يعد مؤشر كتلة الجسم BMI مقياسا جيدا للتحقق ما إذا كان الوزن صحيا، ويحسب بتقسيم الوزن بالكيلوغرام/ مربع الطول بالمتر. يعرف الأفراد الذين يعانون من السمنة بأنهم أصحاب مؤشر كتلة الجسم التي تساوي أو تعلو عن 30 كغم/متر مربع.
حدثت في العقد الماضي زيادة كبيرة في عدد جراحات علاج البدانة في جميع أنحاء العالم. وكذلك في بلادنا، حيث وصلت إلى ما يقارب 9310 عملية في عام 2015،والأرقام بتزايد عال.
وقد تبين أن طرق العلاج هذه هي الأكثر فعالية لعلاج السمنة المرضية، وذلك بإحداث تغييرات في الجهاز الهضميّ للحدّ من مقدار الطعام الذي يمكن تناوله، أو الحدّ من امتصاص العناصر الغذائيّة، أو كليهما. بدأت هذه العمليات بالخمسينيات وتطورت إلى أن وصلت في بلادنا إلى ستة أنواع جراحة معظمها يقام عبر المنظار.
يتألف علاج البدانة بالجراحة من فريق متعدد التخصصات يشمل: أخصائي تغذية ، أخصائي نفساني / أخصائي اجتماعي ، وفريق من أطباء الأسرة ، والصيادلة ، وأخصائيي أمراض الجهاز الهضمي وجراحي التجميل.
ومن الجدير بالذكر أن سلة الخدمات الصحية التابعة لوزارة الصحة تتبع التوصيات الطبية العالمية، حيث يمكن أن تعتبر العملية ملائمة للأشخاص الذين لم يتمكنوا من خفض وزنهم عن طريق إجراء تغييرات في النظام الغذائي و القيام بالنشاط البدني، و مؤشر كتلة الجسم لديهم BMI أعلى من 40 ، أو30 35 > BMI > بالإضافة إلى واحد من عوامل الخطر المصاحبة منها مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، الكبد الدهني، مشاكل بالخصوبة سببها السمنة، و توقف التنفس أثناء النوم.
أما عن مقياس النجاح للعملية، فهنالك عدة نماذج معتمدة منها أن تتعدى نسبة نزول الوزن ال50% من الوزن الزائد خلال السنة الأولى، بالإضافة إلى تحسن أو اختفاء الأمراض المصاحبة للمريض قبل العملية كمرض السكري،مما يؤدي إلى تحسن بنوعية الحياة للمريض على عدة أصعدة.
التحضير الغذائي لمرضى السمنة له أهمية كبيرة لتحقيق الأهداف الجراحية، ويتم تنفيذه من قبل العملية الجراحية ، وعلى المدى القصير والطويل بعد الجراحة.
هذا التوجيه التغذوي السابق يساعد في تحضير وإعداد المريض للعملية، إعطاؤه معلومات عن تقدم مراحل الأكل ما بعد الجراحة، منع وعلاج المضاعفات المحتملة ، ويساعد على تحقيق اقصى قدر من فقدان الوزن، بالاضافة إلى دعم العادات الجديدة وتغيير نمط الحياة وأي سلوك سيئ.
من أكثرالتحديات التي يواجهها المرضى هي التوقف الكامل عن شرب المشروبات الغازية والمحلاة، الاعتياد على تناول الطعام بأوقات منتظمة ومتكررة حتى عند عدم الشعور بالجوع، و الالتزام بنشاط بدني منتظم.
هناك عدد غير قليل من المرضى الذين لا يلتزمون بالعادات الغذائية المطلوبة، ويعانون من اثار كالجفاف، الإمساك، القيء، تساقط الشعر ونقص بالتغذية وهشاشة العظام على المدى البعيد. ومنهم من يعاود اكتساب الوزن (حتى لو كان بعد شهور أو بعد سنوات).
لا يوجد معيار ذهبي لما يجب أن يحدث في تكوين الجسم بعد الجراحة، للأسف حتى 63% من المرضى بعد العملية لا يحافظون على متابعة تغذوية منتظمة. الحياة بعد عملية تصغير المعدة تتطلب انضباط كبير وهذا ليس أمراً سهلاً. التغيير في العادات الغذائية وممارسة النشاط البدني قبل العملية يضمن الاستمرار في التغيير بعد ذلك. عادة ما تبدأ زيادة الوزن من 18-24 شهر بعد الجراحة. زيادة 5 كغ بالوزن أو أكثر تعد إشارة خطر وضرورة لتدخل أخصائي تغذية مختص.
ولأني أعلم جيدا حجم خيبة الأمل التي يعيشها الفرد في ظل السمنة المفرطة فإني أشدد أن لا وجود لحل سحري يضمن نزول الوزن في لحظات حتى لو عبر العمليات الجراحية. يكمن التحدي هنا باتخاذ قرار حاسم بالتعامل مع المغريات وتغيير نمط الحياة كاملا وتبني أنماط غذائية جديدة تضمن الحصول على الفائدة المرجوة من الجراحة لأطول فترة ممكنة.
أخصائية التغذية روان نشاشيبي - العيادات الاستشارية الشيخ جراح-كلاليت
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات