تعتبر مشكلة الكلف احدى المشاكل الصعبة والتي لم يستطع العلم إيجاد حل جذري لهذه المشكلة. وتعتبر التوصيات العامة لمنع حالات الكلف احدى الطرق الناجحة لمنع هذه الحالة ولمنع ازديادها. وتتضمن هذه التوصيات عدم التعرض لأشعة الشمس وأيضًا عدم التواجد في الأماكن الحارة لأن أشعة الشمس والحرارة المرتفعة تؤثران بشكل كبير على خلايا الـ melanocyte التي تفرز الصباغ وتؤدي إلى إثارتها، وبذلك تزيد الأخيرة من كمية الصباغ التي يفرز من الخلايا وظهور البقع السمراء.
تعتبر خلايا الـ melanocyte المحور الأساسي في علاج حالات الكلف، إذ أن هذه الخلايا تقوم بإفراز مادة الصباغ، فكلما إزدادت يحث ذلك الخلايا من حدتها وكما ذكر سابقًا خاصة عند ذوات البشرة القمحية تكون كمية هذه الخلايا مرتفعة وتكون قليلة جدا عند ذوات البشرة السمراء.
بالإمكان استعمال المساحيق التي تحتوي على مواد الـ Hydroquinone وأيضًا Retin A حيث تهدف الأولى إلى التخفيف من مدى اثارة خلايا الـ melanocyte وتؤدي الى استقرارها وبذلك تقلل من كمية افراز الصباغ. تساعدها على ذلك المادة الثانية أيضًا من خلال تأثيرها على ازالة مادة الصباغ نفسها بتأثيرات تدريجية على طبقة الجلد الخارجية.
تعتبر هذه العلاجات ناجحة ولكنها تتطلب فترة طويلة وتستمر إلى أشهر عديدة لتلقي النتائج وغالبًا ما تقوم هذه المواد بالتخفيف من حدة الحالة ولكنها لا يمكن اخفائها أو حل المشكلة بشكل كامل.
المجموعة الأخرى من العلاجات تهدف إلى ازالة مادة الصباغ والتي تتواجد في الطبقات الخارجية والتي ليس لديها أية تأثير على نسبة افرازها وكمية افرازها من خلايا الـ melanocyte.
تهدف هذه العلاجات إلى إزالة طبقة الجلد الخارجية والتي تتضمن مادة الصباغ (الميلانين). تتضمن هذه الطرق العلاج بواسطة الليزر الذي يقوم بشكل دقيق بإزالة الطبقة الخارجية للجلد، وعلى نفس المبدأ هناك الامكانية لإزالة الطبقة الخارجية للجلد باستعمال المواد الكيماوية وإجراء العلاج الذي يسمى "بيلينغ" peeling حيث يتم العلاج بواسطة دهن طبقة الجلد الخارجية بمواد كيماوية تؤدي إلى حرق هذه الطبقة وازالتها. وتختلف حدة هذا العلاج ومدى عمق العلاج والضرر الذي يؤدي إلى طبقات الجلد استناداً إلى مدى حامضية المواد الكيماوية، حيث كلما ارتفع تركيز هذه المواد الحامضية يكون التأثير على طبقة الجلد أكبر، وبهذا فإنه تتوفر علاجات peeling السطحي و peeling العميق والذي فيه يتم ازالة طبقات اعمق من الجلد، وذلك حسب تركيز المادة الحامضية التي تستعمل في الـpeeling. كذلك الأمر بالنسبة لاستعمال أشعة الليزر، فكلما ازدادت كمية هذا الاشعاع ازداد التأثير على طبقات الجلد وتم ازالة طبقات أكثر من الجلد ويكون الحرق أغمق.
في حالات الـpeeling السطحي تتطلب البشرة فترة 5-3 أيام لبناء نفسها، أما في حالات الـpeeling العميق والليزر الشديد فتكون هنالك حاجة إلى فترة اسبوع وحتى أسبوعين فيها يحذر على الشخص الخروج من المنزل واستعمال المساحيق لمعالجة الحرق في بشرة الوجه.
إن هذه العلاجات تهدف إلى ازالة الطبقة الخارجية من الجلد وبذلك تقوم أيضًا بإزالة الصباغ الموجود في طبقات الجلد. بشكل مبدئي تعتبر هذه العلاجات ناجحة ولكن لها العديد من النواقص أهمها أن بشرة الجلد الجديدة التي تنمو بعد الـ peeling أو علاج الليزر تكون حساسة بشكل كبير جدا للتعرض لأشعة الشمس حيث تبرز هذه الحساسية خاصة لخلايا الـ melanocyte التي تتعرض لها البشرة لأشعة الشمس، إذ إنها تثير خلايا الـ melanocyte التي تقوم بإفراز كمية كبيرة من مادة الصباغ وهكذا دواليك تعود على نفس المشكلة الأساسية والتي عانى منها الشخص قبل اجراء هذه العلاجات.
ثانيًا أوصي بعدم اجراء مثل هذه العلاجات في فترة الصيف حيث تكون اشعة الشمس في اقصاها وتؤثر سلبيًا على بشرة الوجه. يقوم غالبية الأطباء والمعالجين اجراء مثل هذه العلاجات في الشتاء.
ثالثا يوصي العديد من الأطباء والمعالجين التجميليين بعدم استعمال هذه العلاجات عند ذوي البشرة القمحية أو الغامقة أو السمراء وذلك لكثرة عدد خلايا الـ melanocyte, فاذا تعرضت لأشعة الشمس بعد العلاج فيكون لها رد فعل قاس يتميز بظهور بقع بيضاء في المناطق المتعالجة نفسها.
إن لعلاج الليزر والـ peeling فوائد أخرى غير تلك التي تهدف لإزالة البقع السمراء وهي تتضمن تنشيط البشرة ومعالجة التجاعيد الصغيرة. بالرغم من قدرة هذه العلاجات على معالجة مشكلة الكلف إلا أن لي تحفظات كثيرة لهذه العلاجات واختيار الحالات بشكل دقيق وتشديد حيث افضل الحالات عند الاشخاص ذوي البشرة الفاتحة والذين يلتزمون بشكل واضح بالمحافظة على عدم التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة لبعض العلاج، حيث أن هذه الشروط تعتبر صعبة فإن نسبة الاشخاص الذين يستطيعون القيام بهذا العلاج قليلة، ورغم كثرة الاقتراحات والعلاجات لمثل هذه المشكلة إلا أنني أوصي أولا بالامتناع عن التعرض لأشعة الشمس واستعمال الكريمات الواقية من اشعة الشمس بشكل اعتيادي ودوري يوميًا، وثانيا هناك الامكانية لاستعمال المواد التي تمنع من اثارة خلايا الـ melanocyte التي تحتوي على مادة الـ Hydroquinone وأيضا من المواد المفيدة الذي ذكرت اعلاه هي المواد التي تحتوي على Retin A، وثالثًا هناك الامكانية لاستعمال المواد المقشرة والتي تحتوي على حوامض بتركيز خفيف جداً بحيث يكون التأثير بطيئًا وخفيفًا وقد يتطلب أشهر عديدة لرؤية نتائج أولية.
آمل أن يتضمن المستقبل حلولاً أنجح وجذرية أكثر لمعالجة مثل هذه المشكلة والتي تسبب في الكثير من الأحوال إلى إعاقة نفسية شديدة.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات