التبول اللا إرداي هي معضلة متعبة ومربكة للأهل, وبالضبط لأنها كذلك فكل تصرف نابع عن التوتر والضيق والغضب، يسبب التعقيد ويفاقم المشكلة، ويحفر في نفس الطفل آثارًا عميقة تدوم لفترات طويلة. على الأهل أن ينتبهوا لكل كلمة يقولونها ولكل ملاحظة يبدونها، فالمشكلة في الغالب عضوية ونفسية ووراثية، وفي الغالب يتم التغلب عليها..
حول هذا الموضوع التقينا الدكتور عدنان حجازي، أخصائي طب الأطفال والمسالك البولية لدى الأطفال، من أجل الحديث عن التبول اللا إرادي لدى الأطفال. والدكتور حجازي يعمل في عيادات كلاليت في منطقة الجليل الغربي. (طمرة، سخنين، عكا، كرمئيل ومركز الطفل في زفولون).
ما هي مقاييس هذه المشكلة؟
ظاهرة التبول اللا إرادي هي الظاهرة الثانية، الأكثر انتشارًا، بعد الربو عند الأطفال، فهنالك نسبة تصل 7% من الأطفال حتى سن 5 سنوات تعاني من هذه الظاهرة. و1% تستمر الحالة لديهم، حتى سن 18 عامًا.
هل هنالك علاج؟
نعم هنالك علاج. ولكن قبل ذلك من الضروري أن يعترف الأهل بوجود المشكلة وعدم الخجل بوجودها. وبالتعامل الواعي مع المشكلة نسرع في حلها، بينما تعامل عصبي، نابع عن القلق والضغط، قد يؤدي إلى تفاقمها وفي أحيان كثيرة قد يترك أثارًا سلبية على الطفل، حاضرًا ومستقبلاً.
ماذا تقصد بالتعامل الواعي مع الطفل؟
أقصد بالتعامل الواعي أن 90% من مسببات هذه الظاهرة ناتج عن الجانب الفيزيولوجي أو النفسي. وهنالك حاجة للإشارة هنا أن للعامل الوراثي دورًا كبيرًا في هذه الظاهرة، فحسب الإحصائيات هنالك نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من التبول اللا إرادي عانى والداهم، في طفولتهم، من هذه الظاهرة. ولذلك فالطفل لا يفتعل هذا التبول، بل هو لا إرادي، وبالتالي، يجب عدم توبيخ الطفل أو معاقبته نتيجة أمور ليس في إطار سيطرته.
ما هي درجات حدة الظاهرة؟
التبول اللاإرادي، نقسمه إلى نوعين:
الأولي: أي أن الطفل لم يتوقف عن التبول.
الثانوي: هو لدى أولئك الأطفال الذين توقفوا عن التبول لفترة معينة (حتى ستة أشهر)، وفيما بعد عادوا إلى التبول الليلي أو اللا إرادي.
وكيف يمكن علاج كل حالة؟
أولاً يجب القول أن كلتا الحالتين بحاجة إلى علاج. وعادة نقوم بفحوصات أولية للتأكد من عدم وجود مشاكل في المسالك البولية. وكذلك نتأكد من عدم وجود أمراض عضوية مثل صغر حجم المثانة أو ضيق عنق المثانة، أو معاناة من السكري. أو وجود عوامل نفسية مثل مشاكل في العائلة، ولادة طفل جديد.
فيما بعد نحاول "تعويد" الأطفال على عدم تناول المشروبات المدرة للبول، كتلك الحاوية على الكفائين. عدم وضع حفاظ للطفل، وبالطبع، وكما ذُكر، تفهم الطفل وعد توبيخه. وهنالك علاج بالأدوية وهنالك علاج سلوكي.
كيف من الممكن أن تؤثر الأدوية؟
ليس المجال هنا لشرح مفصل، ولكن باختصار هنالك أدوية تعمل على خفض إنتاج البول، وبالتالي تنخفض الحاجة للتبول، ونوع آخر من الأدوية، لمنع الاستغراق في النوم، فأحد أسباب التبول الليلي هو عدم استطاعة الطفل الاستيقاظ لدى الضغط للتبول.
وماذا بالنسبة للعلاج السلوكي؟
هذا العلاج يقدم أكثر لأطفال فوق سن عشر سنوات. والأطفال الذين يعانون من ظاهرة الاضطرابات في التركيز فإن هذه الظاهرة أكثر انتشارًا بينهم.
هل هنالك مجموعات من الأطفال الذين يعانون من المشكلة بشكل خاص؟
نعم. فالأطفال الذين يعاون من اضطرابات في الإصغاء والتركيز، (ADHD)، تزداد هذه الظاهرة لديهم.
ماذا يمكن القول للأهل؟
لا شك أن ظاهرة التبول اللا إرداي هي معضلة كبيرة للأهل وتسبب الإحراج والمعاناة، ولكن الأهالي مطالبون بالصبر والأناة وحسن التصرف. ممنوع توبيخ الطفل وعلى الأهل أن ينتبهوا لكل كلمة يقولونها، ولكل ملاحظة يبدونها، لأن ذلك قد يؤثر على الطفل لسنوات طويلة. المشكلة في الغالب عضوية ونفسية ووراثية، وفي الغالب يتم التغلب عليها.
الدكتور عدنان حجازي، أخصائي طب الأطفال والمسالك البولية لدى الأطفال يعمل في عيادات كلاليت في منطقة الجليل الغربي طمرة، سخنين، عكا، كرمئيل ومركز الطفل في زفولون.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات