كلنا نريد الحفاظ على صحتنا وإحدى الطرق المتاحة لك لتحقيق ذلك هي معرفة جسمك جيدًا بمعنى أنك إذا كنت تكرسين بعض الوقت لمعاينة جسمك والانتباه إليه وكنت على دراية بمظهر الجسم والإحساسات فيه في وضع الصحة التامة فستجدين أنه من السهل الانتباه إلى التغيرات التي تستدعي الفحص.
شهر التوعية حول سرطان الثدي هو فرصة ممتازة للتعرف على جسمك بواسطة فحص الثدي الذاتي.
إلى أي مدى يمكن الاعتماد على هذا الفحص؟
لا يوجد فحص يكتشف سرطان الثدي في 100% من الحالات لكن الدمج بين الفحص الشهري الذاتي والفحص السنوي من قبل جراح قد يساهم في اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة.
وفي حالة أنك تشكين بشيء ما وتراجعين الطبيب أو الطبيبة، بإمكانهما توجيهك إلى فحوص تصويرية شاملة (تصوير الثدي الشعاعي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية) للتحقق من حالتك بالضبط.
لا تخافي! هذه الفحوص قد تنقذ حياتك وأكثر من 80% من الكتل في الثدي ليست خبيثة.
لحظة، هل يتوجب عليّ إذن الخضوع لتصوير الثدي الشعاعي؟
لم يحن الوقت بعد. ورغم أن تصوير الثدي الشعاعي مهم جدًا لتشخيص سرطان الثدي فإنه يوصى بالخضوع له للنساء من سن 50 عامًا وستتلقى كل امرأة حين بلوغها هذا السن دعوة للخضوع لتصوير الثدي الشعاعي. ومن المتوقع أن تتوجه هذه المرأة إلى طبيب العائلة كل سنتين لطلب التوجيه إلى الفحص لغاية سن 74.
وإذا كانت صحتها ستبقى سليمة لغاية هذا السن سيصير احتمال إصابتها بسرطان الثدي صغيرًا إلى حد سيلغي الحاجة إلى المواظبة على الخضوع للفحص.
وخلافًا لذلك إذا كنت قد أنجبت طفلًا مؤخرًا وبغض النظر عن سنك – من المهم أن تخضعي للفحص لأن سرطان الثدي يتطور في حالات معينة بعد الولادة.
فحص تصوير الثدي الميموغرافيا
وما بالنسبة إليّ شخصيًا؟
إذا كنت قد بلغت 25 سنة من عمرك فيمكنك الانتباه إلى جسمك بواسطة الفحص الذاتي الشهري، الذي يستغرق بضع دقائق دون الحاجة إلى تحديد موعد عند الطبيب أو الطبيبة.
هل يجب أن أقوم بالفحص وحدي؟ هل لديّ خبرة طبية؟
ربما لست خبيرة في مجال الطب لكن نسبة عالية من حالات سرطان الثدي اكتشفت من قبل النساء اللواتي فحصن أنفسهن.
هكذا، ببساطة؟
هكذا، ببساطة!
لماذا؟
1. لأن تكرار الفحص مهم: حينما تفحصين ثدييك خلال فترات متقاربة أي مرة واحدة في الشهر تقريبًا يصير بإمكانك الإحساس والانتباه إلى التغيرات التي تحدث في جسمك في بدايتها وهذه الحالة شبيهة بقدرة العميان على معرفة كل غرض يتواجد في بيئتهم القريبة بفضل حاسة الإحساس وبشكل مماثل يستحسن أن تعرفي ثدييك بفضل ملامستهما لاكتشاف كل تغير قد يطرأ عليهما مستقبلًا.
2. الحساسية والانتباه إلى جسمك: إنك تفحصين ثدييك وتحسين بجسمك بأطراف أصابعك ومن الداخل، في الثديين، وشعورك الشخصي قد يكون أكثر حساسية ودقة من الفحص من قبل شخص آخر.
يا دكتور، قد أثار كلامك القلق لديّ. ومن الآن فصاعدًا سأواظب على الفحص يوميًا.
هذا الأمر ليس بجيد.
لماذا؟
لأنك إذا فحصت نفسك كل يوم لم تحسي بأي تغير بين يوم وآخر والفحص الشهري يكفيك تمامًا.
