طعام "حوض المتوسط" هو الأفضل للقلب!

​تتفوق المأكولات المحلية أو الشعبية من الناحية الصحية على أنماط الطعام التي تفرضها العولمة الغذائية والتي تعتمد على الوجبات السريعة، المشروبات الغازية، والمأكولات المعلبة والمصنّعة. فإذا قارنا بين وجبة فطور جماعية تعتمد على المأكولات المحلية مثل الخبز والحمص والخضروات وبين وجبة فطور أخرى يأكلها الشخص لوحده أمام الحاسوب تتكون من مأكولات غير محلية مثل حبوب الصباح أو البسكويت لوجدنا فروقات غذائية كبيرة ذات أبعاد صحّية ونفسية هامة.

ولعل أخطر مظاهر العولمة الغذائية هي فرض ثقافة غذائية تشجع الإنزواء، توسع انتشار السمنة والأمراض المزمنة، ضعف الروابط العائلية، محو الذاكرة الغذائية للشعوب، وتهديد الهوية الغذائية الوطنية بالانقراض. وللإنتصار على العولمة الغذائية في صراعها على بطون البشر، يتفق علماء التغذية أن الحل يكمنُ في تشجيع الأكلات الشعبية والأغذية المحلية، ولا سيما لدى الأطفال والمراهقين. لكن هل تتساوى جميع الأنظمة الغذائية المحلية حول العالم في تأثيرها الصحي أم أنها تتفاوت في مواصفاتها وأبعادها الصحية؟ وهل يمكن تحديد هوية أفضل نظام غذائي صحي محلي في العالم؟

 للإجابة على هذه التساؤلات، أجريت دراسات عديدة حول العالم لمقارنة الأبعاد الصحية للأنظمة الغذائية المحلية المختلفة حول العالم. وقد أكدت الدراسات العلمية بما لا يدع مجالاً للشك أن النظام الغذائي المعتمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط هو أفضلها على الإطلاق، إذ يقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، من بينها السمنة، السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والشرايين، الزهايمر، الأمراض السرطانية وهشاشة العظام. ويعتمد هذا النظام الغذائي على المأكولات والمواصفات الغذائية التالية:

بالإضافة إلى الفوائد الصحيّة العديدة والتي بينها دراسات سابقة للنظام الغذائي المعتمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كشفت دراسة أسبانية، مؤخراً، تعتبر الأكبر من نوعها في هذا المجال، أن إتباع هذا النظام الغذائي يخفض بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين لدى الأشخاص المعرّضون للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية مثل المدخنين والأشخاص المصابون بالسكري. وقد اشتملت هذه الدراسة على أكثر من ثمانية آلاف مشترك واستمرت لما يقارب خمس سنوات. واعتبر الباحثون أن الحماية من أمراض القلب والشرايين تعزى بشكل خاص للجوز وزيت الزيتون.

 وأكد الباحثون الإسبان أنه يمكن تفادي 30% من حالات الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية لدى الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة بها من خلال إتباع النظام الغذائي الذي يستند إلى أطباق منطقة البحر الأبيض المتوسط. ومن الجدير بالذكر أن تطبيق هذا النظام يعتبر سهلاً نسبيًا في منطقتنا حيث أن العديد من الأطباق في المطبخ تتوافق مواصفاتها مع النظام الغذائي المتوسطي، مثل:

إضافة إلى ذلك، يعتبر الاستهلاك الجيد للفواكه وللمكسرات في الأطباق المختلفة أو كوجبات خفيفة من الممارسات الغذائية المحلية الصحّية والتي يجدر تعزيزها، إذ تتوافق مع النظام الغذائي المتوسطي.