منذ حوالي عام، قرر الطاقم الطبي بأن منال الصغيرة بحاجة إلى عملية قلب مفتوح وزراعة صمام طبيعي في القلب لإنقاذ حياتها
ولكن عندها واجه الطاقم الطبي مشكلة أخرى، فالطفلة تمتلك فصيلة دم B, RhD negative ولديها نوع دم فرعي نادر جدًا، وهي تحتاج بشدة إلى جرعات دم مطابقة خلال وبعد جراحة القلب، ولم يتم العثور على جرعات دم كهذه في إسرائيل.
بدأ الدكتور جوان يعقوبوفيتش، مدير وحدة أمراض الدم في مركز شنايدر بالتعاون مع الدكتورة فيريد ياهالوم، مديرة الدم ومكونات الدم في مستشفى بيلينسون، بالبحث عن أشخاص يمتلكون نفس فصيلة الدم من النوع B, RhD negative والنوع الفرعي للدم Jr(a-)، مع أجسام مضادة لفصيلة دم شائعة، وأجسام مضادة أخرى ضد فصيلة دم ثانوية مختلفة - ممن سيوافقون على التبرع بالدم من أجل منال الصغيرة.
عندما لم يتم العثور على متبرعين مناسبين في إسرائيل، بدأ العاملون في المختبر الوطني لتصنيف الأجسام المضادة ومجموعات الدم النادرة في خدمات الدم التابعة لنجمة داوود الحمراء، بقيادة الدكتورة ليورا مونشر والدكتورة مارينا آيزك، بالبحث عن وحدات دم ملائمة في قاعدة البيانات الدولية للمتبرعين بأنواع الدم النادرة من أجل العثور على وحدات الدم المناسبة في أماكن أخرى من العالم، أو متبرعون لديهم نفس فصيلة الدم النادرة التي تمتلكها منال، وملائمون من حيث الأجسام المضادة التي تحتاجها.
توجهت خدمات الدم التابعة لنجمة داود الحمراء في إسرائيل إلى الصليب الأحمر الياباني، والذي وجد وحدتي دم ملائمتين، وقام بإرسالها جواً بطائرة خاصة إلى إسرائيل، والاحتفاظ بها في ثلاجات خاصة في خدمات الدم التابعة لجمعية نجمة داود الحمراء حتى موعد العملية. تم تحديد موعد للعملية بحيث يتم تذويب وحدات الدم النادرة على يد نجمة داوود الحمراء ثم إرسالها إلى بنك الدم في بيلينسون ومن هناك إلى غرفة العمليات في مركز شنايدر.
استعدادًا للعملية، تلقت منال الصغيرة لعدة أشهر حقنة أسبوعية من إنترفون في مستشفى سوروكا، وذلك بسبب فقر الدم الخلقي النادر الذي تعاني منه، وكذلك من أجل رفع نسبة الهيموجلوبين إلى أعلى مستوى ممكن حتى موعد العملية. خضعت الطفلة في شهر آذار الماضي لعملية قلب مفتوح أجراها الدكتور جابي أمير مدير وحدة جراحة قلب الأطفال حديثي الولادة في مركز شنايدر، وتلقت خلالها إحدى وحدات الدم النادرة التي تم التبرع بها من اليابان. خلال العملية تم استخدام تقنية خاصة لحفظ الدم، وكذلك توصيلها بجهاز للقلب والرئتين قبل فتح القفص الصدري عبر الفخذ، وتكرير الدم المسحوب من المريضة أثناء الجراحة وتصفيته وإعادته إلى جسدها.

|
اجتازت منال الجراحة بنجاح، وتم نقلها لاستكمال العلاج في وحدة العناية المركزة، حيث تلقت وحدة الدم النادرة الثانية
يقول الدكتور جوان يعقوبوفيتش، مدير وحدة أمراض الدم في مركز شنايدر: "نحن في مركز شنايدر نؤمن أنه يجب بذل كل جهد مطلوب لانقاذ حياة أي طفل. كنا نعلم أن الطفلة تحتاج لعملية جراحية وعرفنا أنها يجب أن تحصل على وجبة الدم التي تناسبها تمامًا. احتاجت المسألة تنسيقاً بين العديد من الجهات وشملت إضافة إلى جانب مركز شنايدر كلاً من مستشفى بلينسون ومستشفى سوروكا، وخدمات الدم التابعة لنجمة داوود الحمراء، والصليب الأحمر الياباني، وتعاوناً دولياً من أجل إنقاذ حياة طفلة إسرائيلية تبلغ من العمر 7 سنوات. مثل هذه القصص تشهد على إنسانية وإبداع جميع العاملين المشاركين في المجال الطبي".
وتضيف الدكتورة فيرد ياهالوم، مديرة خدمات الدم ومكونات الدم في مستشفى بيلينسون: "تؤكد هذه القصة على أهمية التبرع بالدم بشكل عام وخاصة عندما يتعلق الأمر بفصائل الدم النادرة. فعلى الرغم من جميع التطورات التكنولوجية، لم تكن الجراحة ممكنة دون المتبرعين بالدم من اليابان والذين قرروا إنقاذ حياة طفلة من بلد أجنبي، لم تربطهم بها أي معرفة على الإطلاق".
تقول البروفيسورة إييلت شنعار، نائبة رئيس خدمات الدم في نجمة داوود الحمراء: "حالة منال هي مثال جيد على أهمية التواصل المهني والتعاون بين مختبر أنواع الدم النادرة في نجمة داوود الحمراء ومختبرات خدمات الدم المماثلة حول العالم. يتيح لنا هذا التواصل إحضار وحدات نادرة من الدم لم يتم العثور عليها في إسرائيل من الخارج لعلاج المرضى في إسرائيل، وتقديم جرعات نادرة من إسرائيل للمرضى في جميع أنحاء العالم، وكل ذلك من متبرعين يتطوعون لإنقاذ أرواح أشخاص آخرين".
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات