هل يتساوى طولكم معدل الطول ولا تفهمون كيف صار ابنكم طويلًا إلى هذا الحد؟ هل بلغتَ طولك الأقصى لكنك لا تزال مُضطرًا إلى النظر باتجاه الأعلى لرؤية وجهي أبويك؟ قد اكتشف طاقم بحث إسرائيلي أن طولنا كبالغين يتأثر إلى حد كبير ليس فقط بالعوامل الجينية بل بالبيئة التي نعيش فيها أيضًا، وذلك ابتداء من الرحم ولغاية سنة واحدة من العمر تقريبًا.
وتشمل البيئة في هذا السياق العوامل التالية: مسار الحمل، والغذاء والحالة الصحية عند الوالدة والطفل خلال السنة الأولى من حياته، والوالدان والهيكل العائلي، والحالة الاقتصادية والعاطفية.
فارق أقصاه 25 سنتمترا
"في أعقاب الثورة الجينية من عادتنا اليوم نسب صفاتنا الشخصية إلى الجينات"، تقول الدكتورة ألينا غرمان من كلاليت، التي قادت الدراسة بالتعاون مع البروفيسور زيئيق هوخبرغ من كلية الطب في معهد الهندسة التطبيقية -التخنيون. "ولا شك في أن العديد من صفاتنا هي جينية، لكن الدراسة تشير إلى أن الظروف البيئية تلعب دورًا مهمًا أيضًا – ما يقارب 50% – في تحديد النمو والطول".
ويبلغ الفارق بين طول وقصر القامة حوالي 25 سنتمترًا عند الرجال (بحيث يقع 94% منهم ضمن النطاق ما بين 162 و 187 سم) و 23 سنتمترًا عند النساء (152-175 سم).
وفي إطار الدراسة خضع للفحص 162 زوجًا من التوائم – 56 زوجًا من التوائم المتطابقين (ذوي نفس الجينات) و 106 أزواج من التوائم غير المتطابقين (الذين تبلغ نسبة الجينات المشتركة لديهم 50% فقط) – إلى جانب 106 أزواج من الأشقاء الذين ليسوا توائم ولديهم الجينات المشتركة بنسبة 50% أيضًا. وارتكز الباحثون على المرحلة من النمو التي تُنسب إليها أهمية فائقة وهي انتقال الطفل من مرحلة نمو الرضيع إلى مرحلة نمو الولد (معدلها 10.5 أشهر من العمر في إسرائيل).
لدونة النمو والتطور
"تتيح لنا الدراسات على التوائم فحص العلاقات المتبادلة بين الجينات والبيئة"، قال البروفيسور هوخبرغ، "وهنا اكتشفنا تأثير البيئة المذهل على تطور المرء ونسميه لدونة تطور الإنسان بمعنى أن الظروف البيئية مثل الغذاء، والأحوال الجوية ، والحالة الاجتماعية والعائلية تؤثر على صفاتنا البدنية".
ويقول الباحثون إن هذه اللدونة تتمثل في "تخصيص" الصفات بالتماشي مع الظروف التي سنعيش فيها مستقبلًا والتي يتسنى "تكهنها" بالاعتماد على الظروف الراهنة.
وإليكم مثال على ذلك: الأولاد الذين يُولدون وينمون في بيئة حيث يعانون من سوء التغذية سيكونون قصار القامة كي يكونوا في حاجة أقل للغذاء مستقبلًا. وخلافًا لذلك، "البيئة الغنية والشبعانة"، مثلما قاله الباحثون، "ستساهم في نمو الأولاد ذوي قامة أطول".
وأجريت الدراسة من قبل باحثين من معهد الهندسة التطبيقية التخنيون وجامعة تل أبيب ومستشفى بناي تسيون بحيفا وبالتعاون مع فرعي وزارة الصحة في حيفا وتل أبيب. وتم نشرها في مجلة Journal of Pediatrics
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات