الأدوية التي تؤدي إلى السمنة

​الكثيرون يحاولون التخلي عن الأدوية الأساسية، خشية الآثار الجانبية التي يمكن أن تحصل كالارتفاع في الوزن. الإرتفاع بالوزن يضر بالثقة في النفس ويزيد من خطر الاضطرابات الأيضية، ويزيد أمراض القلب والأوعية الدموية.

هل يوجد هناك أي مبرر لهذا الخوف؟

هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تؤدي الى زيادة الوزن ولها تأثيرات أيضية أخرى، يرتبط ذلك مع عوامل تتسبب بخطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالتالي هنالك العديد من الأفكار المسبقة التي التصقت بهذه الأدوية، إلا أن الأبحاث الطبية لم تثبت صحة ذلك حتى اليوم.

الارتفاع في الوزن قد يعود الى كتلة العضلات أو الدهون أو بسبب زيادة وزن السوائل وزيادة الوزن. بعض الأدوية - مثل Dkafftil (الاسم العام Triftorlin)، لينكس (الاسم العام مينوكسيديل) وFndil (الاسم العام Flodifin) - يمكن أن تحدث زيادة الوزن بسبب احتباس السوائل في أنسجة الجسم، ما يؤدي إلى ذمة (تورم عضو أو نسيج نتيجة تجمع أو فائض داخل- نسيجي للسوائل أسفل الجلد أو في أحد تجاويف الجسم). في هذه الحالة، يمكنك استبدال أدوية أو أخذ مدر للبول. بعد أن يتم خروج السائل من الجسم، سيعود الوزن إلى وضعه الطبيعي.

تؤدي الأدوية الى الشفاء في أغلب الأحيان، والزيادة الملحوظة في الوزن تأتي بسبب الشفاء. مثال على ذلك، عندما ينخفض وزن شخص لم يقم بتناول الطعام نتيجة لفترة كابة تواجد بها، فإنه سيعود لتناول الطعام بعد أن يتخلص من هذه الفترة. لذلك نرى بأن ارتفاع وزن الشخص لم يحصل بسبب تناوله للدواء، بل لأن شهيته قد عادت اليه، وينطبق هذا الأمر بالنسبة لاولئك الذين ينخفض وزنهم.

أية أدوية تؤدي الى ارتفاع الوزن؟

الأدوية التي تسبب الزيادة في الوزن هي الأدوية التي تعمل على الهرمونات، وخصوصا الأدوية التي لها علاقة بالمنشطات والعقاقير المستخدمة لعلاج الأعراض النفسية.
العديد من النساء يعتقدن بأن حبوب منع الحمل (المحتوية على الأستروجين والبروغسترون) تسبب ارتفاعا في وزنهن. لكن الأبحاث الطبية أثبتت عكس ذلك أي أن هذه الحبوب لا تؤدي الى زيادة الوزن. إذا كانت حبوب منع الحمل تؤدي الى السمنة فيرجح هذا الأمر الى احتباس السوائل خلال فترة الحيض، وليس بسبب زيادة في كتلة الدهن.

هرمونات الأيض البنائي (تبني العضلات) مثل ال Oxandrolone (اسم عام ل Gastrol) تسبب الارتفاع بالوزن، وزيادة كتلة العضلات، والعديد من الأمراض مثل الإيدز والسرطان، يتم استغلال هذه التأثيرات الجانبية وإعطاء الدواء للأشخاص الذين يعانون من النحافة من أجل اكتساب الوزن.

بالمقابل فإن الستيرويدات القشرية تؤدي الى زيادة كتلة الدهن والاضطرابات الأيضية الخطيرة، هذه التأثيرات متعلقة بالكمية وتبدأ من الجرعات المنخفضة من 5 ملغم في اليوم. أحيانا يحدث تراكم للدهون في مناطق معينة، مثل الرقبة (حدبة الجاموس).

أدوية منع الصداع النصفي (مغرينا)

وفقا للعديد من الأبحاث يظهر بأن غالبية الأدوية الفعالة لمحاربة الصداع النصفي- خاصة Elatrol اسم عام- Amitritylineو Deralin، الاسم العام-Propranolol تتسبب بزيادة الوزن. الأدوية التالية تستخدم لعلاج الصداع النصفي: Timolol لا تسبب الزيادة في الوزن، كذلك Topamax يمكنه ان يسبب انخفاض في الوزن. هذا دواء يستخدم في المقام الأول لمنع اعراض الصداع النصف. Topamax يعطى كعلاج في المقام الأول لعلاج الصرع.

العديد من الأدوية التي تعطى لمعالجة الأمراض النفسية، وخاصة تلك المستخدمة لعلاج الشيزوفرينيا (الفصام)، ممكن أن تؤدي إلى السمنة. ضمن هذه الأدوية هناك أدوية تؤدي فعلاً الى السمنة الزائدة مثل Leponex (اسم عام Clozapine) و Zyprexa (اسم عام- Olanzapine) بالإضافة إلى أنها تزيد خطر الإصابة بمرض السكري ومقاومة الانسولين وزيادة الدهون في الدم.

مضادات الكابة

ضمن نتائج إستطلاع كبير نشرت نتائجه  مجلة Lancet تبين أن معظم الأدوية التي تعطى لعلاج السخيزوفرينيا- الفصام تؤدي الى زيادة في الوزن. كما وأن الأدوية لمعالجة الاكتئاب يمكن أن تؤثر على زيادة الوزن. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات MAO تسبب زيادة الوزن أكثر من غيرها وذلك يتلائم مع نسبة الجرعة التي يتم أخذها. على ما يبدو هذه الأدوية تسبب زيادة الوزن نظرا لحاصرات الهيستامين (نقص الشعور بالشبع) أو النويروادرنرجيت (مثل الأدوية التي تؤدي الى نقص بنسبة النيوأدرينالين في الجسم.

Remeron اسم عام ل Mirtazpine تؤدي الى الوزن الزائد أكثر من أي مضاد اخر للإكتئاب. 26% من نسبة الأشخاص الذين تعاطوا ال Remeron زاد وزنهم بنسبة أكبر من 7%. بعد هذا الدواء المنتمي لعائلة SSRIs مثل Prozac و Efexor (الاسم العام- Venlafaxine)، بالمقابل استعمال Nefazodone الذي لم يسبب زيادة في الوزن. في حين أن بعض الذين تعاطوا Zyban اسم عام- Bupropionحتى أنهم أقروا بأن وزنهم قد انخفض. يستعمل هذا الدواء في البلاد للإقلاع عن التدخين.

مينيا دبريسيا

أدوية الاضطراب ثنائي القطب (الهوس والاكتئاب)- مينيا دبريسيا، وخاصة الليثيوم، يستطيع أن يسبب زيادة في الوزن بشكل كبير. حتى أن الليثيوم يستطيع أن يزيد من معدل الوزن ب 10 كيلوغم لدى 20% من مستخدمي هذا الدواء. السبب وراء هذه الزيادة الكبيرة نتيجة التغيرات الأيضية المرتبطة بمقاومة الانسولين واحتباس السوائل بشكل جزئي. الصوديوم يؤدي الى زيادة طفيفة في الوزن، وLamictal- اسم عام (Lamotrigine) لا تسبب الى زيادة في الوزن.

أدوية مضادة للصرع

الأدوية المضادة للصرع تستطيع أن تؤثر بشكل كبير على الوزن، ولذلك مهم جدا اختيار الدواء الملائم. على سبيل المثال، فالبروات الصوديوم و Felbamate من المحتمل أن تؤدي الى الانخفاض في الوزن. Phenytoin وLamictal  لا يؤثران على وزن الجسم.

المخدرات

بعض المخدرات، خصوصا عائلة الحشيش والماريجوانا، تسبب زيادة في الوزن، لأنها تؤثر على مستقبلات القنب الموجودة في الدماغ والأمعاء.

استعمال الحشيش ومشتقاته لفترة طويلة يسبب زيادة الوزن، والتي يمكن أن تكون كبيرة. اذا سببت لكم الأدوية زيادة في الوزن حقاً، فعليكم استبدالها، ويجب  التواصل مع الطبيب لايجاد حل ملائم، أو فحص احتمال تقليل مقدار الجرعة التي ينبغي تناولها. إذا لم تتمكنوا من الوصول الى حل وليس هناك امكانية لتغيير الدواء، فمن المستحسن أن تقوموا بتحديد استهلاك الكربوهيدرات، أن تقوموا بتناول وجبات طعام صغيرة متعددة خلال النهار، وأن تتناولوا الطعام بشكل بطئ، الأمر الذي يؤدي الى الشبع. والأهم من كل ذلك القيام بنشاط جسماني.