لحظة، إذن لماذا يهمني الفحص على وجه العموم؟ إني شابة وأتمتع بالصحة التامة وهذه المشكلة تنتاب، كيف أقول ذلك، النساء الأكبر سنًا، أليس كذلك؟
إن نسبة النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي في حياتهن في مختلف الأعمار عالية جدًا ومن ناحية إخصائية ستصاب امرأة واحدة من أصل كل تسع إلى 12 امرأة بهذا المرض.
وشاهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في نسبة مريضات سرطان الثدي في العشرينات والثلاثينات من عمرهن. ورغم أن المرض نادر جدًا عند الفتيات في سن 18 عامًا فإنه لا يزال محتملًا.
ولذلك يجب الاهتمام في اكتشاف المرض وبخاصة لأن سرطان الثدي يتطور غالبًا بشكل غير مؤلم وفي غالب الحالات التي تنشأ فيها آلام الثدي يعود السبب لها إلى المشاكل الهرمونية أو استعمال حبوب منع الحمل أو نشوء كيسات في الثدي.
باختصار، كيف يجري الفحص؟
الثديان هما عضوان خارجيان، مما يتيح لك فحصهما بنفسك وما يجب عليك معرفته هو الآتي:
1. معرفة موعد الفحص
2. معرفة الشيء الذي تبحثين عنه
3. معرفة كيفية الفحص
ما الذي نبحث عنه حقًا؟
لدى النساء اللواتي يحدث الطمث لديهن بانتظام يفضل القيام بالفحص الذاتي في اليومين اللذين يليان انتهاء الطمث.
لماذا؟
لأن الثديين أقل احتقانًا وأقل حساسية للمس.
وإذا لم يحدث الطمث؟
في هذه الحالة يوصى بتحديد يوم معين (على سبيل المثال أول يوم من كل شهر أو آخر يوم من كل شهر أو كل يوم آخر سيسهل عليك تذكره) – والقيام بالفحص.
ما الذي أبحث عنه؟
يشمل الفحص المعاينة والملامسة وغالبًا يوجد هناك فرق بارز بين الأورام السرطانية وغير السرطانية في الثدي بمعنى أن الأورام غير السرطانية (مهما كان حجمها) هي غالبًا مستديرة أو إهليلجية الشكل أي أنها ذات حدود حادة وواضحة وزيادة على ذلك من المستطاع "تحريكها" بسهولة بأي اتجاه وفي العديد من الحلات هي حساسة جدًا ومؤلمة (بخاصة عند نشوء الكيسات).
أما الأورام السرطانية فتنمو وتدخل في نسيج الثدي، مما يجعل من الصعب "تحريكها" بكافة الاتجاهات وهي عادة صلبة بدون أن توجد لها حدود حادة وواضحة ضمن الثدي.
سرطان الثدي: الدليل الكامل |
إذن كيف نبحث عنها؟
ادهني على راحة اليد مرهمًا لترطيب بشرة الجسم أو مرهمًا لترطيب اليدين لأنه يجعل الأصابع تنساب على الثدي، مما يحسن من قدرتك على الإحساس بالكتل ضمن الثدي.
المعاينة:
الآن اجلسي أمام المرآة وانظري إلى ثدييك من الأعلى وكذلك في المرآة – تارة بينما يداك مرتاحتان نحو الأسفل وتارة بينما يداك مرتفعتان.
افحصي ما إذا ظهرت أي تغيرات في شكل الثديين الخارجي أو هل ظهر جلد متقشر أو حرشفي لم تريه سابقًا وبخاصة – هل توجد هناك نقاط على شكل حُفَر في الجلد أو الحلمة وهل الحلمتان بارزتان أو إحداهما "دخلت الثدي" (كأن شخصًا يسحب الجلد أو الحلمة داخل الثدي) وقد تدل النقاط على شكل الحفر في الجلد أو انسحاب الحلمة على تطور الورم السرطاني تحت هذه النقاط.
قومي بمعاينة الثديين بالتزامن مع الضغط باليدين على الحلمتين داخل الثدي ثم ارفعي الثديين براحتي اليدين لاكتشاف المنطقة السفلية، التي يصعب عادة رؤيتها.
الملامسة:
يستحسن استعمال أطراف الأصابع الثلاث المتوسطة واستعمال درجات مختلفة من الضغط خلال الفحص للوصول إلى نسيج الثدي في طبقات مختلفة أي الضغط الطفيف لفحص النسيج القريب من البشرة والضغط المتوسط والضغط الأقصى لفحص الطبقة العميقة في الثدي.
اضغطي على الحلمتين بأصابعك من كافة الجوانب وبزوايا مختلفة وحاولي عصرهما وحتى إذا لم تكوني ترضعين طفلًا حاليًا (أو حتى إذا لم تفكري في الإرضاع طيلة العقد القادم...) فقد تفرز من الحلمة كمية ضئيلة من مادة ما (بيضاء أو صفراء أو شفافة) لكن هذا لا يدل على مشكلة خطيرة.
ورغم ذلك، إذا كان عصر الحلمتين يتسبب في إفراز الدم أو سائل بلون غامق – يوصى بمراجعة الطبيب أو الطبيبة في الحال للفحص. انتبهي:– ظهور سائل من هذا القبيل لا يدل بالضرورة على وجود ورم سرطاني لكن يجب استبعاد ذلك!
الآن ارقدي على الظهر وارفعي يدًا واحدة وضعيها تحت الرأس. واستعملي اليد الأخرى لملامسة الثدي في الجانب المعاكس لليد الموضوعة تحت الرأس. لامسي الثدي كله من عظم الترقوة عبر الحلمة وصولًا إلى ذيل الثدي أي الجزء الذي يمتد إلى منطقة الإبط.
لامسي الثدي بحركات حلزونية من الداخل خارجًا (أو عكس ذلك، يعود الاختيار إليك) بحثًا عن الكتل في الثدي وبخاصة تلك التي لم تتواجد هناك من قبل ثم ضعي اليد الأخرى تحت الرأس وافحصي الثدي في الجانب المعاكس بيدك الأخرى بنفس الطريقة بالضبط.
والفحص الذي أجريته إلى الآن كان هدفه ملامسة الثديين على الأضلاع والآن افحصي ثدييك وأنت جالسة واستعملي كلا اليدين. لامسي كل ثدي على انفراد وأنت تمسكين كل ثدي بحيث أن إصبع الإبهام توضع على أحد جانبي الثدي بينما توضع الأصابع الأخرى على الجانب الآخر.
افحصي أيضًا منطقتي الإبط ويوصى بفحص الإبط عند رفع الذراع بعض الشيء وليس للأعلى بالكامل. ابحثي عن غدد ضخمة أو صلبة أو أي تغيرات أخرى.
وبهذا ينتهي الفحص.
وهذا الفحص كله؟
إنه بسيط أليس كذلك؟ تذكري تكرار الفحص كل شهر.
خذي الوقت واحرصي على فحص الثدي كله والتعرف على جسمك. وكلما زادت معرفتك لجسمك سهل الانتباه إلى التغيرات.
وإذا صار في اعتقادي أنّي اكتشفت شيئا؟
إذا كنت تعتقدين أنك اكتشفت شيئًا فراجعي طبيب أو طبيبة العائلة أو أخصائي أو أخصائية طب النساء والتوليد مباشرة.
وهل هناك شيء آخر يمكنني القيام به؟
أحدثي تغييرًا إيجابيًا وانشري هذا المقال بين جميع صديقاتك.
لماذا؟
لأنك ربما ستنقذين حياة صديقتك المفضلة.
بعض كلمات التحفظ المهمة:
قد أجريت ثلاث دراسات كبيرة عالمية لمتابعة مئات آلاف النساء عشوائيًا ولم تشر أي منها إلى فروق من حيث احتمال الشفاء من سرطان الثدي والوفاة من جرائه بين النساء اللواتي تلقين إرشادات الفحص الذاتي والفحص الدوري والنساء اللواتي لم يفحصن أنفسهم إطلاقًا. فلذلك تم إلغاء التوصية العامة بإجراء الفحص الذاتي التي نشرتها الهيئات الصحية الإسرائيلية. ومع ذلك لا يزال العديد من الأطباء يوصون بإجراء الفحص وقد خلصت الدراسات إلى أن الفحص الذاتي يفيد على وجه التحديد النساء اللواتي تمت توعيتهن ويعرفن كيفية إجراء الفحص. وإذا كنتِ تريدين القيام بالفحص الذاتي فاتبعي الإرشادات الوارد وصفها في هذا المقال.
الدكتور موشيه روزنبلات هو طبيب متخصص بالجراحة في عيادة دغاني، التابعة لكلاليت في الخضيرة.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات