لا شك أن أجهزة الكمبيوتر أصبحت تلعب دورا هاما في حياتنا، ولم تعد تقتصر على المكاتب والمؤسسات والشركات ومختبرات المدارس بل أصبحت احد المقومات الأساسية في كل بيت تقريبا والعمل أمامها اخذ يستحوذ ساعات كثيرة من برنامجنا اليومي.
ولم يبق الحال كما كان عليه في السابق حين اقتصر الجلوس أمام الحاسوب لغرض العمل أو التعليم، فاليوم أصبح جزءا مهما من حياة كثير من الأطفال وأبناء الشبيبة، منهم من يجد به تسلية وتمضية للوقت في صنع عالم من الانتصارات أمام شخصيات الألعاب الوهمية وأخر يجد فيه ملجأ أو منفذا للتعبير عن أمور لم يستطع التعبير عنها أمام أصدقاه أو عائلته، فأجهزة الكمبيوتر الموصلة بالانترنت تفتح أمامنا عالما كبيرا ننتقل به بحرية وسرعة ونكتشف فيه يوما بعد يوم محتويات ومضامين متنوعة، حتى ان البعض أصبح يطلق علية القارة السابعة.واخذ التعامل مع الكمبيوتر والانترنت والبرامج الملحقة به يتطلب الجلوس وقت طويلا أمام شاشة الكمبيوتر غافلين تعرضنا لأضرار كثيرة وخاصة عند الأطفال وصغار السن.
من هذه الجوانب هي المخاطر الاجتماعية والنفسية من جراء الجلوس المتواصل الطفل أمام الحاسوب؟
ان استعمال الأطفال للحاسوب لفترات متواصلة نابع من عدة أسباب تؤدي به للإدمان، الأمر الذي قد يضر بتطوره مستقبلا عندما يبلغ جيل المراهقة وبتشكيل وصقل هويته الشخصية.
ما هي أهم هذه الأضرار؟
هناك عدة أضرار أهمها:
انطواء الطفل: الإدمان على استعمال الحاسوب يؤدي إلى انطواء الطفل وخاصة الأطفال الذين يمتازون بالخجل، الذي ينبع بالأساس من قلة احترام الذات وقلة الثقة بالنفس، فالتعامل مع الحاسوب لا يتسبب له بالقلق والخوف من أي رد فعل، فهذه الآلة لن تعترض على شكله الخارجي أو قدراته الرياضية الأمور التي ربما كانت تقلقله بتعامله مع محيطه. إلا أن تكريس هذا الوضع سيمنعه من إجراء تغيير في حياته وسيكرس خجله، الأمر الكفيل بامتناعه وابتعاده عن المشاركة في فعاليات اجتماعية أخرى ذات أهمية كبيرة.
التواصل وتطوير المهارات العاطفية: قلة تفاعل الأطفال مع من حولهم ومشاركة الأطفال الآخرين في اللعب يضر بتطوير المهارات العاطفية والتي فقط ومن خلال هذا التواصل الإنساني يستطيع الطفل تطوير قدراته الحسية والعاطفية ومهارات التعامل مع الآخرين، هي لا تقل أهمية عن المهارات العقلية.
إضافة لذلك فالطفل ومن خلال لقائه وتواصله مع الآخرين يتواصل مع ذاته.
تطوير القيم الاجتماعية والإنسانية: الإدمان على استعمال الحاسوب يعيق من تطوير واكتساب قيم اجتماعية وإنسانية لقلة مشاركة هؤلاء الأطفال في نقاشات للأفكار الخاصة به أو بالآخرين ويمنع تطوير ضوابط داخلية لدى الطفل ترافقه عندما يصبح مراهقا وإنسانا بالغا.
* המידע המופיע במדריך הוא לידיעה כללית בלבד. יש לעיין בתנאי השימוש ומדיניות הפרטיות