أرقام مقلقة
حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فان %18 من حالات الوفاة لدى الأطفال دون سن الخامسة يكون بسبب أمراض التهاب الأمعاء والإسهال وهو ما يؤدي الى حوالي 2 مليون حالة وفاة سنويا. وفي البلاد يعد التهاب الأمعاء عاملا مركزيا من أسباب الرقود في المستشفيات لدى الأطفال.
خلال عام 2004 رقد في مستشفيات البلاد أكثر من 200 ألف طفل بسبب التهاب الأمعاء وهو ما يوازي 10% من الراقدين في المستشفيات لتلك السنة. وبموجب الإحصائيات فمن المتوقع لكل طفل، حتى سن 3 سنوات، أن يمرض أو يعاني من التهاب الأمعاء على الأقل مرة واحدة.
ماذا نعني بالتهاب الأمعاء الحاد؟
التهاب الأمعاء الحاد هو التهاب في الجهاز الهضمي تسببه عادة: البكتيريا، فيروسات أو طفيليات، الأمر الذي يتمثل بالتقيؤ والإسهال ويصاحب ذلك أوجاع البطن وارتفاع درجة الحرارة.
عادة ما تكون العدوى ناتجة عن:
1. تناول أطعمة ملوثة.
2. شرب ماء ملوث يحوي مسببات المرض.
3. لمس مناطق و براز شخص مريض.
4. هنالك حالات يتم فيها انتقال العدوى مباشرة من شخص لآخر.
5. لمس حاجات ملوثة مثل ألعاب أو ملابس شخص مريض.
الإسهال
الإسهال هو حالة مرضية تتمثل بتحول البراز المتماسك إلى براز سائل أو مائي وكذلك تزداد وتيرة التبرز لتصل ثلاث مرات أو أكثر في اليوم (أي حدوث تغيير في وتيرة التبرز أو شكله أو ليونته عن المألوف للطفل قبل بداية المرض).
لا يعتبر الطفل مصابا بالإسهال إذا تكرر التبرز لأكثر من ثلاث مرات يوميًا، ما دام البراز بقي طبيعيا في اللون والليونة. غالبا ما يكون براز الأطفال الذين يرضعون، طريا والتبرز يحدث بوتيرة أعلى ويمكن أن يصل إلى حد حدوث التغوط بعد كل رضاعة ولكن ذلك لا يعتبر إسهال.
سوء التغذية وأمراض الجهاز الهضمي
الإسهال المتكرر أو المزمن يحدث لدى الأطفال بسبب سوء التغذية وضعف مقاومة الطفل وتأخر في التطور وفقر الدم.
عدا عن ذلك فان سوء التغذية يزيد من إمكانية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي ومضاعفات شديده للمرض بل حتى أن معظم حالات الوفاة المتعلقة بالإسهال تكون لدى أطفال يعانون من سوء تغذية كما هو الحال في الدول النامية.
عوامل أخرى مسببة للإسهال
- هنالك عوامل أخرى تزيد من إمكانية الإصابة بالإسهال مثل نقص فيتامين A أو نقص في مادة الزنك.
- يجب الانتباه، بالإضافة لذلك، إلى أن الإسهال يمكن ان يكون نتيجة أمراض أخرى مثل التهاب السحايا (يرافقه التقيؤ)، تلوث الدم، التهاب الرئتين، التهاب الأذن الوسطى والتهاب مجاري البول.
الرضاعة عامل مخفف للإسهال
- تؤدي الرضاعة إلى التخفيف من تكرر حالات الإسهال وحدتها بالمقابل يؤدي التواجد في الحضانات إلى زيادة هذه الحالات.
الانتباه للأطفال دون الخامسة
معظم حالات الإسهال تستمر أقل من أسبوع ، وإذا استمر الإسهال لأكثر من أسبوعين يكون الإسهال مزمنًا وهو يشكل %20-3 من حالات الإسهال لدى الاطفال حتى جيل 5 سنوات. ويصبح الإسهال أشد خطورة على الأطفال دون سن الخامسة بسبب ارتفاع نسبة الماء في جسم الطفل، احتياجاته العالية من الأملاح، مساحة الجسم العالية مقارنة بالكبار واعتماده على غيره في العلاج.
الشتاء هو موسم المرض
الفيروس الأكثر انتشارا في البلاد هو الروتا، وقمة انتشار المرض تكون في الاشهر نوفمبر (تشرين ثاني) حتى فبراير (شباط)؛ هناك فيروسات أخرى تسبب المرض تنشط في أواخر الشتاء وبداية الصيف.
في أغلب الأحيان لا يمكن تشخيص المسبب للمرض استنادا على أعراض المرض. ولا داعي لأخذ عينات من البراز (فقط في حالة إسهال متواصل، رقود في المستشفى لنفي مسببات إضافية أو عدوى عامة)
ولكن وجود عوارض مثل ارتفاع درجة الحراره ،وجع بطن شديد ، اسهال مع دم او مخاط يرجع وجود سبب من البكتيريا على الأغلب الshigella
من المضاعفات الممكنة لأمراض التهاب الأمعاء:
التهاب الصفاق Peritonitis التهاب السحايا Meningitis
التهاب الكبد Hepatitis
التهاب الفرج والمهبل Vulvuvaginitis
التهاب الرئتين Pneumonia
الالتهاب التنخري للنسيج الخلوي Soft Tissue Infection
متلازمة جيلان بارية Guillan Barre Syndrome التهاب المفاصل الفقري (الارتكازي) Reactive Arthritis
متلازمة التحلل الدموي البولي Hemolytic Uremic Syndrome داء برغر IgA Nephropathy
لتهاب بطانة القلب Endocarditis
هدف العلاج تفادي الجفاف
إن الهدف الأساسي في علاج أمراض التهاب الأمعاء الحادة والإسهال هو منع حصول الجفاف لدى الطفل.
من الحالات التي تؤدي إلى الجفاف الشديد: جيل تحت 6 اشهر ، وجود أمراض مزمنة، درجة حرارة 38 لأولاد تحت جيل 3 أشهر أو درجه حرارة 39 لأولاد من جيل 36-3 شهر، إسهال مع دم، تقيؤ مستمر، عدم القدرة على التبول، تغيرات في حالة الوعي أو تغور العينين.
لدى التخطيط العلاج يجب مراعاة حالات الجفاف المختلفة، فهنالك حالات بسيطة، متوسطة، وشديدة.
من المقاييس الأكثر تنبؤا للجفاف هو فقدان الوزن لذلك يمكن جمع المعلومات مثل عدد الحفاظات، التبول، التقيؤ، عدد مرات الإسهال، الوضع العام، كميات الأكل والشرب ودرجه الحرارة.
أعراض الإسهال بدون جفاف:
- وتيرة تبرز 4-3 مرات في اليوم، الحالة العامة للطفل جيدة (يتحرك ويلعب في أكثر أوقاته) الجلد مرن، لا يوجد عطش والأغشية المخاطية في الفم رطبة.
- لا يحدث تغيير في وزن الطفل، الحرارة طبيعية، القيء غير موجود أو قليل، البول طبيعي، اليافوخ الأمامي طبيعي وليس غائرا، العينان طبيعيتان وليستا غائرتين.
أعراض الإسهال مع الجفاف المتوسط:
- وتيرة تبرز أعلى: بين 10-4 مرات في اليوم.
- الحالة العامة غير جيدة وقد يصاب الطفل بالهياج أو قلة الحركة واللعب، الجلد يفقد مرونته، الشعور بالعطش ويطلب يطلب الماء باستمرار ، الأغشية المخاطية في الفم جافه قليلا.
- فقدان %5-10 من وزن الطفل، درجة حرارة الطفل مرتفعة قليلا، القيء بكميات قليلة، البول قليل من ناحية الكمية ولونه غامق، العينان غائرتان والدمع قليل.
أعراض الإسهال مع الجفاف الشديد:
- وتيرة أعلى أكثر من التبرز( فوق العشر مرات يوميًا). الحالة العامة سيئة، ويكون الطفل بحالة خبل، وقد يكون غائبا عن الوعي ويمكن أن يصاب بحالات تشنج. يفقد الجلد من مرونته، الشعور بالعطش الشديد وتكون الأغشية المخاطية في الفم جافه جدا، يخسر الطفل أكثر من %10 من وزنه، درجة حرارة مرتفعة، عدم التبول لمدة ساعات والكمية قليله جدًا، التقيؤ بصوره متكررة، العينان غائرتان إلى الداخل وجافتان.
العلاج:
- استرداد السوائل عن طريق الفم هي الطريق الأمثل والأفضل لعلاج التهاب الأمعاء الحاد. يجب مواصلة التغذية بالغذاء العادي، بما في ذلك الرضاعة، وعدم تأجيلها لأكثر من 6-4 ساعات من بداية إعطاء السوائل.
- التبكير في إعطاء التغذية المعتادة يقلل من فترة الرقود واستعادة الوزن الناقص. لا ينصح بتخفيف الطعام. أو التدرج بزيادة الكمية، ولا حاجة للابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز (منتجات الألبان أو حتى بدائل الحليب معدومة اللاكتوز) (عدا في الحالات المزمنة).
- من السوائل الموصى بها محلول معالجة الجفاف أو ما يسمى ب oral rehydration solution (ORS) وهو سائل يحتوي على تركيز معين من الأملاح والسكر موصى به من منظمة الصحة العالمية. ويمكن إيجاده في البلاد بشكل hydran . يمكن إعطاء المحلول كل بضع دقائق. أما الكميات فهي بحسب وزن الطفل ودرجة الجفاف مثلا الجفاف البسيط 50 ملل لكل كغم، أو 100 ملل لكل كغم في الجفاف المتوسط؛ أما في الجفاف الشديد أو بحالة فقدان الوعي فينصح أن يتم العلاج من خلال السوائل الوريدية أثناء الرقود في المستشفى.
- هنالك الكثير من الأدوية المتداولة لعلاج التقيؤ والإسهال مثل البرامين لوقف التقيؤ، أو العقاقير النابضة مثل الكاولين والفحم المنشط وكربونات البزموت أو مشتقات الأفيون التي تبطئ نشاط الأمعاء. لا ينصح باستعمال هذه الأدوية بتاتا أولا بسبب ثبات عدم نفعها لمعالجة الإسهال والعديد من الأعراض الجانبية منها الخطيرة التي تصيب جهاز الأعصاب المركزي.
- على الأغلب لا مكان للعلاج بواسطة بالمضادات الحيوية في أمراض الأمعاء الحادة والإسهال، حتى إذا كان الاعتقاد أن المسبب هو من البكتيريا. ويرجع استعمالها بقرار من الطبيب المعالج في علاج أنواع محددة من البكتيريا أو الطفيليات أو إذا رافق الإسهال عدوى حادة أخرى كالتهاب الأذن الوسطى مثلا.
- استعمال المضادات الحيوية يؤدي إلى تطويل فترة طرد العامل المسبب للمرض من الجسم وبالتالي عدم حدوث شفاء تام.
- يوجد تطعيم ضد فيروس الروتا، وهو متوفر بثلاث جرعات بجيل 2، 4، 6 أشهر وغير متواجد في مراكز رعاية الأم والطفل وإنما يمكن الحصول عليه بشكل خاص.
يمكن العلاج بمساعدة المستحضرات البيتية:
- ماء الشرب النظيف، شوربة الجزر أو مسحوق الجزر، اللبن الطبيعي، أطعمة تحتوي سكريات مركبة مثل أرز، قمح، بطاطا، خبز، حبوب cereal، لبن. وتشكل الخضراوات تشكل بديلاً جيدًا.
- تخفيف المشروبات المحلاة مثل العصير المركز، الكولا، عصير الفاكهة، المشروبات الغازية، المشروبات الغنية بالسكر، وكذلك تجنب الدهنيات والمأكولات الدسمة.
الوقاية:
- غسل اليدين جيدا.
- استخدام أدوات شخصية منفصلة.
- الابتعاد عن مصادر العدوى.
- وبالنسبة للمسافرين: شرب مياه معدنية من زجاجات مغلقة.
- عدم استخدام مكعبات الثلج، فقد يكون مصدرها من مياه ملوثة.
- استخدام مياه معدنية لتنظيف الأسنان.
- عدم تناول المأكولات النيئة بما فيها السلطات والخضراوات والفواكه.
- الحذر من الأطعمة غير المطهية.