عند الحديث عن الصلع، يستسلم الكثيرون لفقدان الشعر التدريجي من باب "ما باليد حيلة". وفي حين أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أساسياً في تطور وتقدّم مرض الصلع الوراثي، تؤكد دراسات جديدة أهمية التغذية ونمط الحياة في تأجيل وتخفيض أعراض الصلعة.
فقد كشفت دراسة برازيلية نشرت عام 2010 أن العديد من الرجال بدء لديهم فقدان الشعر بعد عملية تصغير المعدة نتيجة لسوء التغذية المرتبط بالعملية. ووجدت دراسة أخرى أن النقص في المواد الغذائية مثل الأحماض الدهنية والحديد يساهم بفقدان الشعر لدى الرجال الذين يتناولون غذائهم عن طريق أنابيب التغذية في المعدة. وقد بحث العلماء في السنوات الماضية في عدد من العوامل الغذائية المرتبطة بتطور وتقدّم الصلعة، والتي يمكن تلخيص أهمها بما يلي:
1. تناول كميات كافية من البروتين
توفر الأغذية اليروتينية الحامض الأميني L-lycine، وهو حامض أميني أساسي، بمعنى أنه ضروري لصحة الإنسان وأن الجسم لا يستطيع أن يصنعه فيتوجب الحصول عليه من الغذاء. تكمن أهمية الحامض الأميني لايسين بكونه أساسيًا في تكوين بروتين الكولاجين الذي يوفر الدعم البنيوي للشعر ويقوي بنيتة ويعتقد أنه يعيق عمل أنزيما مسؤولا عن الصلع. وتبيّن البحوث أن الأشخاص الذين يعانون من تقصّف الشعر وفقدانه أنهم غالباً ما يعانون من نقص في كميات L-lycine غير كافية.
ويشار إلى أن اللحمة الحمراء والدجاج، الأجبان، سمك القد والسردين، المكسرات، البيض، والبقوليات هي من أهم المصادر الغذائية لهذا الحامض الأميني.
2. تجنّب الطحين الأبيض والسكر
عندما تتناول سكريات بسيطة مثل السكر والطحين الأبيض والأرز الأبيض (المقشور)، فإن النشويات في هذه الأغذية تتحول إلى سكر في الدم خلال عشر دقائق فقط، مقارنة مع الأغذية التي تحتوي على نشويات معقدة والتي يستغرق تحوّل النشويات فيها إلى سكر خلال نصف ساعة إلى ساعة ونصف حسب نوعها. إن الإرتفاع السريع والمفاجيء في مستوى السكر في الدم يتسبب بارتفاع مماثل في الإنسولين وعدد آخر من الهرمونات بما فيها هرمون DHT . وقد كشفت الدراسات أن DHT هو الهرمون المسؤول عن انكماش تدريجي في بصيلات الشعر إلى أن تتوقف تماماً عن النمو. وقد ذهبت الكثير من الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الصلع تكون بصيلات الشعر لديهم أكثر حساسية لهرمون DHT.
لتخفيض تركيز هرمون DHT، ينصح بتجنّب السكر الأبيض وباستبدال الحبوب المقشورة كالخبز الأبيض والأرز الأبيض بحبوب غير مقشورة كالخبز الأسمر والأرز البني والبرغل والفريكة والشعير والشوفان.
3. المحافظة على معدّل طبيعي للحديد في الجسم
إن استعراض نتائج 40 عاما من الأبحاث تشير إلى أن لمعدن الحديد دوراً هاماً في صحة الشعر، إذ أن نقص في الحديد يتسبب بفقدان الشعر. ويعتبر مركب "فيريتين" في الدم أكثر مركبات الحديد ارتباطا بصحة الشعر. وكقاعدة عامة، ينصح بعض الباحثون بالمحافظة على مستوى فيريتين 50 نانوغرام/مل على الأقل للمساعدة في تجديد الشعر، فيما يرى آخرون أن 70 نانوغرام/مل هي الحد الأدنى المطلوب لتجديد الشعر.
ومن جانب آخر، كشفت الأبحاث أن فائض الحديد في الجسم أيضا يسارع من تشاقط الشعر حيث يتراكم الحديد في الأنسجة والأعضاء ويؤثر على وظيفتها العادية.
وتشمل المصادر الغذائية للحديد اللحمة الحمراء، الحبش، الدجاج، السمك. أما المصادر النباتية للحديد فتشمل السبانخ، العدس، الفواكه المجففة والمكسرات.
4. تجنّب الدهون الحيوانية
إن استهلاك الدهون الحيوانية كاللية وجلدة الدجاج والسمنة والزبدة ومنتجات الحليب الكاملة الدسم يرفع من تركيز هرمون DHT المسؤول عن تطوّر الصلعة. ينصح بتجنّب الدهون الحيوانية عن طريقة إزالة اللية وجلدة الدجاج واستهلاك منتجات حليب مخفّضة الدسم.
5. المحافظة على مستوى طبيعي من فيتامين د
نجح علماء يابانيون مؤخراً بتحوّيل بصيلات الشعر التي كانت قد فقدت قدرتها على انتاج الشعر إلى خلايا طبيعية تنتج الشعر عن طريق تزويدها بفيتامين د! وقد تبيّن في هذا البحث أن فيتامين د يوقظ المستقبلات في بصيلات الشعر التي كانت قد فقدت قدرتها في انتاج الشعر مسببة الصلع. وقد نجح الأطباء في هذه التجربه بإنتاج شعر جديد لدى الفئران، مما أعطاهم الأمل بأن علاج الصلع قد يكون ممكنا عن قريب عن طريق فيتامين د. وما زال تحديد جرعة فيتامين د الملائمة ودرجة فعاليتها في إطار البحث، إذ دعا العلماء إلى مزيد من الأبحاث لتوضيح طرق علاج الصلع المناسبة باستخدام فيتامين د.
وإلى حين اعتماد فيتامين د في علاج الصلع، ينصح العلماء أن يهتم الأشخاص المصابين بالصلع بفحص فيتامين د وعلاج النقص عن طريق الأقراص أو الجرعة السائلة حسب توصيات الطبيب المعالج.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات