يعتبر فيتامين C أكثر أقراص الفيتامينات انتشاراً في العالم، إذ يصل الإنتاج العالمي حوالي 110 مليون كيلو في السنة. فهل هناك حالات صحية تستدعي فعلاً تناوله بجرع عالية كمكمل غذائي أم من المفضل أن يكتفي الإنسان بتناوله من الغذاء؟
فيما تستطيع معظم الحيوانات إنتاج فيتامين C في أجسامها، يتوجب على الإنسان الحصول عليه من مصادر خارجية. إستناداً إلى توصيات معظم المنظمات الطبية، تحتاج المرأة إلى كمية يومية من فيتامين C تعادل 75 ملغم، والرجل إلى 90 ملغم، فيما تشير نتائج أبحاث جديدة إلى ضرورة رفع هذه الكمية إلى 200 ملغم يوميًا. يشار إلى أن جسم الإنسان غير قادر على تخزين فيتامين C إلا بكميات ضئيلة، ولهذا يجب استهلاكه بشكل يومي.
وظائف فيتامين c
لفيتامين C وظائف هامة في الجسم، من بينها:
• يكوّن الكولاجين، أي خيوط الجلد الداعمة والأنسجة التي تساعد في تماسك خلايا الجسم مع بعضها، لذلك يعتبر هامًا لصحة الجلد واللثة والعظام والمفاصل والغضاريف.
• يلعب دوراً هامًا في امتصاص الحديد من مصادر الغذاء النباتية.
• يساعد في امتصاص الكالسيوم من الغذاء.
• يعتبر من مضادات الأكسدة التي تقي الجسم من الهرم والأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين والعقم.
• يساعد في التئام الجروح والكسور.
• يعزز جهاز المناعة
• يلعب دوراً وقائيًا من إعتام عدسة العين ويعزز التئام القرنية.
بلا شك أن فيتامين C ضروري للصحة الجيدة، ولكن هل يرقى لوصفه بالمعجزة الطبية التي يأملها الكثير من الناس؟ للإجابة على هذه التساؤلات، باشر عدد كبير من العلماء حول العالم بأبحاث مختلفة حول تأثير فيتامين C على صحة الإنسان وتوصلوا إلى عدة استنتاجات، أهمها ما يلي:
• تخفيض الوزن: وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات طبيعية من فيتامين C في الدم يحرقون كمية أكبر من الدهون تصل إلى 30% مقارنة بالأشحاص الذين يعانون من نقص في فيتامين C في الدم. وينصح الباحثون باستهلاك فيتامين C عن طريق الغذاء واللجوء إلى الأقراص فقط في الحالات التي لا يتسنى فيها للإنسان الحصول على الاحتياجات اليومية عن طريق الغذاء.
• السكري: كشفت نتائج بحث بعدي (meta-analysis) استند إلى 29 دراسة أن تناول فيتامن C كمكمل غذائي بمعدل 500 ملغم يوميًا يخفّض من مستويات السكر في الدم بشكل ملحوظ، كما يخفض أيضا من مخزون السكر التراكمي. ومن جانب آخر، ارتبط تناول 1000 ملغم من فيتامين C كمكمل غذائي بتخفيض الخطر من الإصابة بالسكري بمعدل 62%.
• ضغط الدم المرتفع: كشف البحث البعدي المذكور سابقا أن تناول فيتامن C كمكمل غذائي بمعدل 500 ملغم يوميا يخفّض من ضغط الدم العالي بشكل ملحوظ.
• الحساسية: فيتامين هو مضاد هيستامين طبيعي. وجدت دراسة عام 1992 أن تناول 2000 ملغم من فيتامين C يوميًا أدى إلى خفض مستويات الهيستامين في الدم بحوالي 40% خلال أسبوع واحد. ويشار إلى أن الهيستامين هو مركب يفرزه جهاز المناعة كاستجابة مناعية مسببًا أعراض الحساسية.
• أمراض القلب والشرايين: يلعب فيتامين C دوراً هامًا في ليونة وتقوية الأعوية الدموية، إلا أن دوره في الحماية من أمراض القلب والشرايين ما زال غير واضح. وكشفت نتائج بحث بعدي استند إلى 13 دراسة أن تناول أقراص فيتامن C بمعدل 500 ملغم يوميا يخفّض من مستويات الكولسترول الضار LDL بمعدل 5% ومركب الدهنيات الثلاثية triglycerides بمعدل 8.8%، وبهذا يكون تأثيره في الحماية من أمراض القلب والشرايين متواضعًا جداً. وقد تحسّنت سمعة فيتامين C الوقائية كثيراً بعد إعلان نتائج بحث جديد في أوروبا اشتمل على 20 ألف رجل وامرأة كشفت نتائجه أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من فيتامين C في الدم ينخفض لديهم خطر الموت بالجلطات بمعدّل 60% مقارنة مع أولئك الذين كانت مستويات فيتامين C لديهم منخفضة في الدم.
• جهاز المناعة: يقوّي فيتامين C جهاز المناعة، يخفض من خطر الإصابة بنزلات البرد بمعدّل 50%، كما يقلل من مدتها بنسبة تصل إلى 13% في البالغين لدى تناولهم 200 ملغم من فيتامين C كمكمل غذائي.
• الأمراض السرطانية: وجدت دراسة حديثة أن خطر الموت من الأمراض السرطانية يرتفع بمعدّل 62% لدى الأشخاص الذين انخفضت لديهم مستويات فيتامين C في الدم.
• العمليات الجراحية: تشير الدراسات إلى أن تركيز فيتامين C في الدم ينخفض بعد العمليات الجراحية، وينصح الباحثون بتناول أقراص فيتامين C بتركيز 500 إلى 1000 لمدة شهر بعد العمليات للمساعدة في الشفاء.
من الواضح أن هناك بعض الأوضاع الصحية التي تستدعي تناول فيتامين C كمكمل غذائي، إلا أن نتائج الأبحاث ما زالت أولية، ومن الضروري استشارة الطبيب المعالج قبل المباشرة بتناول فيتامين C. ويشار إلى أن تناول أكثر من 2000 ملغم من فيتامين C في اليوم مرتبط بأعراض جانبية غير مرغوبة مثل الاسهال، سوء الهضم، وحصى في الكلى. للحصول على كميات كافية من فيتامين C، ينصح بالإكثار من الخضار والفواكه المفيدة والغنية بفيتامين C مثل الفلفل الحلو، السبانخ، البروكلي، الملفوف، الكيوي، الشمام، المانجا، والحمضيات.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות