ما هو الفصام؟
الشيزوفرينيا (Schizophrenia، بالعربية: فصام) هو اضطراب نفسي خطير ، يفقد فيها الشخص المصاب قدرته على فهم وتفسير الواقع.
يعتقد الكثير من الناس خطأً أن الفصام هو انقسام في الشخصية، لذا من المهم التأكيد على أن: الفصام لا يرتبط بانقسام الشخصية، وكلاهما ينتمي إلى مجموعات مختلفة تمامًا من الاضطرابات النفسية. يبلغ معدل انتشار مرض الفصام بين عامة السكان حوالي 1٪ ، أي واحد من كل 100 شخص.
ما هي أسباب الفصام؟
سبب المرض غير واضح ويبدو أن الحديث يدور عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. تبيّن الأبحاث بوضوح أن لدى أفراد عائلة مرضى الفصام هناك زيادة في الإصابة بالمرض. ووجدت أبحاث أخرى اضطرابات مختلفة في وظيفة وبنية الدماغ لدى مرضى الفصام.
لا شك أن لمرض الفصام جذور بيولوجية. النظرية السائدة هي أن الفصام مرتبط باضطراب في نمو الدماغ. يمكن أن يحدث هذا في المراحل التي يكون فيها الجنين في بطن أمه، ولكن يحدث أيضًا في مراحل لاحقة. في مرحلة ما، ولأسباب لا تزال غير معروفة للعلم، ينتشر المرض.
ما هي أعراض مرض الفصام؟
من السائد تقسيم أعراض المرض إلى نوعين رئيسيين:
الأعراض "الإيجابية"
• الهلوسة، مثل سماع الأصوات. هذه هي واحدة من أكثر الهلوسات شيوعًا أثناء التأجج الذهاني للفصام.
• الأوهام. يقتنع المريض بأن هذه الأفكار واقعية ولا يمكن إقناعه بغير ذلك، حيث يقتنع أن هناك من يلاحقه او يتبعه؛ أو يمكن أن يعتقد أن له دورًا فريدًا ومميزًا في العالم؛ أو يمكن أن يقتنع بأن هناك من يتحكم بجسده.
• الاضطرابات أثناء التفكير. هذه اضطرابات في الطريقة التي يتواصل بها الشخص مع ما يعايشه. الاضطرابات الطفيفة يمكن أن تكون صعوبة في "البقاء في موضوع المحادثة " ("التلعثم" في لغة المهنيين). في الاضطرابات الأكثر حدة، يقدم المريض "سَلَطة كلمات" تجعل من المستحيل فهم ما يتحدث عنه أو حتى "يتعطل" تمامًا ولا يستطيع التعبير عن نفسه.
• السلوك غير المنظم. يتصرف المريض بطريقة غير مفهومة و يقوم بحركات غريبة أو يُظهر وضعيات جسدية مختلفة.
الأعراض السلبية
• الإهمال الشخصي.
• عدم الإهتمام بما يحدث في البيئة القريبة والبعيدة.
• الخدر العاطفي (البرود العاطفي).
• تجنب التواصل الاجتماعي.
• فقدان الحوافز.
بالإضافة إلى ذلك، يتجلى مرض الفصام في أعراض ذهنية (اضطرابات في التفكير):
• اضطرابات الذاكرة.
• صعوبة في القدرة على التخطيط لأعمال معقدة.
• صعوبات في التركيز.
ما هي الأعراض التحذيرية التي توجب التوجه فورًا الى الطبيب\ة؟
بشكل عام، لا يدرك الأشخاص المصابون بالفصام ظهور الأعراض. لذا، فإن الذين يتوجهون إلى الجهات الطبية هم عادة أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.
إذا كنتم تخشون أن يكون أحد الأشخاص المقربين مصابًا بأعراض الفصام، فلا تترددوا. تحدثوا معه حول هذا الموضوع وحاولوا تشجيعه على التوجه لإجراء فحص طبي.
إذا كان يمثل خطرًا على نفسه أو محيطه، فبادروا وتوجهوا للجهة الملائمة للحصول على مساعدة (طبيب العائلة، أو الطبيب النفسي ، وإذا لزم الأمر، نجمة داود الحمراء أيضًا على الرقم 101).
•البحث عن عيادات ومزودي خدمة الصحة النفسية
كيف يتم تشخيص مرض الفصام؟
بشكل عام، يتم تشخيص مرض انفصام الشخصية من قبل طبيب نفسي. يتم التشخيص من خلال محادثة مع المريض وأفراد أسرته وكذلك عن طريق استبعاد العوامل الجسدية التي قد تسبب حالات نفسية (عن طريق الفحص البدني وفحوصات الدم وفحوصات الأخرى، إذا لزم الأم).
مثل أي اضطراب نفسي آخر، يتم اجراء التشخيص بناءً على المعايير التي تظهر في كتاب الأمراض النفسية، الـ DSM (الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية).
ما هو علاج مرض الفصام؟
الفصام هو مرض مزمن يتطلب العلاج والمتابعة مدى الحياة. ومن أجل اتاحة العلاج الأمثل، هناك حاجة للتعاون بين العديد من الجهات العلاجية: طبيب نفسي، وطبيب عائلة، وأخصائي اجتماعي، وممرضات وأحيانًا أخصائي نفسي أيضًا.
جزء كبير من العلاج هو إعطاء الأدوية المضادة للذهان. إنها تؤثر على نشاط الدماغ – تحديدًا على إفراز الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. عادة ما يتم إعطاؤها على شكل أقراص، ولكن يمكن أيضًا إعطاؤها عن طريق الحقن.
عند بدء العلاج، يُتوقع تحسن الحالة بعد أيام قليلة فقط. أحيانًا يكون هناك حاجة لإضافة المزيد من الأدوية إلى العلاج مثل الأدوية المثبتة للحالة المزاجية، والأدوية المضادة للهلع، والأدوية المضادة للاكتئاب.
بالإضافة إلى الأدوية، من المهم جدًا ادراج العلاج النفسي والاجتماعي في العلاج. ولهذا، يجب الاستعانة بأخصائي اجتماعي أو ممرضة أو اخصائي نفسي.
بشكل عام، يمكن الحصول على هذه الخدمات في مراكز الصحة النفسية. من خلال مراكز الصحة النفسية، بالإمكان أيضًا الاتصال بالجهات المختلفة التي تساعد الأشخاص المصابين تفسيًا على الاندماج في المجتمع مثل جمعية أنوش اضافة الى الجهات المختلفة التابعة لوزارة الرفاه.
كم يستغرق ذلك من الوقت؟
الفصام هو مرض مزمن يستمر مدى الحياة.
يوجد فيها فترات أكثر هدوءً، حيث يتطلب الأمر متابعة طبية وعلاج دوائي فقط، ولكن في بعض الأحيان يظهر فيها تأجج للمرض (يُطلق عليه النوبات الذهانية). لذلك عادة ما يتطلب الأمر تدخلًا مكثفًا وأحيانًا حتى المكوث في المستشفى لإتاحة العلاج الطبي المكثف المطلوب وكذلك للحفاظ على سلامة المريض وبيئته المحيطة.
لسوء الحظ، يؤدي مرض الفصام الى أضرار نفسية كبيرة، وعلى الرغم من العلاجات الطبية المتوفرة اليوم، لا تزال الطريق طويلة قبل أن يتم علاجه. ومع ذلك، فإن الأدوية الجديدة المتوفرة في الوقت الحالي تمنع الكثير من المعاناة وتقلل من الحاجة إلى المكوث الصعب والمطول للعلاج في المستشفى.
هل يمكن أن تكون هناك مضاعفات؟
إذا ما استمرت الحالة الذهانية نتيجة عدم العلاج، قد يكون هناك تداعيات وخيمة ومنا الاكتئاب، والسلوك الهدام، والانتحار، وإدمان الكحول، والإدمان على المخدرات الخطيرة، والحياة في الشارع، وصعوبات عائلية. والنتيجة المحتملة الأخرى هي مشاكل صحية خطيرة مثل الكشف المتأخر عن أمراض القلب والسرطان، وتفاقم أمراض الرئة، والسمنة، والسكري.
لذا، من المهم جدًا عدم إهمال العلاج والمتابعة الطبية المنتظمة والاستعانة بالجهات العلاجية المختلفة.
كيف نتعلم التعايش مع الفصام؟
من المهم جدًا أن يكون المريض تحت المتابعة والإشر اف الطبي المنتظم وتناول الأدوية الموصى بها. بالإضافة إلى المتابعة النفسية، من المهم أن يكون المريض بتواصل مستمر مع أخصائي اجتماعي للحصول على الدعم العاطفي وكذلك مع طبيب الأسرة حتى لا يتم إهمال الحالة الصحة الجسدية.
هناك العديد من الأطر التي تسمح للمعاقين نفسيًا بالعيش في المجتمع المحلي، والاندماج في أماكن العمل بالإضافة إلى الأطر الاجتماعية المختلفة والتي يمكن من خلالها الالتقاء والتعرف على أشخاص آخرين يعانون من مرض الفصام.
بالإضافة إلى العلاج والدعم المقدمين إلى الشخص الذي يعاني من مرض نفسي، من المهم تقديم الدعم لأفراد أسرته أيضًا: من المفضل أن يكونوا على اتصال وتواصل مع الجهات التي تعالج ابنهم وكذلك عليهم السعيّ لإيجاد أطر الدعم التي تساعد أفراد أسر المرضى النفسيين.
روابط من شأنها مساعدتكم
مؤسسات المساعدة للمرضى النفسيين
اقرار الإعاقة للمرضى النفسيين
سلة تأهيل الدولة للمرضى النفسيين
معلومات عن تشغيل موظف يعاني من إعاقة نفسية
الدكتور شموئيل كرون؛ المدير السابق لمركز شلفاتا للصحة النفسية التابع لمجموعة كلاليت
الدكتور أفيف سيجف؛ مدير قسم الطوارئ والمكوث في شلفاتا