إنّ التغيّرات التي تطرأ على جسم المرأة بعد الولادة تؤدّي إلى إحداث تغيّرات عديدة في الجسم، ومنها ما هو في منطقة الثديين، البطن والأرداف. فهذا الحدث العظيم – الولادة - الذي تكرّس له المرأة جسدها وعقلها وفكرها، يؤدّي في نهاية الأمر إلى تغيّرات بعضها يتحسّن مع مرور الوقت، وبعضها يكون بحاجة إلى إصلاح جراحيّ. تتضمّن التغيّرات السمنة الزائدة، خاصة في مناطق البطن والأرداف، وكذلك تهدل وترهل الثدي وفقدانه المنظر السابق للحمل والولادة، إضافة إلى ظهور التغيّرات البارزة في منطقة البطن، حيث
التغييرات في مرحلة ما بعد الولادة
تظهر التراكمات الدهنية في أسفل البطن والمناطق الجانبية، وكذلك التشقّقات الجلدية. تتعلق هذه التغيرات ومدى نجاح المرأة في إصلاحها والرجوع إلى الوضع ما قبل الحمل والولادة، تتعلّق بصفات المرأة وقدرتها على المحافظة على الغذاء المتوازن واتباع اللياقة البدنية لتشغيل العضلات. إنّ جسم المرأة بحاجة إلى عدة أشهر لاستعادة القدرات الداخليّة التي تساعد على التخلّص من الوزن الزائد والامتناع عن السمنة الزائدة والرجوع إلى الوضع ما قبل الحمل والولادة. رغم محاولات المرأة الجادة للرجوع إلى الوضع ما قبل الحمل والولادة, إلا أنّه في قسم كبير من الحالات يفشل الجسم في تحقيق ذلك. ولذلك، هناك حاجة إلى إجراء عمليات جراحية هدفها محاولة إصلاح ما تلف وإرجاع المظهر الخارجي السابق للمرأة.
عمليات الجراحية لتغيير التغييرات
الثدي
إنّ العمليات الجراحية لمعالجة التغيرات بعد الولادة متعددة ومتنوّعة، وتتضمّن العديد من المجالات، فهناك العمليات التي تعالج التغيّرات التي تطرأ على الثدي، وهي تنقسم إلى قسمين، الأوّل هو معالجة التهدّل في الثدي والآخر هو معالجة التقلص في حجم الثديّ، واستنادًا إلى وضعية الحالة ومدى الترهل في الثدي يتمّ تحديد العلاج. ففي قسم من الحالات، تكفي عملية تكبير الثدي التي تتمّ عبر إدخال بالونات السيليكون من خلف الثدي لإعطائه الحجم المرغوب. أما إذا كانت حالة الترهل متقدّمة، وهنالك هبوط واضح في شكل الثدي، فهناك حاجة إلى عملية رفع للثدي يتمّ فيها استئصال الأغشية الزائدة ومنحه الشكل الملائم. وفي حال اجتمعت تغيّرات مشتركة، فهناك الحاجة إلى إجراء جراحة مشتركة تشمل تكبير الثدي وإعطاءه حجمًا أكبر، وفي ذات الجراحة يتم رفع الثديّ واستئصال الأغشية المتزايدة.
منطقة البطن
بالنسبة إلى التغيّرات التي تظهر على منطقة البطن فهي تضمّ التشققات الجلدية. وتبرز هذه التشققات في الحالات التي يزداد فيها وزن الجسم بسرعة في أثناء الحمل، وتأتي التشققات لتدلّ على تمزّقات داخلية في الجلد تكون أشبه بندبة داخليّة. لا توجد طرق ناجحه لعلاج أو استئصال هذه التشقّقات سوى استئصالها، كما لا توجد أيّ دلائل على نتائج حسنة باستعمال المساجات أو المراهم لإخفاء هذه التشقّقات. في بعض الحالات يمكن اللجوء إلى مثل هذه الحلول بهدف تحسين المظهر الخارجي، حيث إنّ مثل هذه الطرق لا تخفي ولا تحسّن من مظهر هذه التشقّقات. وتُعتبر الطريقة الفضلى لعلاج هذه التشقّقات هي استئصال الجلد الذي تتواجد فيه. لتحديد مدى نجاح هذه الجراحة هناك حاجة لمعاينة هذه الحالات بعناية.
أسفل البطن والمناطق الجانبية
أمّا الترهّلات التي تطرأ على القسم الأسفل من البطن والمناطق الجانبية منه، فهنا يأتي دور عملية شدّ البطن لمعالجة هذه الحالات، وهناك إمكانية للقيام بعمليه مشتركة تشمل شفط الدهنيات وشدّ البطن. تعتبر عملية شد البطن إحدى العمليات الشائعة لدى النساء في العقدين الثالث والرابع من العمر، بعد انتهاء فترة الحمل والولادة. إنّ عملية شد البطن صالحة ولها نتائج حسنة عند الرجال الذين فقدوا عددً كبيرًا من الكيلوغرامات من وزنهم ويعانون من ترهل في الأغشية في القسم الأسفل من البطن. هذه العملية الجراحية يتمّ فيها استئصال الجلد والدهون من الأغشية الموجودة في أسفل البطن، إضافة إلى شدّ عضلات جدار البطن وإزالة الدهون وشفطها من الأطراف الجانبية للبطن. هذه الجراحة ناجحة وتعطي نتائج مرضية جدًّا نظرًا لما فيها من تحسّن يطرأ على الشخص المعالج عند حالة استئصال الأغشية الزائدة في القسم الأسفل من البطن. يُوصى بإجراء مثل هذه العمليات للنساء اللواتي أنهين فترة الحمل والولادة، حيث إن أساس هذه التغيّرات هو الحمل والولادة. لذا، يُنصَح بتأجيل هذه العملية حتى انتهاء فترة الحمل والولادة.
نمط الحياة السليم بعد العمليات التجميلية
إنّ للتغيّرات في الوزن التي تطرأ ما بعد مثل هذه الجراحات والعمليات التجميلية تأثيرًا سلبيًّا كبيرًا على النتيجة وعلى الجراحة التجميلية. لذلك، هناك حاجة ماسة بعد الحمل والولادة في المحافظة على الوزن واتباع الرياضة. ومثل هذه العمليات الجراحية التي تعالج منطقة الثدي أو منطقة البطن تعتبر ناجحة جدًا، وعلى الشخص المعالج أن يزيد من نسبة نجاحها عن طريق المحافظة على النتيجة، والامتناع عن زيادة الوزن والحفاظ عليه، فازدياد الوزن بعد مثل هذه العمليّات قد يؤدّي إلى تعطيل النجاح الجراحي الذي تمّ تحقيقه. إنّ مشاركة الشخص المعالج بشكل فعّال مهمّة هنا جدًّا، وأهمّ ما يجب القيام به هو: الحفاظ على وزن ثابت، ممارسة الرياض، والتغذية السليمة.
* المعلومات الواردة في الدليل هي معلومات عامة فقط. يرجى مراجعة في شروط الاستخدام وحماية المعلومات