لسعات الحشرات: ردّة الفعل والعلاج

​إذاً، كيف تتم الوقاية والعلاج؟ دليل بدون عسل، لكن مع كثير من اللسعات

تقوم العناكب، أم أربع وأربعين، القراد والكثير من مفصليات الأرجل بالعض. من الممكن أن تسبّب العضة نفسها الألم أو الحكّة، لكن هذه "نصف مصيبة" فقط، حيث تُدخل الحشرات أحيانا، إلى مكان العضة، سمّا أو بكتيريا أو مسببات أمراض أخرى.

يستخدم النحل، الدبابير وغيرها من الحشرات طريقة الإبرة التي تقوم بإدخال السم إلى النسيج بواسطتها.

يتمحور الدليل الذي بين يديكم حول التعامل مع لسعات الحشرات ومفصليات الأرجل الأخرى، والتي تعتبر أكثرها انتشارا في إسرائيل لسعات النحل، الدبابير والبعوض.

ما هي الأعراض؟

يجب التفريق بين ردّة العل العادية على اللسعة - التي بالإمكان مشاهدتها لدى كل من يتعرّض للسع تقريبا - وبين ردّة الفعل التحسّسية الموضعية أو العامّة.

في بعض الأحيان النادرة، من الممكن أن تؤدي اللسعة لتلوّث ثانوي أيضا في مكان اللسع. إحدى المشاكل الجدية الإضافية التي من الممكن أن تنشأ نتيجة لكثرة اللسعات.

كيف يتعامل الجسم مع اللسعات؟

تسبب لسعة الحشرة السامّة ألما فوريا ينتج عن إدخال أداة اللسع (التي تشبه الإبرة) وكذلك عن إدخال السمّ في أعقاب اللسعة. عادة ما يكون الألم مصحوبا باحمرار، انتفاخ موضعي وحكّة. كل هذه الأمور مزعجة، لكنها بالعادة لا تكون خطيرة.

لكن أحيانا، عندما تكون اللسعة في أماكن حساسة - مثل اللسان أو أماكن أخرى من الفم - من الممكن أن تؤدي ردّة الفعل الطبيعية المتمثلة بالانتفاخ، دون حساسية، لتضيّق مجرى الهواء باتجاه الرئتين. لذلك، تعتبر أي لسعة في الفم، يصاحبها انتفاخ أو حساسية، حالة طوارئ طبية تستوجب العلاج الطبي الفوري.

ردّة الفعل التحسّسية للسع

هنالك أشخاص حساسون لبعض المواد الموجودة في السم الذي يدخل الجسم في أعقاب اللسع. من الممكن أن تنشأ لدى هؤلاء الأشخاص، في أعقاب التعرّض للسمّ، ليس ردّة فعل موضعية فحسب، وإنما ردّة فعل عامّة.

من الممكن أن تكون ردّة الفعل التحسسية العامّة بسيطة أو خطيرة.

ردّة فعل تحسّسية بسيطة، تشمل الأعراض التالية:

• طفح جلدي.

• حكّة موضعية أو منتشرة في عدّة مناطق من الجسم.

ردّة فعل تحسّسية خطيرة (يطلق عليها اسم صدمة حساسية) من الممكن أن تتضمن الأعراض التالية:

• طفح جلدي.

• حكّة.

• انتفاخ في الجسم.

• توسّع الأوعية الدموية.

• تضيّق في مجاري التنفس يؤدي إلى ضيق تنفس وشعور بالاختناق.

• هبوط ضغط الدم.

الصدمة الحساسية هي حالة طوارئ طبية.

التلوّث الثانوي بعد اللسع

كما هو الأمر في أي مسّ باكتمال الجلد - وخصوصا إذا كانت الإصابة مصحوبة بحكّة - من الممكن أن يحصل في الجلد تلوّث بكتيري. غالبا ما يتمثل التلوث من خلال انتفاخ، احمرار وألم. من الممكن أن تستمر هذه الأمور عدّة أيام بعد اللسعة.

كثرة اللسعات

إذا تعرّضنا دفعة واحدة لعدد كبير من لسعات الحشرات السامّة - مثلا سرب نحل - فمن الممكن أن تنشأ حالة طوارئ طبية بسبب كمية السمّ الكبيرة التي يتلقاها الجسم خلال وقت قصير. من الممكن أن تلحق كميات السم الكبيرة الضرر بمختلف أجهزة الجسم، ولذلك، في أي حالة لسعات كثيرة، يجب التوجه لتلقي العلاج الطبي. إنه أمر حيوي، خصوصا عند الحديث عن أطفال، حيث تكفي كمية صغيرة من السم أحيانا لكي تسبب لهم أضرارا كبيرة.

ما مدى انتشار لسعات الحشرات؟

لسعات الحشرات شائعة جدا - وخصوصا خلال الموسم الحار - وقليلون جدا من ينجحون بتفاديها. يظهر من الأبحاث أن الحشرات تُزعج كثيرا من لديهم رائحة جسم معينة، وفي مقابل ذلك، تمتنع عن لسع من لديهم رائحة جسم غير لطيفة بالنسبة لهم.

تسبب لسعات الحشرات إصابات بالأمراض ووفيات أكثر من لدغات الأفاعي أو لسعات العقارب.

تحصل لدى نحو 10% ممّن يتعرّضون للسع ردّة فعل تحسّسية موضعية تتضمن انتفاخا كبيرا في منطقة اللسع. تتعاظم هذه الحالة خلال أول يومي - يومين بعد اللسعة، وتشفى تدريجيا خلال نحو أسبوع. يعاني 1% ممّن يتعرضون للسع من ردّة فعل حساسية عامّة.

خلال كم من الوقت تختفي لسعة البعوضة؟ وماذا عن غيرها من اللسعات؟

تؤدي لسعات النحل أو لسعات الدبابير لألم فوري بعد اللسعة. تدخل إناث البعوض مواد تساعدها على امتصاص الدم (مواد مضادة للتخثر)، وتسبب تلك المواد حكّة فورية بعد اللسعة. يتواصل كلّ من الألم والحكّة عدّة ساعات.

من الممكن أن تتواصل ردّة الفعل الموضعية عدّة أيام. من الممكن أن تحصل وتتفاقم ردّة فعل تحسّسية خلال أول يومين بعد اللسعة، وأن تختفي خلال 5 إلى 10 أيام.

كيف نتفادى لسعات الحشرات؟

في الغالب، لا تكون الحشرات اللاسعة عدوانية، ولا ترى ببني البشر أي تهديد. الإبرة والسّم اللذين لدى النحل، يهدفان بالأساس لمساعدته في حماية السرب، بينما تساعد هذه الأسلحة الدبابير في الحصول على الطعام أو في الحماية.

من شأن الخطوات التالية التخفيف من مخاطر التعرّض للسع:

• قبل بدء الزّن "ملح، ماء"، من المفضل الامتناع مسبقا عن الاقتراب من سرب نحل أو من المناطق التي فيها نشاط كبير للحشرات اللاسعة.

• من المفضل ارتداء ملابس طويلة وانتعال حذاء طويل عندما نتواجد في أماكن فيها نشاط كبير للحشرات.

• من المفضل الامتناع عم ارتداء الملابس الملونة جدا، واستخدام العطور والمواد العطرية الأخرى التي من شأنها أن تجذب إليها الحشرات اللاسعة.

• بالإمكان دهن الجسم بمستحضرات مضادة للحشرات والتي تحتوي على عنصر الـ DEET بتركيز 9% إلى 25%. هنالك أيضا مستحضرات (للدهن على الجسم أو على شكل ملصقات للوضع على الملابس) تحتوي على عناصر طبيعية مثل الزيوت العطرية الطيارة. تُبعد رائحة هذه المواد البعوض والحشرات الأخرى عن الجلد، وهكذا تمنع اللسع.

• يجذب تناول الطعام وطهوه في الميدان الحشرات اللاسعة، وخصوصا الدبابير. لذلك، عند الأكل أو تجهيز الطعام في الطبيعة، يجب التصرف بحذر شديد، أكثر من العادة.

• عند النوم في الميدان، يجب فحص الحذاء، كيس القمامة وكيس النوم قبل استخدامها، حيث من الممكن أن تجد الحشرات اللاسعة مخبأً فيها.

• من المفضل تفادي دخول الحشرات إلى المنزل بواسطة المشبكات. عند النوم في الميدان، من المفضل استخدام ناموسية ضد البعوض.

ما هو علاج اللسعات؟

• في حال التعرض للسعة نحلة، يجب إخراج الإبرة (الشرح لاحقا).

• من أجل الحدّ من الألم وردّة الفعل الموضعية، من المفضل غمس منشفة بماء الحنفية ووضعها على منطقة اللسعة لمدّة تتراوح بين 10 إلى 20 دقيقة.

• مرهم للسعات: إذا شعرنا بردّة فعل تحسسية موضعية جدّية - مثلا انتفاخ كبير في منطقة اللسع - بالإمكان استخدام مرهم مضاد للهستامين مثل فنستيل جل الذي يحتوي على مواد مضادة لردات الفعل التحسسية. يتم بيع فنستيل جل في الصيدليات بدون وصفة طبيب.

• مستحضرات طبيعية: في الصيدلية، هنالك مستحضرات طبيعية للتخفيف من آثار اللسعات مثل جل (هلام) الألوفيرا. من المفضل استشارة الصيدلي بشأن المستحضرات المتوفرة الملائمة في حالات لسع البعوض.

• حتى لو كانت اللسعة تسبب الحكّة، من المضل محاولة عدم حكّ المكان.

• في أي حالة ردّة فعل تحسّسية عامة، من المفضل التوجه لتلقي المساعدة والعلاج الطبي.

• في حالات الصدمة الحساسية، يجب استدعاء المساعدة الطبية المستعجلة.

العلاج في حال لسعة النحلة

• في حال التعرض للسعة نحلة، من المفضل إخراج الإبرة من الجلد بأسرع ما يمكن. يجب أن نتذكر، أنه بالإضافة للإبرة، يخرج من جسم النحلة أيضا كيس السّم، ويستمر هذا الكيس بإفراز السم في منطقة اللسع. لذلك، فمن شأن إخراج الإبرة أن يساعد في الحدّ من التعرض للسم.

من المفضل "حك" الإبرة للخارج وليس الضغط عليها مباشرة بواسطة ملقط (لكي لا يتم الضغط على كيس السم). لكن بعد وقت قصير - بعد أن يكون كل السم الموجود في الكيس قد خرج منه - لا يعود هنالك فرق بشأن كيفية إخراج الإبرة. المهم أن يتم إخراجها لتفادي التلوّث الثانوي.

بعد إخراج الإبرة، بالإمكان تهدئة المكان بواسطة وضع منشفة مبللة بالماء الفاتر لمدة 10 إلى 20 دقيقة. بالإمكان تكرار هذا العلاج عدّة مرات.

لديك لسعة لا تختفي؟ بالإمكان استشارة طبيب/ة جلد دون الخروج من المنزل

أنواع اللسعات (والعضات)

لسعة النحلة

• تنعكس لسعة النحلة من خلال الألم، الاحمرار والانتفاخ في مكان اللسعة، بدرجات حدّة متفاوتة. أحيانا، تكون علامات اللسعة بسيطة جدا وفي بعض الأحيان يدور الحديث عن انتفاخ جدّي مصحوب بألم شديد.

في بعض الحالات الاستثنائية، من الممكن أن يحصل انتفاخ منتشر في مناطق واسعة من الجسم؛ يكون الخطر عندما يظهر الانتفاخ في منطقة مجاري التنفس - الأمر الذي من الممكن أن يؤدي للاختناق.

• في حال وجود حساسية للنحل، من المفضل التوجه لتلقي المساعدة الطبية وأن تكون في متناول اليد دائما حقنة أدرينالين (إيبنفرين) عند حصول صدمة حساسية، تكون هنالك حاجة للمساعدة الطبية الفورية.

عضّة العنكبوت

على الرّغم من أن غالبية العناكب ليست سامّة، في إسرائيل هنالك نوعان سامّان خطيران على بني البشر: عنكبوت الناسك المتوسطي والأرملة السوداء.

لسعة البرغوث

تنعكس لسعات البراغيث من خلال ظهور كتل صغيرة في منطقة اللسعة، بحجم عدّة مليمترات. أحيانا، تظهر عدّة إصابات على امتداد مسار سير البرغوث على سطح الجلد. في الغالب، لا يكون هنالك ألم أو انتفاخ جديين، إنما يدور الحديث عن إصابات مثيرة للحكّة فقط.

لسعة الدّبور

بخلاف إبرة نحلة العسل (المسنّنة)، فإن إبرة الدّبور ناعمة. لذلك، لا تبقى في جلد الشخص الملسوع، ولا يخرج من جسم الدبور. تتيح الإبرة الناعمة للدبور إمكانية اللسع لأكثر من مرة واحدة.

يطلق على هذا الكائن اسم الدّبور ويعتبر عدوانيا جدا. لسعته مؤلمة

لسعة النملة

الكثير من النمل يعضّ ولا يلسع. ومع ذلك، فقد غزت نملة النار الصغيرة إسرائيل، ومن شأن لسعتها أن تسبب ألما شديدا.

عضّة أم أربع وأربعين

تقوم أم أربع وأربعين بإدخال السّم عند اللدغ (العض) بغية شلّ فريستها.

لسعة البعوض

تشكّل لسعات البعوض إزعاجا كبيرا من شأنه أن يسبب الألم والحكّة، بل وحتى نشر الأمراض. كذلك الأمر بالنسبة للسعات إناث بعوض النمر الأسيوي (الزاعجة المنقطة بالأبيض) التي غزت إسرائيل.

لسعة البقّ

من الممكن أن تؤدي لسعات البقّ لتهيّج الجلد ونقل الأمراض.

هل من الممكن أن تكون هناك مضاعفات؟

من شأن اللسعة في الفم (مثلا في اللسان أو الشفتين) أن تسبب - حتى بدون وجود ردّة فعل تحسّسية جدية - انتفاخا يشكّل خطرا على مجاري الهواء باتجاه الرئتين. من الممكن أن تشكّل ردّة الفعل التحسّسية، في مثل هذه الحالة، خطرا على الحياة.

من الممكن أن يحصل تلوّث ثانوي بعد عدّة أيام. يتم علاجه بواسطة مضاد حيوي.

لم تعد إناث بعوضة الأنوفيليس - التي تحمل الطفيلي المسبب للملاريا - موجودة في البلاد، لكنها منتشرة جدا في أماكن أخرى كثيرة من العالم الثالث. مقابل ذلك، غزى البلاد جنس بعوضة حظي باسم "النمر الآسيوي" والذي من الممكن أن ينشر مرض حمّى النيل الغربي وغيرها من الأمراض.

من الممكن أن تنقل لسعة الفاصدة (ذبابة الرمل) طفيليا اسمه الليشمانيا الذي يسبب إصابات شديدة في الجلد يطلق عليها اسم "داء الليشمانيات" (قرحة أريحا). في البداية، لا تسبب الإصابة الألم. لكن إذا لم يتم علاجها، فمن شأنها ألاّ تشفى حتى بعد عدّة أسابيع أو أشهر. من الضروري مراجعة طبيب الجلد. من الممكن أن يحوّل طبيب الجلد متلقي العلاج إلى المستشفى لأخذ عيّنة بغية تشخيص ما إذا كان الحديث يدور عن اللشمانيا.

ما هي إشارات التحذير التي تستوجب التوجه الفوري للطبيب؟

يجب على الفور التوجه لتلقي المساعدة الطبية إذا ظهر واحد أو أكثر من الأعراض التالية بعد التعرض للسع:

• إغماءأو دورا حادّ.

• ضيق التنفّس، بحّة أو صفير خلال التنفّس.

• انتفاخ جدّي - وخصوصا انتفاخ في منطقة الوجه، الشفتين واللسان.

• آلام بطن انقباض في الأمعاء،, حالات إسهال أو تقيؤ.

• في أي حالة تعرّض للسع داخل الفم - وخصوصا في حالات اللسع في اللسان.

من المفضل التوجه لتلقي المساعدة الطبية - لكن ليس باستعجال كبير - إذا حصل تلوّث في منطقة اللسع. إذا حصلت ردّة فعل تحسّسية جدّية - موضعية أو عامّة - فيجب استشارة الطبيب بشأن حالات اللسع المستقبلية. في بعض الحالات، سيوصي الطبيب بحمل حقنة أدرينالين طوال الوقت، لأنها قد تمنع ردّات الفعل التحسسية التي تشكل خطرا على الحياة.

من الممكن أن يوصي الطبيب الأشخاص الذين لديهم حساسية للسعات، والمعرضين لنشاط الحشرات، بعلاج للحدّ من الحساسية. يتم إعطاء العلاج في عيادات الحساسية المختصة. يعتمد أسلوب عملها على تعريض الشخص الحساس لجرعات منخفضة من مسببات الحساسية.

د. بيبيانا حازان هي مديرة وحدة الأمراض العدوائية ومنع التلوّث في المركز الطبي هعيمك، من مجموعة "كلاليت"

بروفيسور أرنون كوهين هو أخصائي طب الجلديّة في "كلاليت"

د. آسي سيكورل هو أخصائي طب العائلة، خريج كلية الطب في جامعة بن غوريون، يجمل درجة الماجستير في إدارة النظم الصحية وخريج برنامج الطب الاندماجي في جامعة توسون، أريزونا