العادة السرية لدى الاطفال؟
عادة ما يصاب الأهل بالقلق والدهشة لرؤية ابنهم أو ابنتهم يدخل يده إلى عضوه الجنسي أو يحكه أو ينام على بطنه ويحك عضوه بحافة سريره أو بالكرسي الذي يجلس عليه.
هذا التصرف هو طبعًا ما يسمى بالعادة السرية عند الأطفال دون سنّ السادسة. صحيح أن الممارسة نفسها هي ممارسة العادة السرية إلا أن أسبابها ومفهومها مختلفة كلّ الاختلاف ما بين الأطفال والمراهقين أو البالغين.
رد فعل الوالدين على حالة ممارسة الطفل للعادة السرية هامّ جدًّا، وله أبعاده وإسقاطاته على فترة طفولته وكذلك عند بلوغه.
العادة السرية: بدافع الفضول
عند التحدّث عن العادة السرية لدى الأطفال فإن الحديث يدور عن ممارسة غير جنسية، وإنما عن مرحلة طبيعية في حياة الطفل في عمر سنتين حتى ثلاث سنوات، يكتشف فيها الطفل أعضاءه عن طريق اللمس بدافع الفضول وحبّ الاستطلاع.
عادةً ما يمارس الطفل أو الطفلة العادة السرية عن طريق حكّ العضو الجنسيّ بيده أو من خلال حكّ العضو الجنسي بغرض ما مثل الكرسي أو السرير. عادة تكون ممارسة العادة السرية في وقت النوم أو وقت الاستحمام أو عندما يشعر الطفل بالملل أو بالانزعاج، أو خلال مشاهدة التلفاز، أو عند شعوره بالغضب من شيء ما أو كردّ فعل على عقاب الأهل له. فنجده يستمتع بحكّ جسمه كاستمتاعه بوضع إبهامه في فمه وامتصاصه. هذا التصرّف عمليًّا يهدّئه ويشعره بالارتياح.
العادة السرية: ادراك الطفل للخصوصية
في عمر خمس وست سنوات يستمرّ الطفل بممارسة العادة السرية، لكن بوتيرة أقلّ، وتصبح لدى الطفل درجة أعلى من الإدراك والفهم، فيمارس العادة السرية "بالسرّ" وبخصوصية أكبر.
تستمرّ طبعًا هذه العادة في سنّ المراهقة، لكن كرد فعل على ثورة الهورمونات الجنسية في الجسم، وعندها يكون الدافع جنسيًّا.
التعامل مع هذا السلوك في سنّ الطفولة المبكرة لا يكون عن طريق التصرّف مباشرةً بل عن طريق الشعور بفقدان السيطرة لدى الطفل، وكذلك من خلال منحه الشعور بالرضا عن ذاته.
متى يصبح التعامل مع ممارسة العادة السرية مشكلة؟
إذا استمرّت ممارستها بعد سنّ ست سنوات في أماكن عمومية، عندها يشير هذا السلوك إلى مشكلة تحتاج إلى تدخّل علاجيّ، ويكون على الأهل فيه التوجّه لتلقّي الإرشاد والتوجيه من قبل طرف مهنيّ. إذا مارس الطفل العادة السرية وكان حزيناً، أو إذا تعلّمها من طرف آخر، فهذه أضواء حمراء لوجود مشكلة تحتاج إلى حلّ.
عادة ما يخاف الأهل في هذه الحالات، ويعزون أسباب ممارسة العادة السرية عند الأطفال إلى اعتداء جنسيّ عليهم. عادةً، لا يكون هذا التخمين صحيحًا، إذ إنّ الطفل إذا تعرّض لاعتداء جنسيّ يمارس التصرّف الجنسي مع أطفال آخرين، إضافة إلى أنه سيكون حزينًا وعلى الأغلب سيكون منزويًا أو عدائيًّا تجاه أولاد آخرين.
كيف نتعاطي مع ممارسة الطفل للعادة السرية؟
للتعاطي مع هذه الممارسة، من المهمّ عدم منع الطفل من ممارستها أو التعامل معها على أنها تصرف شاذ. إنّ ردّ فعل كهذا يؤدّي إلى نتائج عكسية، ويأخذ الطفل بزيادة ممارسة العادة السرية، إضافة إلى إحساسه بأنّه سيئ ومذنب، وهذا قد يسبّب في عجز جنسيّ له عند بلوغه. من جهة أخرى، من المهمّ ألا يتمّ إهمال هذه الممارسة أو التعاطي معها بسلبية.
o أفضل ردّ فعل هو التوضيح للطفل بأن الأمر مسموح له في أماكن محدّدة ووحده، والتشديد دائمًا على أنّ جسمه ملك له. فلا حاجة للمراقبة وقت النوم وحده، لكن تجب المراقبة والتدخّل في أماكن أخرى.
o من المهمّ الاهتمام بالطفل، خاصة إذا أحسّ بأنه وحيد، فإنه سيمارسها أكثر. لذلك، من المهم جدًّا التواصل مع الطفل والتحدّث معه، إضافة إلى احتضانه والتقرّب منه حتى يشعر بالأمان.
o مثلاً، في أثناء مشاهدة التلفاز، بينما الطفل يجلس وحده، في حال قام بوضع يده داخل سرواله، في الإمكان عندها التوجّه إليه من دون النظر إليه أو التركيز على ما يفعل، والتحدّث معه حول ما يشاهد في التلفاز والتقرّب منه وحضنه.
o إذا مارس الطفل العادة السرية في الروضة من المهمّ التوضيح للمربية بضرورة عدم توبيخ الطفل، بل القيام بشدّ انتباهه إلى أمور أخرى ودعوته للمشاركة في الفعاليات أو الدرس.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات