في اليوم العالمي الأخير للسرطان، نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تكهنات مقلقة جدًا فيما يخص المرض: من المنتظر أن يصاب 25 مليون شخص سنويًا بالسرطان خلال 20 سنة.
يُخصص الوقت والموارد، في إسرائيل والعالم، لدراسة المرض، والتشخيص المبكر له، للوقاية ولعلاج أنواع السرطان المختلفة. ويعتبر تأثير أدوية السكري على أنواع السرطان المختلفة أحد اتجاهات البحث في دراسة السرطان حاليًا.
كثرت وانتشرت في السنوات الأخيرة المنشورات عن أن دواء الميتفورمين المعروف لمرض السكري Metformin (الاسم التجاري Glucophage) يقلل من نسبة الوفيات من أنواع مختلفة من السرطان.
يتضح من البحث المنشور في مجلة Journal Of Clinical Oncology أغسطس 2013، أن نسبة الوفيات بين مرضى سرطان البروستاتا الذين تناولوا الدواء كانت منخفضة بشكل كبير (24%) مقارنة بمن لم يتناولوه. وقد أجري البحث برئاسة الدكتور دافيد مرغل، أخصائي المسالك البولية، بمستشفى بيلينسون ببيتاح تكفاه.
ارتكز البحث على تحليل بيانات 3,847 رجلًا من مرضى السكري في كندا أعمارهم 66 عامًا فما فوق، تم تشخيصهم أيضًا بسرطان البروستاتا. ويعتبر سرطان البروستاتا من السرطانات المنتشرة التي تظهر لدى 50% من الرجال فوق سن70، ولدى معظم الرجال فوق سن 90.
هناك سلسلة كاملة من الأبحاث بخصوص إمكانية استخدام الميتفورمين أيضًا كعلاج مضاد للسرطان، تم عرضها في المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية لدراسة السرطان الذي عقد في أبريل 2012 بشيكاغو. وتم عرض أهمية هذا الدواء في المؤتمر في تنوع كبير لحالات السرطان. الحديث هنا في الحقيقة عن تأكيد آخر على المشاهدات التي تمت على هذا الدواء في السنوات الأخيرة.
إليكم بعض الأعمال التي نشرت في السنوات الأخيرة في هذا المجال:
بحث أجري في اسكتلندا وشمل 8,170 مريضًا بالسكري، وتابعهم في السنوات 1994-2003. لوحظ بعد هذه الفترة أن نسبة حالات الإصابة بالسرطان لدى 50%ممن تناول الميتفورمين بلغت 7.3%. أما ال50% الآخرون الذين لم يستخدموا الدواء وكانوا تحت المتابعة، فبلغت نسبة حالات الاصابة بالسرطان لديهم 11.6%. ولقد نُشر هذا البحث في المجلة الطبية Diabetes Care في سبتمبر 2009.
بحث نشر في Obstetrics and Gynecology في يناير 2010، تناول تأثير أدوية السكري على علاج سرطان المبايض. ولقد شمل البحث 341 مريضة بسرطان المبيض واتضح منه أن هناك اختلافا كبير في نسبة النجاة لدى المرضى حسب المجموعة التي انتموا إليها: 63% نسبة النجاة بعد خمس سنوات بين مصابات بالسكري تناولن الميتفرمين؛ 37% بين نساء لم يصبن بالسكري ولم يتناولن الميتوفورمين، و23% فقط نسبة النجاة بين المصابات بالسكري اللواتي لم يحصلن على الميتوفورمين.
بحث آخر نشر في Diabetes Care في فبراير 2010، وشمل 8,392 مريضًا بالسكري، أشار إلى أن الميتوفورمين مرتبط بانخفاض نسب الوفاة مقارنة بمرضى السكري الذين يُعالجون بأدوية أخرى، والأشخاص غير المصابين بالسكري نهائيًا. وتتكرر هذه النتيجة في الأبحاث التي درست أنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الكبد، سرطان البنكرياس، سرطان الثدي وسرطان المبيض.
الميتوفورمين: أقدم دواء لعلاج السكري
الميتوفورمين هو العلاج الأولي للسكري من الدرجة 2. عمل الميتوفورمين يقلل من المقاومة للأنسولين ويخفض من إنتاج الكبد للسكري. لذلك تنخفض نسب الأنسولين والجلوكوز في الدم.
الميتفورمين هو أشهر دواء اليوم لعلاج السكري. وهو أقدم وأرخص علاج موجود في سلة الأدوية ويُقدم لأكثر من 100 ألف مريض في إسرائيل. الدواء مستخدم في أوروبا منذ السبعينيات ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدامه منذ عام 1995.
مصدر هذا الدواء هو نبات المدرة المخزنية (Galega Officinalis) الذي يحتوي على مادة مشابهة للميتفورمين. يُستخدم النبات منذ مئات السنين عبر الخلط بالماء الساخن لتخفيف بعض الأعراض مثل البوال (Polyuria) ,ورائحة الفم الكريهة (Halithosis) وكلاهما من الأعراض المعروفة لمرض السكري.
بعد النتائج التي عرضناها هناك أهمية كبيرة في مواصلة الأبحاث القائمة الآن في مختلف الأماكن في العالم وقد نوشك على حصول انطلاقة حقيقية في منع وتقليص فرص الإصابة بالسرطان بين مرضى السكري وغير مرضى السكري.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات