضغط الدم إلى مستويات يزيد فيها خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية.
إذن كيف تعرف؟ نستشير الخبراء
إلى جانب الفوائد العديدة التي تتمتع بها، يمكن أن تكون النباتات الطبية ضارة أيضًا - بمفردها أو بالاشتراك مع الأدوية.
ولهذا السبب لا ينبغي عليك تناول دواء طبيعي - وبالتأكيد ليس مع أدوية أخرى - بناءً على توصيات الأصدقاء أو قصاصات من المعلومات الملتقطة هنا وهناك. وهذا مجال فيه خبراء ويجب عليك استشارتهم.
شكرًا للصيدلانية إستي لوفيتش على تعليقاتها المفيدة. لوفيتش مركزة لمراقبة سلامة الأدوية والمستحضرات في قسم الصيدلة وعلم الصيدلة في الإدارة الرئيسية في كلاليت
د. أرييه جولدشميت هو محرر قسم الطب في موقع كلاليت ومدير قسم الصيدلة سابقًا
