بحث

dsdsdsd
الروابط العائلية

التربية وعلاقة الطفل بوالديه

الوالدية والتربية هي وظيفة، يكبر فيها الأم والأب مع الطفل الذي يلدانه. يكبر الوالدان من خلال فهمهما لتصرّفاتهما وتعلمهما العناية باحتياجاتهما ومعالجتها عند عنايتهما ومعالجتهما لاحتياجات ابنهما أو ابنتهما.

العاملة الاجتماعية ايمان خلف

التربية ومفاهيمها

حتى يفهم الوالد أو الوالدة ذاته عليه التفكير عميقًا بنواحي تمسّكه بالأساطير أو بمصطلحات معينة حول الحياة وحول وظيفته، فعلى الأب أو الأم أن يكونا ليّنين فيما يتعلق بنواقصهما وأيضا بقوتهما وايجابياتهما عند مساعدة الأولاد  على معالجة مشاكلهم وقدراتهم.

من المهمّ جدًّا أن تعرف الأم أنها لن تكون أبدًا أمًّا من الأساطير والقصص، وهذا يعني أن أولادها أيضًا لن يكونوا من الأساطير والقصص.

مشاعر الأم الغاضبة وشعورها بالذنب والازدواجية هي مشاعر تسقطها على أولادها وذلك لأن الأم حين تكون محبطة فهذا مربوط مباشرة بالفكرة بأن الأم تحقق ذاتها عن طريق ولادتها وأمومتها.

نجد كتبًا كثيرة تتعامل مع تحقيق الذات لدى المرأة عن طريق ولادتها وأمومتها. هنالك كتب كاملة تتحدث عن الصحة النفسية للمرأة، وتتعامل مع تحقيق الذات عند المرأة عبر أمومتها. ونجد نظريات تقول إن الولاده تطبّب المرأة، وفي مجتمعنا العربيّ البطريركي الأبوي تقيّم المرأة إيجابيًّا يزيد عندما تصبح أمًا، فنجد مثلا شعبيًّا يقول "الشجرة التي لا تثمر حلال قطعها".

هذه الرؤية عمليًّا تعزّز التعامل مع الطفل على أساس أنه علاج لمشاكل الأهل، فمثلا تلد المرأة حتى تتقرّب من زوجها أو حتى تتغلب على اكتئابها وهذا بالطبع يضع الطفل بموضع المسؤولية تجاه الأهل، وكأنه هو المسؤول عن سعادتهم، أو تضعه بموضع المعالج، ويكون من المتوقع منه أن يحل كل المشاكل. في الواقع عنما يحضر الطفل إلى العالم فإنه بحاجة إلى تفرّغ الأهل وعطائهم، وهذا يؤدي إلى الإحباط، حيث إن التوقعات الكبيرة غير الواقعية من الطفل ترتطم بقوّة بالواقع، وهو ما يضع الأهل في موضع المسؤولية والالتزام واحتواء الطفل والعناية به، خاصة في الأشهر الأولى، حيث يفرض الطفل على والديه وعلى أمّه خاصة تغيير برنامجها اليوميّ ويكون هو المركز وعليها تلبية كل احتياجاته، وكل هذا يعني بالطبع تغيير نمط حياتها بشكل حادّ.

 مهمّة الوالدين عمليًّا بعد حضور الطفل إلى العالم تكون مساعدته ومرافقته منذ ولادته مرورًا بمراهقته وانتهاءً ببلوغه. مهمّتهم هي تكوين ضمير جيّد لديه، صناعة هذا الضمير السليم تنتج إنسانًا بالغًا صاحب أخلاق وقيم حسنة ومثاليّات، إضافة إلى امتلاكه قدرة الحكم على الأمور، وكذلك قدرات المراقبة الذاتية.

هذه المهمّه منوطة بمحورين:

الأول هو إعطاء الطفل والمراهق الاحترام والإصغاء لمشاعره ولتفكيره ولرغباته ولإرادته. والثاني هو الاهتمام بالقيم والأخلاق والعادات الاجتماعية.

هذه المهمّة ليست سهلة، إذ تقع على كاهل الأهل مهمّة التوفيق بين هذين المحورين وعمل تقاطعات بينهما بدون تصادمات. عمليًّا، تمكين الطفل أو المراهق من تحقيق رغباته وذاته مع المحافظة على القيم والأخلاق يساهم في خلق إنسان معافى نفسيًّا.

هنالك 3 أنواع من الأهل، وهذا التصنيف حسب تعاملهم مع هذه المهمّة:

 

الأهل المدللون:

هؤلاء يعطون الطفل كل ما يريد بدون حدود واضحة. يهتمون برغباته ومشاعره ويهملون القيم، يعطون الطفل أو المراهق الحق في القرار بأمور مصيرية، وهم بذلك يلقون على كاهله عبئًا ثقيلا لا يملك هو القدرة على التعاطي معه.

فمثلا نجد هؤلاء الأهل إذا اختلف أولادهما على التلفزيون يشترون تلفزيونًا آخر ويصبح في غرفة كل طفل تلفزيون. عمليًّا، بهذا التصرّف يكون الأهل قد أصغوا لرغبة ابنهم، لكنهم لم يعلّموه التعاطي والتعامل مع خيبات الأمل ومع المشاعر السلبية وكيفية حلّ الصراعات وإيجاد حلول مناسبة.

تشير الأبحاث إلى أن الأولاد الذين يعيشون في هذه الأجواء التي لا تتطلب منهم أيّ جهد ولا أي تحديات يصبحون أصحاب شخصية ضعيفة جدًّا واتكالية، إضافة إلى أنانيّتهم واستهتارهم بمشاعر الآخرين. كما أشارت الأبحاث إلى أنّ هؤلاء الأولاد يكونون هجوميين ويعانون من الخوف الشديد، فمثلا نجد الطالب في الصف الثاني عندما تضع له مدرّسته الحدود لتصرّفاته يقول لها "بقول لأبوي يربيكي".

الأهل الحازمون بشكل متطرّف:

هؤلاء لا يهتمون بمشاعر الطفل ورغباته نهائيًّا بل يهتمون بفرض القيم المجتمعية على الطفل أو المراهق ووضع حدود قاسية، وهم يكررون دائمًا كلمة مثل "ممنوع" و "عيب". يقررون وحدهم ويعاقبون المخالف لهذه القوانين وحدهم. هذا النوع من الأهل يسبب لهذا الطفل عند بلوغه رفضًا لهذه القوانين ويصير متمردًا على القوانين الاجتماعية لدرجة متطرّفة جدًّا.

الأهل الحازمون بطريقه ليّنة:

هؤلاء يصغون لاحتياجات الطفل أو المراهق ويستمعون لرغباته ويناقشونه، وبالتالي يقررون هم لأجله ولا يتركون القرار له. هذا النمط من الوالدية يضع خطوطًا حمراء واضحة، كما إنهم يتدخّلون بحياة ابنهم بدرجة معينة ويعرفون عن تحركاته وما يمرّ عليه، ويعطونه المساحة الكافية ليتحرّك ولكنهم يبقون قريبين منه.

عملية النقاش هذه تمنح المراهق خاصة الثقة بالنفس وتزيد من احترامه وتقديره  لذاته ولأهله، وتجعل منه إنسانًا بالغًا يحترم القيم الاجتماعية ويعبّر أيضًا عن رغباته ويجد المخرج من الصراعات من خلال ليونته، فيصبح إنسانًا حازمًا وليس عنيفًا أو سلبيًا بتصرّفاته وردود فعله.

يسود في العقود الأخيرة نمط لوالدية مدللة، بعد أن ساد نمط الوالدية القاسي الذي لا يصغي لرغبات الولد أو المراهق.  النمط المدلل أدّى إلى وجود شباب اتكاليين يجدون صعوبات كثيرة في اتخاذ القرارات ولا يملكون المهارات لحلّ الصراعات. مثال على ذلك: ولد في الصف العاشر يقرّر ترك المدرسة ويحترم الأهل رغبته هذه. من المؤكد أنه بعد سنوات سيلوم أهله بشدة لأن اتخاذ قرارات مصيرية كهذه هي من مسؤولية الأهل ولا يجب تركها للولد، حتى لو طلب ذلك.

اليوم، ما نصبو إليه هو النمط الثالث الذي يتعامل بأسلوب حازم وواضح من حيث الحدود ومن حيث تقسيم الوظائف بين الأولاد والوالدين.

أي النمط الذي يقع بين المدلل والحازم القاسي، وهذا يعني أن تكون الوالديّة داعمة ومرافقة وتضع الحدود والخطوط الحمراء.

وظيفة الوالدين هي توفير الحماية والرعاية لأولادهم من خلال منحهم الحبّ والحنان والحدود اللازمة حتى يترعرعوا في بيئة تصنع منهم أشخاصًا سليمين نفسيًّا.

* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات

الانضمام إلى كلاليت

الانضمام إلى كلاليت

كلاليت بحر مليء بالثروات....ترغبون بالحصول على بعضها؟

املأوا البيانات ومندوبنا سيتصل بكم

املأ بياناتك وسنرد عليك في أقرب وقت ممكن

الحقول المطلوبة

قم بالتحديد على الخيار الأمني

يرجى ملاحظة أنه تقدم معلومات شخصية حساسة في النموذج